القبض على 9 متهمين بتوزيع رشاوى انتخابية في دمياط والغربية وكفر الشيخ    جدول امتحانات الفصل الدراسى الأول لطلاب النقل والشهادة الإعدادية بالجيزة .. اعرف التفاصيل    «التضامن» تشارك فى احتفالية ذوى الإعاقة    أراضى المانع القطرية بالسخنة «حق انتفاع»    قرار وزارى بتحديد قواعد و إجراءات لجنة القيد والاعتماد لإستشاريين الشئون البيئية    بنك الإسكندرية يحصل على حزمة تمويل بقيمة 20 مليون دولار أمريكي    الذهب اليوم: عيار 21 عند 5770 جنيهًا    يضم إسرائيل، تحالف من 3 دول ضد تركيا في شرق المتوسط    نازك أبو زيد: استهداف الكوادر الصحية والمستشفيات مستمر منذ اندلاع الحرب بالسودان    ضياء رشوان: صفقة الغاز مع إسرائيل تجارية بحتة ولا تحمل أي أبعاد سياسية    الجنائية الدولية: عقوبات أمريكا على عضوي المحكمة اعتداء صارخ على استقلال هيئة قضائية    تقسيمة فنية في مران الزمالك استعدادًا للقاء حرس الحدود    تقرير: برشلونة لم يتوصل لاتفاق لضم حمزة عبد الكريم    وفد الأهلي يسافر ألمانيا لبحث التعاون مع نادي لايبزيج    الأهلي يرفض بيع عمر الساعي ويقرر تقييمه بعد الإعارة    وكيل الأزهر يعتمد نتيجة الشهادة الثانوية لمعاهد فلسطين الأزهرية    قراءات ألمانية في احتفال المكتب الثقافي المصري ببرلين باليوم العالمي للغة العربية    المخرج أحمد رشوان يناشد وزارة الثقافة المغربية التحقيق في أزمة تنظيمية بمهرجان وجدة السينمائي    رسميا.. الدوحة تستضيف نهائي «فيناليسيما» بين إسبانيا والأرجنتين    إطلاق مبادرة «مصر معاكم» لرعاية أبناء شهداء ومصابي العمليات الحربية والإرهابية    نازك أبو زيد: الدعم السريع اعتقلت أطباء وطلبت فدية مقابل الإفراج عن بعضهم    هل يرى المستخير رؤيا بعد صلاة الاستخارة؟ أمين الفتوى يجيب    أسرة الراحلة نيفين مندور تقصر تلقى واجب العزاء على المقابر    الداخلية تضبط مطبعة غير مرخصة بالقاهرة    ترامب يوافق على 10 مليارات دولار أسلحة لتايوان.. والصين تحذر من نتائج عكسية    جولة الإعادة بالسويس.. منافسة بين مستقلين وأحزاب وسط تنوع سلوك الناخبين وانتظام اللجان    الأرصاد: تغيرات مفاجئة فى حالة الطقس غدا والصغرى تصل 10 درجات ببعض المناطق    الصحة اللبنانية: 4 جرحى فى الغارة على الطيبة قضاء مرجعيون    محافظ الدقهلية يكرم أبناء المحافظة الفائزين في المسابقة العالمية للقرآن الكريم    وزير الأوقاف يكرم عامل مسجد بمكافأة مالية لحصوله على درجة الماجستير    فوز مصر بجائزتي الطبيب العربي والعمل المميز في التمريض والقبالة من مجلس وزراء الصحة العرب    ڤاليو تنجح في إتمام الإصدار العشرين لسندات توريق بقيمة 1.1 مليار جنيه    ضبط شخصين يوزعان كروت دعائية وأموال على ناخبين بأجا في الدقهلية    هل تتازل مصر عن أرص السخنة لصالح قطر؟.. بيان توضيحي هام    الترويج لممارسة الدعارة.. التحقيق مع سيدة في الشروق    الداخلية تضبط شخصين يوزعان أموالا بمحيط لجان أجا بالدقهلية    الخارجية: عام استثنائي من النجاحات الانتخابية الدولية للدبلوماسية المصرية    الرعاية الصحية: مستشفى الكبد والجهاز الهضمي قدّم 27 ألف خدمة منذ بدء تشغيل التأمين الصحي الشامل    عمرو طلعت يفتتح مقر مركز مراقبة الطيف الترددي التابع لتنظيم الاتصالات    ضبط شخص ظهر في فيديو داخل أحد السرادقات بالمعصرة وبحوزته جهاز لاب توب وسط حشود من المواطنين.    محافظ الجيزة يعتمد مواعيد امتحانات الفصل الدراسي الأول للصفوف الدراسية    جلوب سوكر - خروج صلاح من القائمة النهائية لجائزتي أفضل مهاجم ولاعب    تكربم 120 طالبا من حفظة القرآن بمدرسة الحاج حداد الثانوية المشتركة بسوهاج    المستشفيات التعليمية تناقش مستجدات طب وجراحة العيون في مؤتمر المعهد التذكاري للرمد    تخصيص قطع أراضي لإقامة مدارس ومباني تعليمية في 6 محافظات    الداخلية تضبط قضايا تهريب ومخالفات جمركية متنوعة خلال 24 ساعة    مصرع موظف بشركة السكر وإصابة 4 آخرين في مشاجرة بنجع حمادي    صحة المنيا: تقديم أكثر من 136 ألف خدمة صحية وإجراء 996 عملية جراحية خلال نوفمبر الماضي    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم الخميس 18 ديسمبر 2025    تشكيل نابولي المتوقع أمام ميلان في كأس السوبر الإيطالي    وزير الثقافة يبحث تعزيز التعاون الثقافي مع هيئة متاحف قطر ويشارك في احتفالات اليوم الوطني    وزير الصحة: الذكاء الاصطناعى داعم لأطباء الأشعة وليس بديلًا عنهم    د. حمدي السطوحي: «المتحف» يؤكد احترام الدولة لتراثها الديني والثقافي    في خطابه للأميركيين.. ترامب يشنّ هجوما قويا على بايدن    الاحتلال الإسرائيلي يعتقل شابين خلال اقتحامه بلدتي عنبتا وكفر اللبد شرق طولكرم    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 18ديسمبر 2025 فى المنيا.....اعرف صلاتك    بطولة العالم للإسكواش PSA بمشاركة 128 لاعبًا من نخبة نجوم العالم    غياب الزعيم.. نجوم الفن في عزاء شقيقة عادل إمام| صور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المرشحة الأبرز للبوكر لينا هويان: الأدب هو الإبن المدلل للذاكرة
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 06 - 04 - 2015

حياتها مليئة بالتجارب حيث عاشت نمطين من الحياة في البادية والمدينة، تمتلك قلمًا رشيقًا ولغة راقية تستطيع من خلال وصف كل شيء، إنها الكاتبة السورية لينا هويان الحسن، والتي وصلت روايتها "ألماس ونساء" إلى القائمة القصيرة للبوكر، وتعد أحد أبرز المرشحين للفوز بالجائزة المقرر إعلانها الشهر المقبل.
في البداية لماذا اخترتِ "ألماس ونساء" ليكون اسم الرواية؟ وهل هناك ثمة ترابط بينهما؟
من عادة النساء الحصول على المجوهرات، والماس يُعد أغلاها. معظم بطلاتي من الطبقة البرجوازية، انتمين إليها أو عشن بكنفها، عشن طويلا ومررن بتجارب كثيرة قبل أن يكتشفن أن الماس الحقيقي هو في داخلنا، علينا أن نمتلك قلوبا كالماس قابلة للصقل لكن لاتقبل الخدش، وأخذت العنوان شرعيته من ماسة الجارية الهندوسية بابور.
قلتِ في روايتك "نحن كائنات مخلوقة من الذاكرة" فما هي ذكريات طفولتك ونشأتك وبدايتك مع الكتابة؟
الأدب هو الابن المدلل للذاكرة، لاتتنوع نصوصنا إلا بقدر تنوع وثراء ما نحمله من ذاكرة. عشتُ نمطين من الحياة، بدوي صحراوي، وحضري مديني، تأثرت بكلاهما، وأحببت العالمين، تقاسمت ذاكرتي تضاريس متنوعة، عشت في البادية والخيام، أيضا عشت في بيوت على شاطئ البحر. وبيوت أخرى في أرياف تشبه الغابات وأخرى في قلب المدن.
باختصار عشتُ طفولة زاخرة بالأحداث والتغيرات التي منحتني مع الوقت خيالا سمح لي بالكتابة.
عندما قررت الكتابة بدأت من البادية كتبت عدة أعمال عن البادية السورية، ومع روايتي نازك خانم وبعدها ألماس ونساء تجرأت على دخول البيوت الشامية. عشت جزءا كبيرًا من حياتي في أحياء دمشقية بحتة. بذات الغزارة التي سمعت بهاحكايا البادية، سمعت حكايا الشام.
في أي خانة تصنفين روايتك هل تعتبرينها رواية تاريخية أم أدب رحلات كيف تصنفيها؟
لست مؤهلة لتصنيف رواياتي، ذلك متروك للنقاد، أكتبُ وأرسمُ العوالم وأقرر مواضيعي دون التفكير بأية تصنيفات يمكن أن تُنعت بها رواياتي.
تدفعني العبارة التي ذكرتيها في روايتك "ذاكرة بلا ثقوب تكون قاتلة" لسؤالك عن الشيء الذي تتمني أن يمحى من ذاكرتك؟
ذكرى مقتل شقيقي ياسر، لم ولن أُشفى من هذا الفصل من حياتي.
الرواية رحلة من اليونان إلى فرنسا والبرازيل وإثيوبيا وأماكن كثيرة وشخوص أكثر كيف تمخضت الفكرة؟ ومتى بدأ التحضير لها؟
صدّق أن عوالم هذه الرواية جاءت إلي دونما عناء كبير، فقد حظيت بأمهر الرواة. ثمة مصادفات قدرية نعيشها في حياتنا تفتح لنا أبوابا نجهلها، من حسن الحظ أني قابلت أناس عاشوا حياة مثيرة، وأحيانا كثيرة التقطتُ الحكايا فيما تروى على لسان الأحفاد، كان لي صديقة في الجامعة تحكي لي دائما عن جدتها التي عاشت في باريس وتزوجت كونتا فرنسيا من إصول لبنانية. الصعوبة كانت تأتي أثناء التحضير للكتابة، لأني أحتاج لمعلومات كثيرة لتكتسب الاحداث شرعيتها.
هل قمت بزيارة البلاد والأماكن التي كتبتي عنها في روايتك؟
هذا سر أدبي أحتفظ به لنفسي.
في الرواية عبارات استوقفتني أريد منك تعقيب عليها مثل، أجمل الصداقات تأتي من انقطاعها، العواصم تشبه بعضها، كيف للمرأة أن تخترع ذلك الكم الهائل من الابتسامات؟
أجمل الصداقات تأتي من انقطاعها.. أردت التنبيه إلى أن الصداقات ليس من الضروري أن تستمر، لأنها تصل أحيانا إلى مكان وعر، من الافضل ان ينتهي هذا الخيط لتظل صورة الصداقة أجمل في الذاكرة،
فالبُعد يضفي أحيانا رونقا غامضا على العلاقات.
العواصم تشبه بعضها.. ثمة استراتيجية واحدة تحكم المدن التي قدرها أن تكون عواصما. العاصمة هي وجه البلاد ورمزه.
كيف للمرأة أن تخترع ذلك الكم الهائل من الابتسامات.. المرأة كائن أكثر غموضا من الرجل ربما بسبب عهود طويلة من عيشها كتابع له، فتكون مجبرة على تحميل ملامح وجهها المزيد من التعابير لتقول ما تريد دون أن تتكلم.
تحدثتي عن الحب مرارا في روايتك من خلال وجهة نظرك أبطالك،فكيف هو من وجهة نظرك؟
حالة جميلة، معظم البشر يضخمون الحب ويعطونه أكبر من حجمه الحقيقي لهذا يصابون بالخيبات، لهذا انتحرت السيدة تريس في ألماس ونساء، بينما برلنت فطنت إلى ذلك مبكرا فرسمت حياتها بعيدا عن المؤثرات العاطفية التي من شأنها أن تضعف المرأة.
شخصيا أعتبر الحب حالة جميلة لكنها ليست كل شيء في الحياة، هنالك الطموحات والاحلام الاخرى التي يفترض أن نمتلكها في وقت مبكر لتكتسب حياتنا مذاقاتها حلوها ومرها فنحيا الحياة بكل أبعادها.
هل شعرتي قبل ذلك أنك تكتبين عن نفسك في بعض الأحيان؟
الكاتب ليس بريئا من أبطاله إنهم يشبهونه، ولايشبهونه بنفس الوقت،. من أسرار مُتَع الكتابة أننا نقول مانريد ونحن نتوارى وراء بطل وهمي.
لا تنزعجي..ولكني شعرت أن "الموت" طريقتك المفضلة للانتقال لشخصيات أخرى،مثل نادجا، وألماظ، وتوريس، والبكباشي محمود، ورومية، وصباحت؟
لم أقتل أحدا، فقط يبدو هكذا لأني قمتُ بسرد حياة كاملة، ألماظ ظلت في مجال التأويلات قد تكون انزلقت قدمها لأنها كانت مخمورة ولم تنتحر، نادجا ماتت أثناء الولادة، تريس عاشت حياة مليئة بالمغامرات والاخطاء وانتهت النهاية المتوقعة لحياتها، رومية خانم ماتت لأنها مسنّة، ومن الطبيعي أن تموت، أيضا صباحت ماتت لأنها أصبحت مسنة وعاجزة، أي أخذت الحياة مسارها الطبيعي معهما. والبيكباشي محمود كان عاشقا مغدورا، والحياة مليئة بالعشاق الحمقى الذين ينهون حياتهم برصاصة.
ألا تتفقي معي أن من الغريب أن ألماظ المرأة المتعلمة بالخارج وتدعو للتحرر وتعلم الفتيات تقصد عرافا من أجل إنجاب طفل؟
ذلك أمر يقترفه الجميع، أشهر الشخصيات السياسية من ملوك وجنرالات وأثرياء يقصدون العرافين، هذا أمر شائع بين المتعلمين والأميين فكل البشر يخافون من الغيب والمجهول.
لماذا مصير شخصيات روايتك مؤلم لم يحظى بما يتمناه باستثناء كارلوس؟
كارلوس وصل إلى تسوية معقولة مع برلنت، فهم أنه كان أمام امرأة لن ترأف لحاله حتى لو أطلق رصاصة على رأسه. كارلوس ابن زمنه، تماما مثل برلنت التي صنعت لنفسها قوانينها الخاصة المتعلقة بالزواج والانجاب، أيضا الكوردي بوتان، رحل من دمشق بسبب هاجس الهوية والانتماء. . باختصار هم أبناء جيل واحد.
لماذا وصفتِ "الهوية" بالمرض المزمن الجميل؟
جميل هو الشعور بالانتماء والهوية، لكن أحيانا كثير يدفعنا اخلاصنا لانتماءاتنا بتوهم أن الحضارة حكر علينا، لن نحيا على نحو سليم اذا لم نقتنع أن الحضارة ملكٌ لكل الشعوب، ليس هنالك شعب أفضل من شعب، كل ماهنالك تنوع واختلاف وبعض هذه الاختلافات قد لاتتلاءم مع ذائقتنا ولكن هذا لايعني نفيها.
قلتي ربما يرجع رجال يحملون أفكار مختلفة عن "الحرية والوطن والمرأة" هل نعاني في مجتمعنا من خطأ في فهم تلك المفاهيم وطبيعتها؟
لا اشك بذلك، فنحن نعيش في مجتمعات تقتات على تقاليد بالية لم تعد تناسب الزمن، ولا التطور الحاصل في كل أنحاء العالم، فهنالك مفاهيم جديدة بشأن الفرد وحقوقه وحريته، تصر بعض المجتمعات العربية وأنظمتها على تجاهلها.
ما رأيك في وضع المرأة في عالمنا العربي؟
ثمة سنين ضوئية تفصلنا عن العالم المتطور، ووضع المرأة في حالة يرثى لها، انظر فقط إلى نسبة الأمية؟ والذكورية متسلطة، والدين ذريعة الرجل للتحكم بحيوات النساء، لابد من تطوير البنية العقلية والاخلاقية في المجتمع العربي ليتماشى مع العالم الحديث.
صراحة أنت تجدين وصف كل شيء واستخدامه لوصف حالة أبطالك، مثل الأماكن، النقوش، والطرزات المعمارية، والطعام، والأسماء، ومباراة كرة قدم هل تعتقدين أن هذا السبب ما وضع روايتك في القائمة القصيرة للبوكر؟
عملت لمدة تقارب السنتين لجمع المعلومات، وبقي الاسلوب، ناورت اسلوبي الروائي من خلال اعادة بناء للرواية عدة مرات بحيث تبدو تلك المعلومات من صلب العمل وليست دخيلة عليه. بالنسبة للسبب الذي أوصل روايتي للقائمة القصيرة لست مؤهلة للخوض فيه، كل ما أعرفه أني عملت بإخلاص كبير لإنجاز هذه الرواية.
ما هي الشخصية التي أرهقتك، وتحيرتي أمام مصيرها؟
لعل شخصية ألماظ، أكثر الشخصيات التي استوقفتني، ربما لأنها مستلهمة من قصة حقيقية، ألماظ الحقيقية انتحرت بذات المكان، ربما لهذا موهت موتها قليلا وجعلت موتها شبيها بحادثة.
هل قرأتي الأعمال الأخرى المرشحة للبوكر؟ وما الذي أعجبك منها؟
لست مؤهلة للإجابة على سؤالك الأول، بالنسبة للأعمال المرشحة قرأتها وكلها أعمال جيدة، ومن الصعب المفاضلة بينها.
حياتها مليئة بالتجارب حيث عاشت نمطين من الحياة في البادية والمدينة، تمتلك قلمًا رشيقًا ولغة راقية تستطيع من خلال وصف كل شيء، إنها الكاتبة السورية لينا هويان الحسن، والتي وصلت روايتها "ألماس ونساء" إلى القائمة القصيرة للبوكر، وتعد أحد أبرز المرشحين للفوز بالجائزة المقرر إعلانها الشهر المقبل.
في البداية لماذا اخترتِ "ألماس ونساء" ليكون اسم الرواية؟ وهل هناك ثمة ترابط بينهما؟
من عادة النساء الحصول على المجوهرات، والماس يُعد أغلاها. معظم بطلاتي من الطبقة البرجوازية، انتمين إليها أو عشن بكنفها، عشن طويلا ومررن بتجارب كثيرة قبل أن يكتشفن أن الماس الحقيقي هو في داخلنا، علينا أن نمتلك قلوبا كالماس قابلة للصقل لكن لاتقبل الخدش، وأخذت العنوان شرعيته من ماسة الجارية الهندوسية بابور.
قلتِ في روايتك "نحن كائنات مخلوقة من الذاكرة" فما هي ذكريات طفولتك ونشأتك وبدايتك مع الكتابة؟
الأدب هو الابن المدلل للذاكرة، لاتتنوع نصوصنا إلا بقدر تنوع وثراء ما نحمله من ذاكرة. عشتُ نمطين من الحياة، بدوي صحراوي، وحضري مديني، تأثرت بكلاهما، وأحببت العالمين، تقاسمت ذاكرتي تضاريس متنوعة، عشت في البادية والخيام، أيضا عشت في بيوت على شاطئ البحر. وبيوت أخرى في أرياف تشبه الغابات وأخرى في قلب المدن.
باختصار عشتُ طفولة زاخرة بالأحداث والتغيرات التي منحتني مع الوقت خيالا سمح لي بالكتابة.
عندما قررت الكتابة بدأت من البادية كتبت عدة أعمال عن البادية السورية، ومع روايتي نازك خانم وبعدها ألماس ونساء تجرأت على دخول البيوت الشامية. عشت جزءا كبيرًا من حياتي في أحياء دمشقية بحتة. بذات الغزارة التي سمعت بهاحكايا البادية، سمعت حكايا الشام.
في أي خانة تصنفين روايتك هل تعتبرينها رواية تاريخية أم أدب رحلات كيف تصنفيها؟
لست مؤهلة لتصنيف رواياتي، ذلك متروك للنقاد، أكتبُ وأرسمُ العوالم وأقرر مواضيعي دون التفكير بأية تصنيفات يمكن أن تُنعت بها رواياتي.
تدفعني العبارة التي ذكرتيها في روايتك "ذاكرة بلا ثقوب تكون قاتلة" لسؤالك عن الشيء الذي تتمني أن يمحى من ذاكرتك؟
ذكرى مقتل شقيقي ياسر، لم ولن أُشفى من هذا الفصل من حياتي.
الرواية رحلة من اليونان إلى فرنسا والبرازيل وإثيوبيا وأماكن كثيرة وشخوص أكثر كيف تمخضت الفكرة؟ ومتى بدأ التحضير لها؟
صدّق أن عوالم هذه الرواية جاءت إلي دونما عناء كبير، فقد حظيت بأمهر الرواة. ثمة مصادفات قدرية نعيشها في حياتنا تفتح لنا أبوابا نجهلها، من حسن الحظ أني قابلت أناس عاشوا حياة مثيرة، وأحيانا كثيرة التقطتُ الحكايا فيما تروى على لسان الأحفاد، كان لي صديقة في الجامعة تحكي لي دائما عن جدتها التي عاشت في باريس وتزوجت كونتا فرنسيا من إصول لبنانية. الصعوبة كانت تأتي أثناء التحضير للكتابة، لأني أحتاج لمعلومات كثيرة لتكتسب الاحداث شرعيتها.
هل قمت بزيارة البلاد والأماكن التي كتبتي عنها في روايتك؟
هذا سر أدبي أحتفظ به لنفسي.
في الرواية عبارات استوقفتني أريد منك تعقيب عليها مثل، أجمل الصداقات تأتي من انقطاعها، العواصم تشبه بعضها، كيف للمرأة أن تخترع ذلك الكم الهائل من الابتسامات؟
أجمل الصداقات تأتي من انقطاعها.. أردت التنبيه إلى أن الصداقات ليس من الضروري أن تستمر، لأنها تصل أحيانا إلى مكان وعر، من الافضل ان ينتهي هذا الخيط لتظل صورة الصداقة أجمل في الذاكرة،
فالبُعد يضفي أحيانا رونقا غامضا على العلاقات.
العواصم تشبه بعضها.. ثمة استراتيجية واحدة تحكم المدن التي قدرها أن تكون عواصما. العاصمة هي وجه البلاد ورمزه.
كيف للمرأة أن تخترع ذلك الكم الهائل من الابتسامات.. المرأة كائن أكثر غموضا من الرجل ربما بسبب عهود طويلة من عيشها كتابع له، فتكون مجبرة على تحميل ملامح وجهها المزيد من التعابير لتقول ما تريد دون أن تتكلم.
تحدثتي عن الحب مرارا في روايتك من خلال وجهة نظرك أبطالك،فكيف هو من وجهة نظرك؟
حالة جميلة، معظم البشر يضخمون الحب ويعطونه أكبر من حجمه الحقيقي لهذا يصابون بالخيبات، لهذا انتحرت السيدة تريس في ألماس ونساء، بينما برلنت فطنت إلى ذلك مبكرا فرسمت حياتها بعيدا عن المؤثرات العاطفية التي من شأنها أن تضعف المرأة.
شخصيا أعتبر الحب حالة جميلة لكنها ليست كل شيء في الحياة، هنالك الطموحات والاحلام الاخرى التي يفترض أن نمتلكها في وقت مبكر لتكتسب حياتنا مذاقاتها حلوها ومرها فنحيا الحياة بكل أبعادها.
هل شعرتي قبل ذلك أنك تكتبين عن نفسك في بعض الأحيان؟
الكاتب ليس بريئا من أبطاله إنهم يشبهونه، ولايشبهونه بنفس الوقت،. من أسرار مُتَع الكتابة أننا نقول مانريد ونحن نتوارى وراء بطل وهمي.
لا تنزعجي..ولكني شعرت أن "الموت" طريقتك المفضلة للانتقال لشخصيات أخرى،مثل نادجا، وألماظ، وتوريس، والبكباشي محمود، ورومية، وصباحت؟
لم أقتل أحدا، فقط يبدو هكذا لأني قمتُ بسرد حياة كاملة، ألماظ ظلت في مجال التأويلات قد تكون انزلقت قدمها لأنها كانت مخمورة ولم تنتحر، نادجا ماتت أثناء الولادة، تريس عاشت حياة مليئة بالمغامرات والاخطاء وانتهت النهاية المتوقعة لحياتها، رومية خانم ماتت لأنها مسنّة، ومن الطبيعي أن تموت، أيضا صباحت ماتت لأنها أصبحت مسنة وعاجزة، أي أخذت الحياة مسارها الطبيعي معهما. والبيكباشي محمود كان عاشقا مغدورا، والحياة مليئة بالعشاق الحمقى الذين ينهون حياتهم برصاصة.
ألا تتفقي معي أن من الغريب أن ألماظ المرأة المتعلمة بالخارج وتدعو للتحرر وتعلم الفتيات تقصد عرافا من أجل إنجاب طفل؟
ذلك أمر يقترفه الجميع، أشهر الشخصيات السياسية من ملوك وجنرالات وأثرياء يقصدون العرافين، هذا أمر شائع بين المتعلمين والأميين فكل البشر يخافون من الغيب والمجهول.
لماذا مصير شخصيات روايتك مؤلم لم يحظى بما يتمناه باستثناء كارلوس؟
كارلوس وصل إلى تسوية معقولة مع برلنت، فهم أنه كان أمام امرأة لن ترأف لحاله حتى لو أطلق رصاصة على رأسه. كارلوس ابن زمنه، تماما مثل برلنت التي صنعت لنفسها قوانينها الخاصة المتعلقة بالزواج والانجاب، أيضا الكوردي بوتان، رحل من دمشق بسبب هاجس الهوية والانتماء. . باختصار هم أبناء جيل واحد.
لماذا وصفتِ "الهوية" بالمرض المزمن الجميل؟
جميل هو الشعور بالانتماء والهوية، لكن أحيانا كثير يدفعنا اخلاصنا لانتماءاتنا بتوهم أن الحضارة حكر علينا، لن نحيا على نحو سليم اذا لم نقتنع أن الحضارة ملكٌ لكل الشعوب، ليس هنالك شعب أفضل من شعب، كل ماهنالك تنوع واختلاف وبعض هذه الاختلافات قد لاتتلاءم مع ذائقتنا ولكن هذا لايعني نفيها.
قلتي ربما يرجع رجال يحملون أفكار مختلفة عن "الحرية والوطن والمرأة" هل نعاني في مجتمعنا من خطأ في فهم تلك المفاهيم وطبيعتها؟
لا اشك بذلك، فنحن نعيش في مجتمعات تقتات على تقاليد بالية لم تعد تناسب الزمن، ولا التطور الحاصل في كل أنحاء العالم، فهنالك مفاهيم جديدة بشأن الفرد وحقوقه وحريته، تصر بعض المجتمعات العربية وأنظمتها على تجاهلها.
ما رأيك في وضع المرأة في عالمنا العربي؟
ثمة سنين ضوئية تفصلنا عن العالم المتطور، ووضع المرأة في حالة يرثى لها، انظر فقط إلى نسبة الأمية؟ والذكورية متسلطة، والدين ذريعة الرجل للتحكم بحيوات النساء، لابد من تطوير البنية العقلية والاخلاقية في المجتمع العربي ليتماشى مع العالم الحديث.
صراحة أنت تجدين وصف كل شيء واستخدامه لوصف حالة أبطالك، مثل الأماكن، النقوش، والطرزات المعمارية، والطعام، والأسماء، ومباراة كرة قدم هل تعتقدين أن هذا السبب ما وضع روايتك في القائمة القصيرة للبوكر؟
عملت لمدة تقارب السنتين لجمع المعلومات، وبقي الاسلوب، ناورت اسلوبي الروائي من خلال اعادة بناء للرواية عدة مرات بحيث تبدو تلك المعلومات من صلب العمل وليست دخيلة عليه. بالنسبة للسبب الذي أوصل روايتي للقائمة القصيرة لست مؤهلة للخوض فيه، كل ما أعرفه أني عملت بإخلاص كبير لإنجاز هذه الرواية.
ما هي الشخصية التي أرهقتك، وتحيرتي أمام مصيرها؟
لعل شخصية ألماظ، أكثر الشخصيات التي استوقفتني، ربما لأنها مستلهمة من قصة حقيقية، ألماظ الحقيقية انتحرت بذات المكان، ربما لهذا موهت موتها قليلا وجعلت موتها شبيها بحادثة.
هل قرأتي الأعمال الأخرى المرشحة للبوكر؟ وما الذي أعجبك منها؟
لست مؤهلة للإجابة على سؤالك الأول، بالنسبة للأعمال المرشحة قرأتها وكلها أعمال جيدة، ومن الصعب المفاضلة بينها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.