حذرت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (فاو) من تزايد الخلل في التوازن بين إنتاج واستهلاك المياه في 19 دولة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من بينها مصر. بسبب ندرة المياه وسوء الاستهلاك وزيادة معدلات الجفاف والتصحر بسبب التغيرات المناخية. وقال المدير الإقليمي للفاو بالقاهرة عبد السلام ولد أحمد -في كلمة أمام مؤتمر حول ندرة المياه بدأ أعماله الثلاثاء27 أكتوبر, - إن الفاو تعمل بأقصى جهدها بالتنسيق مع الدول الأعضاء في المنطقة من أجل الحد من هذه الخلل وإعادة التوازن المفقود بين معدلات إنتاج واستهلاك المياه، وإن المبادرة التي أطلقتها الفاو قبل عامين من أجل "الإدارة المستدامة للمياه المستخدمة في الزراعة وتحقيق الأمن الغذائي في إقليم الشرق الأدنى وشمال إفريقيا". وأضاف أن المبادرة أتاحت وجود إستراتيجية إقليمية تعاونية بشان الإدارة المستدامة للمياه المستخدمة في الزراعة، ما يساعد في تحديد وتبسيط السياسات والحوكمة والممارسات التي تحقق الأمن المائي والغذائي، وقال "نعمل مع شركائنا في الإقليم على تحديد الإصلاحات في مجال الحوكمة والخيارات الاقتصادية والمؤسسية والتقنية، وتشجيع الرؤى المبتكرة والأفكار غير التقليدية لمواجهة التحديات المتعلقة بتحسين كفاءة واستدامة استخدام المياه في الزراعة في إطار تزايد معدلات ندرة الموارد المائية في الإقليم". وكشف المدير الإقليمي للفاو بالقاهرة عن أن الإستراتيجية نجحت في إيجاد آليات للمشاكل المتصلة باستهلاك مياه الري المستخدمة في الزراعة وتحديد الثغرات بشكل منتظم وتبادل الخبرات والتنسيق والتعاون بين أصحاب المصلحة على المستويات المحلية والقطرية والإقليمية وتوثيق خيارات سد الثغرات في المعارف والمعلومات. وأوضح أن إستراتيجية الفاو تدعم المبادرات الإقليمية القائمة مثل الإستراتيجية العربية للأمن المائي العربي (2010/2030)، والمبادرة الإقليمية لتقييم تأثير تغير المناخ على الموارد المائية، والآثار الاجتماعية والاقتصادية لندرة المياه والإستراتيجية العربية للزراعة المستدامة والإستراتيجية العربية للحد من المخاطر. ولفت إلى أن الإستراتيجية عُرضت أمام مؤتمر "أيام الأراضي والمياه في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" الذي عُقد في العاصمة الأردنية عمان أخر 2013 وتم إقرارها في المؤتمر الإقليمي لمنظمة الفاو الذي عُقد في القاهرة العام الماضي. يذكر أن دكتور حسام مغازي وزير الموارد المائية والري افتتح في وقت سابق أعمال المؤتمر بكلمة اعلن فيها أن إنتاج مصر من المياه سنويا يبلغ نحو 60 مليار متر مكعب، من بنيها 5ر55 مليار متر مكعب حصة مصر في مياه النيل والباقي من المياه الجوفية وحصاد الأمطار، بينما يبلغ الاستهلاك حالياً اكثر من 75 مليار متر مكعب، ويتم سد النقص بين الإنتاج والاستهلاك من خلال إعادة تدوير نحو 15 مليار متر مكعب من مياه الصرف. وكشف مغازي، أنه تم وضع استراتيجية مائية حتى عام 2050 لمواجهة الطلب المتزايد على الموارد المائية مع زيادة النمو السكاني وارتفاع معدلات النمو الزراعي والصناعي، موضحا أن الاستراتيجية تعتمد على حملات توعية بترشيد استهلاك المياه ووقف التعديات والمخالفات والحد من عمليات تلويث المياه، وحسن إدارة وتوزيع منظومة الموارد والاستخدامات المائية عموما والمياه الجوفية على وجه الخصوص من اجل ضمان أطول فترة عمرية للخزان الجوفي.