سيدتي أحببته من النظرة الأولى التي وقعت عيناي عليه فيها ، كنت وقتها في الصف الأول الجامعي وكان هو معيد بالجامعة وبدأت أتحدث إليه وآمر من أمامه ، ولكن لن أنجح في آن أكون صديقته ، شيء ما كان يبعدني عنه أحيانا ويقربني منه أحيان أخرى ، كان هذا الشيء هو قيامه بخطوبة إحداهن عندما كنت أراه يرتدى دبلة في يده كنت أبتعد، لم يكن موفقا في حياته العاطفية، كنت أرى فيه الرجل المناسب لي فأنا أيضا لم أعثر في حياتي على الإنسان الذي يحبني إلى أن وجدته وأحببته كنت أرسل له رسائل عبر البريد العادي فلم يكن وقتها قد انتشرت الإيميلات ولم يكن حتى الفيسبوك ظهر. ذات يوم أخبرتني عاملة في القسم بأن أتوقف عن إرسال أي شيء له لأنه يقرأ كل هذا أمام زملائه وأوجعتني الصدمة وتوقفت. ومرت السنوات بعد التخرج وتعرفت إلى أشخاص آخرين ولكنى لم أنساه وفى أحد المؤتمرات العلمية قابلته لم يعرفني في البداية لأن شكلي قد تغير وأصبحت أجمل وتحدثت إليه ووجدت أمامي إنساناً مختلفاً وأعطاني هاتفه وقال لي إنه كان يريد أن يتعرف إلى أكثر لولا ظروف الجامعة. وبدأ يحدثني كل يوم ولكن حديثه لم يعجبني إذ بدأ ينحرف إلى أحاديث خارجة كلها تدور حول الجسد والعلاقات الحميمة وبدأت أشعر بالقلق منه وبالصدفة قابلت زميل لي من أيام الجامعة وأخبرني أنه حضر منذ عدة أيام حفل زفاف أستاذي أو حبيبي!. ووقفت مذهولة وإذا بهذا الحبيب الذي تزوج منذ عدة أيام يتصل بى في المساء ، ما رأيك يا سيدتي وماذا أفعل؟. عزيزتي إن ما أرسلتيه إلي يتخطى الرسالة ، انه يا عزيزتي أشبه بكتاب مليء بعشرات العبر والدروس التي كان من المفترض أن تتعلميها من خلال علاقتك بهذا الشخص ولم تفعلي. أنت تعيشين في وهم الحب فلا أنت تعرفيه ولا أنت أحببتيه أنت فقط تخيلتيه ورسمتي له صورة في رأسك وأحببت هذه الصورة التي لا تشبه الواقع من قريب أو بعيد. ولو نظرت للواقع ما أحببتيه فهو شخص متباهى ولا يقدر مشاعر الآخرين وليس هناك دليل على ذلك أكثر من حديثه إليك رغم أنه متزوج منذ عدة أيام. أنت تعيشين في وهم من اختراع خيالك أنصحك بالخروج إلى الواقع والحياة وأخرجي هذا الشخص من رأسك إلى الأبد.