أثبتت دراسة أمريكية أن الأطفال فيما قبل مرحلة المدرسة الذين يتمتعون بحب واهتمام الأم لديهم حجم أكبر ل "قرن أمون" بالرأس . وتعد تلك المنطقة في المخ المسئولة بالتحديد عن التعلم والذاكرة والاستجابة للضغوط عندما يصلون لسن المدرسة بحسب أول دراسة تربط بين عناية الأم لطفلها في المراحل الأولي من طفولته وبين النمو الهيكلي لمنطقة رئيسية في الدماغ وهي تقدم دليل قوي علي أهمية العناية البالغة للطفل في مراحل الطفولة المبكرة لتطور عقلي سليم وهو الأمر الذي له تأثيرات هائلة علي الصحة العامة. وقام الباحثون بعمل تجربة بوضع عدد من الأطفال ممن تتراوح أعمارهم بين 3 و6 سنوات في ظروف محبطة وقد ترك الصغار مع أمهاتهم في غرفة بها علبة مغلفة بغلاف مبهر وقيل للأطفال أنه يمكنهم فتح الهدية ولكن عليهم الانتظار حتى تنتهي الأم من ملء سلسلة من الصيغ المكتوبة. ولاحظ الباحثون كيف تعامل الصغار وأمهاتهم مع الموقف والذي هدف إلي الإشارة لنوع الضغوط التي تواجهها الأمهات بشكل يومي وهو كيف تحاول الأم القيام بعمل ما بينما يحاول الطفل التحكم في تصرفاته في حين يواجه رغبة كبيرة للحصول علي شيء في التو. وقدمت الأمهات بقربهم من أطفالهم تطمينات بحصولهم على ما يريدون وساعدوا أطفالهن على التحكم في مشاعرهم بينما الأمهات اللاتي تجاهلن مطالب الطفل وتعاملن معه بحدة تم تقييم أدائهن بفقد القدرة على تقديم الرعاية والحنان لصغارهن. كما قام الباحثون بعمل أشعة رنين مغناطيسي على مخ الأطفال الذين بلغوا سن 7 إلى 1 سنوات وقد تبين أن الأطفال الذين يتمتعون بالرعاية والحنان من أمهاتهم لديهم منطقة قرن آمون في الدماغ أكبر بنسبة 10% من الأطفال الذين تنقصهم هذه الرعاية وتقدم هذه الدراسة دليلا مؤكدا على كيفية تأثير رعاية الأم على صحة نمو المخ لدى الطفل. وأظهرت بحوث أجريت عبر عقود ماضية أهمية العناية التي يقدمها الآباء والأجداد وحتى الآباء البدلاء للأطفال الصغار وتأثيرها على التطور العاطفي والسلوكي للطفل كما أظهرت دراسات أخرى وجود علاقة بين خصائص المخ الجثمانية للطفل وتمتعه بعناية وحنان أمه .