بطول وعرض المائة عام الماضية، وربما أكثر من ذلك أو أقل ببضع سنين، وحتي اليوم، ونحن نسمع ونقرأ ثم أخيرا نشاهد بعد ظهور الفضائيات هجوماً كاسحاً، وتهجماً شديد اللهجة علي الأسماك المملحة بصفة عامة والفسيخ والملوحة بصفة خاصة، في مناسبة شم النسيم.. وفي كل عام، وقبل قدوم هذا الشم للنسيم بعدة أيام، تبدأ حملات الهجوم المكثف، وتتعرض فيهاوخلالها عائلة الأسماك المملحة لهجمات شرسة من الذم والتنفير وإشاعة الكراهية،...، تبدأ عادة بالنصح والإرشاد، ثم تتطور وتكبر وتتصاعد وتيرتها وتزداد حدتها، لتصل إلي مستوي المطالبة بالمنع والدعوة للتحريم بعد ذلك،..، وأخشي أن تصل إلي التجريم في يوم من الأيام.. وفي هذا الإطار دأبت وسائل الإعلام المختلفة وعلي رأسها الصحف وكذلك الفضائيات وما بينهما، علي استخدام جميع وسائل وأساليب التناول والعرض، المتوافرة بالمنظومة الصحفية والإعلامية للتعامل مع العدو المفترض والمفترس، الذي أصبح المتهم رقم واحد بتهديد حياة البشر المساكين، لتوضيح وتبيان مدي خطورته وقوة تأثيره المدمر علي حياة المصريين الغلابة، المعرضين للفناء علي يد مئات بل آلاف الميكروبات والجراثيم التي يحملها الفسيخ بالذات بين طياته، وتكتظ بها الملوحة بين ثناياها، ولا يخلو منها السردين وغيره من باقي عائلة الأسماك المملحة،...، وهو ما يعد فعلا إجراميا مبيتاً ومقصوداً. وفي سياق التصعيد لجأت الصحف ووسائل الإعلام كافة، خلال السنوات الأخيرة، إلي استخدام السلاح الطبي والصحي في حربها المشرعة »أي المعلنة» ضد الأسماك المملحة، وذلك لتخويف وردع المواطنين المصريين عن ارتكاب هذه الخطيئة وذلك الفعل الفاضح، الذي هو تناول والتهام كل تلك الكميات الهائلة من الفسيخ والملوحة والسردين والرنجة وغيرها.. فهذا طبيب يحذر من خطر هذه الأكلات علي مرضي القلب، وهذه طبيبة تحذر من خطورتها علي مرضي الضغط، وآخرون يلوحون بالمصير المحتوم الذي ينتظر مرضي الصدر والحساسية والكلي والكبد والسكر،..، وغيرهم، وغيرهم. لكن المثير للانتباه في كل ذلك أمران لابد من وضعهما موضع الاعتبار من جانب أمراء الحرب علي الأسماك المملحة،...، أولهما، أن تلك عادة يحرص عليها المصريون منذ ما يزيد علي السبعة آلاف عام وحتي اليوم، ولن تنقطع،...، وثانيهما، أن غالبية المصريين، إن لم يكن جميعهم يتابعون هذه الحرب وذلك الهجوم علي المملحات بالقراءة والمشاهدة، ثم يبتسمون ويتندرون بها وهم يستعدون لالتهام الفسيخ والملوحة وغيرها. بطول وعرض المائة عام الماضية، وربما أكثر من ذلك أو أقل ببضع سنين، وحتي اليوم، ونحن نسمع ونقرأ ثم أخيرا نشاهد بعد ظهور الفضائيات هجوماً كاسحاً، وتهجماً شديد اللهجة علي الأسماك المملحة بصفة عامة والفسيخ والملوحة بصفة خاصة، في مناسبة شم النسيم.. وفي كل عام، وقبل قدوم هذا الشم للنسيم بعدة أيام، تبدأ حملات الهجوم المكثف، وتتعرض فيهاوخلالها عائلة الأسماك المملحة لهجمات شرسة من الذم والتنفير وإشاعة الكراهية،...، تبدأ عادة بالنصح والإرشاد، ثم تتطور وتكبر وتتصاعد وتيرتها وتزداد حدتها، لتصل إلي مستوي المطالبة بالمنع والدعوة للتحريم بعد ذلك،..، وأخشي أن تصل إلي التجريم في يوم من الأيام.. وفي هذا الإطار دأبت وسائل الإعلام المختلفة وعلي رأسها الصحف وكذلك الفضائيات وما بينهما، علي استخدام جميع وسائل وأساليب التناول والعرض، المتوافرة بالمنظومة الصحفية والإعلامية للتعامل مع العدو المفترض والمفترس، الذي أصبح المتهم رقم واحد بتهديد حياة البشر المساكين، لتوضيح وتبيان مدي خطورته وقوة تأثيره المدمر علي حياة المصريين الغلابة، المعرضين للفناء علي يد مئات بل آلاف الميكروبات والجراثيم التي يحملها الفسيخ بالذات بين طياته، وتكتظ بها الملوحة بين ثناياها، ولا يخلو منها السردين وغيره من باقي عائلة الأسماك المملحة،...، وهو ما يعد فعلا إجراميا مبيتاً ومقصوداً. وفي سياق التصعيد لجأت الصحف ووسائل الإعلام كافة، خلال السنوات الأخيرة، إلي استخدام السلاح الطبي والصحي في حربها المشرعة »أي المعلنة» ضد الأسماك المملحة، وذلك لتخويف وردع المواطنين المصريين عن ارتكاب هذه الخطيئة وذلك الفعل الفاضح، الذي هو تناول والتهام كل تلك الكميات الهائلة من الفسيخ والملوحة والسردين والرنجة وغيرها.. فهذا طبيب يحذر من خطر هذه الأكلات علي مرضي القلب، وهذه طبيبة تحذر من خطورتها علي مرضي الضغط، وآخرون يلوحون بالمصير المحتوم الذي ينتظر مرضي الصدر والحساسية والكلي والكبد والسكر،..، وغيرهم، وغيرهم. لكن المثير للانتباه في كل ذلك أمران لابد من وضعهما موضع الاعتبار من جانب أمراء الحرب علي الأسماك المملحة،...، أولهما، أن تلك عادة يحرص عليها المصريون منذ ما يزيد علي السبعة آلاف عام وحتي اليوم، ولن تنقطع،...، وثانيهما، أن غالبية المصريين، إن لم يكن جميعهم يتابعون هذه الحرب وذلك الهجوم علي المملحات بالقراءة والمشاهدة، ثم يبتسمون ويتندرون بها وهم يستعدون لالتهام الفسيخ والملوحة وغيرها.