ذهبت مع والدتها لاجراء عملية جراحية بسيطة لن تستغرق 5 دقائق بحسب تأكيد الاطباء. وخرجت بعد عدة ساعات فاقدة للنطق بعدما سلبت منها كل مسببات الحياة، لتنظم لقائمة طويلة من ضحايا الاهمال الطبي بالمستشفيات فى السويس، كان آخرها الفتاة "ياسمين .م" التي توفت الجمعة الماضية بمستشفى السويس العام، لعدم وجود سرير مجهز بوحدة العناية المركزة، التي تضم 17 سريرا فقط. "نسمة" فتاة كانت قد بدأت عامها السابع والعشرين منذ أيام، شعرت بألام بمنطقة البطن، وكشفت الفحوصات الطبية إنها تعاني من وجود كتله لحمية على الرحم، وأن الامر يستلزم تدخل جراحي. ذهبت نسمة مع والدتها، يسألون عن أفضل المستشفيات لاجراء العملية، ومن سوء حظهم وقع اختيارهم على إحدى المستشفيات الخاصة في السويس. 2500 جنيه سددتها الأم بخزينة المستشفى قبل أن تسلم ابنتها للأطباء الذين لا يعلمون من الطب سوى المشرط لشق جيوب البسطاء، وكانت الضحية هذه المرة فتاة طيبة وبسيطة تعمل بمحل حلويات شهير في السويس. "30 دقيقة" هي المدة التي حددها الأطباء لإجراء العملية، لكنها ترجمت لأكثر من ساعتين، وقد شابها حالة ارتباك بدت واضحة على العاملين بالمستشفى، حاولت والدتها أن تطمأن فأخبروها أن نتيجة العملية جيدة، وأن ابنتها سيتم نقلها لغرفة الإفاقة. طلبت رؤيتها فمنعوها، زادت شكوك الأم ومخاوفها، اقتحمت الغرفة التي ادعوا أنها للإفاقة، لتجد ابنتها صاحبة الوجة الأبيض الرقيق وقد شحب وأرزق لونه، وفارقت الحياة. خرجت الأم وأطلقت صرخاتها وعيونها تذرف الدموع دما حزنا عليها، وقد حاول طاقم التمريض نقلها خفية من غرفة العمليات إلى غرفة مجاورة، إلا أن أسوأ ما في الأمر لم يظهر بعد، فقد تطور الأمر وحضر بعض الأهل والأصدقاء، واكتشفوا أن الفتاة لم تجر لها عملية جراحية، وأنها توفت بعد حقنها بجرعة بنج زائدة، أدت إلى انخفاض حاد بالدورة الدموية وفارقت الحياة. وأشارت الأم إلى أن أبنتها توفت من جراء البنج، قبل أن تجري العملية، وقد نقل الأطباء جثمانها لمكان آخر لإخفاء سبب الوفاة، واتهمت إدارة المستشفى بالتسبب في وفاتها. وتوجهت الأم لقسم شرطة السويس وحررت محضر بالواقعة، وأمام حالة الغضب والاحتقان من أهالي المريضة لأطباء المستشفى، تم الدفع بقوة من قسم شرطة السويس لإثبات الواقعة وتأمين المستشفي، وتم تحرير محضر بوفاة الفتاة، وأحيل للنيابة التي أمرت بنقل الجثة لفرع مصلحة الطب الشرعب بالإسماعيلية وفحص الجثة لتحديد سبب الوفاة.