فتحت الروائية الشاعرة السورية لينا هويان الحسن - صاحبة روايات : معشوقة الشمس، التروس القرمزية، التفاحة السوداء، بنات نعش، سلطانات الرمل، وديوان نمور صريحة - والتى تقيم حاليا فى مدينة بيروت - ، النار على واقع الإبداع العربى على جميع المستويات سواء كانت رواية أو شعرا أو حتى سينما وغيره من مجالات الإبداع المختلفة معتبرة ما يحدث هو أدب الشتيمة وليس ادب الابداع حيث قالت: ما أكثر أدباء الشتم وما أقل أدباء الإبداع وما أكثر الذين قرأوا رائعة ماركيز «مئة عام من العُزلة» ولم ينتبهوا إلى أنه كتبها عن الحرب الأهلية الكولومبية، دون أن يشتم مباشرة أى مسئول حكومي.. هكذا النص الحقيقى مثل وحش يهجم هجمة واحدة على الطريدة لتكون له فما أقل وحوش الأدب وما أكثر آكلى الجيف. وعن روايتها الجديدة «نازك خانم» التى تشارك فى معرض الرياض الدولى للكتاب قالت إن المرأة الحرة، هى جوهر رواية نازك خانم، وأصر على مفردة «حرّة» بعيدًا عن مفردة «تحرر» فثمة فرق بين امرأة تحمل نسغًا حرّا حقيقيا وبين امرأة متحررة، وثمة فرق بين نساء عشن الحرية بشكل حقيقى وبين نساء رفعن شعارات التحرر دون أن يحرزنه بحق. مضيفة: كل الثورات لن تنفع العرب بشيء إذا لم تتحرر المرأة وتتساوى بالرجل وأن تكون محكومة بقانون مدنى يراعى تطور الزمن على الكرة الأرضية فى هذا الكون الذى ينظر للمستقبل كل العالم عينه على المستقبل والعرب عيونهم على الماضى خاصة أن الحرية التى حصلت عليها المرأة حرية شكلية وشعاراتية وممسوخة، وستحارب طويلا لأجل حريتها، وطبعا ذلك بنسب متفاوتة بين دولة عربية وأخرى لكن المرأة العربية بعيدة عن كلمة حرية وجزء كبير منهن مستلبات ومتشبثات بأصفادهن. وتابعت لينا: العرب كعادتهم حولوا كل شيء إلى شعارات فحتى تسمية الربيع العربى تسمية شعاراتية، ما يحدث هو حراك طبيعى يحدث فى كل المجتمعات وكل الأمكنة وكل الأزمنة، والتاريخ وحده سيفرز الأشياء ويسميها بمسمياتها الصحيحة، وكل هذه التسميات ارتجالية لا معنى لها الحقيقة، لأن ما يحدث عموما فى العالم العربى نتيجة طبيعية لمجتمعات يحكمها تقاليد محددة يتمسك البعض بها ويتجاهل التطور الحاصل فى كل أنحاء العالم، الدول العظمى تفكر بخطط حقيقية لغزو الفضاء واستعمار الكواكب والعرب يفكرون كيف يسربلون المرأة بالمزيد من القماش الأسود هذا على المستوى الاجتماعى وعلى مستوى الحكومات، فقد حظيت أغلب المجتمعات العربية بحكومات لا هم لها غير سرقة البلاد، واذا لم تمنح المرأة حقوقها كاملة لن تتحرر المجتمعات العربية مهما قامت من ثورات. وعن تناولها الأزمة السورية فى مشاريعها الأدبية المقبلة قالت لينا: الأدب لا يقبل المخططات، لأنه فن تلقائى ولن أحشر نصى ضمن مقولات جاهزة ولست من هواة الكتابة ضمن ما يتوقعه الآخرون، وسأكتب دائمًا النص المفاجئ، وكأنه وحش يهجم هجمة واحدة على الطريدة لتكون له، والثقافة علامة الحضارة وعندما نقول ثقافة سيتضمن ذلك الأدب والفنون، على صعيد الأدب هنالك غزارة إنتاج واضحة لكن بعيدة تماما عن الجودة الحقيقية والدليل أننا لا نملك اسما أدبيا يمثلنا فى العالم المعاصر، هل هناك غير أمين معلوف ؟ ربما هنالك اسم أو اسمان آخران لا أكثر. وفنيا فرغم الفضائيات العربية المنتشرة بغزارة لكننا مازلنا نتكئ على إرث الزمن الجميل أصواتا وألحانا وحتى على مستوى السينما غالب ما هنالك افلام مستنسخة على نحو «فوتكوبي» رديء جدا عن السينما الغربية، غالب الأسماء الكبيرة رحلت دون بدائل حقيقية.. أى نحن نحو الأسوأ على ما يبدو.