رسميًا بعد انخفاضه.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الخميس 8-5-2025 بالبنوك    الخارجية الألمانية تنشر بيانا باللغة الروسية في الذكرى السنوية لنهاية الحرب العالمية الثانية    بث مباشر يلا كورة.. إمام يقود الأهلي لفوز مثير على المصري ويعتلي صدارة الدوري    «الصحة» تنظم مؤتمرًا علميًا لتشخيص وعلاج الربو الشعبي ومكافحة التدخين    رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية يهنئ الكنيسة الكاثوليكية بانتخاب البابا روبرت فرنسيس بريفوست    أخبار مصر اليوم.. بوتين يستقبل السيسي في الكرملين    محافظ سوهاج يبحث تطبيق الهوية البصرية على الكوبري الجديد بالكورنيش الغربي    هيبة: مصر أنفقت 550 مليار دولار على تحسين البنية التحتية خلال 10 سنوات| خاص    مستشار وزيرة التخطيط: 44% من القوى العاملة بحلول 2030 ستكون من الجيل التكنولوجيا الحديثة    محافظ سوهاج يتفقد مركز الكوثر الطبى ويوجه بخطة عاجلة لتشغيله    النواب يناقش تعديل قانون مهنة الصيدلة وتنظيم إصدار الفتوى الشرعية    ريتشارليسون يتصدر تشكيل توتنهام أمام بودو جليمت بنصف نهائي الدوري الأوروبي    محمد فوزى: التحركات المصرية القطرية الهامة تأتى فى ظل وضع إنسانى صعب بغزة    ترامب: انتخاب بابا للفاتيكان أمريكى للمرة الأولى شرف عظيم    "أوتشا": عنف المستوطنين بالضفة الغربية فى تزايد    انطلاق قوافل المراجعة النهائية المجانية لطلاب الشهادة الإعدادية بالأقصر (صور)    بعد قليل.. الأهلي والاتحاد.. نهائي كأس مصر لكرة السلة    نفس توقيت نهائي الكأس.. ديسابر يعلن ضم ماييلي لقائمة الكونغو الديمقراطية في يونيو    كرة يد - قبل مواجهة الأهلي.. الزمالك يتعاقد مع 3 لاعبين    ضربها بحزام وصورها عارية.. علاقة عاطفية تنتهي في جنايات كفر الشيخ    محافظة القاهرة: حريق شركة الأدوية لم يسفر عن إصابات    معدات ثقيلة لرفع سقف موقف قوص المنهار فوق 40 سيارة (صور)    انتشال جثمان عامل من غرفة تفتيش صرف صحي بالمنيا    تقرر مد مسابقة توفيق الحكيم لتأليف المسرحي .. اعرف تفاصيل    «كان يخاف ربه».. هالة صدقي تحسم جدل أزمة طلاق بوسي شلبي من الراحل محمود عبد العزيز    ما تأثير الحالة الفلكية على مواليد برج الحمل في الأسبوع الثاني من مايو 2025؟    أكشن بتقنيات عالية.. الإعلان التشويقي لفيلم المشروع X ل كريم عبد العزيز    MBC مصر تعلن موعد عرض مسلسل "بطن الحوت"    فعاليات تثقيفية متنوعة ضمن دوري المكتبات بثقافة الغربية    مسابقة قرائية بمكتبة مصر العامة    ياسمينا العبد: كنت متأكدة إني هبقى سبب فشل مسلسل «موضوع عائلي 3» (فيديو)    أمين الفتوى: لا يجوز للزوج أخذ "الشبكة" من زوجته رغمًا عنها بعد الزواج    علي جمعة: السيرة النبوية تطبيق عملي معصوم للقرآن    ب3 مواقف من القرآن.. خالد الجندي يكشف كيف يتحول البلاء إلى نعمة عظيمة تدخل الجنة    السبت المقبل.. 23 ألف طالب يؤدون امتحانات الفصل الدراسي الثاني بجامعة أسوان    انطلاق المؤتمر الثالث لوحدة مناظير عائشة المرزوق في مستشفى قنا العام    محافظ سوهاج يوجه بسرعة استلام وتشغيل مركز الكوثر الطبي خلال أسبوعين    القومى للبحوث: اكتشاف إنزيم مهم من فطر الاسبرجليس لتقليل الكوليستيرول بالدم    الدخان الأبيض يعلن بدء رحلة بابا الفاتيكان الجديد.. الأجراس تدق والاحتفالات تملأ الشوارع    رابط نتيجة الاختبارات الإلكترونية للمتقدمين لوظائف معلم مساعد مادة رياضيات    خبراء يحذرون: الزمن هو الخطر الحقيقي في النزاع النووي الهندي الباكستاني    محافظ الجيزة: تحسين كفاءة النظافة بمحيط المدارس استعدادا للامتحانات    الرياضية تكشف موعد انضمام ماركوس ليوناردو لتدريبات الهلال    وزارة الشباب والرياضة ... شكراً    طلاب جامعة الدلتا التكنولوجية يشاركون في معرض HVAC-R.. صور    محافظة الجيزة ترفع 150 طن مخلفات في حملات نظافة مكبرة    "10 دقائق من الصمت الواعي".. نصائح عمرو الورداني لاستعادة الاتزان الروحي والتخلص من العصبية    محافظ مطروح يتفقد تصميمات الرامبات لتيسير التعامل مع طلبات ذوي الهمم    انخفاض عمليات البحث على "جوجل" عبر متصفح سفارى لأول مرة لهذا السبب    نائب وزير الصحة يتفقد وحدتي الأعقاب الديسة ومنشأة الخزان الصحية بأسوان    تكثيف جهود البحث عن فتاة متغيبة منذ يومين في القليوبية    تركيا: إسرائيل تمنع إيصال المساعدات الإنسانية وتحاول تهجير الفلسطينيين وتثبيت وجودها في غزة بشكل دائم عبر توسيع هجماتها    خالد بيبو: كولر ظلم لاعبين في الأهلي وكان يحلم بالمونديال    اختناق 4 أشخاص في حريق بمكبس كراتين خردة بسوهاج    ميدو يفجّرها: شخص داخل الزمالك يحارب لجنة الخطيط.. وإمام عاشور الأهم وصفقة زيزو للأهلي لم تكن مفاجأة    الإسماعيلي ضد إنبي.. الدراويش على حافة الهاوية بعد السقوط في مراكز الهبوط    الجيش الباكستاني يعلن إسقاط 12 طائرة تجسس هندية    سبب إلزام النساء بارتداء الحجاب دون الرجال.. أمين الفتوى يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ورقة وقلم
ياسر رزق يكتب عن تفاصيل 13 ساعة من اللقاءات في أول أيام زيارة الرئيس لبكين
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 24 - 12 - 2014


التنين قادم إلي النيل علي طريق الحرير
عندما قال الرئيس الصيني للسيسي: سيادة الرئيس .. لقد نجحت زيارتكم
»لقد نجحت زيارتكم ياسيادة الرئيس»‬!
بهذه العبارة اختتم الرئيس الصيني »‬شي جين بينج» جلسة المباحثات الموسعة التي عقدها أمس مع الرئيس عبدالفتاح السيسي في أول أيام زيارته الأولي للصين.
كان مقدرا لهذه المباحثات أن تستمر 45 دقيقة، في أعقاب مراسم الاستقبال الرسمية التي أجريت للرئيس في »‬قاعة الشعب» وهي قصر الحكم الصيني بميدان »‬السلام السماوي» في قلب العاصمة بكين. حضرت مع زملائي رؤساء التحرير الدقائق الخمس الأولي من المباحثات التي حضرها أعضاء الوفدين رفيعي المستوي من كبار المسئولين بالبلدين، واستمعنا فيها إلي كلمتين من الرئيسين، مضت 50 دقيقة، فقلت لدبلوماسي مصري مقيم بالصين: يبدو أن المباحثات ستمتد. فرد مؤكدا: »‬الجلسات هنا لا تتأخر عن موعدها بأي حال. كل شيء مرتب، مدة وجود الرئيس هنا بما فيها وقت العشاء هي 180 دقيقة ولا أعتقد أنها ستزيد» سمعنا مسئول في المراسم الرئاسية الصينية يجيد العربية وصدق علي كلام الدبلوماسي المصري.
لكن حدث أن طالت المباحثات الموسعة إلي ساعة ونصف الساعة بدلا من 45 دقيقة، وامتدت علي مأدبة العشاء التي أقامها الرئيس الصيني للرئيس السيسي، وأمضاها الرئيسان في حوار ثنائي، حتي لاحظ الحاضرون أنهما تقريبا لم يتناولا الطعام.
وخلافا لما هو محدد، استغرق لقاء الرئيسين في قاعة الشعب 4 ساعات كاملة، لم ينقطع فيها حديثهما إلا لمدة 15 دقيقة استغرقتها مراسم توقيع 6 اتفاقات ومذكرات تفاهم، أهمها اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، التي وقعها الرئيسان بنفسيهما، تدشينا لمرحلة جديدة من العلاقات تقوم علي التشاور والتنسيق السياسي والدعم المتبادل في المحافل الدولية، وعلي توسيع آفاق التعاون في المجالات الاقتصادية وغيرها، والوصول بالعلاقات إلي مرتبة التحالف الاستراتيجي
***
في الجلسة الموسعة وأثناء مأدبة العشاء.. طرح الرئيس السيسي كل ملفات التعاون المطروحة بين البلدين، من العمل المشترك، الي جذب الاستثمارات الصينية وتمويل المشروعات الكبري والحيوية، إلي تشجيع الصادرات المصرية للصين، والسياحة الصينية إلي مصر.
لم يتحدث الرئيس عن مشروع بعينه، فقد تناولت مباحثات الوفود الوزارية التي سبقت زيارته للصين، تفاصيل تلك المشروعات ومذكرات التفاهم الخاصة بها، لكنه ركز علي مشروع قناة السويس الجديدة، وأهميته لمبادرة إحياء طريق الحرير البري والبحري التي طرحها الرئيس الصيني، وقال له: نحن شركاء معكم في هذه المبادرة، ومصر هي نقطة ارتكاز لها في المنطقة العربية وأفريقيا.
أما الرئيس بينج فقد كان واضحا في إصدار توجيهاته لمؤسسات التمويل الصينية لتسهيل الاستثمار الصيني وإقامة المشروعات المشتركة.
وقال للرئيس السيسي اننا ندعوكم لتشجيع صادراتكم والترويج لها في الصين، ونشجع السياح الصينيين لزيارة مصر، كما نشجع التعاون العسكري معكم في كل المجالات، فمصر دولة صديقة وحليف استراتيجي للصين، ونحن ندعم ترشيحكم للعضوية غير الدائمة بمجلس الأمن، ونطلب دعمكم لطلب الصين استضافة الأوليمبياد الشتوي.
كلام الرئيس الصيني للرئيس السيسي بحضور كبار معاونيه، كان بمثابة إشارة خضراء لهم لتوسيع آفاق التعاون مع مصر، بمباركة شخصية منه.
***
خرج الرئيس السيسي من اللقاء، وعاد إلي مقر إقامته بفندق »‬تشاينا وورلد» في حوالي العاشرة مساء بتوقيت بكين »‬الثالثة بتوقيت القاهرة»، وتبدو عليه أمارات السعادة، رغم إرهاق 13 ساعة من اللقاءات والاجتماعات والمباحثات منذ الصباح الباكر لأول نهار في زيارته للصين، التي اعتبرتها القيادة الصينية زيارة دولة، وهي أعلي مراتب زيارات رؤساء الدول.
كان الرئيس مرتاحا، لأنه استطاع ان ينشيء البنية الأساسية لعلاقات الشراكة الاستراتيجية مع الصين، وأن يحقق أهداف الزيارة منذ يومها الأول ليسمع من الرئيس الصيني الذي لا يعرف المجاملة عبارة: »‬لقد نجحت زيارتكم».
وزاد من سعادة الرئيس السيسي التفاف عدد من أبناء الجالية المصرية بالصين حوله وهو يدخل إلي بهو الفندق بعد انتهاء المباحثات، ويسمع هتافاتهم المدوية: »‬تحيا مصر» واستجاب لهم ووقف معهم لالتقاط الصور التذكارية.
مشروعات تعاون كبري أهمها محطات كهرباء وقطار المدن الجديدة ومدينة التسوق
***
نجاح الزيارة منذ يومها الأول، يرجع أساسا إلي حسن الإعداد لها، بزيارات سبقتها قامت بها وفود وزارية، آخرها وفد وزاري جاء قبل وصول الرئيس بعدة أيام، وأجري مباحثات مستمرة مع الجانب الصيني ورؤساء كبري الشركات، ويرجع أيضا لإنشاء آلية تنسيقية للتعاون مع الصين برئاسة رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، وهو ما أشار إليه الرئيس الصيني في مباحثاته الموسعة مع الرئيس السيسي تأكيدا علي اهتمام الرئيس والحكومة المصرية بتوطيد التعاون بين البلدين.
الوفد الوزاري المرافق للرئيس السيسي، ضم 4 وزراء سبقوه في الوصول هم: منير فخري عبدالنور وزير التجارة والصناعة، د.محمد شاكر وزير الكهرباء، المهندس هاني ضاحي وزير النقل، د.نجلاء الأهواني وزيرة التعاون الدولي، والتحق بهم 3 وزراء جاءوا علي طائرة الرئيس هم: سامح شكري وزير الخارجية، د.خالد حنفي وزير التموين، د.أشرف سالمان وزير الاستثمار.
جولات المباحثات واللقاءات المكثفة التي أجرها الوزراء أسفرت عن التوصل إلي خطابات نوايا ومذكرات تفاهم بشأن مشروعات ضخمة تم الاتفاق مبدئيا أو بصفة شبه نهائية علي إنشائها وتمويلها بمعرفة الصينيين أو بمشاركتهم.. ومن أهم هذه المشروعات:
إنشاء قطار كهربائي يبدأ من مدينة السلام وتنتهي مرحلته الأولي عند العاصمة الجديدة بين طريقي السويس والعين السخنة، مرورا بمدن الشروق، الأمل، الروبيكي، العاشر من رمضان. ويتكلف هذا المشروع 1.5 مليار دولار بجانب إنشاء خط قطار بضائع يربط الروبيكي ومدينة بلبيس.
بناء القمر الصناعي (مصر سات - 2) للاستشعار عن بعد، واقامة مركز لتجميع الاقمار الصناعية في مصر.
انشاء 8 محطات لتوليد الكهرباء تعمل بالفحم لتوليد ما يقرب من 20 ألف ميجاوات وتتكلف 30 مليار دولار، ويدفع الرئيس بقوة للاتفاق النهائي حول هذه المحطات، واختصار زمن انجازها في سنتين فقط.
التعاون في مشروع المنطقة اللوجستية الكبري لتداول الغلال والحبوب بدمياط، وقد أبدت شركة »‬تشايناها ربر» الصينية الكبري رغبتها في الاشتراك في إنشاء وتمويل هذه المنطقة الكبري.
إنشاء مدينة للتجارة والتسوق شمال خليج السويس، تضم 8 أحياء تمثل عواصم العالم الكبري بجانب حي مصري، علي مساحة 4.5 مليون متر مربع، وتتكلف 40 مليار دولار وتوفر نصف مليون فرصة عمل، وتشمل المرحلة الثانية لهذا المشروع الطموح الذي يتبناه د. خالد حنفي إنشاء مناطق للتخزين والتداول ومركز مؤتمرات ضخم، وسوق كبري للمنتجات بأسعار الجملة، ومدينة ترفيهية عالمية، وتقام هذه المرحلة علي مساحة 16 مليون متر مربع. وبالمثل أبدي رئيس شركة »‬تشايناهاربر» رغبته الاكيدة في الاستثمار في هذا المشروع وأعد خطاب نوايا بشأنه لتمويله مقابل المشاركة في عائداته.
***
الاجواء المتفائلة بنجاح هذه الزيارة، بدأت في الصباح الباكر، مع الاجتماعات الثلاث التي عقدها الرئيس قبيل ذهابه عصراً إلي »‬قصر الشعب» للقاء الرئيس بينج.
استهل الرئيس اجتماعاته، بلقاء مع رؤساء الجامعات الصينية، تعبيراً عن اهتمامه بالتعاون مع الصين في مجال التعليم التكنولوجي والفني. وتحدث في بداية اللقاء سامح شكري وزير الخارجية متناولاً تاريخ التعاون بين البلدين في مجال التعليم، ورحب بإنشاء جامعة صينية لدراسة الجوانب التطبيقية في العلوم.
ثم استمع الرئيس الي عدد من رؤساء الجامعات الصينية ونائبة رئيس الاكاديمية الصينية لعلوم الفضاء الذين أثنوا علي التعاون مع الجامعات المصرية في إنشاء أقسام لتعليم اللغة الصينية وتبادل إيفاد الدارسين المصريين والمبعوثين الصينيين.
وتحدث الرئيس مطالبا بإنشاء جامعة للعلوم والتكنولوجيا بمدينة الاسماعيلية الجديدة شرق القناة، وجامعات مماثلة بالمحافظات، مؤكدا جاهزية مصر لإقامتها ومساندته شخصيا لها.
كان اللقاء الثاني مع مجلس الأعمال المصري الصيني.. وتحدث الوزير منير فخري عبدالنور، وطرح عدداً من المشروعات للتعاون في إقامتها، أهمها المركز التجاري الصناعي، وتنمية 6 موانيء محيطة بمحور قناة السويس، ومشروع المثلث الذهبي لإنتاج المعادن بجنوب شرق مصر، بجانب مشروعات أخري في مجال البتروكيماويات والصناعات الهندسية والكيماوية، ودعا إلي فتح أسواق الصين أمام الصادرات الزراعية المصرية، لإصلاح الميزان التجاري حيث يبلغ حجمه 10 مليارات دولار، منها 9 مليارات دولار صادرات صينية.
واستمع الرئيس إلي كلمات من رجال أعمال صينيين وأحمد السويدي رئيس الجانب المصري في المجلس، وأبدي رجال الأعمال رغبتهم في التعاون في مجالات التخزين والعقارات وبناء محطات الكهرباء والكباري.
ثم تحدث السيسي مركزاً علي دعمه وتأييده للاستثمارات الصينية في مصر، مركزا بصراحته المعهودة علي خفض التكلفة المالية وسرعة الإنجاز، وجودة التنفيذ، ودعا رجال الأعمال إلي زيارة مصر للمشاركة في قمة مصر الاقتصادية خلال مارس المقبل.
اللقاء الثالث، كان مع رؤساء أكثر من 70 من كبري الشركات الصينية، بحضور الدكتور أشرف سالمان وزير الاستثمار الذي ركز علي برنامج الإصلاح الاقتصادي في مصر، ومناخ الاستثمار خاصة مع صدور قانونه الجديد، وكذلك علي عائد الاستثمار في مصر الذي يعد ثاني أعلي عائد في العالم، وأشار إلي ارتفاع التصنيف الائتماني لمصر لأول مرة إلي مرتبة »‬بي» مستقر، وقال ان الاستثمار في مصر ينفذ إلي أسواق حجمها 1.6 مليار مستهلك في المنطقة العربية وأفريقيا وأوروبا، وأن معدل النمو نستهدف الوصول به إلي 7٪ بحلول عام 2020، في الوقت الذي يتباطأ فيه النمو بمعظم دول العالم.
واستمع الرئيس إلي عدد من رؤساء الشركات الكبري عن تجاربهم في الاستثمار بمصر في مجالات الألياف الضوئية، وانتاج الاعلاف والمقاولات والتشييد والكهرباء.
ثم تحدث السيسي قائلا اننا جاهزون لانجاز مشروعات ضخمة في مدة محدودة، وأضاف أن الوضع الأمني مختلف الآن عما كان منذ عام، وأن قانون الاستثمار الموحد سيحد من البيروقراطية.
وقال إن لدينا 4 ملايين فدان نرغب في استصلاحها خلال 4 سنوات ونريد مشاركتكم معنا، وأشار إلي أن سبب تأجيل قمة مصر الاقتصادية إلي شهر مارس هو حلول الأعياد الصينية في شهر فبراير، ورغبتنا في مشاركة المستثمرين الصينيين وعدم وجود أي عائق أمامهم. وأضاف ان الاستثمارات الصينية في مصر أقل من 500 مليون دولار، ونحن نريد لها أن تقفز إلي 30 أو 40 مليارا في غضون سنتين.
***
جدول أعمال الرئيس اليوم حافل باجتماعات ولقاءات تشمل رؤساء شركات السياحة الصينية وكبار قيادات الحزب الشيوعي الحاكم في الصين وكذلك رئيس الوزراء »‬لي كه تشيانج» ورئيس البرلمان »‬جانج دي جيانج» ووزير التجارة »‬جاو هو تشينج».
ويبقي علي أعضاء الحكومة، البناء علي ما تحقق حتي الآن وما سوف يتحقق خلال الزيارة، فليس أمامنا وقت نضيعه، ولسنا نملك ترف بطء ايقاف، أو تردد في قرار، أو تلكؤ في تنفيذ.
النوافذ أمامنا مفتوحة.. حرام أن نسمح لأحد بأن يغلقها.
التنين قادم إلي النيل علي طريق الحرير
عندما قال الرئيس الصيني للسيسي: سيادة الرئيس .. لقد نجحت زيارتكم
»لقد نجحت زيارتكم ياسيادة الرئيس»‬!
بهذه العبارة اختتم الرئيس الصيني »‬شي جين بينج» جلسة المباحثات الموسعة التي عقدها أمس مع الرئيس عبدالفتاح السيسي في أول أيام زيارته الأولي للصين.
كان مقدرا لهذه المباحثات أن تستمر 45 دقيقة، في أعقاب مراسم الاستقبال الرسمية التي أجريت للرئيس في »‬قاعة الشعب» وهي قصر الحكم الصيني بميدان »‬السلام السماوي» في قلب العاصمة بكين. حضرت مع زملائي رؤساء التحرير الدقائق الخمس الأولي من المباحثات التي حضرها أعضاء الوفدين رفيعي المستوي من كبار المسئولين بالبلدين، واستمعنا فيها إلي كلمتين من الرئيسين، مضت 50 دقيقة، فقلت لدبلوماسي مصري مقيم بالصين: يبدو أن المباحثات ستمتد. فرد مؤكدا: »‬الجلسات هنا لا تتأخر عن موعدها بأي حال. كل شيء مرتب، مدة وجود الرئيس هنا بما فيها وقت العشاء هي 180 دقيقة ولا أعتقد أنها ستزيد» سمعنا مسئول في المراسم الرئاسية الصينية يجيد العربية وصدق علي كلام الدبلوماسي المصري.
لكن حدث أن طالت المباحثات الموسعة إلي ساعة ونصف الساعة بدلا من 45 دقيقة، وامتدت علي مأدبة العشاء التي أقامها الرئيس الصيني للرئيس السيسي، وأمضاها الرئيسان في حوار ثنائي، حتي لاحظ الحاضرون أنهما تقريبا لم يتناولا الطعام.
وخلافا لما هو محدد، استغرق لقاء الرئيسين في قاعة الشعب 4 ساعات كاملة، لم ينقطع فيها حديثهما إلا لمدة 15 دقيقة استغرقتها مراسم توقيع 6 اتفاقات ومذكرات تفاهم، أهمها اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، التي وقعها الرئيسان بنفسيهما، تدشينا لمرحلة جديدة من العلاقات تقوم علي التشاور والتنسيق السياسي والدعم المتبادل في المحافل الدولية، وعلي توسيع آفاق التعاون في المجالات الاقتصادية وغيرها، والوصول بالعلاقات إلي مرتبة التحالف الاستراتيجي
***
في الجلسة الموسعة وأثناء مأدبة العشاء.. طرح الرئيس السيسي كل ملفات التعاون المطروحة بين البلدين، من العمل المشترك، الي جذب الاستثمارات الصينية وتمويل المشروعات الكبري والحيوية، إلي تشجيع الصادرات المصرية للصين، والسياحة الصينية إلي مصر.
لم يتحدث الرئيس عن مشروع بعينه، فقد تناولت مباحثات الوفود الوزارية التي سبقت زيارته للصين، تفاصيل تلك المشروعات ومذكرات التفاهم الخاصة بها، لكنه ركز علي مشروع قناة السويس الجديدة، وأهميته لمبادرة إحياء طريق الحرير البري والبحري التي طرحها الرئيس الصيني، وقال له: نحن شركاء معكم في هذه المبادرة، ومصر هي نقطة ارتكاز لها في المنطقة العربية وأفريقيا.
أما الرئيس بينج فقد كان واضحا في إصدار توجيهاته لمؤسسات التمويل الصينية لتسهيل الاستثمار الصيني وإقامة المشروعات المشتركة.
وقال للرئيس السيسي اننا ندعوكم لتشجيع صادراتكم والترويج لها في الصين، ونشجع السياح الصينيين لزيارة مصر، كما نشجع التعاون العسكري معكم في كل المجالات، فمصر دولة صديقة وحليف استراتيجي للصين، ونحن ندعم ترشيحكم للعضوية غير الدائمة بمجلس الأمن، ونطلب دعمكم لطلب الصين استضافة الأوليمبياد الشتوي.
كلام الرئيس الصيني للرئيس السيسي بحضور كبار معاونيه، كان بمثابة إشارة خضراء لهم لتوسيع آفاق التعاون مع مصر، بمباركة شخصية منه.
***
خرج الرئيس السيسي من اللقاء، وعاد إلي مقر إقامته بفندق »‬تشاينا وورلد» في حوالي العاشرة مساء بتوقيت بكين »‬الثالثة بتوقيت القاهرة»، وتبدو عليه أمارات السعادة، رغم إرهاق 13 ساعة من اللقاءات والاجتماعات والمباحثات منذ الصباح الباكر لأول نهار في زيارته للصين، التي اعتبرتها القيادة الصينية زيارة دولة، وهي أعلي مراتب زيارات رؤساء الدول.
كان الرئيس مرتاحا، لأنه استطاع ان ينشيء البنية الأساسية لعلاقات الشراكة الاستراتيجية مع الصين، وأن يحقق أهداف الزيارة منذ يومها الأول ليسمع من الرئيس الصيني الذي لا يعرف المجاملة عبارة: »‬لقد نجحت زيارتكم».
وزاد من سعادة الرئيس السيسي التفاف عدد من أبناء الجالية المصرية بالصين حوله وهو يدخل إلي بهو الفندق بعد انتهاء المباحثات، ويسمع هتافاتهم المدوية: »‬تحيا مصر» واستجاب لهم ووقف معهم لالتقاط الصور التذكارية.
مشروعات تعاون كبري أهمها محطات كهرباء وقطار المدن الجديدة ومدينة التسوق
***
نجاح الزيارة منذ يومها الأول، يرجع أساسا إلي حسن الإعداد لها، بزيارات سبقتها قامت بها وفود وزارية، آخرها وفد وزاري جاء قبل وصول الرئيس بعدة أيام، وأجري مباحثات مستمرة مع الجانب الصيني ورؤساء كبري الشركات، ويرجع أيضا لإنشاء آلية تنسيقية للتعاون مع الصين برئاسة رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، وهو ما أشار إليه الرئيس الصيني في مباحثاته الموسعة مع الرئيس السيسي تأكيدا علي اهتمام الرئيس والحكومة المصرية بتوطيد التعاون بين البلدين.
الوفد الوزاري المرافق للرئيس السيسي، ضم 4 وزراء سبقوه في الوصول هم: منير فخري عبدالنور وزير التجارة والصناعة، د.محمد شاكر وزير الكهرباء، المهندس هاني ضاحي وزير النقل، د.نجلاء الأهواني وزيرة التعاون الدولي، والتحق بهم 3 وزراء جاءوا علي طائرة الرئيس هم: سامح شكري وزير الخارجية، د.خالد حنفي وزير التموين، د.أشرف سالمان وزير الاستثمار.
جولات المباحثات واللقاءات المكثفة التي أجرها الوزراء أسفرت عن التوصل إلي خطابات نوايا ومذكرات تفاهم بشأن مشروعات ضخمة تم الاتفاق مبدئيا أو بصفة شبه نهائية علي إنشائها وتمويلها بمعرفة الصينيين أو بمشاركتهم.. ومن أهم هذه المشروعات:
إنشاء قطار كهربائي يبدأ من مدينة السلام وتنتهي مرحلته الأولي عند العاصمة الجديدة بين طريقي السويس والعين السخنة، مرورا بمدن الشروق، الأمل، الروبيكي، العاشر من رمضان. ويتكلف هذا المشروع 1.5 مليار دولار بجانب إنشاء خط قطار بضائع يربط الروبيكي ومدينة بلبيس.
بناء القمر الصناعي (مصر سات - 2) للاستشعار عن بعد، واقامة مركز لتجميع الاقمار الصناعية في مصر.
انشاء 8 محطات لتوليد الكهرباء تعمل بالفحم لتوليد ما يقرب من 20 ألف ميجاوات وتتكلف 30 مليار دولار، ويدفع الرئيس بقوة للاتفاق النهائي حول هذه المحطات، واختصار زمن انجازها في سنتين فقط.
التعاون في مشروع المنطقة اللوجستية الكبري لتداول الغلال والحبوب بدمياط، وقد أبدت شركة »‬تشايناها ربر» الصينية الكبري رغبتها في الاشتراك في إنشاء وتمويل هذه المنطقة الكبري.
إنشاء مدينة للتجارة والتسوق شمال خليج السويس، تضم 8 أحياء تمثل عواصم العالم الكبري بجانب حي مصري، علي مساحة 4.5 مليون متر مربع، وتتكلف 40 مليار دولار وتوفر نصف مليون فرصة عمل، وتشمل المرحلة الثانية لهذا المشروع الطموح الذي يتبناه د. خالد حنفي إنشاء مناطق للتخزين والتداول ومركز مؤتمرات ضخم، وسوق كبري للمنتجات بأسعار الجملة، ومدينة ترفيهية عالمية، وتقام هذه المرحلة علي مساحة 16 مليون متر مربع. وبالمثل أبدي رئيس شركة »‬تشايناهاربر» رغبته الاكيدة في الاستثمار في هذا المشروع وأعد خطاب نوايا بشأنه لتمويله مقابل المشاركة في عائداته.
***
الاجواء المتفائلة بنجاح هذه الزيارة، بدأت في الصباح الباكر، مع الاجتماعات الثلاث التي عقدها الرئيس قبيل ذهابه عصراً إلي »‬قصر الشعب» للقاء الرئيس بينج.
استهل الرئيس اجتماعاته، بلقاء مع رؤساء الجامعات الصينية، تعبيراً عن اهتمامه بالتعاون مع الصين في مجال التعليم التكنولوجي والفني. وتحدث في بداية اللقاء سامح شكري وزير الخارجية متناولاً تاريخ التعاون بين البلدين في مجال التعليم، ورحب بإنشاء جامعة صينية لدراسة الجوانب التطبيقية في العلوم.
ثم استمع الرئيس الي عدد من رؤساء الجامعات الصينية ونائبة رئيس الاكاديمية الصينية لعلوم الفضاء الذين أثنوا علي التعاون مع الجامعات المصرية في إنشاء أقسام لتعليم اللغة الصينية وتبادل إيفاد الدارسين المصريين والمبعوثين الصينيين.
وتحدث الرئيس مطالبا بإنشاء جامعة للعلوم والتكنولوجيا بمدينة الاسماعيلية الجديدة شرق القناة، وجامعات مماثلة بالمحافظات، مؤكدا جاهزية مصر لإقامتها ومساندته شخصيا لها.
كان اللقاء الثاني مع مجلس الأعمال المصري الصيني.. وتحدث الوزير منير فخري عبدالنور، وطرح عدداً من المشروعات للتعاون في إقامتها، أهمها المركز التجاري الصناعي، وتنمية 6 موانيء محيطة بمحور قناة السويس، ومشروع المثلث الذهبي لإنتاج المعادن بجنوب شرق مصر، بجانب مشروعات أخري في مجال البتروكيماويات والصناعات الهندسية والكيماوية، ودعا إلي فتح أسواق الصين أمام الصادرات الزراعية المصرية، لإصلاح الميزان التجاري حيث يبلغ حجمه 10 مليارات دولار، منها 9 مليارات دولار صادرات صينية.
واستمع الرئيس إلي كلمات من رجال أعمال صينيين وأحمد السويدي رئيس الجانب المصري في المجلس، وأبدي رجال الأعمال رغبتهم في التعاون في مجالات التخزين والعقارات وبناء محطات الكهرباء والكباري.
ثم تحدث السيسي مركزاً علي دعمه وتأييده للاستثمارات الصينية في مصر، مركزا بصراحته المعهودة علي خفض التكلفة المالية وسرعة الإنجاز، وجودة التنفيذ، ودعا رجال الأعمال إلي زيارة مصر للمشاركة في قمة مصر الاقتصادية خلال مارس المقبل.
اللقاء الثالث، كان مع رؤساء أكثر من 70 من كبري الشركات الصينية، بحضور الدكتور أشرف سالمان وزير الاستثمار الذي ركز علي برنامج الإصلاح الاقتصادي في مصر، ومناخ الاستثمار خاصة مع صدور قانونه الجديد، وكذلك علي عائد الاستثمار في مصر الذي يعد ثاني أعلي عائد في العالم، وأشار إلي ارتفاع التصنيف الائتماني لمصر لأول مرة إلي مرتبة »‬بي» مستقر، وقال ان الاستثمار في مصر ينفذ إلي أسواق حجمها 1.6 مليار مستهلك في المنطقة العربية وأفريقيا وأوروبا، وأن معدل النمو نستهدف الوصول به إلي 7٪ بحلول عام 2020، في الوقت الذي يتباطأ فيه النمو بمعظم دول العالم.
واستمع الرئيس إلي عدد من رؤساء الشركات الكبري عن تجاربهم في الاستثمار بمصر في مجالات الألياف الضوئية، وانتاج الاعلاف والمقاولات والتشييد والكهرباء.
ثم تحدث السيسي قائلا اننا جاهزون لانجاز مشروعات ضخمة في مدة محدودة، وأضاف أن الوضع الأمني مختلف الآن عما كان منذ عام، وأن قانون الاستثمار الموحد سيحد من البيروقراطية.
وقال إن لدينا 4 ملايين فدان نرغب في استصلاحها خلال 4 سنوات ونريد مشاركتكم معنا، وأشار إلي أن سبب تأجيل قمة مصر الاقتصادية إلي شهر مارس هو حلول الأعياد الصينية في شهر فبراير، ورغبتنا في مشاركة المستثمرين الصينيين وعدم وجود أي عائق أمامهم. وأضاف ان الاستثمارات الصينية في مصر أقل من 500 مليون دولار، ونحن نريد لها أن تقفز إلي 30 أو 40 مليارا في غضون سنتين.
***
جدول أعمال الرئيس اليوم حافل باجتماعات ولقاءات تشمل رؤساء شركات السياحة الصينية وكبار قيادات الحزب الشيوعي الحاكم في الصين وكذلك رئيس الوزراء »‬لي كه تشيانج» ورئيس البرلمان »‬جانج دي جيانج» ووزير التجارة »‬جاو هو تشينج».
ويبقي علي أعضاء الحكومة، البناء علي ما تحقق حتي الآن وما سوف يتحقق خلال الزيارة، فليس أمامنا وقت نضيعه، ولسنا نملك ترف بطء ايقاف، أو تردد في قرار، أو تلكؤ في تنفيذ.
النوافذ أمامنا مفتوحة.. حرام أن نسمح لأحد بأن يغلقها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.