شركة الصرف الصحي بالقاهرة الكبرى عن شكاوى أهالي مجمع مدارس حلوان: حل الأزمة خلال عام    البيت الأبيض: بوتين وعد بإجراء محادثات مباشرة مع زيلينسكي    الاتحاد السكندري يحقق أول انتصاراته في الدوري أمام الإسماعيلي    صيانة وتشجير قبل انطلاق العام الدراسي الجديد.. الشرقية ترفع شعار الانضباط والجمال    محمد الشناوي وعائلته فى مستشفي 6 أكتوبر لاستلام جثمان والده.. فيديو    جمهور القلعة يرقص على أنغام "خطوة" و"100 وش" فى حفل مصطفى حجاج    مي عمر تخطف الأنظار بفستان جذاب.. ما دلالة اختيارها ل اللون الأصفر؟    أمين مساعد «مستقبل وطن»: الحزب يستعد لانتخابات مجلس النواب بجولات تنظيمية    «الأهم تدعوا لها».. محمود سعد يرد على شائعات تدهور حالة أنغام الصحية    رجال الإطفاء بين الشجاعة والمخاطر: دراسة تكشف ارتفاع إصابتهم بأنواع محددة من السرطان    اندلاع حريق في عقار سكني بالكرنك بالأقصر والدفع ب4 سيارات إطفاء (صور)    القومي للمرأة يشارك في قمة الإبداع الإعلامي للشباب العربي    كرم جبر يكتب: مصر والعرب.. الحكمة في زمن الارتباك!    الرقابة على الصادرات: 24.5 مليار دولار قيمة صادرات مصر في النصف الأول من 2025    علاء عبدالوهاب يكتب: .. وينساب الوفاء نيلاً    4 أبراج لا تستطيع بدء يومها بدون قهوة.. القوة المحركة لهم    «الإسكان» توضح أسباب سحب الأرض المخصصة لنادي الزمالك    تحتوي على مواد مسرطنة، خبيرة تغذية تكشف أضرار النودلز (فيديو)    وكيل وزارة الصحة بكفر الشيخ بتابع سير العمل في مستشفى الحميات    114 ألف دولار نفقة شهرية.. تعرف على شروط انفصال كريستيانو وجورجينا    رئيس الرقابة على الصادرات: معمل اختبار الطفايات المصري الثالث عالميا بقدرات فريدة    مصرع طالب غرقًا في سمالوط بالمنيا    بالصور.. رفع 4 حفارات أعلى الأبراج المخالفة ب"اللبيني" في الجيزة لإزالتها    إعلان القائمة القصيرة لجوائز الصحافة المصرية (دورة محمود عوض 2025) وترشيحان ل«الشروق».. تفاصيل    تعدّى على أبيه دفاعاً عن أمه.. والأم تسأل عن الحكم وأمين الفتوى يرد    هل الكلام أثناء الوضوء يبطله؟.. أمين الفتوى يجيب    مبابي وفينيسيوس يقودان هجوم الريال ضد أوساسونا في الدوري الاسباني    تقرير: باير ليفركوزن يقترب من استعارة لاعب مانشستر سيتي    طاهر النونو: مقترح بتشكيل لجنة مستقلة لإدارة غزة فور وقف إطلاق النار لتسهيل إعادة الإعمار    كيف تعرف أن الله يحبك؟.. الشيخ خالد الجندي يجيب    "ابني كريم رد عليا".. صرخة أم في سوهاج بعد أن ابتلع النيل طفلها (القصة الكاملة)    نابولي يعلن ضم مدافع جيرونا    إبراهيم فايق يعلن عودة برنامجه في هذا الموعد    أمين الفتوى ل الستات مايعرفوش يكدبوا: لا توجد صداقة بين الرجل والمرأة.. فيديو    بنك القاهرة يطلق حملة ترويجية وجوائز لحاملي البطاقات الائتمانية    تقارير: 200 طفل يصابون يوميا بسوء تغذية حاد    لليوم الرابع.. "مستقبل وطن" يواصل اجتماعات لجنة ترشيحات النواب استعدادًا لانتخابات 2025    4374 فُرصة عمل جديدة في 12 محافظة بحد أدنى 7 آلاف جنيه    محامي بدرية طلبة يوضح حقيقة إحالتها للمحاكمة ب«إساءة استخدام السوشيال ميديا» (خاص)    جهاز الاتصالات: إيقاف الهواتف التي تجري المكالمات التسويقية الإزعاجية بداية من الأسبوع المقبل    نفق وأعمال حفر إسرائيلية جديدة داخل ساحة البراق غرب المسجد الأقصى    وكيل تعليم بالأقصر يتفقد التدريب العملي لطلاب الثانوية الفندقية على أساسيات المطبخ الإيطالي    الشيخ خالد الجندى: افعلوا هذه الأمور ابتغاء مرضاة الله    صور.. النقل تحذر من هذه السلوكيات في المترو والقطار الخفيف LRT    بالصور- وزير العدل يفتتح مبنى محكمة الأسرة بكفر الدوار    بالصور- افتتاح مقر التأمين الصحي بواحة بلاط في الوادي الجديد    بالصور العرض الخاص لدرويش في الرياض بحضور عمرو يوسف والفيلم تجاوز 10 ملايين جنيه في أربعة أيام عرض بمصر    جهود «أمن المنافذ» في مواجهة جرائم التهريب ومخالفات الإجراءات الجمركية    لافروف: أجواء محادثات بوتين وترامب فى ألاسكا كانت جيدة للغاية    الأرصاد: اضطراب الملاحة على البحر الأحمر وخليج السويس والموج يرتفع ل3.5 متر    ضبط (433) قضية مخدرات وتنفيذ (84109) حكم قضائي خلال 24 ساعة    صعود جماعي لمؤشرات البورصة بمستهل جلسة اليوم    وزير الدولة للاقتصاد والتجارة والصناعة الياباني: الاقتصاد المصري يحتل أهمية خاصة للاستثمارات    إلغاء إجازة اليوم الوطني السعودي ال95 للقطاعين العام والخاص حقيقة أم شائعة؟    «100 يوم صحة» تقدم 52.9 مليون خدمة طبية مجانية خلال 34 يومًا    عماد النحاس يكشف موقف الشناوي من مشاركة شوبير أساسيا    رابط نتيجة تقليل الاغتراب 2025 بعد انتهاء تسجيل رغبات طلاب الثانوية العامة 2025 للمرحلتين الأولي والثانية    «ثغرة» بيراميدز تغازل المصري البورسعيدي.. كيف يستغلها الكوكي؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



10 سنوات من الغياب.. والدب الروسي يُعيد التوازن للقاهرة
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 08 - 02 - 2015

لأول مرة منذ 10 سنوات مضت يزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مصر، في تحول كبير لشكل العلاقات بين القاهرة وموسكو، حيث كانت أول وأخر زيارة قام بها بوتين للقاهرة في أبريل 2005.
وتأتي الزيارة ارتباطا بالمحادثات التي تمت بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره فلاديمير بوتين، أثناء الزيارة التي قام بها السيسي إلى منتجع سوتشي بروسيا في أغسطس 2014.
ويصل فلاديمير بوتين رئيس جمهورية روسيا الاتحادية، مصر، يوم الإثنين 9 فبراير، بدعوة من الرئيس عبدالفتاح السيسي، وتستمر الزيارة إلى يوم 10 فبراير. وسيبحث الرئيسان خلال الزيارة سُبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، فضلًا عن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، كما سيتبادلان الآراء حول تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وكذا الموقف في كل من سوريا وليبيا، إضافةً إلى سُبل دفع عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
عودة الريادة
وتسعى مصر في ظل قيادتها الجديدة إلى العودة لدورها الرئيسي في منطقة الشرق الأوسط والعالم، بقضاياه المتعددة والملحة. وقد تجلى ذلك من خلال بروز توجهات جديدة في السياسة الخارجية حيث تتجه مصر إلى تنويع علاقاتها الخارجية مع القوى الدولية كروسيا من أجل تعظيم الاستفادة وتحقيق المصالح المصرية.
أما المساعي الروسية عقب تطورات الأحداث بمنطقة الشرق الأوسط خلال الأعوام الثلاثة الماضية تركزت على بناء تحالفات جديدة وإعادة الصداقات القديمة، وتحديدًا مع مصر الدولة العربية الكبرى ذات التأثير الفعال بالمنطقة والعالم.
من هذا المنطلق تطورت العلاقات المصرية الروسية خلال السنوات الأخيرة مع التأكيد على متانة وعمق العلاقات بين البلدين والتي تمتد إلى أكثر من 70 عاماً.
بداية العلاقات
أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين الاتحاد السوفيتي ومصر في 26 أغسطس 1943، وشهدت العلاقات بين البلدين تغيرات جدية، كما تغيرت أولوياتها على الصعيدين الخارجي والداخلي، وأصبحت روسيا ومصر اليوم شريكتين على الصعيدين الثنائي والدولي.
وتمت الخطوة الأولى للتعاون المصري الروسي في أغسطس عام 1948 حين وقعت أول اتفاقية اقتصادية حول مقايضة القطن المصري بحبوب وأخشاب من الاتحاد السوفيتي، وشهدت العلاقة تطورات متلاحقة كان أبرزها بعد ثورة يوليو عام 1952 حين قدم الاتحاد السوفيتي لمصر المساعدة في تحديث قواتها المسلحة وتشييد السد العالي.
وبلغت العلاقات الثنائية ذروتها في فترة الخمسينات – الستينات من القرن العشرين حين ساعد آلاف الخبراء السوفيت مصر في إنشاء المؤسسات الإنتاجية، وبينها السد العالي في أسوان ومصنع الحديد والصلب في حلوان ومجمع الألمونيوم بنجع حمادي ومد الخطوط الكهربائية أسوانالإسكندرية. وتم في مصر إنجاز 97 مشروعا صناعيا بمساهمة الاتحاد السوفيتي. وزودت القوات المسلحة المصرية منذ الخمسينات بأسلحة سوفيتية.
وعلى الرغم من التوتر الذي شهدته العلاقات في عهد الرئيس المصري الراحل أنور السادات وانقطاعها تماما حتى سبتمبر 1981 فإنها بدأت في التحسن التدريجي في عهد الرئيس الأسبق مبارك.
تطبيع العلاقات
وفي الوقت الحاضر تم تطبيع العلاقات الروسية المصرية في كافة المجالات، وكانت مصر في طليعة الدول التي أقامت العلاقات الدبلوماسية مع روسيا الاتحادية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991.
الرئيس فلاديمير بوتين زار القاهرة في 26-27 أبريل عام 2005، وصدر في ختام المباحثات الثنائية التي جرت في القاهرة البيان المشترك حول تعميق علاقات الصداقة والشراكة بين روسيا الاتحادية وجمهورية مصر العربية والذي يؤكد طبيعتها الإستراتيجية.
واتخذت دورة مجلس جامعة الدول العربية في سبتمبر عام 2005 للمرة الأولى في تاريخها قرارا باعتماد سفير روسيا في جمهورية مصر العربية بصفته مفوضا مخولا لدى جامعة الدول العربية.
تاريخ كبير في العلاقات بين البلدين يعكس مدى متانتها وقوتها، والذي ربما لقاء الغد بين الرئيسين السيسي وبوتين، يحمل الكثير من الرسائل والفوائد التي ستعود بالطبع على مصر، في ظل ما تعانيه من أزمات اقتصادية.
10 سنوات غياب
وقال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن أخر زيارة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كانت في إبريل من عام 2005، أي أنه مر عليها أكثر من 10 سنوات، مشيرا إلى أن تلك الزيارة تعد مرحلة جديدة في تاريخ العلاقات بين القاهرة وموسكو.
وأضاف مساعد وزير الخارجية الأسبق، في تصريحات خاصة ل"بوابة أخبار اليوم"، أن التعاون بين البلدين سيشهد منحنى جديدا، حيث أنه سيكون هناك تعاون في كل المجالات من اقتصادي إلى عسكري إلى سياسي، وكل ذلك سيستند إلى رصيد في غاية الإيجابية بالنسبة لتاريخ البلدين، مؤكدا أنه لا شك في أن هذا التاريخ سيعتمد عليه مستقبل العلاقات مما سيعود بالنفع على مصر في كل المجالات.
إرادة حقيقية
وعن تأثير تلك الزيارة على العلاقة بين القاهرة وواشنطن، أكد السفير أنه لا مصر ولا روسيا ينظر للأمر من هذه الزاوية، لأن العالم تغيير منذ أيام الحرب الباردة، لافتا إلى أن القاهرة وموسكو يسيران نحو مصالحهما، وأن السياسية المصرية بدأت تنفتح على جميع الدول حتى تكون دولة قوية صاحب إرادة حقيقية، موضحا أن السياسية المصرية الخارجية الآن أصبحت تؤمنها مصالحها العسكرية والسياسية والاقتصادية، ومن أجل تعزيز دورها في منطقة الشرق الأوسط.
ولفت السفير هريدي، إلى أن أهم الملفات التي سيتناولها الرئيسين عبد الفتاح السيسي وفلاديمير بوتين، هي الملفات الساخنة في منطقة الشرق الأوسط مثل "سوريا، العراق، ليبيا، فلسطين، اليمن وقضية الإرهاب"، مضيفا أن هناك تطابقا في وجهات النظر المصرية والروسية بتلك القضايا، حيث أنه على سبيل المثال القاهرة وموسكو يؤيدان الحل السلمي في سوريا وليبيا، ولكن ليس على حساب سيادة تلك الدول.
توازن القوى
السفير أحمد فتحي أبو الخير، مساعد وزير الخارجية الأسبق، اتفق مع السفير حسين هريدي، وأكد أن للزيارة عدة نقاط مهمة خاصة في تلك المرحلة الانتقالية التي تمر بها مصر، وفي ظل مواجهة مصر للإرهاب الداخلي والخارجي، بالإضافة إلى تأمر قوى خارجية من أجل إثارة الفوضى بالبلاد.
وأشار السفير أحمد فتحي أبو الخير، في تصريحات خاصة ل"بوابة أخبار اليوم"، أنه منذ أن قام الرئيس الراحل محمد أنور السادات بطرد الخبراء الروس وبدأت العلاقات المصرية الروسية تتباعد وأصبح هناك عدم توازن في القوى، موضحا أننا خلال تلك الفترة أصبحنا تابعين للولايات المتحدة، وكنا نسمي تلك العلاقة علاقة إستراتيجية لكن الحقيقة أنها كانت علاقة تبعية، لكن مع التقارب المصري الروسي الآن سنستعيد التوازن ولن تستطيع أي دولة أن تملي إرادتها علينا.
وأكد أن أهمية الزيارة تكمن في أننا سنطرح على الرئيس بوتين المشاكل الاقتصادية التي نعاني منها من أجل الحصول على دعم روسي، كما أننا سنتطرق للملف التجاري وسنطرح أن يكون هناك تبادل تجاري بين البلدين باستخدام العملة المصرية والروبيل الروسية، دون الاعتماد على الدولار الأمريكي.
الدعم الروسي
وذكر، أننا نحتاج أيضا الدعم الروسي فيما يتعلق بالمشاريع التي تريد مصر أن تنفذها كالمشاريع التي تقرر إقامتها في دمياط والبحر الأحمر بالإضافة إلى مشؤوع قناة السويس.
واختتم السفير تصريحاته، بأن أهم الملفات التي سيتناولها الرئيس عبد الفتاح السيسي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، هي ملفات الإرهاب والدعم الاقتصادي والتجاري بين البلدين، أما فيما يخص قضايا المنطقة فسيتم التطرق إلى القضايا المشتعلة كسوريا وليبيا وغيرها من دول النزاع، موضحا أن هناك تقارب في وجهات النظر بين البلدين حول تلك القضايا من أجل إعادة الاستقرار بالمنطقة، والذي لن يتحقق إلا من خلال القضاء على الإرهاب.
لأول مرة منذ 10 سنوات مضت يزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مصر، في تحول كبير لشكل العلاقات بين القاهرة وموسكو، حيث كانت أول وأخر زيارة قام بها بوتين للقاهرة في أبريل 2005.
وتأتي الزيارة ارتباطا بالمحادثات التي تمت بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره فلاديمير بوتين، أثناء الزيارة التي قام بها السيسي إلى منتجع سوتشي بروسيا في أغسطس 2014.
ويصل فلاديمير بوتين رئيس جمهورية روسيا الاتحادية، مصر، يوم الإثنين 9 فبراير، بدعوة من الرئيس عبدالفتاح السيسي، وتستمر الزيارة إلى يوم 10 فبراير. وسيبحث الرئيسان خلال الزيارة سُبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، فضلًا عن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، كما سيتبادلان الآراء حول تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وكذا الموقف في كل من سوريا وليبيا، إضافةً إلى سُبل دفع عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
عودة الريادة
وتسعى مصر في ظل قيادتها الجديدة إلى العودة لدورها الرئيسي في منطقة الشرق الأوسط والعالم، بقضاياه المتعددة والملحة. وقد تجلى ذلك من خلال بروز توجهات جديدة في السياسة الخارجية حيث تتجه مصر إلى تنويع علاقاتها الخارجية مع القوى الدولية كروسيا من أجل تعظيم الاستفادة وتحقيق المصالح المصرية.
أما المساعي الروسية عقب تطورات الأحداث بمنطقة الشرق الأوسط خلال الأعوام الثلاثة الماضية تركزت على بناء تحالفات جديدة وإعادة الصداقات القديمة، وتحديدًا مع مصر الدولة العربية الكبرى ذات التأثير الفعال بالمنطقة والعالم.
من هذا المنطلق تطورت العلاقات المصرية الروسية خلال السنوات الأخيرة مع التأكيد على متانة وعمق العلاقات بين البلدين والتي تمتد إلى أكثر من 70 عاماً.
بداية العلاقات
أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين الاتحاد السوفيتي ومصر في 26 أغسطس 1943، وشهدت العلاقات بين البلدين تغيرات جدية، كما تغيرت أولوياتها على الصعيدين الخارجي والداخلي، وأصبحت روسيا ومصر اليوم شريكتين على الصعيدين الثنائي والدولي.
وتمت الخطوة الأولى للتعاون المصري الروسي في أغسطس عام 1948 حين وقعت أول اتفاقية اقتصادية حول مقايضة القطن المصري بحبوب وأخشاب من الاتحاد السوفيتي، وشهدت العلاقة تطورات متلاحقة كان أبرزها بعد ثورة يوليو عام 1952 حين قدم الاتحاد السوفيتي لمصر المساعدة في تحديث قواتها المسلحة وتشييد السد العالي.
وبلغت العلاقات الثنائية ذروتها في فترة الخمسينات – الستينات من القرن العشرين حين ساعد آلاف الخبراء السوفيت مصر في إنشاء المؤسسات الإنتاجية، وبينها السد العالي في أسوان ومصنع الحديد والصلب في حلوان ومجمع الألمونيوم بنجع حمادي ومد الخطوط الكهربائية أسوانالإسكندرية. وتم في مصر إنجاز 97 مشروعا صناعيا بمساهمة الاتحاد السوفيتي. وزودت القوات المسلحة المصرية منذ الخمسينات بأسلحة سوفيتية.
وعلى الرغم من التوتر الذي شهدته العلاقات في عهد الرئيس المصري الراحل أنور السادات وانقطاعها تماما حتى سبتمبر 1981 فإنها بدأت في التحسن التدريجي في عهد الرئيس الأسبق مبارك.
تطبيع العلاقات
وفي الوقت الحاضر تم تطبيع العلاقات الروسية المصرية في كافة المجالات، وكانت مصر في طليعة الدول التي أقامت العلاقات الدبلوماسية مع روسيا الاتحادية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991.
الرئيس فلاديمير بوتين زار القاهرة في 26-27 أبريل عام 2005، وصدر في ختام المباحثات الثنائية التي جرت في القاهرة البيان المشترك حول تعميق علاقات الصداقة والشراكة بين روسيا الاتحادية وجمهورية مصر العربية والذي يؤكد طبيعتها الإستراتيجية.
واتخذت دورة مجلس جامعة الدول العربية في سبتمبر عام 2005 للمرة الأولى في تاريخها قرارا باعتماد سفير روسيا في جمهورية مصر العربية بصفته مفوضا مخولا لدى جامعة الدول العربية.
تاريخ كبير في العلاقات بين البلدين يعكس مدى متانتها وقوتها، والذي ربما لقاء الغد بين الرئيسين السيسي وبوتين، يحمل الكثير من الرسائل والفوائد التي ستعود بالطبع على مصر، في ظل ما تعانيه من أزمات اقتصادية.
10 سنوات غياب
وقال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن أخر زيارة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كانت في إبريل من عام 2005، أي أنه مر عليها أكثر من 10 سنوات، مشيرا إلى أن تلك الزيارة تعد مرحلة جديدة في تاريخ العلاقات بين القاهرة وموسكو.
وأضاف مساعد وزير الخارجية الأسبق، في تصريحات خاصة ل"بوابة أخبار اليوم"، أن التعاون بين البلدين سيشهد منحنى جديدا، حيث أنه سيكون هناك تعاون في كل المجالات من اقتصادي إلى عسكري إلى سياسي، وكل ذلك سيستند إلى رصيد في غاية الإيجابية بالنسبة لتاريخ البلدين، مؤكدا أنه لا شك في أن هذا التاريخ سيعتمد عليه مستقبل العلاقات مما سيعود بالنفع على مصر في كل المجالات.
إرادة حقيقية
وعن تأثير تلك الزيارة على العلاقة بين القاهرة وواشنطن، أكد السفير أنه لا مصر ولا روسيا ينظر للأمر من هذه الزاوية، لأن العالم تغيير منذ أيام الحرب الباردة، لافتا إلى أن القاهرة وموسكو يسيران نحو مصالحهما، وأن السياسية المصرية بدأت تنفتح على جميع الدول حتى تكون دولة قوية صاحب إرادة حقيقية، موضحا أن السياسية المصرية الخارجية الآن أصبحت تؤمنها مصالحها العسكرية والسياسية والاقتصادية، ومن أجل تعزيز دورها في منطقة الشرق الأوسط.
ولفت السفير هريدي، إلى أن أهم الملفات التي سيتناولها الرئيسين عبد الفتاح السيسي وفلاديمير بوتين، هي الملفات الساخنة في منطقة الشرق الأوسط مثل "سوريا، العراق، ليبيا، فلسطين، اليمن وقضية الإرهاب"، مضيفا أن هناك تطابقا في وجهات النظر المصرية والروسية بتلك القضايا، حيث أنه على سبيل المثال القاهرة وموسكو يؤيدان الحل السلمي في سوريا وليبيا، ولكن ليس على حساب سيادة تلك الدول.
توازن القوى
السفير أحمد فتحي أبو الخير، مساعد وزير الخارجية الأسبق، اتفق مع السفير حسين هريدي، وأكد أن للزيارة عدة نقاط مهمة خاصة في تلك المرحلة الانتقالية التي تمر بها مصر، وفي ظل مواجهة مصر للإرهاب الداخلي والخارجي، بالإضافة إلى تأمر قوى خارجية من أجل إثارة الفوضى بالبلاد.
وأشار السفير أحمد فتحي أبو الخير، في تصريحات خاصة ل"بوابة أخبار اليوم"، أنه منذ أن قام الرئيس الراحل محمد أنور السادات بطرد الخبراء الروس وبدأت العلاقات المصرية الروسية تتباعد وأصبح هناك عدم توازن في القوى، موضحا أننا خلال تلك الفترة أصبحنا تابعين للولايات المتحدة، وكنا نسمي تلك العلاقة علاقة إستراتيجية لكن الحقيقة أنها كانت علاقة تبعية، لكن مع التقارب المصري الروسي الآن سنستعيد التوازن ولن تستطيع أي دولة أن تملي إرادتها علينا.
وأكد أن أهمية الزيارة تكمن في أننا سنطرح على الرئيس بوتين المشاكل الاقتصادية التي نعاني منها من أجل الحصول على دعم روسي، كما أننا سنتطرق للملف التجاري وسنطرح أن يكون هناك تبادل تجاري بين البلدين باستخدام العملة المصرية والروبيل الروسية، دون الاعتماد على الدولار الأمريكي.
الدعم الروسي
وذكر، أننا نحتاج أيضا الدعم الروسي فيما يتعلق بالمشاريع التي تريد مصر أن تنفذها كالمشاريع التي تقرر إقامتها في دمياط والبحر الأحمر بالإضافة إلى مشؤوع قناة السويس.
واختتم السفير تصريحاته، بأن أهم الملفات التي سيتناولها الرئيس عبد الفتاح السيسي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، هي ملفات الإرهاب والدعم الاقتصادي والتجاري بين البلدين، أما فيما يخص قضايا المنطقة فسيتم التطرق إلى القضايا المشتعلة كسوريا وليبيا وغيرها من دول النزاع، موضحا أن هناك تقارب في وجهات النظر بين البلدين حول تلك القضايا من أجل إعادة الاستقرار بالمنطقة، والذي لن يتحقق إلا من خلال القضاء على الإرهاب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.