»بل إن الحكومة المصرية نفسها تشارك في مشروعات رسمية ولا تتمسك باستخدام اللغة العربية في أسماء هذه المشروعات» أصاب اللغة العربية ما أصاب المجتمع العربي من أمراض فتدهورت أحوالها وضعفت قواها. لكن هذا لن يمنعني من مواصلة الكتابة وقرع الأجراس لولي الأمر وحراس اللغة كي يرفعوا جفونهم الذابلة وينظروا إلي حال لغة القرآن وما حدث لها من تراجع في بلادها. صار كتاب الصحف والمطلون من وسائل الإعلام المرئية يشعرون أن الكتابة باللغة العربية عبئا يجب التخلص منه بالاستظراف في الكتابة وتكريس مصطلحات لا معني لها لكنها رسخت في ثقافتنا فأصبح من يتعامل بلغة المغني الشعبي محمود الليثي أغلبية، وصار من يسمع أم كلثوم أو عبد الوهاب قلة. ما لا يقدره البعض أن غلبة اللغة بغلبة أهلها، ومنزلة لغة ما بين اللغات الأخري صورة لمنزلة دولتها أو أمتها بين الأمم ولو نظرنا بدون تمحيص لوجدنا أن لغتنا العربية تتدهور ويضعف استخدامها انعكاسا لضعف أمتنا ودولنا العربية، فاللغة الوعاء الحاوي للثقافة ووسيلة التفكير الذي يحدد رؤية العالم ونواميسه، لذلك شكلت معرفتها وقوتها أهم ركيزة لتحصين الهوية والذات الشخصية، والدفاع عنها واجب بالضرورة يضمن للأمة استمراريتها ويحفظ لها مكانتها المنوطة بها بين الأمم الأخري. لغتنا العربية ليست من اللغات الحديثة المولد، إنما هي لغة قديمة بدأت بخصائصها المميزة لها اليوم في زمن سابق للدعوة الإسلامية يرده علماء المقارنة إلي قرون، لأن المقابلة بينها وبين شقيقاتها السامية يدل علي تطور لا يتم في بضعة أجيال ولابد له من أصل قديم يضارع أصول التطور في أقدم اللغات ومنها السنسكريتية وغيرها من لغات الهند الجرمانية. واللغة مرآة ينعكس فيها ما يسير عليها الناطقون بها في شئونهم الاجتماعية العامة فعقائد الأمة وتقاليدها وما تخضع له من مبادئ في نواحي السياسة والتشريع والقضاء والأخلاق والتربية وحياة الأسرة وغير ذلك يعد انعكاسا لحال اللغة التي نعبر بها وتحوي ثقافتنا. ويفترض علي هذا الأساس أن يخضع الأفراد إلي ما ترسمه اللغة ويفترض أن كل خروج علي نظامها ولو كان عن خطأ أو جهل يواجه بمقاومة من المجتمع تكفل رد الأمور إلي نصابها الصحيح وتأخذ المخالف ببعض أنواع الجزاء، لكن الحاصل أن اللغة صارت مستباحة خاصة من وسائل الإعلام بدون استثناء والأمثلة عديدة. نعلم جميعا ما هوليوود، هي مدينة السينما في الولاياتالمتحدة وهي رمز للهيمنة الأمريكية علي دول العالم وثقافتها، وعلي غرار هوليوود أطلقت السينما الهندية ما يسمي بوليوود، ولا دخل لي بما تفعله الهند أو السند، لكني أستنكر عنوان برنامج أطلقته إحدي القنوات الفضائية بعنوان - عرب وود - !! وهو اسم مسخ لا معني له فلو ترجمنا العبارة لوجدناها خشب العرب أو خشبة العرب.. فما معني خشبة العرب في مجال تليفزيوني وسينمائي !! إنما هي مسألة تقليد أعمي بدون تفكير وبدون وعي لما يحدثه ذلك من أثر سلبي متراكم علي اللغة العربية. الأمثلة علي انتهاك و»مرمطة» اللغة العربية لا حصر لها ويكفي أن نتابع إعلانات المشروعات الجديدة وقري الساحل الشمالي فكلها أسماء من لغات شتي وكأننا نخاطب خواجات وعلينا تسهيل مهمتهم في التعرف علي هذا النشاط. بل إن الحكومة المصرية نفسها تنشئ وتشارك في مشروعات رسمية ولا تتمسك باستخدام اللغة العربية في تسمية هذه المشروعات، في الوقت الذي كادت فيه الجزائر أن تضيع بعد الاحتلال الفرنسي لولا التعريب الذي قاده جمال عبد الناصر، بل إن ناصر أصدر القانون رقم 115 لسنة 1958 إبان الوحدة المصرية السورية بشأن حماية اللغة العربية والذي نص علي أن تحرر باللغة العربية المكاتبات والمخاطبات والدفاتر والعقود والإيصالات واللافتات التي توضع علي الشركات والمحال التجارية والصناعية والعلامات التجارية، ونص علي أنه لا يجوز تجديد أية علامة تجارية إلا إذا تم تعديلها وكتابتها باللغة العربية. هذا القانون سار حتي الآن ولم يلغ وإلغاؤه مصيبة فدستور جمهورية مصر العربية ينص في مادتيه الأولي والثانية علي أن مصر جزء من الأمة العربية وأن اللغة العربية لغتها الرسمية، فهل يأتي يوم نستعمل فيه لغة مستوردة ؟!!. »بل إن الحكومة المصرية نفسها تشارك في مشروعات رسمية ولا تتمسك باستخدام اللغة العربية في أسماء هذه المشروعات» أصاب اللغة العربية ما أصاب المجتمع العربي من أمراض فتدهورت أحوالها وضعفت قواها. لكن هذا لن يمنعني من مواصلة الكتابة وقرع الأجراس لولي الأمر وحراس اللغة كي يرفعوا جفونهم الذابلة وينظروا إلي حال لغة القرآن وما حدث لها من تراجع في بلادها. صار كتاب الصحف والمطلون من وسائل الإعلام المرئية يشعرون أن الكتابة باللغة العربية عبئا يجب التخلص منه بالاستظراف في الكتابة وتكريس مصطلحات لا معني لها لكنها رسخت في ثقافتنا فأصبح من يتعامل بلغة المغني الشعبي محمود الليثي أغلبية، وصار من يسمع أم كلثوم أو عبد الوهاب قلة. ما لا يقدره البعض أن غلبة اللغة بغلبة أهلها، ومنزلة لغة ما بين اللغات الأخري صورة لمنزلة دولتها أو أمتها بين الأمم ولو نظرنا بدون تمحيص لوجدنا أن لغتنا العربية تتدهور ويضعف استخدامها انعكاسا لضعف أمتنا ودولنا العربية، فاللغة الوعاء الحاوي للثقافة ووسيلة التفكير الذي يحدد رؤية العالم ونواميسه، لذلك شكلت معرفتها وقوتها أهم ركيزة لتحصين الهوية والذات الشخصية، والدفاع عنها واجب بالضرورة يضمن للأمة استمراريتها ويحفظ لها مكانتها المنوطة بها بين الأمم الأخري. لغتنا العربية ليست من اللغات الحديثة المولد، إنما هي لغة قديمة بدأت بخصائصها المميزة لها اليوم في زمن سابق للدعوة الإسلامية يرده علماء المقارنة إلي قرون، لأن المقابلة بينها وبين شقيقاتها السامية يدل علي تطور لا يتم في بضعة أجيال ولابد له من أصل قديم يضارع أصول التطور في أقدم اللغات ومنها السنسكريتية وغيرها من لغات الهند الجرمانية. واللغة مرآة ينعكس فيها ما يسير عليها الناطقون بها في شئونهم الاجتماعية العامة فعقائد الأمة وتقاليدها وما تخضع له من مبادئ في نواحي السياسة والتشريع والقضاء والأخلاق والتربية وحياة الأسرة وغير ذلك يعد انعكاسا لحال اللغة التي نعبر بها وتحوي ثقافتنا. ويفترض علي هذا الأساس أن يخضع الأفراد إلي ما ترسمه اللغة ويفترض أن كل خروج علي نظامها ولو كان عن خطأ أو جهل يواجه بمقاومة من المجتمع تكفل رد الأمور إلي نصابها الصحيح وتأخذ المخالف ببعض أنواع الجزاء، لكن الحاصل أن اللغة صارت مستباحة خاصة من وسائل الإعلام بدون استثناء والأمثلة عديدة. نعلم جميعا ما هوليوود، هي مدينة السينما في الولاياتالمتحدة وهي رمز للهيمنة الأمريكية علي دول العالم وثقافتها، وعلي غرار هوليوود أطلقت السينما الهندية ما يسمي بوليوود، ولا دخل لي بما تفعله الهند أو السند، لكني أستنكر عنوان برنامج أطلقته إحدي القنوات الفضائية بعنوان - عرب وود - !! وهو اسم مسخ لا معني له فلو ترجمنا العبارة لوجدناها خشب العرب أو خشبة العرب.. فما معني خشبة العرب في مجال تليفزيوني وسينمائي !! إنما هي مسألة تقليد أعمي بدون تفكير وبدون وعي لما يحدثه ذلك من أثر سلبي متراكم علي اللغة العربية. الأمثلة علي انتهاك و»مرمطة» اللغة العربية لا حصر لها ويكفي أن نتابع إعلانات المشروعات الجديدة وقري الساحل الشمالي فكلها أسماء من لغات شتي وكأننا نخاطب خواجات وعلينا تسهيل مهمتهم في التعرف علي هذا النشاط. بل إن الحكومة المصرية نفسها تنشئ وتشارك في مشروعات رسمية ولا تتمسك باستخدام اللغة العربية في تسمية هذه المشروعات، في الوقت الذي كادت فيه الجزائر أن تضيع بعد الاحتلال الفرنسي لولا التعريب الذي قاده جمال عبد الناصر، بل إن ناصر أصدر القانون رقم 115 لسنة 1958 إبان الوحدة المصرية السورية بشأن حماية اللغة العربية والذي نص علي أن تحرر باللغة العربية المكاتبات والمخاطبات والدفاتر والعقود والإيصالات واللافتات التي توضع علي الشركات والمحال التجارية والصناعية والعلامات التجارية، ونص علي أنه لا يجوز تجديد أية علامة تجارية إلا إذا تم تعديلها وكتابتها باللغة العربية. هذا القانون سار حتي الآن ولم يلغ وإلغاؤه مصيبة فدستور جمهورية مصر العربية ينص في مادتيه الأولي والثانية علي أن مصر جزء من الأمة العربية وأن اللغة العربية لغتها الرسمية، فهل يأتي يوم نستعمل فيه لغة مستوردة ؟!!.