أعلن وزير المالية السعودي د. إبراهيم العساف، أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، أصدر أمره بتنفيذ توسعة كبرى للحرم النبوي الشريف في المدينةالمنورة. وتأتي هذه الخطوة ،امتدادا لحرص الملك عبد الله بن عبد العزيز، وجهوده في خدمة الإسلام والمسلمين، التي كان آخرها تنفيذ أكبر توسعة في تاريخ المسجد الحرام بمكةالمكرمة، مما سيؤدي إلى تقديم خدمة جليلة لزوار مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأوضح العساف أن مشروع الملك عبد الله لتوسعة الحرم النبوي الشريف سينفذ على ثلاث مراحل، تتسع الأولى منها لما يتجاوز 800 ألف مصل، وفي الثانية والثالثة سيتم توسعة الساحتين الشرقية والغربية للحرم بحيث تستوعب 800 ألف مصل إضافيين. وأضاف وزير المالية السعودي أن التوسعة تأتي مكملة للمشاريع الأخرى التي أمر بها خادم الحرمين بهدف التيسير على الحجاج والمعتمرين وزوار مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنها على وجه الخصوص التوسعة الحالية للمسجد الحرام، والمسعى، وجسر الجمرات، ومشروع إعمار مكةالمكرمة، وقطار الحرمين، وبوابة مكةالمكرمة، ومطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز قد أصدر أمرا في أغسطس من عام 2005، باستكمال الأعمال المتبقية من مشروع توسعة المسجد النبوي الشريف وبتكاليف إجمالية قدرها 4.7 مليار ريال (1.25 مليار دولار)، كما وجه بسرعة تنفيذ هذه المشاريع وأن تنفذ على الوجه الأكمل. وشملت تلك الأعمال حينها توسعة المسجد النبوي، وتركيب 182 مظلة تغطي جميع مساحات المسجد النبوي الشريف، لوقاية المصلين والزائرين من وهج الشمس ومخاطر الأمطار، خاصة حوادث الانزلاق جراء هطول الأمطار، وتكون هذه المظلات مجهزة بأنظمة لتصريف السيول وبالإنارة وتفتح آليا عند الحاجة، حيث تغطي المظلة الواحدة 576 مترا مربعا، وسوف يستفيد منها عند انتهائها أكثر من 200 ألف مصل. كما شملت التوسعة تنفيذ الساحة الشرقية للمسجد النبوي الشريف البالغة مساحتها 37 ألف متر مربع، لتستوعب عند انتهائها أكثر من 70 ألف مصل، وستنفذ تحتها مواقف للسيارات والحافلات تستوعب 420 سيارة و70 حافلة كبيرة. كما تشمل الأعمال تنفيذ دورات مياه مخصص معظمها للنساء، ومواقف مخصصة لتحميل وإنزال الركاب من الحافلات والسيارات. إلى جانب تنفيذ مداخل ومخارج مواقف السيارات بالمسجد النبوي، حيث يشمل ذلك تنفيذ ثلاثة أنفاق لربط مواقف السيارات بطريق الملك فيصل (الدائري الأول). وأيضا استكمال طريق الملك فيصل الدائري الأول، الذي يشتمل على تقاطع طريق الملك فهد (الأجزاء الممتدة بين مدخل المدينة الشرقي وما بعد شارع أبي بكر الصديق) ليلتقي مع الجزء المنفذ من طريق الملك فيصل (الدائري الأول). والتقاطعات الجنوبية (الأجزاء الممتدة بين طريق علي بن أبي طالب وطريق عمر بن الخطاب)، وأنفاق المشاة الشمالية والجنوبية وعددها سبعة أنفاق. وتنفيذ امتداد نفق المناخة من الناحية الجنوبية إلى خارج طريق الملك فيصل، وأخيرا استكمال تنفيذ الشوارع والأرصفة والإنارة الدائمة في المنطقة المركزية. ولا تعد التوسعة التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين هى الأولى في تاريخ توسعة المسجد النبوي، حيث أولت الحكومة السعودية المسجد النبوي عناية ورعاية منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز، آخذة في الاعتبار تزايد أعداد المسلمين الذين يقصدون الديار المقدسة لأداء مناسك الحج وزيارة المسجد النبوي بالمدينة، وهذا ما جعل الملك عبد العزيز يذيع للعالم الإسلامي بيانا أعلن فيه اعتزامه تنفيذ مشروع توسعة الحرمين المكي والمدني، بدءا بالمسجد النبوي، وهي تعتبر أكبر توسعة مرت على المسجد حتى ذلك الوقت، حيث بلغ مساحتها 6024 مترا، والمساحة التي أزيلت في عمارة السلطان عبد المجيد هي 6247 مترا فتكون مساحة العمارة السعودية 12271 مترا، وقد بدأ الهدم، وانتهى البناء عام 1956 في عهد الملك سعود بن عبد العزيز. ويشتمل مشروع توسعة وعمارة المسجد النبوي على إضافة مبنى جديد بمساحة 82 ألف متر مربع، يحيط ويتصل بمبنى التوسعة السعودية الأولى من المسجد النبوي من النواحي الثلاث (الشمالية والشرقية والغربية). وبإضافة تلك المساحة الجديدة، تصبح المساحة الإجمالية للدور الأرضي الرئيسي للمسجد النبوي بما في ذلك مساحة مبنى التوسعة السعودية الأولى وما قبلها من توسعات نحو 98.500 متر مربع. ويعود تاريخ المسجد النبوي إلى السنة الأولى من الهجرة وكان طوله سبعين ذراعا، وعرضه ستين ذراعا، أي ما يقارب 35 مترا طولا، و30 عرضا. وجعل أساسه من الحجارة، والدار من اللَّبِن وهو الطوب الذي لم يحرق بالنار، وجعل له ثلاثة أبواب، وسقفه من الجريد.