نائب يطالب بعقد لجان استماع بشأن قانون إجراءات التصرف في أملاك الدولة    رئيس جامعة دمياط يهنئ السيسي بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لثورة 30 يونيو    توقيع عقود تنفيذ مجمع الفسفوريك العملاق بأبوطرطور بحضور وزير البترول ومحافظ الوادي الجديد    خبراء: سفن التغييز الجديدة تجنب مصر انقطاعات الغاز الطبيعي المتكرر    قيادي بحزب مصر أكتوبر: قانون الإيجار القديم يعيد الحقوق المجمدة للملاك بعد عقود من الظلم    سوريا: لا صحة لإحباط محاولة لاغتيال الرئيس الشرع في درعا    حماس: 66 طفلا فقدوا حياتهم بغزة جراء التجويع الإسرائيلي    إيران تطالب بتحميل إسرائيل وأمريكا مسئولية الحرب ودفع التعويضات عن الأضرار    البرلمان يقف دقيقة حداد على أرواح ضحايا حادث الطريق الإقليمى بالمنوفية    رونالدو: سأعيش في السعودية بقية حياتي    «بعد اتهامات الكوبري».. الأهلي يرد على أنباء ضم نجم بيراميدز    مبابي في سباق مع الزمن للعودة أمام يوفنتوس    شكاوى من صعوبة امتحان الإنجليزي بالثانوية.. والطلاب: القطعة من خارج المنهج والوقت لا يكفي    وائل كافوري يفتتح ألبومه الجديد بأغنية بدي غيّر فيكي العالم على المنصات الموسيقية    رامي جمال يعود ب محسبتهاش: 15 أغنية صيفية تجمع العاطفة والإيقاع العصري    ليلى علوي وبيومي فؤاد في مواجهة كوميدية جديدة بفيلم ابن مين فيهم    كايروكي يشعلون استاد القاهرة بأغنية "تلك قضية" ورسائل مؤثرة من أطفال غزة    الصحة تنظم برنامجا تدريبيا في علم الأوبئة ومكافحة نواقل الأمراض    «الصحة»: دعم خدمات الرعاية الحرجة والعاجلة ب713 حضانة وسرير رعاية للكبار والأطفال    أمن المنافذ: تحرير 4 قضايا هجرة غير شرعية خلال 24 ساعة    ضبط 58452 مخالفة مرورية خلال 24 ساعة    "التضامن": حصر وطنى شامل للحضانات لدعم الطفولة وتيسير إجراءات التراخيص    وزير العمل يستكمل جولته في محافظة البحر الأحمر لليوم الثاني على التوالي    تحرك عاجل بشأن واقعة "طفل البلكونة" المعتدى عليه بالعاشر من رمضان    "ارتبط اسمه بالأهلي والزمالك".. نادي شلاسك فروتسواف البولندي يعلن مغادرة نجمه لمعسكره دون إذن    أوكرانيا تعلن مقتل طيار وفقدان طائرة مقاتلة "إف–16"    آراء طلاب الثانوية العامة بأسيوط بعد الإنجليزي: "محتاج وقت إضافي"    نجاح زراعة منظم دائم لضربات القلب لإنهاء معاناة مريض من اضطراب كهربي خطير    5 نصائح لدعم التركيز والذاكرة بعد سن الثلاثين    محافظ قنا يتابع أعمال تطوير حمام السباحة بالاستاد الرياضي ويطمئن على انتظام امتحانات الثانوية العامة    حادث جديد على الإقليمي بالمنوفية.. انقلاب سيارة فاكهة قرب موقع مأساة ال19 فتاة    بحضور وزير الثقافة.. افتتاح أكبر معرض للكتاب بنادي الفيوم غدا|صور    إسرائيل تعلن اغتيال المسؤول عن الصواريخ المضادة للدروع بحزب الله    "الوطني الفلسطيني": الاعتداءات والأعمال الإجرامية الإسرائيلية تشكل عدوانا هو الأكثر دموية بالقرن ال21    محافظ أسيوط يفتتح قاعة اجتماعات مجلس المحافظين بالديوان العام للمحافظة    وزير الإسكان يُصدر قرارات إزالة لتعديات ومخالفات بناء بمدينة غرب بورسعيد    انتخابات مجلس الشيوخ| الهيئة الوطنية تعلن التفاصيل "الثلاثاء المقبل"    "رياضة النواب": ثورة 30 يونيو منحت الشباب اهتمام غير مسبوق وستظل علامة مضيئة في تاريخ مصر    ب "3 كلمات".. مدرب بالميراس يكشف مفتاح الفوز على بوتافوجو في مونديال الأندية    خزينة الأهلي تنتعش ب8 ملايين دولار بعد الخروج من كأس العالم للأندية    شيرين تلبي طلب معجبة بغناء "على بالي" في ختام مهرجان موازين    عمرو أديب يهاجم رئيس الوزراء بعد حادث المنوفية: عرفت تنام ازاي؟    والد مصطفى أشرف: الزمالك تعامل معنا بعدم احترافية وهذا سبب فشل الصفقة    مفاجأة عن أسعار الفراخ.. تنخفض ل 57 جنيها بعد أيام    لتبادل الخبرات.. رئيس سلامة الغذاء يستقبل سفير اليابان بالقاهرة    وزير الكهرباء يزور مجموعة شركات هواوي الصينية لتعزيز التعاون في مجالات الطاقة    هل النمل في البيت من علامات الحسد؟.. أمين الفتوى يجيب    الأزهر للفتوى يوضح معني قول النبي" الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ"    أفضل الأدعية لطلب الرزق مع شروق الشمس    حدث ليلًا | تشيلسي يتأهل.. وتل أبيب تشتعل.. ومسيرات إسرائيلية بإيران    هل يجوز الخروج من المنزل دون الاغتسال من الجنابة؟.. دار الإفتاء توضح    ما أفضل صدقة جارية على روح المتوفي.. الإفتاء تجيب    درجات الحرارة 43 ورياح على القاهرة.. بيان مهم من الأرصاد يكشف طقس الساعات المقبلة    5 أبراج «ناجحون في الإدارة»: مجتهدون يحبون المبادرة ويمتلكون رؤية ثاقبة    تنسيق الثانوية العامة 2025 محافظة كفر الشيخ.. الحد الأدنى للقبول    للتعامل مع القلق والتوتر بدون أدوية.. 5 أعشاب فعالة في تهدئة الأعصاب    الزمالك يهدد ثنائي الفريق ب التسويق الإجباري لتفادي أزمة زيزو.. خالد الغندور يكشف    زهرة من بنات مصر.. «المهن التمثيلية» تنعى ضحايا حادث المنوفية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



10 سنوات من الغياب.. والدب الروسي يُعيد التوازن للقاهرة
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 08 - 02 - 2015

لأول مرة منذ 10 سنوات مضت يزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مصر، في تحول كبير لشكل العلاقات بين القاهرة وموسكو، حيث كانت أول وأخر زيارة قام بها بوتين للقاهرة في أبريل 2005.
وتأتي الزيارة ارتباطا بالمحادثات التي تمت بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره فلاديمير بوتين، أثناء الزيارة التي قام بها السيسي إلى منتجع سوتشي بروسيا في أغسطس 2014.
ويصل فلاديمير بوتين رئيس جمهورية روسيا الاتحادية، مصر، يوم الإثنين 9 فبراير، بدعوة من الرئيس عبدالفتاح السيسي، وتستمر الزيارة إلى يوم 10 فبراير. وسيبحث الرئيسان خلال الزيارة سُبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، فضلًا عن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، كما سيتبادلان الآراء حول تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وكذا الموقف في كل من سوريا وليبيا، إضافةً إلى سُبل دفع عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
عودة الريادة
وتسعى مصر في ظل قيادتها الجديدة إلى العودة لدورها الرئيسي في منطقة الشرق الأوسط والعالم، بقضاياه المتعددة والملحة. وقد تجلى ذلك من خلال بروز توجهات جديدة في السياسة الخارجية حيث تتجه مصر إلى تنويع علاقاتها الخارجية مع القوى الدولية كروسيا من أجل تعظيم الاستفادة وتحقيق المصالح المصرية.
أما المساعي الروسية عقب تطورات الأحداث بمنطقة الشرق الأوسط خلال الأعوام الثلاثة الماضية تركزت على بناء تحالفات جديدة وإعادة الصداقات القديمة، وتحديدًا مع مصر الدولة العربية الكبرى ذات التأثير الفعال بالمنطقة والعالم.
من هذا المنطلق تطورت العلاقات المصرية الروسية خلال السنوات الأخيرة مع التأكيد على متانة وعمق العلاقات بين البلدين والتي تمتد إلى أكثر من 70 عاماً.
بداية العلاقات
أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين الاتحاد السوفيتي ومصر في 26 أغسطس 1943، وشهدت العلاقات بين البلدين تغيرات جدية، كما تغيرت أولوياتها على الصعيدين الخارجي والداخلي، وأصبحت روسيا ومصر اليوم شريكتين على الصعيدين الثنائي والدولي.
وتمت الخطوة الأولى للتعاون المصري الروسي في أغسطس عام 1948 حين وقعت أول اتفاقية اقتصادية حول مقايضة القطن المصري بحبوب وأخشاب من الاتحاد السوفيتي، وشهدت العلاقة تطورات متلاحقة كان أبرزها بعد ثورة يوليو عام 1952 حين قدم الاتحاد السوفيتي لمصر المساعدة في تحديث قواتها المسلحة وتشييد السد العالي.
وبلغت العلاقات الثنائية ذروتها في فترة الخمسينات – الستينات من القرن العشرين حين ساعد آلاف الخبراء السوفيت مصر في إنشاء المؤسسات الإنتاجية، وبينها السد العالي في أسوان ومصنع الحديد والصلب في حلوان ومجمع الألمونيوم بنجع حمادي ومد الخطوط الكهربائية أسوانالإسكندرية. وتم في مصر إنجاز 97 مشروعا صناعيا بمساهمة الاتحاد السوفيتي. وزودت القوات المسلحة المصرية منذ الخمسينات بأسلحة سوفيتية.
وعلى الرغم من التوتر الذي شهدته العلاقات في عهد الرئيس المصري الراحل أنور السادات وانقطاعها تماما حتى سبتمبر 1981 فإنها بدأت في التحسن التدريجي في عهد الرئيس الأسبق مبارك.
تطبيع العلاقات
وفي الوقت الحاضر تم تطبيع العلاقات الروسية المصرية في كافة المجالات، وكانت مصر في طليعة الدول التي أقامت العلاقات الدبلوماسية مع روسيا الاتحادية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991.
الرئيس فلاديمير بوتين زار القاهرة في 26-27 أبريل عام 2005، وصدر في ختام المباحثات الثنائية التي جرت في القاهرة البيان المشترك حول تعميق علاقات الصداقة والشراكة بين روسيا الاتحادية وجمهورية مصر العربية والذي يؤكد طبيعتها الإستراتيجية.
واتخذت دورة مجلس جامعة الدول العربية في سبتمبر عام 2005 للمرة الأولى في تاريخها قرارا باعتماد سفير روسيا في جمهورية مصر العربية بصفته مفوضا مخولا لدى جامعة الدول العربية.
تاريخ كبير في العلاقات بين البلدين يعكس مدى متانتها وقوتها، والذي ربما لقاء الغد بين الرئيسين السيسي وبوتين، يحمل الكثير من الرسائل والفوائد التي ستعود بالطبع على مصر، في ظل ما تعانيه من أزمات اقتصادية.
10 سنوات غياب
وقال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن أخر زيارة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كانت في إبريل من عام 2005، أي أنه مر عليها أكثر من 10 سنوات، مشيرا إلى أن تلك الزيارة تعد مرحلة جديدة في تاريخ العلاقات بين القاهرة وموسكو.
وأضاف مساعد وزير الخارجية الأسبق، في تصريحات خاصة ل"بوابة أخبار اليوم"، أن التعاون بين البلدين سيشهد منحنى جديدا، حيث أنه سيكون هناك تعاون في كل المجالات من اقتصادي إلى عسكري إلى سياسي، وكل ذلك سيستند إلى رصيد في غاية الإيجابية بالنسبة لتاريخ البلدين، مؤكدا أنه لا شك في أن هذا التاريخ سيعتمد عليه مستقبل العلاقات مما سيعود بالنفع على مصر في كل المجالات.
إرادة حقيقية
وعن تأثير تلك الزيارة على العلاقة بين القاهرة وواشنطن، أكد السفير أنه لا مصر ولا روسيا ينظر للأمر من هذه الزاوية، لأن العالم تغيير منذ أيام الحرب الباردة، لافتا إلى أن القاهرة وموسكو يسيران نحو مصالحهما، وأن السياسية المصرية بدأت تنفتح على جميع الدول حتى تكون دولة قوية صاحب إرادة حقيقية، موضحا أن السياسية المصرية الخارجية الآن أصبحت تؤمنها مصالحها العسكرية والسياسية والاقتصادية، ومن أجل تعزيز دورها في منطقة الشرق الأوسط.
ولفت السفير هريدي، إلى أن أهم الملفات التي سيتناولها الرئيسين عبد الفتاح السيسي وفلاديمير بوتين، هي الملفات الساخنة في منطقة الشرق الأوسط مثل "سوريا، العراق، ليبيا، فلسطين، اليمن وقضية الإرهاب"، مضيفا أن هناك تطابقا في وجهات النظر المصرية والروسية بتلك القضايا، حيث أنه على سبيل المثال القاهرة وموسكو يؤيدان الحل السلمي في سوريا وليبيا، ولكن ليس على حساب سيادة تلك الدول.
توازن القوى
السفير أحمد فتحي أبو الخير، مساعد وزير الخارجية الأسبق، اتفق مع السفير حسين هريدي، وأكد أن للزيارة عدة نقاط مهمة خاصة في تلك المرحلة الانتقالية التي تمر بها مصر، وفي ظل مواجهة مصر للإرهاب الداخلي والخارجي، بالإضافة إلى تأمر قوى خارجية من أجل إثارة الفوضى بالبلاد.
وأشار السفير أحمد فتحي أبو الخير، في تصريحات خاصة ل"بوابة أخبار اليوم"، أنه منذ أن قام الرئيس الراحل محمد أنور السادات بطرد الخبراء الروس وبدأت العلاقات المصرية الروسية تتباعد وأصبح هناك عدم توازن في القوى، موضحا أننا خلال تلك الفترة أصبحنا تابعين للولايات المتحدة، وكنا نسمي تلك العلاقة علاقة إستراتيجية لكن الحقيقة أنها كانت علاقة تبعية، لكن مع التقارب المصري الروسي الآن سنستعيد التوازن ولن تستطيع أي دولة أن تملي إرادتها علينا.
وأكد أن أهمية الزيارة تكمن في أننا سنطرح على الرئيس بوتين المشاكل الاقتصادية التي نعاني منها من أجل الحصول على دعم روسي، كما أننا سنتطرق للملف التجاري وسنطرح أن يكون هناك تبادل تجاري بين البلدين باستخدام العملة المصرية والروبيل الروسية، دون الاعتماد على الدولار الأمريكي.
الدعم الروسي
وذكر، أننا نحتاج أيضا الدعم الروسي فيما يتعلق بالمشاريع التي تريد مصر أن تنفذها كالمشاريع التي تقرر إقامتها في دمياط والبحر الأحمر بالإضافة إلى مشؤوع قناة السويس.
واختتم السفير تصريحاته، بأن أهم الملفات التي سيتناولها الرئيس عبد الفتاح السيسي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، هي ملفات الإرهاب والدعم الاقتصادي والتجاري بين البلدين، أما فيما يخص قضايا المنطقة فسيتم التطرق إلى القضايا المشتعلة كسوريا وليبيا وغيرها من دول النزاع، موضحا أن هناك تقارب في وجهات النظر بين البلدين حول تلك القضايا من أجل إعادة الاستقرار بالمنطقة، والذي لن يتحقق إلا من خلال القضاء على الإرهاب.
لأول مرة منذ 10 سنوات مضت يزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مصر، في تحول كبير لشكل العلاقات بين القاهرة وموسكو، حيث كانت أول وأخر زيارة قام بها بوتين للقاهرة في أبريل 2005.
وتأتي الزيارة ارتباطا بالمحادثات التي تمت بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره فلاديمير بوتين، أثناء الزيارة التي قام بها السيسي إلى منتجع سوتشي بروسيا في أغسطس 2014.
ويصل فلاديمير بوتين رئيس جمهورية روسيا الاتحادية، مصر، يوم الإثنين 9 فبراير، بدعوة من الرئيس عبدالفتاح السيسي، وتستمر الزيارة إلى يوم 10 فبراير. وسيبحث الرئيسان خلال الزيارة سُبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، فضلًا عن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، كما سيتبادلان الآراء حول تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وكذا الموقف في كل من سوريا وليبيا، إضافةً إلى سُبل دفع عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
عودة الريادة
وتسعى مصر في ظل قيادتها الجديدة إلى العودة لدورها الرئيسي في منطقة الشرق الأوسط والعالم، بقضاياه المتعددة والملحة. وقد تجلى ذلك من خلال بروز توجهات جديدة في السياسة الخارجية حيث تتجه مصر إلى تنويع علاقاتها الخارجية مع القوى الدولية كروسيا من أجل تعظيم الاستفادة وتحقيق المصالح المصرية.
أما المساعي الروسية عقب تطورات الأحداث بمنطقة الشرق الأوسط خلال الأعوام الثلاثة الماضية تركزت على بناء تحالفات جديدة وإعادة الصداقات القديمة، وتحديدًا مع مصر الدولة العربية الكبرى ذات التأثير الفعال بالمنطقة والعالم.
من هذا المنطلق تطورت العلاقات المصرية الروسية خلال السنوات الأخيرة مع التأكيد على متانة وعمق العلاقات بين البلدين والتي تمتد إلى أكثر من 70 عاماً.
بداية العلاقات
أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين الاتحاد السوفيتي ومصر في 26 أغسطس 1943، وشهدت العلاقات بين البلدين تغيرات جدية، كما تغيرت أولوياتها على الصعيدين الخارجي والداخلي، وأصبحت روسيا ومصر اليوم شريكتين على الصعيدين الثنائي والدولي.
وتمت الخطوة الأولى للتعاون المصري الروسي في أغسطس عام 1948 حين وقعت أول اتفاقية اقتصادية حول مقايضة القطن المصري بحبوب وأخشاب من الاتحاد السوفيتي، وشهدت العلاقة تطورات متلاحقة كان أبرزها بعد ثورة يوليو عام 1952 حين قدم الاتحاد السوفيتي لمصر المساعدة في تحديث قواتها المسلحة وتشييد السد العالي.
وبلغت العلاقات الثنائية ذروتها في فترة الخمسينات – الستينات من القرن العشرين حين ساعد آلاف الخبراء السوفيت مصر في إنشاء المؤسسات الإنتاجية، وبينها السد العالي في أسوان ومصنع الحديد والصلب في حلوان ومجمع الألمونيوم بنجع حمادي ومد الخطوط الكهربائية أسوانالإسكندرية. وتم في مصر إنجاز 97 مشروعا صناعيا بمساهمة الاتحاد السوفيتي. وزودت القوات المسلحة المصرية منذ الخمسينات بأسلحة سوفيتية.
وعلى الرغم من التوتر الذي شهدته العلاقات في عهد الرئيس المصري الراحل أنور السادات وانقطاعها تماما حتى سبتمبر 1981 فإنها بدأت في التحسن التدريجي في عهد الرئيس الأسبق مبارك.
تطبيع العلاقات
وفي الوقت الحاضر تم تطبيع العلاقات الروسية المصرية في كافة المجالات، وكانت مصر في طليعة الدول التي أقامت العلاقات الدبلوماسية مع روسيا الاتحادية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991.
الرئيس فلاديمير بوتين زار القاهرة في 26-27 أبريل عام 2005، وصدر في ختام المباحثات الثنائية التي جرت في القاهرة البيان المشترك حول تعميق علاقات الصداقة والشراكة بين روسيا الاتحادية وجمهورية مصر العربية والذي يؤكد طبيعتها الإستراتيجية.
واتخذت دورة مجلس جامعة الدول العربية في سبتمبر عام 2005 للمرة الأولى في تاريخها قرارا باعتماد سفير روسيا في جمهورية مصر العربية بصفته مفوضا مخولا لدى جامعة الدول العربية.
تاريخ كبير في العلاقات بين البلدين يعكس مدى متانتها وقوتها، والذي ربما لقاء الغد بين الرئيسين السيسي وبوتين، يحمل الكثير من الرسائل والفوائد التي ستعود بالطبع على مصر، في ظل ما تعانيه من أزمات اقتصادية.
10 سنوات غياب
وقال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن أخر زيارة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كانت في إبريل من عام 2005، أي أنه مر عليها أكثر من 10 سنوات، مشيرا إلى أن تلك الزيارة تعد مرحلة جديدة في تاريخ العلاقات بين القاهرة وموسكو.
وأضاف مساعد وزير الخارجية الأسبق، في تصريحات خاصة ل"بوابة أخبار اليوم"، أن التعاون بين البلدين سيشهد منحنى جديدا، حيث أنه سيكون هناك تعاون في كل المجالات من اقتصادي إلى عسكري إلى سياسي، وكل ذلك سيستند إلى رصيد في غاية الإيجابية بالنسبة لتاريخ البلدين، مؤكدا أنه لا شك في أن هذا التاريخ سيعتمد عليه مستقبل العلاقات مما سيعود بالنفع على مصر في كل المجالات.
إرادة حقيقية
وعن تأثير تلك الزيارة على العلاقة بين القاهرة وواشنطن، أكد السفير أنه لا مصر ولا روسيا ينظر للأمر من هذه الزاوية، لأن العالم تغيير منذ أيام الحرب الباردة، لافتا إلى أن القاهرة وموسكو يسيران نحو مصالحهما، وأن السياسية المصرية بدأت تنفتح على جميع الدول حتى تكون دولة قوية صاحب إرادة حقيقية، موضحا أن السياسية المصرية الخارجية الآن أصبحت تؤمنها مصالحها العسكرية والسياسية والاقتصادية، ومن أجل تعزيز دورها في منطقة الشرق الأوسط.
ولفت السفير هريدي، إلى أن أهم الملفات التي سيتناولها الرئيسين عبد الفتاح السيسي وفلاديمير بوتين، هي الملفات الساخنة في منطقة الشرق الأوسط مثل "سوريا، العراق، ليبيا، فلسطين، اليمن وقضية الإرهاب"، مضيفا أن هناك تطابقا في وجهات النظر المصرية والروسية بتلك القضايا، حيث أنه على سبيل المثال القاهرة وموسكو يؤيدان الحل السلمي في سوريا وليبيا، ولكن ليس على حساب سيادة تلك الدول.
توازن القوى
السفير أحمد فتحي أبو الخير، مساعد وزير الخارجية الأسبق، اتفق مع السفير حسين هريدي، وأكد أن للزيارة عدة نقاط مهمة خاصة في تلك المرحلة الانتقالية التي تمر بها مصر، وفي ظل مواجهة مصر للإرهاب الداخلي والخارجي، بالإضافة إلى تأمر قوى خارجية من أجل إثارة الفوضى بالبلاد.
وأشار السفير أحمد فتحي أبو الخير، في تصريحات خاصة ل"بوابة أخبار اليوم"، أنه منذ أن قام الرئيس الراحل محمد أنور السادات بطرد الخبراء الروس وبدأت العلاقات المصرية الروسية تتباعد وأصبح هناك عدم توازن في القوى، موضحا أننا خلال تلك الفترة أصبحنا تابعين للولايات المتحدة، وكنا نسمي تلك العلاقة علاقة إستراتيجية لكن الحقيقة أنها كانت علاقة تبعية، لكن مع التقارب المصري الروسي الآن سنستعيد التوازن ولن تستطيع أي دولة أن تملي إرادتها علينا.
وأكد أن أهمية الزيارة تكمن في أننا سنطرح على الرئيس بوتين المشاكل الاقتصادية التي نعاني منها من أجل الحصول على دعم روسي، كما أننا سنتطرق للملف التجاري وسنطرح أن يكون هناك تبادل تجاري بين البلدين باستخدام العملة المصرية والروبيل الروسية، دون الاعتماد على الدولار الأمريكي.
الدعم الروسي
وذكر، أننا نحتاج أيضا الدعم الروسي فيما يتعلق بالمشاريع التي تريد مصر أن تنفذها كالمشاريع التي تقرر إقامتها في دمياط والبحر الأحمر بالإضافة إلى مشؤوع قناة السويس.
واختتم السفير تصريحاته، بأن أهم الملفات التي سيتناولها الرئيس عبد الفتاح السيسي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، هي ملفات الإرهاب والدعم الاقتصادي والتجاري بين البلدين، أما فيما يخص قضايا المنطقة فسيتم التطرق إلى القضايا المشتعلة كسوريا وليبيا وغيرها من دول النزاع، موضحا أن هناك تقارب في وجهات النظر بين البلدين حول تلك القضايا من أجل إعادة الاستقرار بالمنطقة، والذي لن يتحقق إلا من خلال القضاء على الإرهاب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.