وصفت نشرة "أخبار الساعة" توقيع مذكرة التفاهم بين حكومة الإمارات والأزهر الشريف بأنها مبادرة حضارية. وفالت في افتتاحية جريدة الاتحاد الإماراتية والمتحدث الرسمي بلسان الحكومة أن مذكرة التفاهم التي وقعت الأسبوع الماضي بين وزارة شؤون الرئاسة والأزهر الشريف لتمويل المشروعات والبرامج التي ينفذها الأزهر ودعمها بتكلفة إجمالية تبلغ 155مليون درهم إماراتي . تعد مبادرة حضارية تعكس إيمان دولة الإمارات بالدور المتميز الذي يقوم به الأزهر الشريف في نشر قيم الإسلام الصحيحة في شتى أرجاء العالم و التعبير عن الثقافة الإسلامية الأصيلة التي تكرس قيم التسامح والوسطية والاعتدال. وأشارت إلى أن المذكرة التي تستهدف إنشاء مكتبة رقمية متطورة جديدة وإنشاء المباني و المرافق للطلبة الدارسين لا شك في أنه سيكون لها أثرها الإيجابي في تفعيل دور الأزهر و تعزيز قدرته على الاهتمام بهموم المسلمين وتطلعاتهم في جميع أنحاء العالم. و تحت عنوان "نحو دعم قيم التسامح و الاعتدال" قالت إن هذه المبادرة لا تنفصل عن المبادرات الأخرى التي اعتادت دولة الإمارات تقديمها إلى مختلف المؤسسات العاملة في حقل الدعوة الإسلامية سواء في مصر أو غيرها من دول العالمين العربي والإسلامي. وأوضحت أن ذلك في إطار حرصها الواضح على دعم كل ما من شأنه أن يسهم في نشر مبادئ الدين الإسلامي الحنيف و تعاليمه و ما يتميز به من قيم نبيلة في مواجهة الجماعات التي تحاول من خلال سلوكياتها غير المسؤولة تشويه صورة الإسلام و تقديم صورة مغلوطة عنه لذا تدرك دولة الإمارات أن دعم الأزهر الشريف ومختلف المؤسسات العاملة في المجال الدعوي يعد ضرورة ملحة للدفاع عن الصورة الحقيقية للدين الإسلامي الحنيف باعتباره دين الوسطية والاعتدال والتسامح. وأضافت النشرة التي يصدرها " مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية " أن علماء الأزهر الشريف والعديد من الشخصيات العامة في مصر ثمنوا هذه المبادرة الطيبة والكريمة من جانب صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة " حفظه الله " .. مثمنين الدور الرائد و المتميز الذي تقوم به دولة الإمارات العربية المتحدة حكومة و شعبا في خدمة قضايا أمتها العربية والإسلامية. وأشارت إلى أن هذا يعد تقديرا لما تقوم به الدولة من أدوار نبيلة و ما تقدمه من مبادرات حضارية لخدمة الإسلام والمسلمين في أرجاء الأرض كلها سواء على صعيد الاهتمام بنشر تعاليمه السمحاء من خلال المساهمة في إنشاء المساجد والمدارس والمعاهد الدينية أو من خلال الدفاع عنه في مواجهة الحملات والدعاوى التي تحاول النيل منه أو تقدم صورة مشوهة مغلوطة عن تعاليمه ومبادئه والتصدي كذلك لنزعات التعصب والتطرف التي يحاول بعضهم إلصاقها به أو من خلال العمل على تنمية المجتمعات الفقيرة في العديد من الدول الإسلامية و مساعدتها على النهوض الاقتصادي عبر مشروعات متكاملة تستهدف تحقيق التنمية الشاملة والمتوازنة فيها. وأكدت " أخبار الساعة " في ختام مقالها الافتتاحي أن المشروعات الثقافية و الإنسانية التي تقوم بها دولة الإمارات أو تدعمها في الخارج سواء في الدول العربية والإسلامية أو غيرها .. إنما تعكس رؤيتها الحضارية السامية في النظر إلى العالم وما تجب أن تكون عليه العلاقات بين شعوبه بأديانها ومعتقداتها وثقافاتها المختلفة والمتباينة وهي الرؤية التي ترتكز على التعايش و التسامح بين الجميع بغض النظر عن اللون أو الجنس أو الديانة .. موضحة أن هذا ما يؤكده واقع التعايش الإيجابي بين عشرات الجنسيات والمعتقدات والثقافات على أراضيها بعيدا عن أي احتقانات أو توترات فالجميع يستظل بمظلة التعايش والتسامح التي ترعاها الدولة.