هوت مؤشرات البورصة المصرية بشكل حاد لدى إغلاق تعاملات الأحد 14ديسمبر، في مستهل تعاملات الأسبوع وسط عمليات بيع محمومة وعشوائية من قبل المستثمرين من المؤسسات وصناديق الاستثمار الأجنبية والمصرية والأفراد العرب. وتأثرت البورصة بموجات الهبوط العنيفة التي سجلتها أسواق المال العالمية بوجه عام والخليجية على وجه التحديد على خلفية الخسائر الحادة التي سجلتها أسعار النفط ليقبع دون حاجز ال 60 دولار لأول مرة منذ 5 سنوات. وخسر رأس المال السوقي لأسهم الشركات المقيدة ببورصة مصر اليوم نحو 3ر21 مليار جنيه ليصل إلى 6ر486 مليار جنيه . وتمثل خسارة اليوم رابع أكبر خسارة يومية في تاريخ البورصة المصرية والأكبر في عامين، حيث كانت الخسارة الأكبر في السابع والعشرين من يناير 2011 عقب اندلاع ثورة 25 يناير وفقدت حينها البورصة المصرية نحو 40 مليار جنيه، فيما كانت ثاني أكبر خسارة يومية في الثالث والعشرين من مارس من نفس العام وعقب العودة من فترة تعليق البورصة لمدة 55 يوما وفقدت السوق وقتها 5ر29 مليار جنيه ، وكانت ثالث اكبر خسارة في تاريخ البورصة في 25 نوفمبر 2012 وفقدت البورصة حينها 4ر29 مليار جنيه. وهبط مؤشرالسوق الرئيسي /ايجي اكس 30/ بنسبة 23ر5 في المائة مسجلا 92ر8715 نقطة وهو أكبر خسارة يومية في أكثر من عامين، فيما هبط مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة/ايجي اكس 70/ بنسبة 26ر5 في المائة ليغلق عند مستوى 86ر580 نقطة، شملت الانخفاضات مؤشر /ايجي اكس 100/ الأوسع نطاقا والذى فقد نحو 6ر4 في المائة مسجلا 35ر1080 نقطة. وبلغت قيمة التداول 4ر2 مليار جنيه، منها 750 مليون جنيه في سوق الاسهم، وأوقفت البورصة التعامل على 98 ورقة مالية لمدة نصف ساعة خلال الجلسة بسبب هبوطها بنسب الهبوط المسموح بها البالغة 10 في المائة. وقال وسطاء بالبورصة المصرية إن هبوط الأسهم المصرية يأتي في المقام الأول نتيجة أسباب نفسية وليس لأسباب موضوعية أو متعلقة بالشأن الاقتصادي او السياسي الداخلي، حيث تأثرت السوق اليوم بشكل ملحوظ بالهبوط الحاد الذي سجلته البورصة الإمريكية في آخر جلسات أسبوعها الجمعة الماضية لتفقد أكثر من 300 نقطة دفعة واحدة، زاد من هذا التأثير السلبي الهبوط التاريخي لبورصة دبي اليوم بأكثر من 8 في المائة ما إنعكس سلبا على الحالة النفسية للمستثمرين. من جانبه قال الدكتور عمر عبد الفتاح خبير أسواق المال إن هبوط أسعار النفط دون مستوى 60 دولارا وفي ظل التوقعات لاستمرار هذا الهبوط دون مستوى 50 دولارا قد يكبد الدول الخليجية خسائر ضخمة قد تؤثر على مصر نظرا لأن دول الخليج هي الشريك الاقتصادي الأول حاليا لمصر والتي تعول الحكومة المصرية عليها آمالا كبيرة فى ضخ استثمارات بمليارات الدولارات خلال مؤتمرها الاقتصادي في مارس المقبل. ورأى أن الإرتباط الأكبر للبورصة المصرية مع البورصة الامريكية نظرا لأن الأسهم المصرية، واصلت ارتفاعاتها خلال الأسابيع الماضية في الوقت الذي كانت أسواق الخليج وأسعار النفط تهبط فيه بشكل ملحوظ لكن مع بدء موجات التصحيح في البورصة الامريكية بدأت الاسهم المصرية فى الهبوط الحاد. واعتبر عبد الفتاح هذا الإرتباط والهبوط الذي تشهده الأسهم المصرية غير مبررا بالمرة نظرا لعدم وجود أي إرتباط حاليا بين الاقتصادين المصري والامريكي، حتى وإن كانت هناك مخاوف من تباطؤ نمو الاقتصاد الامريكي إلا إن الوضع فى مصر مختلف وتشهد مصر ظروفا مغايره. وأضاف أن هبوط الاسهم الامريكية يمكن تفسيره على إنه عمليات جني أرباح نتيجة بلوغها أعلى مستوياتها على الاطلاق الأسبوع قبل الماضي، وبالتالي فأي هبوط لها مبررا بعكس الوضع فى البورصة المصرية خاصة أن هبوط أسعار النفط يمثل عاملا ايجابيا للاقتصاد المصري المستورد للنفط. وتوقع عبد الفتاح أن يعمق إستمرار عمليات جني الأرباح بالبورصات الامريكية والأوروبية من جراء البورصات الخليجية والمصرية إلا في حال حدوث أي تدخل حكومي أو من صناديق استثمارية موالية للحكومة تمنع نزيف الاسواق العربية. وأوضح أن الارتباط النفسي هو المسيطر على أداء البورصة المصرية حاليا، رغم الأداء الإيجابي للشركات والتوقعات بالانعكاس الايجابي لهبوط أسعار النفط على الاقتصاد المصري، معتبرا ان هبوط البورصة المصرية يؤكد ضعف كفاءة وعمق السوق المصرية. وتوقع استمرار التصحيح بالبورصة المصرية ليستهدف مؤشرها الرئيسي/ايجي اكس 30/ مستوى 8200 نقطة.