أسعار الذهب في أسيوط اليوم الخميس 2102025    كولومبيا: نتنياهو ارتكب جريمة جديدة بحق أسطول الصمود وعلى الدبلوماسيين الإسرائيليين مغادرة بلادنا    إيرلندا: أسطول الصمود مهمة سلمية لتسليط الضوء على كارثة إنسانية    85 شهيدا في غارات الاحتلال على قطاع غزة يوم الأربعاء    بضربة قاضية.. برشلونة يسقط وسط جماهيره أمام باريس سان جيرمان    أرسنال يواصل انتصاراته في دوري أبطال أوروبا ويهزم أولمبياكوس    تعادل مثير بين فياريال ويوفنتوس في دوري أبطال أوروبا    الزمالك يفتقد 3 لاعبين أمام غزل المحلة.. ومصير فيريرا على المحك    ماجد سامي: الأهلي بحاجة لمدافعين.. وزيزو كان قادرا على اللعب في الدوري الإنجليزي    محمود الخطيب يتراجع عن قراره ويترشح رسميًا لانتخابات الأهلي استجابة لدعم الأعضاء والجماهير    نقل الفنان السوري زيناتي قدسية إلى المستشفى بعد أزمة صحية مفاجئة    حماية العقل بين التكريم الإلهي والتقوى الحقيقية    مرض اليد والقدم والفم (HFMD): عدوى فيروسية سريعة الانتشار بين الأطفال    مدير مستشفى معهد ناصر: نستقبل نحو 2 مليون مريض مصري سنويا في مختلف التخصصات الطبية    الخارجية التركية: اعتداء إسرائيل على "أسطول الصمود" عمل إرهابي    الإيطالي مارياني موريزيو حكما للقاء مصر وتشيلي في مونديال الشباب    جيش الاحتلال يعتقل الناشطة السويدية جريتا تونبرج (فيديو)    اللجنة العامة بالنواب توافق على اعتراض الرئيس بشأن الإجراءات الجنائية    رشوان: أتوقع موافقة حماس على خطة ترامب وتهديد الأمن القومي المصري يفتح أبواب الجحيم    سر ديناميكية هشام أبو النصر محافظ أسيوط    أثناء معاينة جثة سيدة، مصرع أمين شرطة وإصابة زميله وآخر دهستهم سيارة بالبحيرة    المطبخ المصري في الواجهة.. «السياحة» ترعى فعاليات أسبوع القاهرة للطعام    انقطاع مؤقت للاتصالات قرب المتحف المصري الكبير.. فجر الخميس    هيئة مستقلة للمحتوى الرقمي ورقابة بضمانات.. 4 خبراء يضعون روشتة للتعامل مع «البلوجرز» (خاص)    إخماد الحريق الثالث بمزرعة نخيل في الوادي الجديد    إصابة 3 أشخاص في حادث تصادم بطريق بحيرة قارون    ارتفاع أسعار الذهب في السعودية وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات الخميس 2-10-2025    محافظ الشرقية يكرّم رعاة مهرجان الخيول العربية الأصيلة في دورته ال29.. صور    ركزوا على الإيجابيات.. والدة طفلة «خطوبة في المدرسة» تكشف تفاصيل الواقعة (فيديو)    ستاندرد آند بورز: إغلاق الحكومة الأمريكية يفاقم عدم اليقين في التوقعات الاقتصادية    الجيش الإسرائيلي: إطلاق 5 صواريخ من شمال غزة واعتراض 4 منها دون إصابات    رئيس الأركان السوري يبحث في روسيا التنسيق بين دمشق وموسكو    السكر القاتل.. عميد القلب السابق يوجه نصيحة لأصحاب «الكروش»    ننشر أسماء محافظات المرحلة من انتخابات مجلس النواب.. وفتح باب الترشح السبت    إصابة 9 أشخاص في انقلاب ميكروباص على طريق شبرا - بنها    هويلوند: لا أطيق الانتظار لمواجهة شقيقي.. ودي بروين أسطورة    التجربة المصرية في الاستزراع السمكي محور برنامج تدريبي دولي بالإسماعيلية    أحمد موسى يوجه رسالة للمصريين: بلدنا محاطة بالتهديدات.. ثقوا في القيادة السياسية    مدير معهد ناصر: اختيار المعهد ليكون مدينة طبية لعدة أسباب ويتمتع بمكانة كبيرة لدى المواطنين    اعتراضات على طريقة إدارتك للأمور.. برج الجدي اليوم 2 أكتوبر    أول تعليق من رنا رئيس بعد أزمتها الصحية: «وجودكم فرق معايا أكتر مما تتخيلوا»    ماذا كشفت النيابة في واقعة سرقة الأسورة الأثرية من المتحف المصري؟    الإسكان عن أزمة قرية بحر أبو المير بالفيوم: تحركنا لدراسة الوضع ميدانيا    تسليم 21 ألف جهاز تابلت لطلاب الصف الأول الثانوي في محافظة المنيا    «التضامن الاجتماعي» بالوادي الجديد: توزيع مستلزمات مدرسية على طلاب قرى الأربعين    تخفيضات ضخمة على KGM توريس 2025 تشعل المنافسة في سوق السيارات المصري    أولى هجمات أكتوبر.. الأرصاد تحذر من حالة الطقس اليوم: أمطار رعدية تضرب منطقتين    فاجعة حريق فيصل.. كيف حاصرت النيران أسرة كاملة ووفاة الأب والأم وطفلهم الوحيد.. انفوجراف    تعرف على مواقيت الصلاه غدا الخميس 2 أكتوبر 2025فى محافظة المنيا    مصطفى بكري: تعديلات الرئيس إضافة نوعية لحقوق الإنسان    بعد غلق فصل دراسي.. كل ما تريد معرفته عن فيروس "اليد والقدم والفم"    خالد الجندى: "إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً" ليست آية فى القرآن    الفن يخدم البيئة.. معرض بجامعة الفيوم يحوّل الخامات المستهلكة إلى أعمال نفعية    مجلس حكماء المسلمين: العناية بكبار السن وتقدير عطائهم الممتد واجب ديني    محافظ أسيوط يشارك البابا تواضروس الثاني في تدشين كاتدرائية مارمرقس بالدير المحرق    جامعة بنها تنظم ندوة عن «العنف الإلكتروني والأمن السيبراني»    مصر تفوز بالجائزة البلاتينية الدولية عن مبادرة السياحة العلاجية «نرعاك في مصر»    عاجل.. تعطيل العمل في البنوك يوم الخميس 9 أكتوبر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المرشحة الأبرز للبوكر لينا هويان: الأدب هو الإبن المدلل للذاكرة
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 06 - 04 - 2015

حياتها مليئة بالتجارب حيث عاشت نمطين من الحياة في البادية والمدينة، تمتلك قلمًا رشيقًا ولغة راقية تستطيع من خلال وصف كل شيء، إنها الكاتبة السورية لينا هويان الحسن، والتي وصلت روايتها "ألماس ونساء" إلى القائمة القصيرة للبوكر، وتعد أحد أبرز المرشحين للفوز بالجائزة المقرر إعلانها الشهر المقبل.
في البداية لماذا اخترتِ "ألماس ونساء" ليكون اسم الرواية؟ وهل هناك ثمة ترابط بينهما؟
من عادة النساء الحصول على المجوهرات، والماس يُعد أغلاها. معظم بطلاتي من الطبقة البرجوازية، انتمين إليها أو عشن بكنفها، عشن طويلا ومررن بتجارب كثيرة قبل أن يكتشفن أن الماس الحقيقي هو في داخلنا، علينا أن نمتلك قلوبا كالماس قابلة للصقل لكن لاتقبل الخدش، وأخذت العنوان شرعيته من ماسة الجارية الهندوسية بابور.
قلتِ في روايتك "نحن كائنات مخلوقة من الذاكرة" فما هي ذكريات طفولتك ونشأتك وبدايتك مع الكتابة؟
الأدب هو الابن المدلل للذاكرة، لاتتنوع نصوصنا إلا بقدر تنوع وثراء ما نحمله من ذاكرة. عشتُ نمطين من الحياة، بدوي صحراوي، وحضري مديني، تأثرت بكلاهما، وأحببت العالمين، تقاسمت ذاكرتي تضاريس متنوعة، عشت في البادية والخيام، أيضا عشت في بيوت على شاطئ البحر. وبيوت أخرى في أرياف تشبه الغابات وأخرى في قلب المدن.
باختصار عشتُ طفولة زاخرة بالأحداث والتغيرات التي منحتني مع الوقت خيالا سمح لي بالكتابة.
عندما قررت الكتابة بدأت من البادية كتبت عدة أعمال عن البادية السورية، ومع روايتي نازك خانم وبعدها ألماس ونساء تجرأت على دخول البيوت الشامية. عشت جزءا كبيرًا من حياتي في أحياء دمشقية بحتة. بذات الغزارة التي سمعت بهاحكايا البادية، سمعت حكايا الشام.
في أي خانة تصنفين روايتك هل تعتبرينها رواية تاريخية أم أدب رحلات كيف تصنفيها؟
لست مؤهلة لتصنيف رواياتي، ذلك متروك للنقاد، أكتبُ وأرسمُ العوالم وأقرر مواضيعي دون التفكير بأية تصنيفات يمكن أن تُنعت بها رواياتي.
تدفعني العبارة التي ذكرتيها في روايتك "ذاكرة بلا ثقوب تكون قاتلة" لسؤالك عن الشيء الذي تتمني أن يمحى من ذاكرتك؟
ذكرى مقتل شقيقي ياسر، لم ولن أُشفى من هذا الفصل من حياتي.
الرواية رحلة من اليونان إلى فرنسا والبرازيل وإثيوبيا وأماكن كثيرة وشخوص أكثر كيف تمخضت الفكرة؟ ومتى بدأ التحضير لها؟
صدّق أن عوالم هذه الرواية جاءت إلي دونما عناء كبير، فقد حظيت بأمهر الرواة. ثمة مصادفات قدرية نعيشها في حياتنا تفتح لنا أبوابا نجهلها، من حسن الحظ أني قابلت أناس عاشوا حياة مثيرة، وأحيانا كثيرة التقطتُ الحكايا فيما تروى على لسان الأحفاد، كان لي صديقة في الجامعة تحكي لي دائما عن جدتها التي عاشت في باريس وتزوجت كونتا فرنسيا من إصول لبنانية. الصعوبة كانت تأتي أثناء التحضير للكتابة، لأني أحتاج لمعلومات كثيرة لتكتسب الاحداث شرعيتها.
هل قمت بزيارة البلاد والأماكن التي كتبتي عنها في روايتك؟
هذا سر أدبي أحتفظ به لنفسي.
في الرواية عبارات استوقفتني أريد منك تعقيب عليها مثل، أجمل الصداقات تأتي من انقطاعها، العواصم تشبه بعضها، كيف للمرأة أن تخترع ذلك الكم الهائل من الابتسامات؟
أجمل الصداقات تأتي من انقطاعها.. أردت التنبيه إلى أن الصداقات ليس من الضروري أن تستمر، لأنها تصل أحيانا إلى مكان وعر، من الافضل ان ينتهي هذا الخيط لتظل صورة الصداقة أجمل في الذاكرة،
فالبُعد يضفي أحيانا رونقا غامضا على العلاقات.
العواصم تشبه بعضها.. ثمة استراتيجية واحدة تحكم المدن التي قدرها أن تكون عواصما. العاصمة هي وجه البلاد ورمزه.
كيف للمرأة أن تخترع ذلك الكم الهائل من الابتسامات.. المرأة كائن أكثر غموضا من الرجل ربما بسبب عهود طويلة من عيشها كتابع له، فتكون مجبرة على تحميل ملامح وجهها المزيد من التعابير لتقول ما تريد دون أن تتكلم.
تحدثتي عن الحب مرارا في روايتك من خلال وجهة نظرك أبطالك،فكيف هو من وجهة نظرك؟
حالة جميلة، معظم البشر يضخمون الحب ويعطونه أكبر من حجمه الحقيقي لهذا يصابون بالخيبات، لهذا انتحرت السيدة تريس في ألماس ونساء، بينما برلنت فطنت إلى ذلك مبكرا فرسمت حياتها بعيدا عن المؤثرات العاطفية التي من شأنها أن تضعف المرأة.
شخصيا أعتبر الحب حالة جميلة لكنها ليست كل شيء في الحياة، هنالك الطموحات والاحلام الاخرى التي يفترض أن نمتلكها في وقت مبكر لتكتسب حياتنا مذاقاتها حلوها ومرها فنحيا الحياة بكل أبعادها.
هل شعرتي قبل ذلك أنك تكتبين عن نفسك في بعض الأحيان؟
الكاتب ليس بريئا من أبطاله إنهم يشبهونه، ولايشبهونه بنفس الوقت،. من أسرار مُتَع الكتابة أننا نقول مانريد ونحن نتوارى وراء بطل وهمي.
لا تنزعجي..ولكني شعرت أن "الموت" طريقتك المفضلة للانتقال لشخصيات أخرى،مثل نادجا، وألماظ، وتوريس، والبكباشي محمود، ورومية، وصباحت؟
لم أقتل أحدا، فقط يبدو هكذا لأني قمتُ بسرد حياة كاملة، ألماظ ظلت في مجال التأويلات قد تكون انزلقت قدمها لأنها كانت مخمورة ولم تنتحر، نادجا ماتت أثناء الولادة، تريس عاشت حياة مليئة بالمغامرات والاخطاء وانتهت النهاية المتوقعة لحياتها، رومية خانم ماتت لأنها مسنّة، ومن الطبيعي أن تموت، أيضا صباحت ماتت لأنها أصبحت مسنة وعاجزة، أي أخذت الحياة مسارها الطبيعي معهما. والبيكباشي محمود كان عاشقا مغدورا، والحياة مليئة بالعشاق الحمقى الذين ينهون حياتهم برصاصة.
ألا تتفقي معي أن من الغريب أن ألماظ المرأة المتعلمة بالخارج وتدعو للتحرر وتعلم الفتيات تقصد عرافا من أجل إنجاب طفل؟
ذلك أمر يقترفه الجميع، أشهر الشخصيات السياسية من ملوك وجنرالات وأثرياء يقصدون العرافين، هذا أمر شائع بين المتعلمين والأميين فكل البشر يخافون من الغيب والمجهول.
لماذا مصير شخصيات روايتك مؤلم لم يحظى بما يتمناه باستثناء كارلوس؟
كارلوس وصل إلى تسوية معقولة مع برلنت، فهم أنه كان أمام امرأة لن ترأف لحاله حتى لو أطلق رصاصة على رأسه. كارلوس ابن زمنه، تماما مثل برلنت التي صنعت لنفسها قوانينها الخاصة المتعلقة بالزواج والانجاب، أيضا الكوردي بوتان، رحل من دمشق بسبب هاجس الهوية والانتماء. . باختصار هم أبناء جيل واحد.
لماذا وصفتِ "الهوية" بالمرض المزمن الجميل؟
جميل هو الشعور بالانتماء والهوية، لكن أحيانا كثير يدفعنا اخلاصنا لانتماءاتنا بتوهم أن الحضارة حكر علينا، لن نحيا على نحو سليم اذا لم نقتنع أن الحضارة ملكٌ لكل الشعوب، ليس هنالك شعب أفضل من شعب، كل ماهنالك تنوع واختلاف وبعض هذه الاختلافات قد لاتتلاءم مع ذائقتنا ولكن هذا لايعني نفيها.
قلتي ربما يرجع رجال يحملون أفكار مختلفة عن "الحرية والوطن والمرأة" هل نعاني في مجتمعنا من خطأ في فهم تلك المفاهيم وطبيعتها؟
لا اشك بذلك، فنحن نعيش في مجتمعات تقتات على تقاليد بالية لم تعد تناسب الزمن، ولا التطور الحاصل في كل أنحاء العالم، فهنالك مفاهيم جديدة بشأن الفرد وحقوقه وحريته، تصر بعض المجتمعات العربية وأنظمتها على تجاهلها.
ما رأيك في وضع المرأة في عالمنا العربي؟
ثمة سنين ضوئية تفصلنا عن العالم المتطور، ووضع المرأة في حالة يرثى لها، انظر فقط إلى نسبة الأمية؟ والذكورية متسلطة، والدين ذريعة الرجل للتحكم بحيوات النساء، لابد من تطوير البنية العقلية والاخلاقية في المجتمع العربي ليتماشى مع العالم الحديث.
صراحة أنت تجدين وصف كل شيء واستخدامه لوصف حالة أبطالك، مثل الأماكن، النقوش، والطرزات المعمارية، والطعام، والأسماء، ومباراة كرة قدم هل تعتقدين أن هذا السبب ما وضع روايتك في القائمة القصيرة للبوكر؟
عملت لمدة تقارب السنتين لجمع المعلومات، وبقي الاسلوب، ناورت اسلوبي الروائي من خلال اعادة بناء للرواية عدة مرات بحيث تبدو تلك المعلومات من صلب العمل وليست دخيلة عليه. بالنسبة للسبب الذي أوصل روايتي للقائمة القصيرة لست مؤهلة للخوض فيه، كل ما أعرفه أني عملت بإخلاص كبير لإنجاز هذه الرواية.
ما هي الشخصية التي أرهقتك، وتحيرتي أمام مصيرها؟
لعل شخصية ألماظ، أكثر الشخصيات التي استوقفتني، ربما لأنها مستلهمة من قصة حقيقية، ألماظ الحقيقية انتحرت بذات المكان، ربما لهذا موهت موتها قليلا وجعلت موتها شبيها بحادثة.
هل قرأتي الأعمال الأخرى المرشحة للبوكر؟ وما الذي أعجبك منها؟
لست مؤهلة للإجابة على سؤالك الأول، بالنسبة للأعمال المرشحة قرأتها وكلها أعمال جيدة، ومن الصعب المفاضلة بينها.
حياتها مليئة بالتجارب حيث عاشت نمطين من الحياة في البادية والمدينة، تمتلك قلمًا رشيقًا ولغة راقية تستطيع من خلال وصف كل شيء، إنها الكاتبة السورية لينا هويان الحسن، والتي وصلت روايتها "ألماس ونساء" إلى القائمة القصيرة للبوكر، وتعد أحد أبرز المرشحين للفوز بالجائزة المقرر إعلانها الشهر المقبل.
في البداية لماذا اخترتِ "ألماس ونساء" ليكون اسم الرواية؟ وهل هناك ثمة ترابط بينهما؟
من عادة النساء الحصول على المجوهرات، والماس يُعد أغلاها. معظم بطلاتي من الطبقة البرجوازية، انتمين إليها أو عشن بكنفها، عشن طويلا ومررن بتجارب كثيرة قبل أن يكتشفن أن الماس الحقيقي هو في داخلنا، علينا أن نمتلك قلوبا كالماس قابلة للصقل لكن لاتقبل الخدش، وأخذت العنوان شرعيته من ماسة الجارية الهندوسية بابور.
قلتِ في روايتك "نحن كائنات مخلوقة من الذاكرة" فما هي ذكريات طفولتك ونشأتك وبدايتك مع الكتابة؟
الأدب هو الابن المدلل للذاكرة، لاتتنوع نصوصنا إلا بقدر تنوع وثراء ما نحمله من ذاكرة. عشتُ نمطين من الحياة، بدوي صحراوي، وحضري مديني، تأثرت بكلاهما، وأحببت العالمين، تقاسمت ذاكرتي تضاريس متنوعة، عشت في البادية والخيام، أيضا عشت في بيوت على شاطئ البحر. وبيوت أخرى في أرياف تشبه الغابات وأخرى في قلب المدن.
باختصار عشتُ طفولة زاخرة بالأحداث والتغيرات التي منحتني مع الوقت خيالا سمح لي بالكتابة.
عندما قررت الكتابة بدأت من البادية كتبت عدة أعمال عن البادية السورية، ومع روايتي نازك خانم وبعدها ألماس ونساء تجرأت على دخول البيوت الشامية. عشت جزءا كبيرًا من حياتي في أحياء دمشقية بحتة. بذات الغزارة التي سمعت بهاحكايا البادية، سمعت حكايا الشام.
في أي خانة تصنفين روايتك هل تعتبرينها رواية تاريخية أم أدب رحلات كيف تصنفيها؟
لست مؤهلة لتصنيف رواياتي، ذلك متروك للنقاد، أكتبُ وأرسمُ العوالم وأقرر مواضيعي دون التفكير بأية تصنيفات يمكن أن تُنعت بها رواياتي.
تدفعني العبارة التي ذكرتيها في روايتك "ذاكرة بلا ثقوب تكون قاتلة" لسؤالك عن الشيء الذي تتمني أن يمحى من ذاكرتك؟
ذكرى مقتل شقيقي ياسر، لم ولن أُشفى من هذا الفصل من حياتي.
الرواية رحلة من اليونان إلى فرنسا والبرازيل وإثيوبيا وأماكن كثيرة وشخوص أكثر كيف تمخضت الفكرة؟ ومتى بدأ التحضير لها؟
صدّق أن عوالم هذه الرواية جاءت إلي دونما عناء كبير، فقد حظيت بأمهر الرواة. ثمة مصادفات قدرية نعيشها في حياتنا تفتح لنا أبوابا نجهلها، من حسن الحظ أني قابلت أناس عاشوا حياة مثيرة، وأحيانا كثيرة التقطتُ الحكايا فيما تروى على لسان الأحفاد، كان لي صديقة في الجامعة تحكي لي دائما عن جدتها التي عاشت في باريس وتزوجت كونتا فرنسيا من إصول لبنانية. الصعوبة كانت تأتي أثناء التحضير للكتابة، لأني أحتاج لمعلومات كثيرة لتكتسب الاحداث شرعيتها.
هل قمت بزيارة البلاد والأماكن التي كتبتي عنها في روايتك؟
هذا سر أدبي أحتفظ به لنفسي.
في الرواية عبارات استوقفتني أريد منك تعقيب عليها مثل، أجمل الصداقات تأتي من انقطاعها، العواصم تشبه بعضها، كيف للمرأة أن تخترع ذلك الكم الهائل من الابتسامات؟
أجمل الصداقات تأتي من انقطاعها.. أردت التنبيه إلى أن الصداقات ليس من الضروري أن تستمر، لأنها تصل أحيانا إلى مكان وعر، من الافضل ان ينتهي هذا الخيط لتظل صورة الصداقة أجمل في الذاكرة،
فالبُعد يضفي أحيانا رونقا غامضا على العلاقات.
العواصم تشبه بعضها.. ثمة استراتيجية واحدة تحكم المدن التي قدرها أن تكون عواصما. العاصمة هي وجه البلاد ورمزه.
كيف للمرأة أن تخترع ذلك الكم الهائل من الابتسامات.. المرأة كائن أكثر غموضا من الرجل ربما بسبب عهود طويلة من عيشها كتابع له، فتكون مجبرة على تحميل ملامح وجهها المزيد من التعابير لتقول ما تريد دون أن تتكلم.
تحدثتي عن الحب مرارا في روايتك من خلال وجهة نظرك أبطالك،فكيف هو من وجهة نظرك؟
حالة جميلة، معظم البشر يضخمون الحب ويعطونه أكبر من حجمه الحقيقي لهذا يصابون بالخيبات، لهذا انتحرت السيدة تريس في ألماس ونساء، بينما برلنت فطنت إلى ذلك مبكرا فرسمت حياتها بعيدا عن المؤثرات العاطفية التي من شأنها أن تضعف المرأة.
شخصيا أعتبر الحب حالة جميلة لكنها ليست كل شيء في الحياة، هنالك الطموحات والاحلام الاخرى التي يفترض أن نمتلكها في وقت مبكر لتكتسب حياتنا مذاقاتها حلوها ومرها فنحيا الحياة بكل أبعادها.
هل شعرتي قبل ذلك أنك تكتبين عن نفسك في بعض الأحيان؟
الكاتب ليس بريئا من أبطاله إنهم يشبهونه، ولايشبهونه بنفس الوقت،. من أسرار مُتَع الكتابة أننا نقول مانريد ونحن نتوارى وراء بطل وهمي.
لا تنزعجي..ولكني شعرت أن "الموت" طريقتك المفضلة للانتقال لشخصيات أخرى،مثل نادجا، وألماظ، وتوريس، والبكباشي محمود، ورومية، وصباحت؟
لم أقتل أحدا، فقط يبدو هكذا لأني قمتُ بسرد حياة كاملة، ألماظ ظلت في مجال التأويلات قد تكون انزلقت قدمها لأنها كانت مخمورة ولم تنتحر، نادجا ماتت أثناء الولادة، تريس عاشت حياة مليئة بالمغامرات والاخطاء وانتهت النهاية المتوقعة لحياتها، رومية خانم ماتت لأنها مسنّة، ومن الطبيعي أن تموت، أيضا صباحت ماتت لأنها أصبحت مسنة وعاجزة، أي أخذت الحياة مسارها الطبيعي معهما. والبيكباشي محمود كان عاشقا مغدورا، والحياة مليئة بالعشاق الحمقى الذين ينهون حياتهم برصاصة.
ألا تتفقي معي أن من الغريب أن ألماظ المرأة المتعلمة بالخارج وتدعو للتحرر وتعلم الفتيات تقصد عرافا من أجل إنجاب طفل؟
ذلك أمر يقترفه الجميع، أشهر الشخصيات السياسية من ملوك وجنرالات وأثرياء يقصدون العرافين، هذا أمر شائع بين المتعلمين والأميين فكل البشر يخافون من الغيب والمجهول.
لماذا مصير شخصيات روايتك مؤلم لم يحظى بما يتمناه باستثناء كارلوس؟
كارلوس وصل إلى تسوية معقولة مع برلنت، فهم أنه كان أمام امرأة لن ترأف لحاله حتى لو أطلق رصاصة على رأسه. كارلوس ابن زمنه، تماما مثل برلنت التي صنعت لنفسها قوانينها الخاصة المتعلقة بالزواج والانجاب، أيضا الكوردي بوتان، رحل من دمشق بسبب هاجس الهوية والانتماء. . باختصار هم أبناء جيل واحد.
لماذا وصفتِ "الهوية" بالمرض المزمن الجميل؟
جميل هو الشعور بالانتماء والهوية، لكن أحيانا كثير يدفعنا اخلاصنا لانتماءاتنا بتوهم أن الحضارة حكر علينا، لن نحيا على نحو سليم اذا لم نقتنع أن الحضارة ملكٌ لكل الشعوب، ليس هنالك شعب أفضل من شعب، كل ماهنالك تنوع واختلاف وبعض هذه الاختلافات قد لاتتلاءم مع ذائقتنا ولكن هذا لايعني نفيها.
قلتي ربما يرجع رجال يحملون أفكار مختلفة عن "الحرية والوطن والمرأة" هل نعاني في مجتمعنا من خطأ في فهم تلك المفاهيم وطبيعتها؟
لا اشك بذلك، فنحن نعيش في مجتمعات تقتات على تقاليد بالية لم تعد تناسب الزمن، ولا التطور الحاصل في كل أنحاء العالم، فهنالك مفاهيم جديدة بشأن الفرد وحقوقه وحريته، تصر بعض المجتمعات العربية وأنظمتها على تجاهلها.
ما رأيك في وضع المرأة في عالمنا العربي؟
ثمة سنين ضوئية تفصلنا عن العالم المتطور، ووضع المرأة في حالة يرثى لها، انظر فقط إلى نسبة الأمية؟ والذكورية متسلطة، والدين ذريعة الرجل للتحكم بحيوات النساء، لابد من تطوير البنية العقلية والاخلاقية في المجتمع العربي ليتماشى مع العالم الحديث.
صراحة أنت تجدين وصف كل شيء واستخدامه لوصف حالة أبطالك، مثل الأماكن، النقوش، والطرزات المعمارية، والطعام، والأسماء، ومباراة كرة قدم هل تعتقدين أن هذا السبب ما وضع روايتك في القائمة القصيرة للبوكر؟
عملت لمدة تقارب السنتين لجمع المعلومات، وبقي الاسلوب، ناورت اسلوبي الروائي من خلال اعادة بناء للرواية عدة مرات بحيث تبدو تلك المعلومات من صلب العمل وليست دخيلة عليه. بالنسبة للسبب الذي أوصل روايتي للقائمة القصيرة لست مؤهلة للخوض فيه، كل ما أعرفه أني عملت بإخلاص كبير لإنجاز هذه الرواية.
ما هي الشخصية التي أرهقتك، وتحيرتي أمام مصيرها؟
لعل شخصية ألماظ، أكثر الشخصيات التي استوقفتني، ربما لأنها مستلهمة من قصة حقيقية، ألماظ الحقيقية انتحرت بذات المكان، ربما لهذا موهت موتها قليلا وجعلت موتها شبيها بحادثة.
هل قرأتي الأعمال الأخرى المرشحة للبوكر؟ وما الذي أعجبك منها؟
لست مؤهلة للإجابة على سؤالك الأول، بالنسبة للأعمال المرشحة قرأتها وكلها أعمال جيدة، ومن الصعب المفاضلة بينها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.