متي تبدأ امتحانات الشهادة الإعدادية الترم الثاني 2025 بالمنيا؟    نمو مبيعات التجزئة في الصين بنسبة 5.1% خلال الشهر الماضي    مواعيد مباريات اليوم الإثنين والقنوات الناقلة.. ليفربول يصطدم ب برايتون    الأهلي يحدد موعد إعلان تنصيب ريفيرو مديراً فنياً للفريق    الكنائس الأرثوذكسية الشرقية تجدد التزامها بوحدة الإيمان والسلام في الشرق الأوسط من القاهرة    إسرائيل تواصل تصعيدها.. استشهاد 171 فلسطينيا في قطاع غزة    طقس اليوم: حار نهارا معتدل ليلا.. والعظمى بالقاهرة 32    الجرافات الإسرائيلية تهدم سور المستشفى الإندونيسي في قطاع غزة    سعر الدولار أمام الجنيه الإثنين 19-5-2025 في البنوك    المجلس الرئاسي في ليبيا يشكل لجنة هدنة بدعم أممي    تفاصيل حرائق مروعة اندلعت فى إسرائيل وسر توقف حركة القطارات    الأغنام والماعز.. أسعار الأضاحي 2025 في أسواق الشرقية (فيديو)    سعر الذهب في مصر اليوم الاثنين 19-5-2025 مع بداية التعاملات    منافس الأهلي.. إنتر ميامي يتلقى خسارة مذلة أمام أورلاندو سيتي    بعد فرز الأصوات.. رئيس بلدية بوخارست دان يفوز بانتخابات الرئاسة    عمرو دياب وحماقي والعسيلي.. نجوم الغناء من العرض الخاص ل المشروع x    هل هناك فرق بين سجود وصلاة الشكر .. دار الإفتاء توضح    اليوم.. الرئيس السيسي يلتقي نظيره اللبناني    شيرينجهام: سأشجع الأهلي في كأس العالم للأندية    خلل فني.. ما سبب تأخر فتح بوابات مفيض سد النهضة؟    بتهمة فعل فاضح، حجز حمادة عزو مشجع مالية كفر الزيات    من بين 138 دولة.. العراق تحتل المرتبة ال3 عالميًا في مكافحة المخدرات    نجل عبد الرحمن أبو زهرة يشكر للرئيس السيسي بعد اتصاله للاطمئنان على حالة والده الصحية    الخارجية التركية: توسيع إسرائيل لهجماتها في غزة يظهر عدم رغبتها بالسلام الدائم    طريقة عمل صوابع زينب، تحلية مميزة وبأقل التكاليف    مصرع شخص وإصابة آخر في حادث تصادم أعلى كوبري الفنجري    تأجيل محاكمة المتهمين بإنهاء حياة نجل سفير سابق بالشيخ زايد    على فخر: لا مانع شرعًا من أن تؤدي المرأة فريضة الحج دون محرم    تعرف على موعد طرح كراسات شروط حجز 15 ألف وحدة سكنية بمشروع "سكن لكل المصريين"    ترامب يعرب عن حزنه بعد الإعلان عن إصابة بايدن بسرطان البروستاتا    الانَ.. جدول امتحانات الترم الثاني 2025 بمحافظة المنيا ل الصف الثالث الابتدائي    محمد رمضان يعلق على زيارة فريق «big time fund» لفيلم «أسد».. ماذا قال؟    بعد إصابة بايدن.. ماذا تعرف عن سرطان البروستاتا؟    نجل عبد الرحمن أبو زهرة لليوم السابع: مكالمة الرئيس السيسي لوالدي ليست الأولى وشكلت فارقا كبيرا في حالته النفسية.. ويؤكد: لفتة إنسانية جعلت والدي يشعر بالامتنان.. والرئيس وصفه بالأيقونة    تعرف على موعد صلاة عيد الأضحى 2025 فى مدن ومحافظات الجمهورية    شيكابالا يتقدم ببلاغ رسمي ضد مرتضى منصور: اتهامات بالسب والقذف عبر الإنترنت (تفاصيل)    هل يجوز أداء المرأة الحج بمال موهوب؟.. عضوة الأزهر للفتوى توضح    أحكام الحج والعمرة (2).. علي جمعة يوضح أركان العمرة الخمسة    تقرير التنمية في مصر: توصيات بالاستثمار في التعليم والصحة وإعداد خارطة طريق لإصلاح الحوكمة    مصرع شابين غرقا أثناء الاستحمام داخل ترعة بقنا صور    قرار تعيين أكاديمية «منتقبة» يثير جدلا.. من هي الدكتورة نصرة أيوب؟    رسميًا.. الحد الأقصى للسحب اليومي من البنوك وATM وإنستاباي بعد قرار المركزي الأخير    القومى للاتصالات يعلن شراكة جديدة لتأهيل كوادر مصرفية رقمية على أحدث التقنيات    في أول زيارة رسمية لمصر.. كبير مستشاري الرئيس الأمريكي يزور المتحف المصري الكبير    البابا لاوون الرابع عشر: العقيدة ليست عائقًا أمام الحوار بل أساس له    مجمع السويس الطبي.. أول منشأة صحية معتمدة دوليًا بالمحافظة    حزب "مستقبل وطن" بسوهاج ينظم قافلة طبية مجانية بالبلابيش شملت الكشف والعلاج ل1630 مواطناً    وزير الرياضة يشهد تتويج جنوب أفريقيا بكأس الأمم الإفريقية للشباب    بتول عرفة تدعم كارول سماحة بعد وفاة زوجها: «علمتيني يعنى ايه إنسان مسؤول»    أحمد العوضي يثير الجدل بصورة «شبيهه»: «اتخطفت سيكا.. شبيه جامد ده!»    أكرم القصاص: نتنياهو لم ينجح فى تحويل غزة لمكان غير صالح للحياة    ننشر مواصفات امتحان مادة الرياضيات للصف الخامس الابتدائي الترم الثاني 2025    دراما في بارما.. نابولي يصطدم بالقائم والفار ويؤجل الحسم للجولة الأخيرة    تعيين 269 معيدًا في احتفال جامعة سوهاج بتخريج الدفعة 29 بكلية الطب    بحضور رئيس الجامعة، الباحث «أحمد بركات أحمد موسى» يحصل على رسالة الدكتوراه من إعلام الأزهر    الأهلي ضد الزمالك.. مباراة فاصلة أم التأهل لنهائي دوري السلة    مشروب طبيعي دافئ سهل التحضير يساعد أبناءك على المذاكرة    ما لا يجوز في الأضحية: 18 عيبًا احذر منها قبل الشراء في عيد الأضحى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قريع: مصر ستظل الحاضنة للقضية الفلسطينية
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 13 - 05 - 2015

أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شئون القدس، أحمد قريع أن "مصر ستظل الحاضنة الأساسية للقضية الفلسطينية التي نتكئ عليها دائما، فكلما ضاقت بنا نلجأ لمصر.
وقال قريع – في مقابلة مع موفد وكالة أنباء الشرق الأوسط إلى رام الله بالضفة الغربية الأربعاء 13 مايو – "إننا ندعو مصر وقيادتها، وهي تفتح صفحة جديدة لخير الشعب المصري، بأن تظل القضية الفلسطينية كما عهدنا دائما في قلب وعقل السياسة المصرية، وأن تعيننا على الواقع الجديد الذي تمر به المنطقة العربية، فالمنطقة بلا شك تمر بمرحلة تغيير يبدو شاملا، والتي ترافق معها كثير من الدمار والتدمير والتشقق والتصدع سواء في الموقف العربي أو في الجغرافيا العربية".
وحذر من نتائج ذلك إذا لم تدرك الأمة ما يجري من حولها ، وتنتبه إلى الأصابع التي تتدخل في المنطقة في محاولة خلق هذا الواقع الجديد، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه يظل في المنطقة حراس أمناء نثق في قدرتهم على استيعاب ما الذي يجري وما هي خلفياته.
وأوضح قريع أن الجماهير العربية تريد أن ترى تغييرا، لكن ساهم تدخل العوامل الخارجية الأخرى في محاولة تصعيد هذا الواقع، مشيرا إلى أن ما يجري سواء في العراق وسوريا وليبيا واليمن نتائجه جسيمة وخطيرة على الواقع العربي، معبرا عن خشيته من تقسيم أو محاولة وضع ترتيبات طائفية عرقية ودينية في المنطقة، مشددا على أن هذا كله ليس للمصلحة، لأنه سوف يكون على حساب القضايا المركزية لهذه الأمة، من حيث التداعيات والتأثيرات على المنطقة بأسرها، وأبرزها القضية الفلسطينية التي يرى أنها بدأت تأخذ مركزا متدنيا عما كان عليه منذ نشوء القضية الفلسطينية والصراع العربي الصهيوني، كونها القضية الأولى للأمة.
وحول استغلال إسرائيل لحالة عدم الاستقرار الحادثة في المنطقة للمضي قدما في مخططاتها الاستيطانية، قال قراقع، إن إسرائيل تقوم بلا شك في ظل هذا الوضع العربي بتسريع وتيرة إجراءات استكمال مخططات تهويد القدس التي هي العنوان والدولة بالنسبة لنا .. فبلا قدس لا يوجد دولة فلسطينية، ولا قيمة لأية دولة فلسطينية دون القدس.. وبقدس ليس كما يخططون بمنحنا متناثرات لا سيطرة عليها .. بل القدس الشرقية عاصمة، وبهذا فقط يصير هناك سلاما وبغيره لن يحدث أي حل للقضية .. القدس هي مفتاح الحل.. لن يقبل المواطن الفلسطيني، شابا أو عجوزا، بوضع آخر"، مشيرا إلى عدم قدرة الفلسطينيين أنفسهم على التوحيد والمصالحة الوطنية ستجعلنا عاجزين عن مواجهة المشكلة".
ودعا "أبناء الشعب الفلسطيني كافة لترك النزاع والخلافات والتباين الشديد في وجهات النظر جانبا، وإعادة ضبط كافة التحركات باتجاه إعادة ترميم البيت الفلسطيني من الداخل والتوجه إلى الوحدة الوطنية التي دونها لا انتصار على المحتل المستفيد الأول من ذلك كله"، مشيرا إلى أن ما يحدث في غزة ليس خطوة على الطريق ولا يفيد العمل الوطني ولا القضية الفلسطينية وسيدخلنا في متاهة.
وبخصوص ممارسات الاحتلال بحق الفلسطينيين رغم مناشدات المجتمع الدولي، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن ما يجري على أرض فلسطين من قبل الاحتلال هو شئ خطير في الحقيقة، وهناك عملية استفراد إسرائيلي بما تمتلك من تكنولوجيا وقوة وجبروت مهداة لها من أمريكا وأوروبا، وهذا ما أعطاها المجال للعربدة في القدس والاستهانة بمطالب الفلسطينيين، وأن يدير الاحتلال ظهره، سواء لمتطلبات المنطقة واحتياجاتها أو لمطالب العالم، مشيرا إلى بشاعة المستوطنات والطرق الالتفافية وما يسمى المناطق الأمنية والخضراء التي التهمت نحو 87 % من أراضي فلسطين وتركت لأصحاب الأرض 13 % فقط للبناء والإسكان والنمو الطبيعي.
وأضاف قريع أن من أخطر ما يقوم به الاحتلال في القدس هو محاولة تغيير التاريخ والتراث والحضارة العربية والإسلامية بالمدينة المقدسة، ومحاولة تزوير التاريخ والادعاء بأن هذه مراكز لليهود للعبادة وغير العبادة .. إلخ، إضافة إلى الحفريات والأنفاق البشعة الكثيرة وغير المحدودة، لدرجة أنه يمكن القول إن البلدة القديمة في القدس جميعها في أسفلها عبارة عن بلد آخر، سعيا وراء إثبات وجود آثار لما يدعون أنه "الهيكل" عبر محاولات تزوير وتعتيق الحجر، لافتا إلى أنهم في الحقيقة لم يجدوا أي شئ يدعم أفكارهم المزعومة، فما يجدونه من آثار هي عربية أو رومانية أو من الحقب التي مرت على فلسطين.
وحذر قريع من أن القدس تعيش مرحلة خطيرة للغاية، وأن المسجد الأقصى مهدد بشكل جدي وليس ادعاء أو شعارا أو تحريضا، فإسرائيل تريد أن تخلق واقعا جديدا من عمليات اقتحامات المستوطنين شبه اليومية لساحات المسجد الأقصى، فهي تريد تطبيع هذه الحالة وجعلها شيئا طبيعيا، أي فرض أمر واقع، فضلا عما يحدث في "سلوان" من تزوير وتصنيع تاريخ غير موجود بالمنطقة عبر بناء المستوطنات توسيعها والطرق الالتفافية التي صممت لمحاصرة البلدات والقرى العربية ك"شعفاط" و"بيت حنين" و"وادي الجوز" وغيرها، معولا على"صمود شعبنا، لأن الصمود هو القضية المركزية الأساسية لمواجهة إسرائيل التي تريد مصادرة الأراضي وتهجير السكان واستبدالهم بالمستوطنين، تزييفا للتاريخ وتغييرا للمعالم الثقافية والحضارية والدينية الموجودة في القدس".
وحول تداعيات تلك الممارسات والانتهاكات على المقدسيين أنفسهم، قال أبوعلاء، إن تلك الانتهاكات بلا شك تأتي في محاولة أخذ ما يمكن بالتدريج لاستكمال مخططهم وبرنامجهم المتكامل الذي ينفذونه على مراحل محددة، فهم يبدأون باختلاق المشاكل والادعاءات بأن بيوت الفلسطينيين هي في الأصل كانت لليهود، وتلك ادعاءات فقط لتدعيم غير شرعي أو قانوني وغير منطقي أو مقبول، فهدفهم الأساسي هو تهجير الفلسطينيين، والحصول على أكثر ما يمكن من الأرض بأقل ما يمكن من السكان الفلسطينيين حتي تكون السيطرة والغلبة لهم، وهذه هي النظرية الإسرائيلية القائمة أصلا على ثلاثية تتابعية لم تتغير منذ بدء الحركة الصهيونية: احتلال (احتل الأرض) واقتلاع (اقتلع السكان) وإحلال (إحلال مستوطنين بدلا منهم).
وأشار إلى أن هذه النظرية تتجلى الآن بكل مظاهرها في القدس .. القدس محتلة .. عملية تهجير السكان مخطط سياسي استراتيجية وتهجير السكان الفلسطينيين وإحلال المستوطنين بدلا منهم تتم يوميا كلما بنوا بيتا كلما زادوا عدد المستوطنين بديلا للفلسطينيين.. هذه هي النظرية"، لافتا إلى دور ما يعرف ب"قانون الغائبين" الذي يطبقه الاحتلال في القدس للاستيلاء على بيت وممتلكات الفلسطينيين.
وبخصوص الوضع القانوني الدولي لجريمة الاحتلال فيما يتعلق بتغيير الوضع الديموغرافي والجغرافي للقدس، أكد قريع أن إسرائيل لا تقوم بعمل ذي طبيعة شرعية في المناطق المحتلة في الأرض الفلسطيني، فليس هناك أية شرعية أو قانون أوحماية دولية لمثل هذه الإجراءات..كلها إجراءات عدوانية باطلة يجب أن تنتهي مع انتهاء الاحتلال، فالواقع الفلسطيني جزء من الأرض المحتلة ولا يحق للاحتلال، لا قانونا ولا باتفاقيات جنيف ولا بالأمم المتحدة أو مجلس الأمن ولا كل الشرعية الدولية، أن تستولي على أي من هذه الأراضي، لكنهم يضربون بذلك كله عرض الحائط.
وحول مدى نجاح الاحتلال الإسرائيلي في تهويد القدس، قال قريع "الاحتلال نجح باستخدام القوة في فرض بعض الوقائع، ولا أقول الحقائق، على الأرض، فهم نجحوا في بناء المستوطنات غير الشرعية أو القانونية، كما نجحوا في تسكين المستوطنين بها، في محاولة تعكير الوضع وتزييفه وإعطاء نظرة للواقع خلافا للموضوع الحقيقي وللوضع الحقيقي والصحي والسليم، وبالتالي إذا كان ذلك نجاحا فلا يمكن أن يستمر أويكون مقبولا من الفلسطينيين، والعرب أو المسلمين في شتى بقاع الأرض".
وحول الدعم العربي لفلسطين في مواجهة الاحتلال وممارساته، قال أبوعلاء: إن الواقع العربي غير قادر على فرض حقائق على الأرض، وهناك تقصير في دعم صمود الفلسطينيين عموما والمقدسيين بشكل خاص، فالمقدسي لم يأخذ حقه من الدعم العربي لصموده وصمود مؤسساته، فالاحتلال يغلق المؤسسات ولا يفتح ما أغلقه مطلقا ويعتقل الشباب والنساء والأطفال ويقتلع السكان ويهجّرهم ويحاول تغيير المناهج التعليمية بالقدس بشكل متدرج وبطيء وناعم بمبررات واهية، وفي ظل هذه الانتهاكات من استيطان وحفريات وتهويد للمعالم الحضارية والدينية يجد نفسه يناضل وحيدا لا أحد في ظهره.
وأضاف، "علينا كعرب، مسلمين ومسيحيين، فضح بقدر ما نستطيع، هذه المخططات الصهيونية وإثارتها في المنتديات الدولية والإقليمية وغير ذلك، وتقديم الدعم اللازم لنصرة الفلسطينيين وتعزيز صمودهم في مواجهة الاحتلال ومخططاته".
وبخصوص رؤيته لما يحدث من انتهاكات في المسجد الأقصى والقدس على كافة المستويات في ضوء مباركة وتأييد الحكومة الإسرائيلية، قال "لا يمكن أن يتم شئ في إسرائيل ضد الفلسطينيين دون أن تُقرّه الحكومة الإسرائيلية، فكل ما يستهدف مقدسات الفلسطينيين أو أرضهم أو تجمعاتهم هو جزء من مخطط الحكومة الإسرائيلية وعلى أعلى المستويات، حتى وإن ادعوا أنهم لا يعلمون عنه شيئا، فلا يمكن استبعاد أن يكون كله من بعضه، ولا يمكن عزل الجمعيات المتطرفة عن سياسات الحكومة التي تراقب وتتابع كل النشاطات التي تخالف سياساتها بل وقادرة على إيقافها، ولا يمكن الفصل بين تلك الممارسات وسياسات الحكومة، فكلها تعمل في سياق واستراتيجية إسرائيلية واحدة.
و توقع قريع أنه لن يكون هناك أي تغيير في سياسات وممارسات الحكومة الجديدة "اليمينية" التي شكلها مؤخرا "بنيامين نتنياهو"، فهو يرى أن المسار واحد ما دامت نفس الوجوه ونفس السياسات موجودة، فهذه سياسة تُنفذ، مشيرا إلى أن الغالبية الكاسحة في إسرائيل هي اليمين المتطرف، وهو ليس في وارد واتجاه إقامة دولة فلسطينية مستقلة فهو يريد تقطيع الضفة الغربية لكانتونات، وبالتالي هذا ما يواجه الموضوع الفلسطيني، السؤال المركزي هو: هل إسرائيل تريد السلام؟ إذا كانت تريده فعلا يجب أن تدفع ثمنه وهو دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود عام 67 وعاصمتها القدس، تعيش بأمن وسلام، وتحفظ السلام لها وجيرانها، بدون ذلك الصرع مستمر إلى أن تتغير المعادلة.. عليهم أن يدركوا أن الوضع لن يستقيم إذا لم يكن هناك للفلسطينيين حق".
وحول دور دائرة شئون القدس في فضح ممارسات الاحتلال بحق المدينة المقدسة، أكد أبوعلاء أن الدائرة تلعب دورا مهما في فضح تلك الممارسات الاستيطانية من خلال عقد الندوات المختلفة في كافة ربوع الأراضي الفلسطينية ، بالإضافة إلى العمل اليومي من أخبار وبيانات عبر الموقع الإلكتروني الرسمي، فضلا عن التواصل مع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية الشبيهة والسفراء والبعثات الدولية وغيرها، وكذلك العمل الميداني بالتواصل مع الأهل في القدس.
وأضاف أن هناك بالفعل حركة دولية نشطة في القدس وعلاقات دولية جيدة وتحركات على الصعيد الدولي ، فضلا عن انضمام فلسطين إلى عضوية مؤسسات الأمم المتحدة كالمحكمة الجنائية الدولية والمنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" وعدد كبير من منظمات حقوق الإنسان وغيرها، لافتا إلى أهمية ذلك حيث يشكل رافعة من رافعات العمل الوطني الفلسطيني، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن ذلك غير كاف، حيث يجب أن يترافق مع عمل على الأرض مثل المقاومة الشعبية السلمية التي تُشعر العالم أن هذا الوضع غير مستقر ويهدد السلام في المنطقة.
أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شئون القدس، أحمد قريع أن "مصر ستظل الحاضنة الأساسية للقضية الفلسطينية التي نتكئ عليها دائما، فكلما ضاقت بنا نلجأ لمصر.
وقال قريع – في مقابلة مع موفد وكالة أنباء الشرق الأوسط إلى رام الله بالضفة الغربية الأربعاء 13 مايو – "إننا ندعو مصر وقيادتها، وهي تفتح صفحة جديدة لخير الشعب المصري، بأن تظل القضية الفلسطينية كما عهدنا دائما في قلب وعقل السياسة المصرية، وأن تعيننا على الواقع الجديد الذي تمر به المنطقة العربية، فالمنطقة بلا شك تمر بمرحلة تغيير يبدو شاملا، والتي ترافق معها كثير من الدمار والتدمير والتشقق والتصدع سواء في الموقف العربي أو في الجغرافيا العربية".
وحذر من نتائج ذلك إذا لم تدرك الأمة ما يجري من حولها ، وتنتبه إلى الأصابع التي تتدخل في المنطقة في محاولة خلق هذا الواقع الجديد، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه يظل في المنطقة حراس أمناء نثق في قدرتهم على استيعاب ما الذي يجري وما هي خلفياته.
وأوضح قريع أن الجماهير العربية تريد أن ترى تغييرا، لكن ساهم تدخل العوامل الخارجية الأخرى في محاولة تصعيد هذا الواقع، مشيرا إلى أن ما يجري سواء في العراق وسوريا وليبيا واليمن نتائجه جسيمة وخطيرة على الواقع العربي، معبرا عن خشيته من تقسيم أو محاولة وضع ترتيبات طائفية عرقية ودينية في المنطقة، مشددا على أن هذا كله ليس للمصلحة، لأنه سوف يكون على حساب القضايا المركزية لهذه الأمة، من حيث التداعيات والتأثيرات على المنطقة بأسرها، وأبرزها القضية الفلسطينية التي يرى أنها بدأت تأخذ مركزا متدنيا عما كان عليه منذ نشوء القضية الفلسطينية والصراع العربي الصهيوني، كونها القضية الأولى للأمة.
وحول استغلال إسرائيل لحالة عدم الاستقرار الحادثة في المنطقة للمضي قدما في مخططاتها الاستيطانية، قال قراقع، إن إسرائيل تقوم بلا شك في ظل هذا الوضع العربي بتسريع وتيرة إجراءات استكمال مخططات تهويد القدس التي هي العنوان والدولة بالنسبة لنا .. فبلا قدس لا يوجد دولة فلسطينية، ولا قيمة لأية دولة فلسطينية دون القدس.. وبقدس ليس كما يخططون بمنحنا متناثرات لا سيطرة عليها .. بل القدس الشرقية عاصمة، وبهذا فقط يصير هناك سلاما وبغيره لن يحدث أي حل للقضية .. القدس هي مفتاح الحل.. لن يقبل المواطن الفلسطيني، شابا أو عجوزا، بوضع آخر"، مشيرا إلى عدم قدرة الفلسطينيين أنفسهم على التوحيد والمصالحة الوطنية ستجعلنا عاجزين عن مواجهة المشكلة".
ودعا "أبناء الشعب الفلسطيني كافة لترك النزاع والخلافات والتباين الشديد في وجهات النظر جانبا، وإعادة ضبط كافة التحركات باتجاه إعادة ترميم البيت الفلسطيني من الداخل والتوجه إلى الوحدة الوطنية التي دونها لا انتصار على المحتل المستفيد الأول من ذلك كله"، مشيرا إلى أن ما يحدث في غزة ليس خطوة على الطريق ولا يفيد العمل الوطني ولا القضية الفلسطينية وسيدخلنا في متاهة.
وبخصوص ممارسات الاحتلال بحق الفلسطينيين رغم مناشدات المجتمع الدولي، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن ما يجري على أرض فلسطين من قبل الاحتلال هو شئ خطير في الحقيقة، وهناك عملية استفراد إسرائيلي بما تمتلك من تكنولوجيا وقوة وجبروت مهداة لها من أمريكا وأوروبا، وهذا ما أعطاها المجال للعربدة في القدس والاستهانة بمطالب الفلسطينيين، وأن يدير الاحتلال ظهره، سواء لمتطلبات المنطقة واحتياجاتها أو لمطالب العالم، مشيرا إلى بشاعة المستوطنات والطرق الالتفافية وما يسمى المناطق الأمنية والخضراء التي التهمت نحو 87 % من أراضي فلسطين وتركت لأصحاب الأرض 13 % فقط للبناء والإسكان والنمو الطبيعي.
وأضاف قريع أن من أخطر ما يقوم به الاحتلال في القدس هو محاولة تغيير التاريخ والتراث والحضارة العربية والإسلامية بالمدينة المقدسة، ومحاولة تزوير التاريخ والادعاء بأن هذه مراكز لليهود للعبادة وغير العبادة .. إلخ، إضافة إلى الحفريات والأنفاق البشعة الكثيرة وغير المحدودة، لدرجة أنه يمكن القول إن البلدة القديمة في القدس جميعها في أسفلها عبارة عن بلد آخر، سعيا وراء إثبات وجود آثار لما يدعون أنه "الهيكل" عبر محاولات تزوير وتعتيق الحجر، لافتا إلى أنهم في الحقيقة لم يجدوا أي شئ يدعم أفكارهم المزعومة، فما يجدونه من آثار هي عربية أو رومانية أو من الحقب التي مرت على فلسطين.
وحذر قريع من أن القدس تعيش مرحلة خطيرة للغاية، وأن المسجد الأقصى مهدد بشكل جدي وليس ادعاء أو شعارا أو تحريضا، فإسرائيل تريد أن تخلق واقعا جديدا من عمليات اقتحامات المستوطنين شبه اليومية لساحات المسجد الأقصى، فهي تريد تطبيع هذه الحالة وجعلها شيئا طبيعيا، أي فرض أمر واقع، فضلا عما يحدث في "سلوان" من تزوير وتصنيع تاريخ غير موجود بالمنطقة عبر بناء المستوطنات توسيعها والطرق الالتفافية التي صممت لمحاصرة البلدات والقرى العربية ك"شعفاط" و"بيت حنين" و"وادي الجوز" وغيرها، معولا على"صمود شعبنا، لأن الصمود هو القضية المركزية الأساسية لمواجهة إسرائيل التي تريد مصادرة الأراضي وتهجير السكان واستبدالهم بالمستوطنين، تزييفا للتاريخ وتغييرا للمعالم الثقافية والحضارية والدينية الموجودة في القدس".
وحول تداعيات تلك الممارسات والانتهاكات على المقدسيين أنفسهم، قال أبوعلاء، إن تلك الانتهاكات بلا شك تأتي في محاولة أخذ ما يمكن بالتدريج لاستكمال مخططهم وبرنامجهم المتكامل الذي ينفذونه على مراحل محددة، فهم يبدأون باختلاق المشاكل والادعاءات بأن بيوت الفلسطينيين هي في الأصل كانت لليهود، وتلك ادعاءات فقط لتدعيم غير شرعي أو قانوني وغير منطقي أو مقبول، فهدفهم الأساسي هو تهجير الفلسطينيين، والحصول على أكثر ما يمكن من الأرض بأقل ما يمكن من السكان الفلسطينيين حتي تكون السيطرة والغلبة لهم، وهذه هي النظرية الإسرائيلية القائمة أصلا على ثلاثية تتابعية لم تتغير منذ بدء الحركة الصهيونية: احتلال (احتل الأرض) واقتلاع (اقتلع السكان) وإحلال (إحلال مستوطنين بدلا منهم).
وأشار إلى أن هذه النظرية تتجلى الآن بكل مظاهرها في القدس .. القدس محتلة .. عملية تهجير السكان مخطط سياسي استراتيجية وتهجير السكان الفلسطينيين وإحلال المستوطنين بدلا منهم تتم يوميا كلما بنوا بيتا كلما زادوا عدد المستوطنين بديلا للفلسطينيين.. هذه هي النظرية"، لافتا إلى دور ما يعرف ب"قانون الغائبين" الذي يطبقه الاحتلال في القدس للاستيلاء على بيت وممتلكات الفلسطينيين.
وبخصوص الوضع القانوني الدولي لجريمة الاحتلال فيما يتعلق بتغيير الوضع الديموغرافي والجغرافي للقدس، أكد قريع أن إسرائيل لا تقوم بعمل ذي طبيعة شرعية في المناطق المحتلة في الأرض الفلسطيني، فليس هناك أية شرعية أو قانون أوحماية دولية لمثل هذه الإجراءات..كلها إجراءات عدوانية باطلة يجب أن تنتهي مع انتهاء الاحتلال، فالواقع الفلسطيني جزء من الأرض المحتلة ولا يحق للاحتلال، لا قانونا ولا باتفاقيات جنيف ولا بالأمم المتحدة أو مجلس الأمن ولا كل الشرعية الدولية، أن تستولي على أي من هذه الأراضي، لكنهم يضربون بذلك كله عرض الحائط.
وحول مدى نجاح الاحتلال الإسرائيلي في تهويد القدس، قال قريع "الاحتلال نجح باستخدام القوة في فرض بعض الوقائع، ولا أقول الحقائق، على الأرض، فهم نجحوا في بناء المستوطنات غير الشرعية أو القانونية، كما نجحوا في تسكين المستوطنين بها، في محاولة تعكير الوضع وتزييفه وإعطاء نظرة للواقع خلافا للموضوع الحقيقي وللوضع الحقيقي والصحي والسليم، وبالتالي إذا كان ذلك نجاحا فلا يمكن أن يستمر أويكون مقبولا من الفلسطينيين، والعرب أو المسلمين في شتى بقاع الأرض".
وحول الدعم العربي لفلسطين في مواجهة الاحتلال وممارساته، قال أبوعلاء: إن الواقع العربي غير قادر على فرض حقائق على الأرض، وهناك تقصير في دعم صمود الفلسطينيين عموما والمقدسيين بشكل خاص، فالمقدسي لم يأخذ حقه من الدعم العربي لصموده وصمود مؤسساته، فالاحتلال يغلق المؤسسات ولا يفتح ما أغلقه مطلقا ويعتقل الشباب والنساء والأطفال ويقتلع السكان ويهجّرهم ويحاول تغيير المناهج التعليمية بالقدس بشكل متدرج وبطيء وناعم بمبررات واهية، وفي ظل هذه الانتهاكات من استيطان وحفريات وتهويد للمعالم الحضارية والدينية يجد نفسه يناضل وحيدا لا أحد في ظهره.
وأضاف، "علينا كعرب، مسلمين ومسيحيين، فضح بقدر ما نستطيع، هذه المخططات الصهيونية وإثارتها في المنتديات الدولية والإقليمية وغير ذلك، وتقديم الدعم اللازم لنصرة الفلسطينيين وتعزيز صمودهم في مواجهة الاحتلال ومخططاته".
وبخصوص رؤيته لما يحدث من انتهاكات في المسجد الأقصى والقدس على كافة المستويات في ضوء مباركة وتأييد الحكومة الإسرائيلية، قال "لا يمكن أن يتم شئ في إسرائيل ضد الفلسطينيين دون أن تُقرّه الحكومة الإسرائيلية، فكل ما يستهدف مقدسات الفلسطينيين أو أرضهم أو تجمعاتهم هو جزء من مخطط الحكومة الإسرائيلية وعلى أعلى المستويات، حتى وإن ادعوا أنهم لا يعلمون عنه شيئا، فلا يمكن استبعاد أن يكون كله من بعضه، ولا يمكن عزل الجمعيات المتطرفة عن سياسات الحكومة التي تراقب وتتابع كل النشاطات التي تخالف سياساتها بل وقادرة على إيقافها، ولا يمكن الفصل بين تلك الممارسات وسياسات الحكومة، فكلها تعمل في سياق واستراتيجية إسرائيلية واحدة.
و توقع قريع أنه لن يكون هناك أي تغيير في سياسات وممارسات الحكومة الجديدة "اليمينية" التي شكلها مؤخرا "بنيامين نتنياهو"، فهو يرى أن المسار واحد ما دامت نفس الوجوه ونفس السياسات موجودة، فهذه سياسة تُنفذ، مشيرا إلى أن الغالبية الكاسحة في إسرائيل هي اليمين المتطرف، وهو ليس في وارد واتجاه إقامة دولة فلسطينية مستقلة فهو يريد تقطيع الضفة الغربية لكانتونات، وبالتالي هذا ما يواجه الموضوع الفلسطيني، السؤال المركزي هو: هل إسرائيل تريد السلام؟ إذا كانت تريده فعلا يجب أن تدفع ثمنه وهو دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود عام 67 وعاصمتها القدس، تعيش بأمن وسلام، وتحفظ السلام لها وجيرانها، بدون ذلك الصرع مستمر إلى أن تتغير المعادلة.. عليهم أن يدركوا أن الوضع لن يستقيم إذا لم يكن هناك للفلسطينيين حق".
وحول دور دائرة شئون القدس في فضح ممارسات الاحتلال بحق المدينة المقدسة، أكد أبوعلاء أن الدائرة تلعب دورا مهما في فضح تلك الممارسات الاستيطانية من خلال عقد الندوات المختلفة في كافة ربوع الأراضي الفلسطينية ، بالإضافة إلى العمل اليومي من أخبار وبيانات عبر الموقع الإلكتروني الرسمي، فضلا عن التواصل مع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية الشبيهة والسفراء والبعثات الدولية وغيرها، وكذلك العمل الميداني بالتواصل مع الأهل في القدس.
وأضاف أن هناك بالفعل حركة دولية نشطة في القدس وعلاقات دولية جيدة وتحركات على الصعيد الدولي ، فضلا عن انضمام فلسطين إلى عضوية مؤسسات الأمم المتحدة كالمحكمة الجنائية الدولية والمنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" وعدد كبير من منظمات حقوق الإنسان وغيرها، لافتا إلى أهمية ذلك حيث يشكل رافعة من رافعات العمل الوطني الفلسطيني، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن ذلك غير كاف، حيث يجب أن يترافق مع عمل على الأرض مثل المقاومة الشعبية السلمية التي تُشعر العالم أن هذا الوضع غير مستقر ويهدد السلام في المنطقة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.