ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أنه في الوقت الذي يعمل فيه المجتمع الدولي على تقييم الموقف الحالي في سوريا ، فانه من الأهمية أن نضع في الاعتبار ما قد يقوم به الناتو حال تدخله هناك. وسلط مارك جارلاسكو ( مسئول عسكري أمريكي كبير سابق متخصص في تقييم الحروب والعمليات العسكرية) الضوء - في تقرير نقلته صحيفة " واشنطن بوست " الأمريكية - على ما أحدثته قوات حلف شمال الأطلسي – ناتو- من أضرار مادية وبشرية جسيمة في ليبيا وأفغانستان. وأشار إلى أن الغارات التي شنتها قوات الناتو أودت بحياة الكثيرين من الأبرياء من النساء والأطفال ورفضوا التحدث معه بشأن عمليات القتل تلك بل حتى تكتموا إعلاميا عليها فضلا عن رفضهم إجراء تقييمات على ارض الواقع وإحصاء القتلى جراء هذه العمليات. ونقلت الصحيفة عن جارلاسكو قوله "لقد قمت بالتحقيق فيما قام به الناتو في ليبيا العام الماضي بينما كنت أعمل في ذات الوقت بمكتب الأممالمتحدة لحماية المدنيين فى أفغانستان "، مشيرا إلى أن الطريقة التى تعامل بها مسئولون من الناتو معه فى طرابلس وكابول كانت مثيرة للدهشة فقد جمعتني علاقات جماعية مفتوحة مع مسئولين من الناتو في أفغانستان ، وأخرى خصومية فاترة مع المتواجدين في ليبيا". ولفت جارلاسكو إلى أنه في أغسطس 2011 قامت طائرات الناتو بإسقاط قنابل ليزر موجهة على ثلاثة منازل حولتها إلى أنقاض بإحدى المدن الليبية وأسفرت عن مقتل 34 مدنيا وهى أكبر خسارة في أرواح المدنيين يرتكبها الناتو فضلا عن إصابة 38 آخرين . وتابع مارك جارلاسكو قائلا باعتباري رئيس فريق تحقيق الأممالمتحدة في أنشطة الناتو كانت لدي السلطة الكاملة للتجول بين الحطام وفى بعض القرى الريفية القريبة من مصراته حينما كنت أقوم باستجواب الناجين لجمع الأدلة لمعرفة ما الذي حدث بالضبط ، لم أحرك ساكنا عندما شاهدت المنقذين يجاهدون بشكل محموم من أجل البحث عن ناجين تحت الركام وفجأة عاد قائد طائرة الناتو مرة أخرى وألقى قنبلة ليزر موجهة على المنقذين رغم أنه كانت لديه القدرة على تمييز المنقذين وهم يحاولون العثور على ناجين. ومضى المسئول العسكري الأمريكي الكبير يقول " رغبت في التحدث مع مسئولي الناتو للوقوف على ملابسات الحادث وللمساعدة على تدشين مبادرة الدروس المستفادة من الضحايا المدنيين، لكن مسئولي الناتو رفضوا مقابلتي - إن مسئولي الناتو لم يتطرقوا إلى الضحايا المدنيين في جلساتهم ورفضوا إجراء تقييمات على أرض الواقع للآثار المترتبة على مقتل المدنيين في ليبيا - كما أن هذه القضية لن تقوم لها قائمة بأي حال من الأحوال. وطرح المسئول العسكري الأمريكي السابق تساؤلا حول " كيف يمكن للناتو الحفاظ على موقفه من حماية المدنيين في حين يرفض الإقرار بأنه ألحق بهم أضرارا كبيرة؟.