لم يمض وقت طويل علي انتهاء أعمال المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ، (ذلك المؤتمر الذي فاق نجاحه كل التوقعات) حتي بدأ الرئيس عبد الفتاح السيسي رحلته الأهم والأخطر في جدول رحلاته الخارجية في رأيي.أتحدث عن زيارة الرئيس للسودان وأثيوبيا، تلك الزيارة التاريخية من حيث أهميتها لمصر، والنتائج التي تحققت خلالها. فهي الزيارة الأولي لأي رئيس مصري لدولة أثيوبيا منذ 30 سنة (دون أن يكون هدف الزيارة هو المشاركة في قمم إفريقية باعتبار أن أديس أبابا مقر الاتحاد الإفريقي أو منظمة الوحدة الإفريقية سابقا). و هي الزيارة التي نجحت في كسر الحاجز الجليدي بين مصر وأثيوبيا بسبب ما تشعر به أثيوبيا من نبرة استعلاء في الخطاب المصري، وإحساسها بأن مصر تتعامل معها في مطالبتها بحصتها من مياه نهرالنيل بنظرة فوقية، وهذا ما ساهم في إثارة جو غير ودود بين الدولتين، بالإضافة إلي فضيحة الاجتماع الشهير لمناقشة سد النهضة أيام فترة حكم الدكتور مرسي العياط. ذلك الاجتماع الذي تميز بالشطط، والوقاحة في مناقشة شأن مصري له طابع دولي فزاد الطين بلة، وأفسد العلاقة بين الدولتين كما لم تفسد طوال تاريخها. كذلك فإن جمع دول حوض النيل ذات الارتباط بمصالح واحدة في إتفاقية هي وثيقة مبادئ خاصة بسد النهضة الأثيوبي، يوقعها الرؤساء الثلاثة في السودان يعد أمراً بالغ الأهمية لضمان التنسيق المشترك بين دول حوض النيل بما يراعي مصالح الدول الثلاث، وفي خطوة هي الأولي من نوعها ينجح التحرك السياسي المصري الناضج في مد جسور حقيقية للثقة بين الدول الشقيقة. المياه في قاموس المصريين القدماء تعني الحياة ومصر هبة النيل، لذا فإن اهتمام الرئيس بفتح هذا الملف الحيوي بعد انتهائه من المؤتمر الاقتصادي يعبر عن رؤية واضحة لأولويات مصر. كذلك فإن اختياره لتولي القضية بنفسه، وتوظيف قدرته علي الإقناع وحضوره القوي في الأوساط السياسية الدولية من أجل الوصول إلي اتفاق يرضي جميع الأطراف مصر، السودان، وأثيوبيا. وعاد الرئيس من أثيوبيا ليبدأ مؤتمر القمة العربية، ويترأس القمة في شرم الشيخ ويطرح مشروع تشكيل قوة عسكرية عربية للدفاع المشترك،وهو الاقتراح الذي لاقي ترحيبا عربيا شديدا، فقد تكونت قبلاً في حرب اكتوبر 1973 من أجل توحد العرب في الدفاع عن مقدراتهم في مواجهة العدو الصهيوني. انتهت القمة بإجماع عربي علي الدفاع عن حدود السعودية وباب المندب، ومواجهة الحوثيين أداة التدمير والفوضي في اليمن. كذلك حضر أمير قطر وظهرت بوادر لعودة قطر إلي الصف العربي. تلك كانت نتائج عمل الرئيس في أقل من شهر! إنه رئيس يكتب التاريخ بمداد قلبه وشغف لا ينتهي بمحبوبته مصر. لم يمض وقت طويل علي انتهاء أعمال المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ، (ذلك المؤتمر الذي فاق نجاحه كل التوقعات) حتي بدأ الرئيس عبد الفتاح السيسي رحلته الأهم والأخطر في جدول رحلاته الخارجية في رأيي.أتحدث عن زيارة الرئيس للسودان وأثيوبيا، تلك الزيارة التاريخية من حيث أهميتها لمصر، والنتائج التي تحققت خلالها. فهي الزيارة الأولي لأي رئيس مصري لدولة أثيوبيا منذ 30 سنة (دون أن يكون هدف الزيارة هو المشاركة في قمم إفريقية باعتبار أن أديس أبابا مقر الاتحاد الإفريقي أو منظمة الوحدة الإفريقية سابقا). و هي الزيارة التي نجحت في كسر الحاجز الجليدي بين مصر وأثيوبيا بسبب ما تشعر به أثيوبيا من نبرة استعلاء في الخطاب المصري، وإحساسها بأن مصر تتعامل معها في مطالبتها بحصتها من مياه نهرالنيل بنظرة فوقية، وهذا ما ساهم في إثارة جو غير ودود بين الدولتين، بالإضافة إلي فضيحة الاجتماع الشهير لمناقشة سد النهضة أيام فترة حكم الدكتور مرسي العياط. ذلك الاجتماع الذي تميز بالشطط، والوقاحة في مناقشة شأن مصري له طابع دولي فزاد الطين بلة، وأفسد العلاقة بين الدولتين كما لم تفسد طوال تاريخها. كذلك فإن جمع دول حوض النيل ذات الارتباط بمصالح واحدة في إتفاقية هي وثيقة مبادئ خاصة بسد النهضة الأثيوبي، يوقعها الرؤساء الثلاثة في السودان يعد أمراً بالغ الأهمية لضمان التنسيق المشترك بين دول حوض النيل بما يراعي مصالح الدول الثلاث، وفي خطوة هي الأولي من نوعها ينجح التحرك السياسي المصري الناضج في مد جسور حقيقية للثقة بين الدول الشقيقة. المياه في قاموس المصريين القدماء تعني الحياة ومصر هبة النيل، لذا فإن اهتمام الرئيس بفتح هذا الملف الحيوي بعد انتهائه من المؤتمر الاقتصادي يعبر عن رؤية واضحة لأولويات مصر. كذلك فإن اختياره لتولي القضية بنفسه، وتوظيف قدرته علي الإقناع وحضوره القوي في الأوساط السياسية الدولية من أجل الوصول إلي اتفاق يرضي جميع الأطراف مصر، السودان، وأثيوبيا. وعاد الرئيس من أثيوبيا ليبدأ مؤتمر القمة العربية، ويترأس القمة في شرم الشيخ ويطرح مشروع تشكيل قوة عسكرية عربية للدفاع المشترك،وهو الاقتراح الذي لاقي ترحيبا عربيا شديدا، فقد تكونت قبلاً في حرب اكتوبر 1973 من أجل توحد العرب في الدفاع عن مقدراتهم في مواجهة العدو الصهيوني. انتهت القمة بإجماع عربي علي الدفاع عن حدود السعودية وباب المندب، ومواجهة الحوثيين أداة التدمير والفوضي في اليمن. كذلك حضر أمير قطر وظهرت بوادر لعودة قطر إلي الصف العربي. تلك كانت نتائج عمل الرئيس في أقل من شهر! إنه رئيس يكتب التاريخ بمداد قلبه وشغف لا ينتهي بمحبوبته مصر.