المستندات المطلوبة للترشح في انتخابات مجلس النواب 2025    محافظ دمياط يبحث تحديث المخطط الاستراتيجي لمدينة عزبة البرج    سمير عمر: القصف الإسرائيلي على غزة يُضعف الثقة.. ونتنياهو يعرقل الاتفاقات    إلى أين يتجه الصراع بين دمشق والأكراد؟ اشتباكات حلب تفتح الباب لسيناريوهات مقلقة    رئيس فنزويلا يطلب من بابا الفاتيكان المُساعدة في الحفاظ على السلام    وزير الشباب يؤازر منتخب مصر قبل مواجهة جيبوتي    توزيع درجات أعمال السنة لطلاب الصفين الأول والثاني الثانوي 2025- 2026    رئيس الوزراء: حديقة تلال الفسطاط في مرحلة اللمسات النهائية وستكون الأكبر بالشرق الأوسط    ثقافة أسيوط توثق حكايات النصر بلقاءات وورش وأمسيات شعرية    حسناء سيف الدين تكشف كواليس آخر يوم تصوير من "2 قهوة"    الطلاب الممنوعون من تطعيمات المدارس بأمر الصحة    سلة الزمالك يهزم ألعاب دمنهور في بطولة دوري المرتبط    طقس خريفي مستقر في مدن القناة غدا وفرص لهطول أمطار خفيفة مساءً    هؤلاء ممنوعون من السفر لحج القرعة لعام 2026 (انفوجراف)    اكتشاف يجعل المستحيل ممكنًا «عباءة الإخفاء الكمومية» تمنح أمريكيًا وبريطانيًا وفرنسيًا نوبل الفيزياء    أيمن الرقب لحديث القاهرة: مفاوضات شرم الشيخ تتركز على ملف الأسرى وحماس متخوفة    السجن 3 سنوات لمتهم بسرقة هاتف من سائق فى مصر القديمة    لكشف على 937 مواطنًا خلال قافلة طبية بقرية السلام بالإسماعيلية ضمن مبادرة حياة كريمة    إنتر ميلان يدرس ضم أكانجي بشكل نهائي من مانشستر سيتي    الكرملين: تسليم صواريخ "توماهوك" لأوكرانيا تصعيد خطير    شحاته السيد عضواً بتحالف اليونسكو للدراية الإعلامية والمعلوماتية    محافظ المنوفية يحيل عدداً من المختصين بالزراعة والوحدة المحلية بالبرانية وجريس للنيابة    لتطوير منظومة العمل الإداري .. الزمالك يعتمد تشكيل المكتب التنفيذي الجديد بخروج أحمد سليمان ودخول محمد طارق    عقوبات الجولة العاشرة من الدوري المصري    4 أبراج روحهم في مناخيرهم.. العصبية جزء من شخصيتهم    مدبولي: استضافة مصر لقاءات بين حماس وإسرائيل دليل على قوتنا الإقليمية    قبل مغادرته.. البابا تواضروس يُدشّن كنيسة أُنشئت بأمرٍ ملكي في عهد الملك فاروق قبل أكثر من 80 عامًا    مجلس جامعة حلوان يستهل جلسته بالوقوف دقيقة حداد على روح رئيس الجامعة الأسبق    خاص.. كيشو ممنوع من تمثيل أي دولة أخرى غير مصر حتى يناير 2028    محافظ الغربية يفتتح الملعب القانوني الجديد بنادي السنطة بتكلفة 797 ألف جنيه    فتح باب التسجيل لقبول دفعة جديدة من الدارسين برواق العلوم الشرعية والعربية بالأزهر    وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يزور مدرسة WE للتكنولوجيا التطبيقية (صور)    لمناقشة عدد من الملفات المهمة.. بدء اجتماع الحكومة الأسبوعي برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي    توزيع جوائز مسابقة أفضل مقال أو دراسة نقدية حول الأفلام القصيرة جدًا بأكاديمية الفنون.. غدًا    أسماء جلال من كواليس «فيها إيه يعني؟»: «كل واحد يخليه في حاله»    «بصلي وبصوم وبسرق وعاوزة أكفر عن ذنبي».. أمين الفتوى يجيب    رمضان عبد المعز: الإيمان بأقدار الله يُريح الروح ويُهدي القلب    ما حكم سب الدين عند الغضب؟.. أمين الفتوى يُجيب    سوق حضارى جديد ببنى مزار للقضاء على الأسواق العشوائية بالمنيا    كشف غموض اقتحام 3 محال تجارية في قنا    تُدشّن مبادرة الكشف المبكر عن أمراض سوء التغذية لطلاب المدارس بالمنوفية..صور    «فوائد بالجملة».. ماذا يحدث لجسمك عند تناول كوب من الشاي الأخضر في الصباح؟    بسبب معاكسة فتاة.. إصابة شخصين في مشاجرة بالأسلحة البيضاء في أوسيم    وزير الخارجية يلتقي رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري    سكرتير عام المنيا يتابع معدلات تنفيذ المشروعات التنموية    بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم: أحمد عمر هاشم خدم كتاب الله وساند المسابقة    اليونيسيف: أطفال غزة يعيشون رعبا ينبغي ألا يواجهه أي طفل    مدبولي يوجه بتوفير التغذية الكهربائية للمشروعات الزراعية الكبرى    قطاع الأمن الاقتصادي يضبط 2691 قضية متنوعة خلال 24 ساعة    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 7 اكتوبر 2025 فى المنيا    كيروش: مواجهة قطر صعبة.. ونطمح للانتصار في بداية مشوار التأهل    محافظ بورسعيد للطلاب: عليكم بالتمسك بالأخلاق الحميدة التي يرسخها الأزهر الشريف    جامعة القناة تنظم مهرجان سباق الطريق احتفالًا بذكرى انتصارات أكتوبر (صور)    أغلقوا المدرسة قبل موعدها، تحويل العاملين بابتدائية قومبانية لوقين بالبحيرة للتحقيق    الأهلي يحيل ملف ثلاثي الفريق إلى لجنة التخطيط لحسم مصيرهم    وكيل صحة بني سويف يشيد بدور التمريض: العمود الفقري للمنظومة الصحية    ضبط 99 ألف مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    وزير الخارجية: نثق في قدرة الرئيس ترامب على تنفيذ خطة غزة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



10 سنوات من الغياب.. والدب الروسي يُعيد التوازن للقاهرة
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 08 - 02 - 2015

لأول مرة منذ 10 سنوات مضت يزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مصر، في تحول كبير لشكل العلاقات بين القاهرة وموسكو، حيث كانت أول وأخر زيارة قام بها بوتين للقاهرة في أبريل 2005.
وتأتي الزيارة ارتباطا بالمحادثات التي تمت بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره فلاديمير بوتين، أثناء الزيارة التي قام بها السيسي إلى منتجع سوتشي بروسيا في أغسطس 2014.
ويصل فلاديمير بوتين رئيس جمهورية روسيا الاتحادية، مصر، يوم الإثنين 9 فبراير، بدعوة من الرئيس عبدالفتاح السيسي، وتستمر الزيارة إلى يوم 10 فبراير. وسيبحث الرئيسان خلال الزيارة سُبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، فضلًا عن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، كما سيتبادلان الآراء حول تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وكذا الموقف في كل من سوريا وليبيا، إضافةً إلى سُبل دفع عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
عودة الريادة
وتسعى مصر في ظل قيادتها الجديدة إلى العودة لدورها الرئيسي في منطقة الشرق الأوسط والعالم، بقضاياه المتعددة والملحة. وقد تجلى ذلك من خلال بروز توجهات جديدة في السياسة الخارجية حيث تتجه مصر إلى تنويع علاقاتها الخارجية مع القوى الدولية كروسيا من أجل تعظيم الاستفادة وتحقيق المصالح المصرية.
أما المساعي الروسية عقب تطورات الأحداث بمنطقة الشرق الأوسط خلال الأعوام الثلاثة الماضية تركزت على بناء تحالفات جديدة وإعادة الصداقات القديمة، وتحديدًا مع مصر الدولة العربية الكبرى ذات التأثير الفعال بالمنطقة والعالم.
من هذا المنطلق تطورت العلاقات المصرية الروسية خلال السنوات الأخيرة مع التأكيد على متانة وعمق العلاقات بين البلدين والتي تمتد إلى أكثر من 70 عاماً.
بداية العلاقات
أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين الاتحاد السوفيتي ومصر في 26 أغسطس 1943، وشهدت العلاقات بين البلدين تغيرات جدية، كما تغيرت أولوياتها على الصعيدين الخارجي والداخلي، وأصبحت روسيا ومصر اليوم شريكتين على الصعيدين الثنائي والدولي.
وتمت الخطوة الأولى للتعاون المصري الروسي في أغسطس عام 1948 حين وقعت أول اتفاقية اقتصادية حول مقايضة القطن المصري بحبوب وأخشاب من الاتحاد السوفيتي، وشهدت العلاقة تطورات متلاحقة كان أبرزها بعد ثورة يوليو عام 1952 حين قدم الاتحاد السوفيتي لمصر المساعدة في تحديث قواتها المسلحة وتشييد السد العالي.
وبلغت العلاقات الثنائية ذروتها في فترة الخمسينات – الستينات من القرن العشرين حين ساعد آلاف الخبراء السوفيت مصر في إنشاء المؤسسات الإنتاجية، وبينها السد العالي في أسوان ومصنع الحديد والصلب في حلوان ومجمع الألمونيوم بنجع حمادي ومد الخطوط الكهربائية أسوانالإسكندرية. وتم في مصر إنجاز 97 مشروعا صناعيا بمساهمة الاتحاد السوفيتي. وزودت القوات المسلحة المصرية منذ الخمسينات بأسلحة سوفيتية.
وعلى الرغم من التوتر الذي شهدته العلاقات في عهد الرئيس المصري الراحل أنور السادات وانقطاعها تماما حتى سبتمبر 1981 فإنها بدأت في التحسن التدريجي في عهد الرئيس الأسبق مبارك.
تطبيع العلاقات
وفي الوقت الحاضر تم تطبيع العلاقات الروسية المصرية في كافة المجالات، وكانت مصر في طليعة الدول التي أقامت العلاقات الدبلوماسية مع روسيا الاتحادية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991.
الرئيس فلاديمير بوتين زار القاهرة في 26-27 أبريل عام 2005، وصدر في ختام المباحثات الثنائية التي جرت في القاهرة البيان المشترك حول تعميق علاقات الصداقة والشراكة بين روسيا الاتحادية وجمهورية مصر العربية والذي يؤكد طبيعتها الإستراتيجية.
واتخذت دورة مجلس جامعة الدول العربية في سبتمبر عام 2005 للمرة الأولى في تاريخها قرارا باعتماد سفير روسيا في جمهورية مصر العربية بصفته مفوضا مخولا لدى جامعة الدول العربية.
تاريخ كبير في العلاقات بين البلدين يعكس مدى متانتها وقوتها، والذي ربما لقاء الغد بين الرئيسين السيسي وبوتين، يحمل الكثير من الرسائل والفوائد التي ستعود بالطبع على مصر، في ظل ما تعانيه من أزمات اقتصادية.
10 سنوات غياب
وقال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن أخر زيارة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كانت في إبريل من عام 2005، أي أنه مر عليها أكثر من 10 سنوات، مشيرا إلى أن تلك الزيارة تعد مرحلة جديدة في تاريخ العلاقات بين القاهرة وموسكو.
وأضاف مساعد وزير الخارجية الأسبق، في تصريحات خاصة ل"بوابة أخبار اليوم"، أن التعاون بين البلدين سيشهد منحنى جديدا، حيث أنه سيكون هناك تعاون في كل المجالات من اقتصادي إلى عسكري إلى سياسي، وكل ذلك سيستند إلى رصيد في غاية الإيجابية بالنسبة لتاريخ البلدين، مؤكدا أنه لا شك في أن هذا التاريخ سيعتمد عليه مستقبل العلاقات مما سيعود بالنفع على مصر في كل المجالات.
إرادة حقيقية
وعن تأثير تلك الزيارة على العلاقة بين القاهرة وواشنطن، أكد السفير أنه لا مصر ولا روسيا ينظر للأمر من هذه الزاوية، لأن العالم تغيير منذ أيام الحرب الباردة، لافتا إلى أن القاهرة وموسكو يسيران نحو مصالحهما، وأن السياسية المصرية بدأت تنفتح على جميع الدول حتى تكون دولة قوية صاحب إرادة حقيقية، موضحا أن السياسية المصرية الخارجية الآن أصبحت تؤمنها مصالحها العسكرية والسياسية والاقتصادية، ومن أجل تعزيز دورها في منطقة الشرق الأوسط.
ولفت السفير هريدي، إلى أن أهم الملفات التي سيتناولها الرئيسين عبد الفتاح السيسي وفلاديمير بوتين، هي الملفات الساخنة في منطقة الشرق الأوسط مثل "سوريا، العراق، ليبيا، فلسطين، اليمن وقضية الإرهاب"، مضيفا أن هناك تطابقا في وجهات النظر المصرية والروسية بتلك القضايا، حيث أنه على سبيل المثال القاهرة وموسكو يؤيدان الحل السلمي في سوريا وليبيا، ولكن ليس على حساب سيادة تلك الدول.
توازن القوى
السفير أحمد فتحي أبو الخير، مساعد وزير الخارجية الأسبق، اتفق مع السفير حسين هريدي، وأكد أن للزيارة عدة نقاط مهمة خاصة في تلك المرحلة الانتقالية التي تمر بها مصر، وفي ظل مواجهة مصر للإرهاب الداخلي والخارجي، بالإضافة إلى تأمر قوى خارجية من أجل إثارة الفوضى بالبلاد.
وأشار السفير أحمد فتحي أبو الخير، في تصريحات خاصة ل"بوابة أخبار اليوم"، أنه منذ أن قام الرئيس الراحل محمد أنور السادات بطرد الخبراء الروس وبدأت العلاقات المصرية الروسية تتباعد وأصبح هناك عدم توازن في القوى، موضحا أننا خلال تلك الفترة أصبحنا تابعين للولايات المتحدة، وكنا نسمي تلك العلاقة علاقة إستراتيجية لكن الحقيقة أنها كانت علاقة تبعية، لكن مع التقارب المصري الروسي الآن سنستعيد التوازن ولن تستطيع أي دولة أن تملي إرادتها علينا.
وأكد أن أهمية الزيارة تكمن في أننا سنطرح على الرئيس بوتين المشاكل الاقتصادية التي نعاني منها من أجل الحصول على دعم روسي، كما أننا سنتطرق للملف التجاري وسنطرح أن يكون هناك تبادل تجاري بين البلدين باستخدام العملة المصرية والروبيل الروسية، دون الاعتماد على الدولار الأمريكي.
الدعم الروسي
وذكر، أننا نحتاج أيضا الدعم الروسي فيما يتعلق بالمشاريع التي تريد مصر أن تنفذها كالمشاريع التي تقرر إقامتها في دمياط والبحر الأحمر بالإضافة إلى مشؤوع قناة السويس.
واختتم السفير تصريحاته، بأن أهم الملفات التي سيتناولها الرئيس عبد الفتاح السيسي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، هي ملفات الإرهاب والدعم الاقتصادي والتجاري بين البلدين، أما فيما يخص قضايا المنطقة فسيتم التطرق إلى القضايا المشتعلة كسوريا وليبيا وغيرها من دول النزاع، موضحا أن هناك تقارب في وجهات النظر بين البلدين حول تلك القضايا من أجل إعادة الاستقرار بالمنطقة، والذي لن يتحقق إلا من خلال القضاء على الإرهاب.
لأول مرة منذ 10 سنوات مضت يزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مصر، في تحول كبير لشكل العلاقات بين القاهرة وموسكو، حيث كانت أول وأخر زيارة قام بها بوتين للقاهرة في أبريل 2005.
وتأتي الزيارة ارتباطا بالمحادثات التي تمت بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره فلاديمير بوتين، أثناء الزيارة التي قام بها السيسي إلى منتجع سوتشي بروسيا في أغسطس 2014.
ويصل فلاديمير بوتين رئيس جمهورية روسيا الاتحادية، مصر، يوم الإثنين 9 فبراير، بدعوة من الرئيس عبدالفتاح السيسي، وتستمر الزيارة إلى يوم 10 فبراير. وسيبحث الرئيسان خلال الزيارة سُبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، فضلًا عن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، كما سيتبادلان الآراء حول تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وكذا الموقف في كل من سوريا وليبيا، إضافةً إلى سُبل دفع عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
عودة الريادة
وتسعى مصر في ظل قيادتها الجديدة إلى العودة لدورها الرئيسي في منطقة الشرق الأوسط والعالم، بقضاياه المتعددة والملحة. وقد تجلى ذلك من خلال بروز توجهات جديدة في السياسة الخارجية حيث تتجه مصر إلى تنويع علاقاتها الخارجية مع القوى الدولية كروسيا من أجل تعظيم الاستفادة وتحقيق المصالح المصرية.
أما المساعي الروسية عقب تطورات الأحداث بمنطقة الشرق الأوسط خلال الأعوام الثلاثة الماضية تركزت على بناء تحالفات جديدة وإعادة الصداقات القديمة، وتحديدًا مع مصر الدولة العربية الكبرى ذات التأثير الفعال بالمنطقة والعالم.
من هذا المنطلق تطورت العلاقات المصرية الروسية خلال السنوات الأخيرة مع التأكيد على متانة وعمق العلاقات بين البلدين والتي تمتد إلى أكثر من 70 عاماً.
بداية العلاقات
أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين الاتحاد السوفيتي ومصر في 26 أغسطس 1943، وشهدت العلاقات بين البلدين تغيرات جدية، كما تغيرت أولوياتها على الصعيدين الخارجي والداخلي، وأصبحت روسيا ومصر اليوم شريكتين على الصعيدين الثنائي والدولي.
وتمت الخطوة الأولى للتعاون المصري الروسي في أغسطس عام 1948 حين وقعت أول اتفاقية اقتصادية حول مقايضة القطن المصري بحبوب وأخشاب من الاتحاد السوفيتي، وشهدت العلاقة تطورات متلاحقة كان أبرزها بعد ثورة يوليو عام 1952 حين قدم الاتحاد السوفيتي لمصر المساعدة في تحديث قواتها المسلحة وتشييد السد العالي.
وبلغت العلاقات الثنائية ذروتها في فترة الخمسينات – الستينات من القرن العشرين حين ساعد آلاف الخبراء السوفيت مصر في إنشاء المؤسسات الإنتاجية، وبينها السد العالي في أسوان ومصنع الحديد والصلب في حلوان ومجمع الألمونيوم بنجع حمادي ومد الخطوط الكهربائية أسوانالإسكندرية. وتم في مصر إنجاز 97 مشروعا صناعيا بمساهمة الاتحاد السوفيتي. وزودت القوات المسلحة المصرية منذ الخمسينات بأسلحة سوفيتية.
وعلى الرغم من التوتر الذي شهدته العلاقات في عهد الرئيس المصري الراحل أنور السادات وانقطاعها تماما حتى سبتمبر 1981 فإنها بدأت في التحسن التدريجي في عهد الرئيس الأسبق مبارك.
تطبيع العلاقات
وفي الوقت الحاضر تم تطبيع العلاقات الروسية المصرية في كافة المجالات، وكانت مصر في طليعة الدول التي أقامت العلاقات الدبلوماسية مع روسيا الاتحادية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991.
الرئيس فلاديمير بوتين زار القاهرة في 26-27 أبريل عام 2005، وصدر في ختام المباحثات الثنائية التي جرت في القاهرة البيان المشترك حول تعميق علاقات الصداقة والشراكة بين روسيا الاتحادية وجمهورية مصر العربية والذي يؤكد طبيعتها الإستراتيجية.
واتخذت دورة مجلس جامعة الدول العربية في سبتمبر عام 2005 للمرة الأولى في تاريخها قرارا باعتماد سفير روسيا في جمهورية مصر العربية بصفته مفوضا مخولا لدى جامعة الدول العربية.
تاريخ كبير في العلاقات بين البلدين يعكس مدى متانتها وقوتها، والذي ربما لقاء الغد بين الرئيسين السيسي وبوتين، يحمل الكثير من الرسائل والفوائد التي ستعود بالطبع على مصر، في ظل ما تعانيه من أزمات اقتصادية.
10 سنوات غياب
وقال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن أخر زيارة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كانت في إبريل من عام 2005، أي أنه مر عليها أكثر من 10 سنوات، مشيرا إلى أن تلك الزيارة تعد مرحلة جديدة في تاريخ العلاقات بين القاهرة وموسكو.
وأضاف مساعد وزير الخارجية الأسبق، في تصريحات خاصة ل"بوابة أخبار اليوم"، أن التعاون بين البلدين سيشهد منحنى جديدا، حيث أنه سيكون هناك تعاون في كل المجالات من اقتصادي إلى عسكري إلى سياسي، وكل ذلك سيستند إلى رصيد في غاية الإيجابية بالنسبة لتاريخ البلدين، مؤكدا أنه لا شك في أن هذا التاريخ سيعتمد عليه مستقبل العلاقات مما سيعود بالنفع على مصر في كل المجالات.
إرادة حقيقية
وعن تأثير تلك الزيارة على العلاقة بين القاهرة وواشنطن، أكد السفير أنه لا مصر ولا روسيا ينظر للأمر من هذه الزاوية، لأن العالم تغيير منذ أيام الحرب الباردة، لافتا إلى أن القاهرة وموسكو يسيران نحو مصالحهما، وأن السياسية المصرية بدأت تنفتح على جميع الدول حتى تكون دولة قوية صاحب إرادة حقيقية، موضحا أن السياسية المصرية الخارجية الآن أصبحت تؤمنها مصالحها العسكرية والسياسية والاقتصادية، ومن أجل تعزيز دورها في منطقة الشرق الأوسط.
ولفت السفير هريدي، إلى أن أهم الملفات التي سيتناولها الرئيسين عبد الفتاح السيسي وفلاديمير بوتين، هي الملفات الساخنة في منطقة الشرق الأوسط مثل "سوريا، العراق، ليبيا، فلسطين، اليمن وقضية الإرهاب"، مضيفا أن هناك تطابقا في وجهات النظر المصرية والروسية بتلك القضايا، حيث أنه على سبيل المثال القاهرة وموسكو يؤيدان الحل السلمي في سوريا وليبيا، ولكن ليس على حساب سيادة تلك الدول.
توازن القوى
السفير أحمد فتحي أبو الخير، مساعد وزير الخارجية الأسبق، اتفق مع السفير حسين هريدي، وأكد أن للزيارة عدة نقاط مهمة خاصة في تلك المرحلة الانتقالية التي تمر بها مصر، وفي ظل مواجهة مصر للإرهاب الداخلي والخارجي، بالإضافة إلى تأمر قوى خارجية من أجل إثارة الفوضى بالبلاد.
وأشار السفير أحمد فتحي أبو الخير، في تصريحات خاصة ل"بوابة أخبار اليوم"، أنه منذ أن قام الرئيس الراحل محمد أنور السادات بطرد الخبراء الروس وبدأت العلاقات المصرية الروسية تتباعد وأصبح هناك عدم توازن في القوى، موضحا أننا خلال تلك الفترة أصبحنا تابعين للولايات المتحدة، وكنا نسمي تلك العلاقة علاقة إستراتيجية لكن الحقيقة أنها كانت علاقة تبعية، لكن مع التقارب المصري الروسي الآن سنستعيد التوازن ولن تستطيع أي دولة أن تملي إرادتها علينا.
وأكد أن أهمية الزيارة تكمن في أننا سنطرح على الرئيس بوتين المشاكل الاقتصادية التي نعاني منها من أجل الحصول على دعم روسي، كما أننا سنتطرق للملف التجاري وسنطرح أن يكون هناك تبادل تجاري بين البلدين باستخدام العملة المصرية والروبيل الروسية، دون الاعتماد على الدولار الأمريكي.
الدعم الروسي
وذكر، أننا نحتاج أيضا الدعم الروسي فيما يتعلق بالمشاريع التي تريد مصر أن تنفذها كالمشاريع التي تقرر إقامتها في دمياط والبحر الأحمر بالإضافة إلى مشؤوع قناة السويس.
واختتم السفير تصريحاته، بأن أهم الملفات التي سيتناولها الرئيس عبد الفتاح السيسي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، هي ملفات الإرهاب والدعم الاقتصادي والتجاري بين البلدين، أما فيما يخص قضايا المنطقة فسيتم التطرق إلى القضايا المشتعلة كسوريا وليبيا وغيرها من دول النزاع، موضحا أن هناك تقارب في وجهات النظر بين البلدين حول تلك القضايا من أجل إعادة الاستقرار بالمنطقة، والذي لن يتحقق إلا من خلال القضاء على الإرهاب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.