دروس وظواهر سينمائية عديدة، كشفت عنها شاشة مهرجان برلين السينمائى الدولى فى دورته الخامسة والستين، فى مقدمتها تلك الجوائز التى منحت بحق للسينما الجميلة فقط، وللمبدعين الحقيقين، وهو ما فاق كل التوقعات، وطمس مقولات مثل جوائز التوافق السياسى، أو جوائز جبر خواطر وإرضاء مخرجين كبار ونجوم.. الدرس الأخر هو وجود هذا الكم الكبير من الأفلام المهمة، والتى سيكون لها مكانة كبيرة فى تاريخ السينما، ما يؤكد على اصرار ورغبة إدارة المهرجان فى التمسك بعرض تلك النوعية من الافلام التى حظيت بإعجاب الجميع، ولم يفرط المسئولون عن المسابقة الرسمية والبانوراما والفورم، فى التمسك بالأ عمال السينمائية التى تنتمى لأفكار ورؤى إبداعية خالصة وطازجة . "تواضع النجوم" الظاهرة الجميلة، هذا التواضع الكبير لمفهوم النجومية، والذى كشف عنه عديد من النجوم والنجمات ضيوف المهرجان، فى تعاملهم مع الجمهور الذى يصطف يوميا ليرحب بهم فى مشهد رائع، يؤكد الى اى درجة يصل عشق الجمهور الالمانى للسينما، كبار النجوم كانوا يرحبون بأسئلة الصحافة فى الندوات ويقابلونها بإبتسامة مهما كانت درجة سخونتها، وعندما وجهت سؤالا للنجمة الأمريكية كيت بلانشيت: "إلى أى مدى هى راضية عن دور المرأة الشريرة فى فيلم سندريلا، وأن هذا الدور لم يكن بطولة، أجابت بإبتسامة: "إنه الشر الجميل ، حتى تحب سندريلا وتتعاطف معها اكثر ، وقالت: "كل دور جيد يجسد بطولة فى حد ذاته، وانا سعيدة جدا بهذا العمل" . أكدت بلانشيت خلال المؤتمر أن تقديم فيلم جديد عن السندريلا يعد مغامرة كبرى، خاصة أن هناك أكثر من فيلم قدّم القصة نفسها وفي سياق متصل، حضر الندوة كل أسرة الفيلم، وأعربوا عن سعادتهم بالمشاركة في المهرجان وأيضًا سعادتهم بالعمل مع المخرج الكبير كينيث برناه. تواضع وصدق وواقعية بلانشيت لم يقل عما ظهر به نيكول كيدمان ، كيت بلانشيت ، وناتالى بورتمان ، وجوليت بينوش ، كريستيان بيل ، وجيمس فرانكو . . وشهدت الندوة إقبالا كبيرًا كعادة ندوات الممثلين الأمريكان واضطر الأمن إلى إغلاق الأبواب بسبب الازدحام وكنوع من التأمين الزائد ، بينما وقف الصحفيون والمراسلون يتابعون اللقاء على شاشات العرض الكبيرة التى وضعتها ادارة المهرجان فى مقر المركز الصحفى، وايضا امام قصر المؤتمرات فى بوتسدامر بلاتس ليتابع الجمهور ما يجرى بالداخل. "سندريلا" فيلم سندريلا تدور قصته حول الفتاة الصغيرة "إيلا" التي تقوم بدورها الممثلة الشابة ليلي جيمس التي تزوج والدها امرأة أخرى بعد وفاة والدتها "هايلي أتويل"، وعاشت معها وبناتها في منزل العائلة، ولكن بعد وفاة والدها المفاجئ، وجدت نفسها تحت رحمة أشخاص مغرورين يثقلون عليها في أعمال المنزل ويحولونها إلى خادمة، وذات مرة تقابل في الغابة الأمير شارمنج "ريتشارد مادين" وأحست أنها قابلت شخصًا طيبًا، ومن الممكن أن يغير حياتها، وعندما دعى الامير حضور كل فتيات المدينه ليختار عروسا من بينهن ولكن زوجة أبيها رفضت ذهابها وذهبت هي وبنتيها فقط طمعا فى اختيار الامير واحدة كنهن ، إلى أن ظهرت الساحرة التي تساعدها على حضور الحفل وبعد عدة مغامرات تفوز السندريلا بقلب الامير ، فى قصة مشوقة للغاية . "تاكسى" وعودة لمسألة الدروس الكبيرة التى يمنحا مهرجان برلين ليس فقط لمهرجانات العالم بل ولسينمائيها، وللشعوب والقادة من السياسين، حيث سعى لعرض الفيلم الايرانى "تاكسى " للمخرج الممنوع من مزاولة العمل فى بلدة ، فرغم انه ممنوع في بلاده من ممارسة نشاطه في مجال السينما، الا انه نجح في تهريب فيلمه "تاكسي" إلى برلين للمشاركة في البرليناله، وليحقق المفاجأة ويفوز بالدب الذهبي. وهو واحدًا من أبرز المخرجين الإيرانيين والذي يعاني دائمًا من محاولات قمعه بشتى الطرق من قبل السلطات الإيرانية، حتى إنها منعته من مزاولة مهنته وتصوير أي أفلام سينمائية، لكنه تمرد على ذلك الوضع وتحدى القيود التي وضعتها حكومة بلاده ومنعه من السفر لأي دولة أخرى، خشية من تصوير أفلامه بالخارج، لكن بناهي لم يستسلم لتلك المعوقات ليعطي درسا كبيرا للسلطات الإيرانية بأنه لا يستطيع أحد مصادرة حق القوى الناعمة في التعبير عن قضايا المجتمع. ويعتبر هذا الفيلم من الافلام التي لم يجري لها المهرجان أي ندوات بسبب قرار الحكومة الايرانية بوضع بناهي تحت الاقامة الجبرية في البلاد ومنعه من العمل في السينما لمدة عشرين عاما واستطاعت الافلام الايرانية المشاركة في مهرجان برلين السينمائي ، من تحقيق نجاحا كبيرا بعد ان اقتنصت جائزتين من إجمالي ثلاثة جوائز للصحافة الدولية "الفيبريسي". ونجح فيلم "تاكسي" ايضا فى الحصول على جائزة الصحافة الدولية "الفبريسي" في أول أختبار له مع باقي افلام المسابقة الدولية للمهرجان والتي ستختتم فعالياته غدا، وذلك بعد منافسة قوية مع فيلم "النادي" وايضا الفيلم الانجيلزي "45 عام" والمرشحين بقوة للحصول على جائزة الدب الذهبي الكبري للمهرجان. كما نجح أيضا المخرج حامد رجبي باقتناص جائزة مسابقة البانوراما والتي شهدت منافسة قوية هذا العام نظرا لارتفاع مستوي الافلام المتنافسة حيث حصد فيلمه »A Minor Leap Down« جائزة البانوراما، واخيرا فقد نجح ايضا الفيلم الايطالي Hand Gestures أو فتاة اليد في الحصول على جائزة مسابقة المنتدي. "جوائز" وبالعودة الى جوائز المهرجان الكبرى ، بعد الدب الدهبى لتاكسى ، حيث فاز المخرج الرومانى مالغورزاتا تشوموفسكا عن فيلمه "عفارم " والمخرجة البولندية رادو جود بفيلمها "جسد "مناصفة- بجائزة الدب الفضي التي تمنح لأفضل مخرج في مهرجان برلين السينمائي، وهما الفيلمان القويان بحق ، وخاصة فيلم جسد الذى قدم نموزجا سينمائيا رائعا وعبر سيناريو محكم للغاية ، حاولت المخرجة البولندية ، اثنين وأربعين عاماً، أن تقدم لنا خليطاً عميقاً يجمع بين الدراما النفسية والإنسانية والتأملية، تطرح من خلاله الصعوبات التي يواجهها الإنسان فيما يتعلق بعلاقته بنفسه، وبالحب، والألم النفسي، والوحدة، وأيضاً الصلات الهشة والمنقطعة بين الأفراد، وفي الوقت نفسه التعرض للعلاقة بين العقلانية والإيمان بالطاقة الروحانية وقدرتها على العلاج. وعبر ثلاث شخصيات رئيسية بالفيلم، الأب يانوش، المحقق الجنائي، والابنة المراهقة أولجا، وآنا المعالجة النفسية، نرى من وجهة نظرها الخاصة كيفية تعامل كل منها مع الفقدان والخسارة، فالأب ربما بسبب طبيعة عمله التي تفرض عليه التعامل اليومي مع الحوادث والجثث، نجد أن قد صار متبلداً بعض الشيء، فقط يشعر بقدر من الوحدة والحنين والتذكر لزوجته الراحلة، وذلك على نحو عابر. في حين نجد ابنته، تعاني من متاعب نفسية وعصبية، تدفعها لتناول الطعام بشراهة حتى التقيؤ والإعياء، الأمر الذي اضطر معه الوالد إلى إدخالها بنفسه إلى مصحة للعلاج النفسي خشية أن يفضي بها اكتئابها إلى الانتحار، إذ لا تستطيع أولجا تحمل فراق والدتها بعد وفاتها، وينعكس هذا على كراهيتها الشديدة لوالدها. أما آنا المعالجة النفسية، في المصحة الموجودة بها أولجا، فتعيش نوعاً آخر من الغياب، هو خليط من الغياب الجسدي لشخص أو زوج يشاركها حياتها ومنزلها ويبادلها الحب، لتنهى نهاية مفتوحة بصورة متكاملة للمواقف المتعارضه لأبطالها فى لحظة صمت كبيرة. بينما تدور أحداث فيلم "أفيريم" في غرب رومانيا في القرن التاسع عشر، في حين أن فيلم "بادي" لسزوموسكا يستكشف الموت المعنوى للحياة ، وكيفية النغلب عليه عبر فكرة فلسفية شديدة العمق قوامها "الصراخ بكلمة أه ". وجاءت جائزة الدب الفضي ، جائزة لجنة التحكيم الكبرى، لفيلم المخرج التشيلي بابلو لارين " النادى " فى حين ذهبت جائزة الدب الفضي جائزة ألفريد باور، لفيلم المخرج الجواتيمالي جايرو بوستامنتي "بركان إكسكواناجو".واستحقت عن جدارة جائزة الدب الفضي لأفضل ممثلة، العملاقة المخضرمة تشارلوت رامبلينج عن دورها في فيلم "45 عاماً" التى قدمت دورا رائعا وايضا جائزة الدب الفضي لأفضل ممثل، ذهبت إلى الرائع توم كورتيناي عن دوره في نفس الفيلم "45 عامًا" الذى نافس بقوة على جائزة افضل فيلم ايضا . كانت هناك توقعات كبيرة بفوز المخرج التشيلى باتريشيو جوزمان بفوزه بأحدى الجوائز ، نظرا للتحفة السينمائية التسجيلية التى قدمها فى فيلمه " الزر اللؤة " الذى يتناول فيه عالم طبيعة المياه وسحركنوزها بين سماء وارض ، وبالفعل حصد جائزة الدب الفضي لأفضل سيناريو. الدب الفضي لأفضل إسهام فني، ذهبت إلى المصور السينمائي شتورلا براندث جروفلين عن تصويره للفيلم الألماني "فيكتوريا". وذلك مناصفة مع المصورين إيفجيني بريفيني وسيرجي ميخائيلتشوك عن تصويرهما للفيلم الروسي "تحت السحب الكهربائية". "50 ظلا للرمادي" شهدت شاشة المهرجان العرض العالمى الاول للفيلم الأمريكي"50 ظلا للرمادي"، والمأخوذ عن رواية تحمل نفس العنوان للكاتبة الإنجليزية أي ال جيمس وذلك في عرض خاص ضمن فعاليات الدورة ال65 لمهرجان برلين السينمائي. وبهذه المناسبة أعد المهرجان سجادة حمراء خصيصا لاستقبال أبطال الفيلم الذين استبقلهم الجمهور بحفاوة شديدة وقاموا بالتقاط بعض الصور التذكارية معهم، خاصة أن هذا الفيلم يعد من الأعمال المتوقع أن تثير جدلا واسعا على مستوي العالم كما فعلت الرواية نفسها لأنه يروج وبشكل واضح للسادية الجنسية. وقد حضر من أبطال الفيلم الممثل جيمي دورمان، والذي لعب دور "جري" الملياردير كذلك الممثلة الشابة داكوتا جونسون التي لعبت دور البطولة النسائية إضافة إلى مخرجة العمل سام تليور جونسون، وقد حضر العرض جمهور كثيف من رواد المهرجان, وفي الوقت نفسه أقامت ادارة المهرجان في صباح اليوم نفسه عرضان للصحفيين أحدهما في سينما "آي ماكس". وقد امتلئت القاعة قبل العرض بساعة تقريبا وإذا ما أثار حفيظة الصحفيين وأعلن معظم الغضب واضطر الأمن التواجد بالقرب من الصالة خشيت حدوث أي شغب بينما عرض الفيلم نفسه أيضا في عرض للصحفيين وشهد حضورا كثيفا. دروس وظواهر سينمائية عديدة، كشفت عنها شاشة مهرجان برلين السينمائى الدولى فى دورته الخامسة والستين، فى مقدمتها تلك الجوائز التى منحت بحق للسينما الجميلة فقط، وللمبدعين الحقيقين، وهو ما فاق كل التوقعات، وطمس مقولات مثل جوائز التوافق السياسى، أو جوائز جبر خواطر وإرضاء مخرجين كبار ونجوم.. الدرس الأخر هو وجود هذا الكم الكبير من الأفلام المهمة، والتى سيكون لها مكانة كبيرة فى تاريخ السينما، ما يؤكد على اصرار ورغبة إدارة المهرجان فى التمسك بعرض تلك النوعية من الافلام التى حظيت بإعجاب الجميع، ولم يفرط المسئولون عن المسابقة الرسمية والبانوراما والفورم، فى التمسك بالأ عمال السينمائية التى تنتمى لأفكار ورؤى إبداعية خالصة وطازجة . "تواضع النجوم" الظاهرة الجميلة، هذا التواضع الكبير لمفهوم النجومية، والذى كشف عنه عديد من النجوم والنجمات ضيوف المهرجان، فى تعاملهم مع الجمهور الذى يصطف يوميا ليرحب بهم فى مشهد رائع، يؤكد الى اى درجة يصل عشق الجمهور الالمانى للسينما، كبار النجوم كانوا يرحبون بأسئلة الصحافة فى الندوات ويقابلونها بإبتسامة مهما كانت درجة سخونتها، وعندما وجهت سؤالا للنجمة الأمريكية كيت بلانشيت: "إلى أى مدى هى راضية عن دور المرأة الشريرة فى فيلم سندريلا، وأن هذا الدور لم يكن بطولة، أجابت بإبتسامة: "إنه الشر الجميل ، حتى تحب سندريلا وتتعاطف معها اكثر ، وقالت: "كل دور جيد يجسد بطولة فى حد ذاته، وانا سعيدة جدا بهذا العمل" . أكدت بلانشيت خلال المؤتمر أن تقديم فيلم جديد عن السندريلا يعد مغامرة كبرى، خاصة أن هناك أكثر من فيلم قدّم القصة نفسها وفي سياق متصل، حضر الندوة كل أسرة الفيلم، وأعربوا عن سعادتهم بالمشاركة في المهرجان وأيضًا سعادتهم بالعمل مع المخرج الكبير كينيث برناه. تواضع وصدق وواقعية بلانشيت لم يقل عما ظهر به نيكول كيدمان ، كيت بلانشيت ، وناتالى بورتمان ، وجوليت بينوش ، كريستيان بيل ، وجيمس فرانكو . . وشهدت الندوة إقبالا كبيرًا كعادة ندوات الممثلين الأمريكان واضطر الأمن إلى إغلاق الأبواب بسبب الازدحام وكنوع من التأمين الزائد ، بينما وقف الصحفيون والمراسلون يتابعون اللقاء على شاشات العرض الكبيرة التى وضعتها ادارة المهرجان فى مقر المركز الصحفى، وايضا امام قصر المؤتمرات فى بوتسدامر بلاتس ليتابع الجمهور ما يجرى بالداخل. "سندريلا" فيلم سندريلا تدور قصته حول الفتاة الصغيرة "إيلا" التي تقوم بدورها الممثلة الشابة ليلي جيمس التي تزوج والدها امرأة أخرى بعد وفاة والدتها "هايلي أتويل"، وعاشت معها وبناتها في منزل العائلة، ولكن بعد وفاة والدها المفاجئ، وجدت نفسها تحت رحمة أشخاص مغرورين يثقلون عليها في أعمال المنزل ويحولونها إلى خادمة، وذات مرة تقابل في الغابة الأمير شارمنج "ريتشارد مادين" وأحست أنها قابلت شخصًا طيبًا، ومن الممكن أن يغير حياتها، وعندما دعى الامير حضور كل فتيات المدينه ليختار عروسا من بينهن ولكن زوجة أبيها رفضت ذهابها وذهبت هي وبنتيها فقط طمعا فى اختيار الامير واحدة كنهن ، إلى أن ظهرت الساحرة التي تساعدها على حضور الحفل وبعد عدة مغامرات تفوز السندريلا بقلب الامير ، فى قصة مشوقة للغاية . "تاكسى" وعودة لمسألة الدروس الكبيرة التى يمنحا مهرجان برلين ليس فقط لمهرجانات العالم بل ولسينمائيها، وللشعوب والقادة من السياسين، حيث سعى لعرض الفيلم الايرانى "تاكسى " للمخرج الممنوع من مزاولة العمل فى بلدة ، فرغم انه ممنوع في بلاده من ممارسة نشاطه في مجال السينما، الا انه نجح في تهريب فيلمه "تاكسي" إلى برلين للمشاركة في البرليناله، وليحقق المفاجأة ويفوز بالدب الذهبي. وهو واحدًا من أبرز المخرجين الإيرانيين والذي يعاني دائمًا من محاولات قمعه بشتى الطرق من قبل السلطات الإيرانية، حتى إنها منعته من مزاولة مهنته وتصوير أي أفلام سينمائية، لكنه تمرد على ذلك الوضع وتحدى القيود التي وضعتها حكومة بلاده ومنعه من السفر لأي دولة أخرى، خشية من تصوير أفلامه بالخارج، لكن بناهي لم يستسلم لتلك المعوقات ليعطي درسا كبيرا للسلطات الإيرانية بأنه لا يستطيع أحد مصادرة حق القوى الناعمة في التعبير عن قضايا المجتمع. ويعتبر هذا الفيلم من الافلام التي لم يجري لها المهرجان أي ندوات بسبب قرار الحكومة الايرانية بوضع بناهي تحت الاقامة الجبرية في البلاد ومنعه من العمل في السينما لمدة عشرين عاما واستطاعت الافلام الايرانية المشاركة في مهرجان برلين السينمائي ، من تحقيق نجاحا كبيرا بعد ان اقتنصت جائزتين من إجمالي ثلاثة جوائز للصحافة الدولية "الفيبريسي". ونجح فيلم "تاكسي" ايضا فى الحصول على جائزة الصحافة الدولية "الفبريسي" في أول أختبار له مع باقي افلام المسابقة الدولية للمهرجان والتي ستختتم فعالياته غدا، وذلك بعد منافسة قوية مع فيلم "النادي" وايضا الفيلم الانجيلزي "45 عام" والمرشحين بقوة للحصول على جائزة الدب الذهبي الكبري للمهرجان. كما نجح أيضا المخرج حامد رجبي باقتناص جائزة مسابقة البانوراما والتي شهدت منافسة قوية هذا العام نظرا لارتفاع مستوي الافلام المتنافسة حيث حصد فيلمه »A Minor Leap Down« جائزة البانوراما، واخيرا فقد نجح ايضا الفيلم الايطالي Hand Gestures أو فتاة اليد في الحصول على جائزة مسابقة المنتدي. "جوائز" وبالعودة الى جوائز المهرجان الكبرى ، بعد الدب الدهبى لتاكسى ، حيث فاز المخرج الرومانى مالغورزاتا تشوموفسكا عن فيلمه "عفارم " والمخرجة البولندية رادو جود بفيلمها "جسد "مناصفة- بجائزة الدب الفضي التي تمنح لأفضل مخرج في مهرجان برلين السينمائي، وهما الفيلمان القويان بحق ، وخاصة فيلم جسد الذى قدم نموزجا سينمائيا رائعا وعبر سيناريو محكم للغاية ، حاولت المخرجة البولندية ، اثنين وأربعين عاماً، أن تقدم لنا خليطاً عميقاً يجمع بين الدراما النفسية والإنسانية والتأملية، تطرح من خلاله الصعوبات التي يواجهها الإنسان فيما يتعلق بعلاقته بنفسه، وبالحب، والألم النفسي، والوحدة، وأيضاً الصلات الهشة والمنقطعة بين الأفراد، وفي الوقت نفسه التعرض للعلاقة بين العقلانية والإيمان بالطاقة الروحانية وقدرتها على العلاج. وعبر ثلاث شخصيات رئيسية بالفيلم، الأب يانوش، المحقق الجنائي، والابنة المراهقة أولجا، وآنا المعالجة النفسية، نرى من وجهة نظرها الخاصة كيفية تعامل كل منها مع الفقدان والخسارة، فالأب ربما بسبب طبيعة عمله التي تفرض عليه التعامل اليومي مع الحوادث والجثث، نجد أن قد صار متبلداً بعض الشيء، فقط يشعر بقدر من الوحدة والحنين والتذكر لزوجته الراحلة، وذلك على نحو عابر. في حين نجد ابنته، تعاني من متاعب نفسية وعصبية، تدفعها لتناول الطعام بشراهة حتى التقيؤ والإعياء، الأمر الذي اضطر معه الوالد إلى إدخالها بنفسه إلى مصحة للعلاج النفسي خشية أن يفضي بها اكتئابها إلى الانتحار، إذ لا تستطيع أولجا تحمل فراق والدتها بعد وفاتها، وينعكس هذا على كراهيتها الشديدة لوالدها. أما آنا المعالجة النفسية، في المصحة الموجودة بها أولجا، فتعيش نوعاً آخر من الغياب، هو خليط من الغياب الجسدي لشخص أو زوج يشاركها حياتها ومنزلها ويبادلها الحب، لتنهى نهاية مفتوحة بصورة متكاملة للمواقف المتعارضه لأبطالها فى لحظة صمت كبيرة. بينما تدور أحداث فيلم "أفيريم" في غرب رومانيا في القرن التاسع عشر، في حين أن فيلم "بادي" لسزوموسكا يستكشف الموت المعنوى للحياة ، وكيفية النغلب عليه عبر فكرة فلسفية شديدة العمق قوامها "الصراخ بكلمة أه ". وجاءت جائزة الدب الفضي ، جائزة لجنة التحكيم الكبرى، لفيلم المخرج التشيلي بابلو لارين " النادى " فى حين ذهبت جائزة الدب الفضي جائزة ألفريد باور، لفيلم المخرج الجواتيمالي جايرو بوستامنتي "بركان إكسكواناجو".واستحقت عن جدارة جائزة الدب الفضي لأفضل ممثلة، العملاقة المخضرمة تشارلوت رامبلينج عن دورها في فيلم "45 عاماً" التى قدمت دورا رائعا وايضا جائزة الدب الفضي لأفضل ممثل، ذهبت إلى الرائع توم كورتيناي عن دوره في نفس الفيلم "45 عامًا" الذى نافس بقوة على جائزة افضل فيلم ايضا . كانت هناك توقعات كبيرة بفوز المخرج التشيلى باتريشيو جوزمان بفوزه بأحدى الجوائز ، نظرا للتحفة السينمائية التسجيلية التى قدمها فى فيلمه " الزر اللؤة " الذى يتناول فيه عالم طبيعة المياه وسحركنوزها بين سماء وارض ، وبالفعل حصد جائزة الدب الفضي لأفضل سيناريو. الدب الفضي لأفضل إسهام فني، ذهبت إلى المصور السينمائي شتورلا براندث جروفلين عن تصويره للفيلم الألماني "فيكتوريا". وذلك مناصفة مع المصورين إيفجيني بريفيني وسيرجي ميخائيلتشوك عن تصويرهما للفيلم الروسي "تحت السحب الكهربائية". "50 ظلا للرمادي" شهدت شاشة المهرجان العرض العالمى الاول للفيلم الأمريكي"50 ظلا للرمادي"، والمأخوذ عن رواية تحمل نفس العنوان للكاتبة الإنجليزية أي ال جيمس وذلك في عرض خاص ضمن فعاليات الدورة ال65 لمهرجان برلين السينمائي. وبهذه المناسبة أعد المهرجان سجادة حمراء خصيصا لاستقبال أبطال الفيلم الذين استبقلهم الجمهور بحفاوة شديدة وقاموا بالتقاط بعض الصور التذكارية معهم، خاصة أن هذا الفيلم يعد من الأعمال المتوقع أن تثير جدلا واسعا على مستوي العالم كما فعلت الرواية نفسها لأنه يروج وبشكل واضح للسادية الجنسية. وقد حضر من أبطال الفيلم الممثل جيمي دورمان، والذي لعب دور "جري" الملياردير كذلك الممثلة الشابة داكوتا جونسون التي لعبت دور البطولة النسائية إضافة إلى مخرجة العمل سام تليور جونسون، وقد حضر العرض جمهور كثيف من رواد المهرجان, وفي الوقت نفسه أقامت ادارة المهرجان في صباح اليوم نفسه عرضان للصحفيين أحدهما في سينما "آي ماكس". وقد امتلئت القاعة قبل العرض بساعة تقريبا وإذا ما أثار حفيظة الصحفيين وأعلن معظم الغضب واضطر الأمن التواجد بالقرب من الصالة خشيت حدوث أي شغب بينما عرض الفيلم نفسه أيضا في عرض للصحفيين وشهد حضورا كثيفا.