لقد كنت ومازلت من مؤيدي ثورة يناير، ولكنني كنت ومازلت وسأظل رافضاً للغباء الذي يمارس في كل ذكري لهذه الثورة، وتحولها إلي مناسبات يستثمرها الإخوان لخدمة أهدافهم طبيعي أن يحتفل أي شعب في العالم بذكري ثورة مهمة في تاريخه، فيخرج الناس سعداء بهذا اليوم ويتذكرون بفخر هذه الثورة، وتقام عروض في الشوارع، وربما يمتد الأمر لعروض جوية، وتجد ملامح الفرحة في وجوه الناس.. هكذا شاهدت بنفسي في العديد من دول العالم. ولكننا دائماً أصحاب براءة اختراع، فحينما تحل ذكري ثورة 25 يناير كل عام، نحتفل بخوف، فيضع المصريون أيديهم علي قلوبهم خشية وقوع مصادمات، ودائماً تحدث تلك المصادمات، تنتهي بمأساة تنغص علي المصريين حياتهم ويسقط ضحايا وتسال دماء ويصاب المئات. وفي الذكري الرابعة لثورة 25 يناير، كانت الشوارع خالية تماماً، ولكن ليس كأي يوم عطلة اخر، فالناس جلسوا في المنازل خوفاً من أن يصيبهم مكروه إذا نزلوا للشارع، ونفذوا تعليمات بعض رجال الإعلام بدقة حيث نصحوهم في اليوم السابق بأن يلزموا منازلهم، وكالعادة، كان يوم نكد، سقط فيه نحو 17 ضحية وأصيب فيه العشرات، وقد كانت المؤشرات لهذا اليوم قد بدأت مبكراً بمقتل شابة أم لطفل واخر رضيع في ميدان طلعت حرب، وهذا أسلوب اعتدناه، فلابد من وجود ضحية ذات طبيعة خاصة حتي تتهيج عواطف المواطنين ويتفاعلوا مع دعوات التظاهر لاسقاط النظام حتي يتحقق الهدف من هذا اليوم، وتقوم وسائل الإعلام العالمية بتصوير هذه الوقائع، وتكون النتيجة أن مصر بلد غير مستقر بالمرة، ولو كان هناك من يفكر في الاستثمار أو حتي في زيارة مصر سيتصور أنه قد يتعرض للقتل في الشارع حينما يتابع ما تنشره وسائل الإعلام العالمية عن أحداث ذكري الثورة. والغريب أن نفس الأمر يتكرر في مناسبات كثيرة تتعلق بالثورة، ففي ذكري أحداث محمد محمود، يخرج بعض الشباب لميدان التحرير ومحمد محمود لتذكر زملائهم الذين استشهدوا، ولكن تحدث مصادمات، فيموت اخرون خلال الاحتفال بذكري الذين قتلوا قبلهم.. وتحولت ذكريات ثورة يناير لما يشبه الاحتفال بعروس النيل عند الفراعنة، فنلقي ضحايا جددا للاحتفال بذكري ضحايا سبقوهم، وكأننا لم نكتف بمن فقدناهم علي مدي أعوام.. فأصبحنا مثار سخرية حتي من أنفسنا. أي عقل هذا ؟! وأي ذكري تلك ؟! وإلي متي هذا العبث ؟! والتناقض هنا أن التصريحات الرسمية تخرج لتؤكد أن ثورة يناير المجيدة علمتنا دروسا عظيمة وستظل نبراساً للأجيال القادمة.. وهذه مأساة، فما ذنب الأجيال القادمة حتي نفتقد أرواحاً جديدة بمناسبة ذكري الثورة؟! لقد كنت ومازلت من مؤيدي ثورة يناير، ولكنني كنت ومازلت وسأظل رافضاً للغباء الذي يمارس في كل ذكري لهذه الثورة، وتحولها إلي مناسبات يستثمرها الإخوان لخدمة أهدافهم كل عام لحشد التأييد الدولي لصالحهم ضد إرادة شعب مصر كله.. ولا أدري أي عقل يفكر لهم في أن القتل وسيلة لكسب الحكم بعدما فضحوا ؟! وأي متابع يستطيع أن يدرك ببساطة منذ أسابيع أن هناك استنفارا إخوانيا لشن هجمات إرهابية اعتباراً من النصف الثاني من يناير، وسوف يستمر علي الأقل لحين انتهاء انتخابات مجلس النواب، فهذه الشهور الثلاثة القادمة سوف يكون فيها مؤتمر اقتصادي يستهدف جذب استثمارات لمصر، والمطلوب بهذه العمليات القذرة منع مصر من تحقيق ذلك، وكذلك يظن بدور هذه العمليات أن مصر سوف تؤجل انتخابات البرلمان لعدم الاستقرار الأمني وبالتالي تضيع مصداقيتها أمام المجتمع الدولي. والمتابع سيجد تطورا نوعيا في العمليات الإرهابية حيث وصلت للمراكز التجارية الكبيرة ويكاد لا يمر يوم دون أن تتعطل حركة القطارات بسبب قنابل هنا وهناك. ولكن المؤسف أن هناك جماعات مدنية أخري تساندهم في هذا الاتجاه تمنحهم الفرصة لتنفيذ مخططاتهم. ولا أدري أي دين يتحدثون باسمه وهم الذين يحولون حياة المصريين إلي جحيم في كل ذكري لهذه الثورة التي كرهها الكثيرون ممن شاركوا فيها.. وأصبح الكثيرون من المصريين الذين تفاعلوا مع ثورة يناير يكرهون ذكراها بكل أسف، نحن في حاجة لأن نتوقف عن ممارسة الغباء قليلاً. واتركوا لنا أي ذكري جيدة لتلك الثورة المعترف بها دستوريا. لقد كنت ومازلت من مؤيدي ثورة يناير، ولكنني كنت ومازلت وسأظل رافضاً للغباء الذي يمارس في كل ذكري لهذه الثورة، وتحولها إلي مناسبات يستثمرها الإخوان لخدمة أهدافهم طبيعي أن يحتفل أي شعب في العالم بذكري ثورة مهمة في تاريخه، فيخرج الناس سعداء بهذا اليوم ويتذكرون بفخر هذه الثورة، وتقام عروض في الشوارع، وربما يمتد الأمر لعروض جوية، وتجد ملامح الفرحة في وجوه الناس.. هكذا شاهدت بنفسي في العديد من دول العالم. ولكننا دائماً أصحاب براءة اختراع، فحينما تحل ذكري ثورة 25 يناير كل عام، نحتفل بخوف، فيضع المصريون أيديهم علي قلوبهم خشية وقوع مصادمات، ودائماً تحدث تلك المصادمات، تنتهي بمأساة تنغص علي المصريين حياتهم ويسقط ضحايا وتسال دماء ويصاب المئات. وفي الذكري الرابعة لثورة 25 يناير، كانت الشوارع خالية تماماً، ولكن ليس كأي يوم عطلة اخر، فالناس جلسوا في المنازل خوفاً من أن يصيبهم مكروه إذا نزلوا للشارع، ونفذوا تعليمات بعض رجال الإعلام بدقة حيث نصحوهم في اليوم السابق بأن يلزموا منازلهم، وكالعادة، كان يوم نكد، سقط فيه نحو 17 ضحية وأصيب فيه العشرات، وقد كانت المؤشرات لهذا اليوم قد بدأت مبكراً بمقتل شابة أم لطفل واخر رضيع في ميدان طلعت حرب، وهذا أسلوب اعتدناه، فلابد من وجود ضحية ذات طبيعة خاصة حتي تتهيج عواطف المواطنين ويتفاعلوا مع دعوات التظاهر لاسقاط النظام حتي يتحقق الهدف من هذا اليوم، وتقوم وسائل الإعلام العالمية بتصوير هذه الوقائع، وتكون النتيجة أن مصر بلد غير مستقر بالمرة، ولو كان هناك من يفكر في الاستثمار أو حتي في زيارة مصر سيتصور أنه قد يتعرض للقتل في الشارع حينما يتابع ما تنشره وسائل الإعلام العالمية عن أحداث ذكري الثورة. والغريب أن نفس الأمر يتكرر في مناسبات كثيرة تتعلق بالثورة، ففي ذكري أحداث محمد محمود، يخرج بعض الشباب لميدان التحرير ومحمد محمود لتذكر زملائهم الذين استشهدوا، ولكن تحدث مصادمات، فيموت اخرون خلال الاحتفال بذكري الذين قتلوا قبلهم.. وتحولت ذكريات ثورة يناير لما يشبه الاحتفال بعروس النيل عند الفراعنة، فنلقي ضحايا جددا للاحتفال بذكري ضحايا سبقوهم، وكأننا لم نكتف بمن فقدناهم علي مدي أعوام.. فأصبحنا مثار سخرية حتي من أنفسنا. أي عقل هذا ؟! وأي ذكري تلك ؟! وإلي متي هذا العبث ؟! والتناقض هنا أن التصريحات الرسمية تخرج لتؤكد أن ثورة يناير المجيدة علمتنا دروسا عظيمة وستظل نبراساً للأجيال القادمة.. وهذه مأساة، فما ذنب الأجيال القادمة حتي نفتقد أرواحاً جديدة بمناسبة ذكري الثورة؟! لقد كنت ومازلت من مؤيدي ثورة يناير، ولكنني كنت ومازلت وسأظل رافضاً للغباء الذي يمارس في كل ذكري لهذه الثورة، وتحولها إلي مناسبات يستثمرها الإخوان لخدمة أهدافهم كل عام لحشد التأييد الدولي لصالحهم ضد إرادة شعب مصر كله.. ولا أدري أي عقل يفكر لهم في أن القتل وسيلة لكسب الحكم بعدما فضحوا ؟! وأي متابع يستطيع أن يدرك ببساطة منذ أسابيع أن هناك استنفارا إخوانيا لشن هجمات إرهابية اعتباراً من النصف الثاني من يناير، وسوف يستمر علي الأقل لحين انتهاء انتخابات مجلس النواب، فهذه الشهور الثلاثة القادمة سوف يكون فيها مؤتمر اقتصادي يستهدف جذب استثمارات لمصر، والمطلوب بهذه العمليات القذرة منع مصر من تحقيق ذلك، وكذلك يظن بدور هذه العمليات أن مصر سوف تؤجل انتخابات البرلمان لعدم الاستقرار الأمني وبالتالي تضيع مصداقيتها أمام المجتمع الدولي. والمتابع سيجد تطورا نوعيا في العمليات الإرهابية حيث وصلت للمراكز التجارية الكبيرة ويكاد لا يمر يوم دون أن تتعطل حركة القطارات بسبب قنابل هنا وهناك. ولكن المؤسف أن هناك جماعات مدنية أخري تساندهم في هذا الاتجاه تمنحهم الفرصة لتنفيذ مخططاتهم. ولا أدري أي دين يتحدثون باسمه وهم الذين يحولون حياة المصريين إلي جحيم في كل ذكري لهذه الثورة التي كرهها الكثيرون ممن شاركوا فيها.. وأصبح الكثيرون من المصريين الذين تفاعلوا مع ثورة يناير يكرهون ذكراها بكل أسف، نحن في حاجة لأن نتوقف عن ممارسة الغباء قليلاً. واتركوا لنا أي ذكري جيدة لتلك الثورة المعترف بها دستوريا.