أكد المهندس سهيل المزروعى وزير الطاقة الإماراتي أن مستقبل الغاز الطبيعي في مصر والمنطقة في ازدهار بعد اكتشاف حقل غاز "شروق" في مصر والذي وصفه بالاكتشاف الكبير، وقال: "أتمنى مشروع مصر يتطور ويسد عجز مصر والمنطقة من الغاز الطبيعي". جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي له اليوم فى أبو ظبى على هامش احتفالات الأمارات بالعيد الوطنى ال ٤٤ لها وعيد الشهيد. وقال المزروعى أن اليوم الوطنى للإمارات يأتي هذا العام في وقت خاص بالنسبة للإماراتيين فهو يوافق الاحتفاء بيوم الشهيد، مشيرا إلى أن الإمارات قدمت أرواح طاهرة نحسبهم عند الله شهداء كونهم مصدر فخر للإمارتين لما قاموا به لنصرة الشرعية في اليمن. وتحدث المزروعى عن الانجازات التى حققتها الإمارات في مجال الطاقة، وقال أن الفترة الماضية شهدت انجازات غير مسبوقة، منها توسعة محطة الرويس من ٥٠٠ ألف إلى مليون برميل يوميا من قدرة المصافى، كما أن هذا العام شهد إطلاق الكثير من المشاريع والمبادرات التى تخص الابتكار والسياسة العامة للابتكار، وتم تخصيص ٣٠٠ مليار درهم للابتكار إلى عام ٢٠٢١، وهذا يجعل دولة الإمارات تدخل فى سباق التنافس مع الدول الكبرى في الابتكار، فلم تعد الأمارات دولة مستوردة ولكن مصنعة، مشيراً إلى أن الكثير لا يعرفون أن الأمارات دخلت هذه الصناعة فعلا، ودخلت في صناعة السيارات والكثير من المنتجات الموجودة في الأسواق بها صناعات إماراتية، كما أن أغلب أجهزة الهواتف بها أجزاء كثرة من مصنعة فى الإمارات من شركة بابو ظبى، فضلا عن أن احدث الطائرات التى نركبها أجزاء من أجنحتها مصنع في إمارة العين، مؤكدا على أن الإمارات نسعى لجلب المبتكرين من دول العالم. وأضاف المزروعى: "فى الطاقة كذلك شهدنا إطلاق الكثير من المشاريع النوعية، وقبل أسبوع أطلقنا مشروع لأحدث الإمكانيات لتحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية، ووضعنا ٤ شركات تتنافس لعمل تقنيات رخيصة لأول مرة تستخدم فى الإمارات، وهذه التقنية سوف تقدم حلولا لمجال تحلية المياه في دول العالم وخاصة دول الخليج، كما أن الأيام الماضية شهدت إطلاق المرحلة الثانية من مجمع الشيخ محمد بن راشد للطاقة الشمسية وهى خطوة من خطوات عديدة لإنشاء 500 ميجاوات من الطاقة الشمسية حتى عام 2030 بأمارة دبى". كما أشار المزروعى إلى أنه تم تدشين مركز بروج للأبحاث فى ابو ظبى بتكلفة 150 مليون دولار، وهو الأحدث من نوعه فى العالم وبه اختبارات دقيقة لجميع الصناعات التى تحدثنا عنها مثل السيارات وغيرها وهو مؤهل لإنتاج مليون طن من المنتجات النوعية فى البتروكيماويات، كما أن وزارة الطاقة أطلقت الخطوة الجريئة لتحرير أسعار المشتقات البترولية، وقد وسبقنا دول العالم العربى والإسلامي فى هذه الخطوة بعد دراسات مستفيضة وإشراك الإعلام للترويج لهذه النقل النوعية التى بشهادة الجميع فهى خطوة فى الاتجاه الصحيح نحو إصلاح اقتصادي كثير، موضحا أن الكثير من أشقائنا العرب طلبوا الاستفادة منها، لأنها تسعد على تغيير نمط السلوك من جهة الاستهلاك إضافة إلى ترشيد استهلاك الماء والكهرباء من خلال مبادرة للكهرباء والبيئة أشركنا فيها الكثير من الفئات وربات البيوت والمدارس والمستشفيات ومستمرون فى هذا المشوار لتقليل ١٠٪ من استهلاك الفرد سواء كان مواطن أو مقيم. وأكد المزروعى أن خليط الطاقة هو التحدى الذى يواجه العالم، مشيرا إلى أن الإمارات لديها خليط من الطاقة مكون من الغاز الطبيعى والطاقة النووية والطاقة الشمسية، مشيرا إلى أن الطاقة الشمسية والنووية تعد مصادر خضراء لا تنتج ثانى أكسيد الكربون، ولذلك فأن هدف الإمارات أن نصل لعام 2021 ليكون 70% من الاستخدام للغاز الطبيعى وال30% الأخرى مصادر خضراء لا ينتج عنها ثانى أكسيد الكربون. وأشار إلى أن الإمارات في المراحل النهائية من إستراتيجية الطاقة التى سيتم رفعها لمجلس الوزراء بعد اعتمادها من الامارات، كما أنه تم التوقيع على الكثير من مذكرات التفاهم مع الدول للتعلم من افضل الوسائل للترشيد لتقليل الفاقد سواء طاقة او مواد بناء وعوازل. وحول التعاون بين دول الخليج في مجال الطاقة، قال المزروعى: "نتعاون مع مجلس التعاون الخليجى وقدمنا عرض عن تجربة الإمارات في مجال الترشيد، واستمعنا منهم لتجاربهم والتحدى الكبير الذى يواجه الخليج هو نمو الطلب على الكهرباء، لذلك يجب أن نعمل سويا لتخفيض الطلب على الطاقة"، مؤكداً على أن الامارات كعضو في منظمة الأوبك للدول المصدرة للبترول لها دور محورى فى امداد الطاقة والبترول للكثير من شركائها فى الشرق، وقال: "نحن ملتزمون بالتعاقدات وسوف نستمر في الاستثمار فى قطاع النفط والغاز والكيماويات لسد أى خلل مستقبلى فى الإمداد، لكننا لم نغرق السوق فى الماضى ولن نغرقه في المستقبل، ونحن دائما ننتج حسب الطلب وموازنة العرض والطلب ووف نستمر في هذه السياسة". وشدد المزروعى على أن الأمارات عملت على وضع سياسة لإعادة أستثمار عوائد النفط في استثمارات دولية ومحلية وإقليمية، مشيرا إلى أن الاقتصاد الاماراتى في 2014 بلغ ٤٠٠ مليار دولار، وقال " نحن نتنافس نحو زيادة الدخل القومى غير النفطى ووضعنا إستراتيجية تحدث عنها الشيخ محمد بن زايد ولى عهد أبو ظبى حينما قال نريد أن نكون جاهزين للاحتفال عندما نصدر أخر برميل من النفط وهذا يعنى تنويع الاقتصاد وعدم الاعتماد على النفط، وتشكيل اقتصاد قومى قادر على مواجهة التحديات ". وردا على سؤال حول أن كانت الإمارات لديها تصورات معينة لشكل سوق النفط مستقبلا بعد رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران، قال المزروعى أنه لن يتحدث عن ذلك، لكنه أشار إلى أنه يتمنى الرفاهية والخير للجميع، مضيفاً " نحن نتعاون مع الجميع ونجتمع ونؤكد دوماً على أن أى زيادة غير مدروسة في الإنتاج لا أعتقد أنها الطريقة الصحيحة لموازنة السوق، لذلك يجب أن تنتج الدول بطرقة متوازنة".