أكد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي أن السعودية حريصة على تحقيق الوسطية والعدل والتسامح وإشاعة المحبة والسلام بين الجميع. كما أضاف أن السعودية حريصة على نبذ الفرقة والتفرقة ومحاربة الفساد والإرهاب وإشاعة الحوار البناء بين جميع الأديان، بالإضافة إلى عملها المستمر لتوضيح سماحة الدين الإسلامي ومبادئه وما كفله من حقوق لجميع العباد. جاء ذلك في مؤتمر صحفي بمناسبة الاعلان عن للمؤتمر الإسلامي العالمي "الإسلام ومحاربة الإرهاب"، الذي تنظم الرابطة برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الأسبوع المقبل في الرياض بمشاركة نخبة من العلماء والمختصين من داخل المملكة وخارجها، وذلك بمقر الرابطة بأم الجود في مكةالمكرمة . وقال إن "الجديد في واقعنا أن بين ظهرانينا ومن أبنائنا من يقدم الأنموذج الأسوأ ، الذي بحث عنه كثيراً الطاعنون في الإسلام حين كانوا يرمون الإسلام بأبشع التهم من غير أن يجدوا دليلاً على دعواهم، مضيفا أن ما أحدثه سفهاء الأحلام تكفلوا للطاعنين بما يريدون وزادوهم مالم يحلموا به بأفعالهم الرعناء واستطالتهم على دماء الناس وما ارتكبوه من ترويع للآمنين وإرهاب للمسلمين وغيرهم، تحت راياتهم الموشحة زوراً بشهادة التوحيد وصيحاتهم بالتكبير والتهليل، الذي لا يجاوز تراقيهم". وأشار إلى أن هذا الإفساد العريض يحدث باسم الإسلام وهو منه براء، مؤكدا أن الغيورين على الإسلام ومستقبله جادون في التصدي لهذه الحملة ، التي ارتكبت الموبقات متسترة بلبوس الإسلام وراياته، وقد آن للعلماء والدعاة وأهل الرأي أن تكون لهم صولة ماضية البيان في التحذير من هذا البلاء والبراءة منه ووضع الحلول الناجعة في تخليص شباب الأمة من براثنه بكشف عواره وتزييف دعواه وتقديم التصور الإسلامي الصحيح فيما يعرضهنا وهناك من مقولات وتصرفات لم تعد خافية على متابع . ويناقش المؤتمر ستة محاور تتعلق بمفهوم الإرهاب من خلال الرؤية الشرعية وتعريف الإرهاب في المنظور الدولي واستخدام الدين مظلة للإرهاب (نماذج من الهندوسية، البوذية، اليهودية، المسيحية، الإسلام) ، وكذلك الأسباب الدينية للإرهاب من حيث الجهل بمقاصد الشريعة وأحكامها والتعصب المذهبي والتحزب الطائفي والخطأ في ضبط المفاهيم الشرعية ( الجهاد، الولاء والبراء، التكفير، التأصيل والتنزيل). كما يناقش المؤتمر عدم تطبيق الشريعة الإسلامية وضعف المؤسسات الدعوية وواقع الخطاب الديني وكذا الأسباب الاجتماعية والاقتصادية من حيث تحديد المشكلات الاجتماعية ( البطالة, الفقر والحرمان, عدم تكافؤ الفرص) وضعف التشريعات والقوانين في التعامل مع المستجدات وبخاصة ما يتعلق بحقوق الإنسان وضعف الأسرة في التنشئة الاجتماعية السليمة. كذلك يناقش ضعف مؤسسات المجتمع المدني والفساد المالي والإداري ، والأسباب التربوية والثقافية والإعلامية لمناقشة ضعف المناهج التعليمية في تقديم ثقافة متزنة وضعف وسائل الإعلام في التوعية والتثقيف والتطرف العلماني والليبرالي ، إضافة إلى ضعف ثقافة الحوار وأدبياته وعدم تأصيل ثقافة الاختلاف علاوة على الإرهاب والمصالح الإقليمية والعالمية لطرح موضوعات التحيز غير العادل في قضايا المسلمين، وإثارة الطائفية والفتن بين أقطار العالم الإسلامي ومجتمعاته واستغلال الإرهاب لمصالح إقليمية وعالمية وطائفية. وأيضًا يناقش آثار الإرهاب وتشويه صورة الإسلام والمسلمين في مناهج التعليم والإعلام وكثرة الفتن والولوغ في الدماء المعصومة وضعف الاهتمام بقضايا الأمة الإسلامية وزيادة التوترعالمياً . وأبان أن المؤتمر يشهد أيضا عقد ست ورش عمل تتناول تطبيق الشريعة والحكم الإسلامي الرشيد والدولة في الرؤية الإسلامية المعاصرة ومفهوم الجهاد في الشريعة الإسلامية (ضوابطه، أحكامه، آدابه)، وأفضل الوسائل لعلاج الإرهاب ( برامج عملية لمكافحته ) تجارب مكافحة الإرهاب (جهود المملكة العربية السعودية أنموذجا ) ودور الإعلام في مواجهة الإرهاب.