اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الحلقة المفقودة في سبب عدم تدخل حلف شمال الأطلسي "الناتو" في سوريا كما كان الأمر في ليبيا تتمثل في غياب الدعم الأمريكي. وذكرت الصحيفة أن النصر الذي حققه "الناتو" في ليبيا - بحسب مسئولين أمريكيين - كان تدخلا نموذجيا ولحظة تدرس، معتبرة أن أول هذه الدروس هو أن الحلف أخذ موقفا بشكل فريد للرد سريعا وبتأثير على الأزمات الدولية. لكن الصحيفة رأت في الوقت نفسه أن هذا النموذج لا ينطبق على سوريا لأن الناتو كان يرد في ليبيا بسرعة على موقف متدهور هدد مئات الآلاف من المدنيين بينما أجهز نظام الرئيس السوري بشار الأسد على أرواح حوالي عشرة آلاف مدني منذ بداية الاحتجاجات الداعية للديمقراطية قبل خمسة عشر شهرا. وقالت الصحيفة إن الناتو يمتلك في حقيقة الأمر مصلحة في نزع فتيل الأزمة في سوريا أكثر مما كان عليه الأمر مع ليبيا، لأن تركيا أحد أعضاء الناتو هي على حدود سوريا وشهدت عنفا على أراضيها. وأضافت الصحيفة أن دولا أخرى مهددة أيضا في ظل اغتيال رجل دين لبناني ليلة الأحد 20 مايو وهو أحد المتعاطفين مع المعارضين للأسد في لبنان. واعتبرت الصحيفة أن ليبيا لها أهمية إستراتيجية متوسطة بينما سقوط نظام الأسد الحليف الكبير لإيران في العالم العربي سيكون له فوائد إستراتيجية للولايات المتحدة وإسرائيل والجميع الذين يعملون أيضا على منع إيران من أن تصبح قوة نووية.