"أطفال الشوارع".. تلك الأيقونة التي استخدمها البعض كأداة للتخريب والعنف والإرهاب.. استطاع المايسترو سليم سحاب، قائد الفرقة القومية العربية للموسيقى بدار الأوبرا، أن يطلق من جعبتها طاقات إيجابية سهامها الفن والوطنية. وكما أن الفن قيمة مضافة فهو أيضًا سلاح قوي لمحاربة التطرف والسمو بالوجدان وتعزيز الانتماء للوطن وكسر شوكة الإرهاب الأسود بكافة أشكاله، وها هو سليم سحاب، يطلق شرارة مشروع بدرجة "قومي" لعمل كورال وأوركسترا من "أطفال الشوارع" متأثرا في ذلك بتجربة دولة فنزويلا التي أسست ل40 أوركسترا تجوب العالم وكلها مكونة من "أطفال الشوارع". مشروع المايسترو الكبير سليم سحاب، لتدريب ورعاية أطفال الشوارع وإعلاء الوجدان الفنى لديهم، بهدف تدعيم شعورهم بالولاء والانتماء للوطن حدث يستحق التوثيق لكونه تجربة كبيرة وعميقة بكبر وعمق دولة مصر. بابتسامة ملؤها التفاؤل استقبلني المايسترو الكبير سليم سحاب في غرفة تدريب الأطفال .. التف حولنا أطفال موهوبون شعرت بالجمال يتناثر من حولي كالورود .. رأيت في عيونهم صورة مصر أخرى تشرق حين يبتسمون .. مشهد إبداعي ترويه السطور التالية.. ما هو "كورال وأوركسترا أطفال مصر"؟ وما المرحلة التي وصل إليه المشروع حتى الآن؟ إنه كورال مكون من الأطفال المتسربين من التعليم، ورواد دور الرعاية، وأطفال الشوارع، الذين يحزنني حالهم كثيرًا اخترت 100 طفل من واقع 800 جمعتهم ووصل العدد الآن إلى 130 طفلًا، ليس هذا طموحي ولكن أسعى لزيادة الأعداد إلى أكثر من ذلك بكثير، فقد استطاعت فنزويلا مثلًا أن تكون 40 أوركسترا من "أطفال الشوارع"، وأنا علمت أن آخر إحصائية تقول إن عدد أطفال الشوارع بمصر وصل إلى 4 مليون طفل، لذلك أعكف حالياً على زيادة العدد من خلال زيارة المحافظات لانتقاء أفضل الأصوات، وبالفعل زرت مؤخرًا محافظتي أسوان والإسكندرية وستأتي بقية المحافظات تباعًا، واستطعنا أن نجمع الأطفال من مختلف الجمعيات المسيحية والمسلمة فالانتماء لشيء واحد هو الوطن ولا فرق في ذلك بين مسلم ومسيحي، ويتم تربية الأطفال في المعسكر التدريبي الذي أقيمه لهم يومي الثلاثاء والجمعة على قيم السماحة والوطنية واحترام الكبير فضلًا عن الموسيقى والغناء الذي يسمو بوجدانهم ويرقى بأحاسيسهم فليس كالفن من يستطيع أن يقوم بمثل هذه المهمة. هل الأمر قاصر على الأطفال الموهوبين في مجال الموسيقى والغناء أم أن هناك مجالات أخرى؟ كل المجالات موجودة فهناك أطفال بارعين في مجالات النحت والرسم والحدادة والسباكة وغيرها، وأنا كفنان أركز على الموسيقى والغناء في الدورات التي تعقد لتدريبهم، ولكن يتم استقدام متخصصين لتدريبهم في شتى المجالات، فضلًا عن تعزيز النواحي السلوكية الإيجابية لديهم، وأنا أطلب من زملائي الفنانين أن يبحثوا عن أطفال ويدربوهم في كل مجالات الفنون التي تساعد على تربية الشخصية الانسانية عند طفل الشوارع وتجعله يبتعد عن التطرف والعنف وكل الصفات السلبية، وأنا دائمًا أضرب المثل بشاب كان يعمل بفرقتي الموسيقية في لبنان وقبل أن يلتحق بها كان يعمل قناصًا ويعيش بقوت يومه من قتل الناس ولكنه أول ما دخل عالم الموسيقى حدث له تحول نوعي بحياته لذا فالفن يرتقي بالنفس البشرية، لذا فالفن يرتقي بالنفس البشرية ويهذبها، وهو في الأساس ثقافة إنسانية وثقافة تسامح، وهو أخطر سلاح لمواجهة التطرف، وهو من القوى الناعمة فهو أقوى سلاح ناعم لمحاربة السلبية، فالفن والإبداع ضد التطرف والتطرف ضد الإبداع. هناك أطفال تفترش الشوارع بلا مأوى.. هل من سبيل لضم الموهوب منهم لمشروعك؟ مؤخرًا جلبت 3 أطفال من الشارع، وكان من بينهم طفل من المنيا كانت أسرته تقتات من غنائه في الشوارع، وأدخلناه دار رعاية بموافقة والده، والتحق هناك بمدرسة لأن أمنيته كانت أن يلقى تعليمًا جيدًا، وبشكل عام لا نستطيع جلب أي طفل من الشارع لأن ذلك به مساءلة قانونية لكن وزارة التضامن الاجتماعي تدعمنا وتساعدنا في هذا الصدد، كما أن وزارة الشباب متكفلة بالمشروع بأكمله من خلال توفير منشآتها ومقراتها لاستقبال أطفال الشوارع الذين تم انتقائهم فضلًا عن تقديم الأطعمة والملابس والأدوات للمشروع. الرئيس عبد الفتاح السيسي أعلن قبل ترشحه وبعده عن اهتمامه بظاهرة أطفال الشوارع.. هل تم التواصل مع مؤسسة الرئاسة لدعم المشروع على أوسع نطاق؟ لم يتم التواصل بشكل مباشر مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، نظرًا لانشغاله المستمر من أجل البلد، ولكن الأطفال بالفعل يتمنون لقاء الرئيس ليشاهد تطورهم الإيجابي المذهل، ولكن كما أوضحت فهناك تواصل ودعم من قبل وزارة الشباب المتحمسة للمشروع. ما خططك في الأيام القادمة؟ بدأت المشروع ولدي هدف أن أصل بكورال أطفال مصر إلى مرحلة تكوين أوركسترا كبير، يحاكي به العالم، حيث أنتوي السفر إلى بلاد العالم لاستجلاب مدربين من مختلف البلاد لتعليم وتدريب الأطفال بشكل احترافي على مختلف الأصعدة، ثم الانطلاق بهم إلى حيث المحافل الدولية والمناسبات الوطنية. بنظرة الفنان الثاقبة كيف ترى مستقبل مصر في ظل معطيات الوضع الراهن؟ مصر ستكون تكون عظمى في غضون 5 سنوات، وحتى أكون أكثر تفاؤلا ستكون كذلك خلال 3 سنوات على الأقل في المنطقة. "أطفال الشوارع".. تلك الأيقونة التي استخدمها البعض كأداة للتخريب والعنف والإرهاب.. استطاع المايسترو سليم سحاب، قائد الفرقة القومية العربية للموسيقى بدار الأوبرا، أن يطلق من جعبتها طاقات إيجابية سهامها الفن والوطنية. وكما أن الفن قيمة مضافة فهو أيضًا سلاح قوي لمحاربة التطرف والسمو بالوجدان وتعزيز الانتماء للوطن وكسر شوكة الإرهاب الأسود بكافة أشكاله، وها هو سليم سحاب، يطلق شرارة مشروع بدرجة "قومي" لعمل كورال وأوركسترا من "أطفال الشوارع" متأثرا في ذلك بتجربة دولة فنزويلا التي أسست ل40 أوركسترا تجوب العالم وكلها مكونة من "أطفال الشوارع". مشروع المايسترو الكبير سليم سحاب، لتدريب ورعاية أطفال الشوارع وإعلاء الوجدان الفنى لديهم، بهدف تدعيم شعورهم بالولاء والانتماء للوطن حدث يستحق التوثيق لكونه تجربة كبيرة وعميقة بكبر وعمق دولة مصر. بابتسامة ملؤها التفاؤل استقبلني المايسترو الكبير سليم سحاب في غرفة تدريب الأطفال .. التف حولنا أطفال موهوبون شعرت بالجمال يتناثر من حولي كالورود .. رأيت في عيونهم صورة مصر أخرى تشرق حين يبتسمون .. مشهد إبداعي ترويه السطور التالية.. ما هو "كورال وأوركسترا أطفال مصر"؟ وما المرحلة التي وصل إليه المشروع حتى الآن؟ إنه كورال مكون من الأطفال المتسربين من التعليم، ورواد دور الرعاية، وأطفال الشوارع، الذين يحزنني حالهم كثيرًا اخترت 100 طفل من واقع 800 جمعتهم ووصل العدد الآن إلى 130 طفلًا، ليس هذا طموحي ولكن أسعى لزيادة الأعداد إلى أكثر من ذلك بكثير، فقد استطاعت فنزويلا مثلًا أن تكون 40 أوركسترا من "أطفال الشوارع"، وأنا علمت أن آخر إحصائية تقول إن عدد أطفال الشوارع بمصر وصل إلى 4 مليون طفل، لذلك أعكف حالياً على زيادة العدد من خلال زيارة المحافظات لانتقاء أفضل الأصوات، وبالفعل زرت مؤخرًا محافظتي أسوان والإسكندرية وستأتي بقية المحافظات تباعًا، واستطعنا أن نجمع الأطفال من مختلف الجمعيات المسيحية والمسلمة فالانتماء لشيء واحد هو الوطن ولا فرق في ذلك بين مسلم ومسيحي، ويتم تربية الأطفال في المعسكر التدريبي الذي أقيمه لهم يومي الثلاثاء والجمعة على قيم السماحة والوطنية واحترام الكبير فضلًا عن الموسيقى والغناء الذي يسمو بوجدانهم ويرقى بأحاسيسهم فليس كالفن من يستطيع أن يقوم بمثل هذه المهمة. هل الأمر قاصر على الأطفال الموهوبين في مجال الموسيقى والغناء أم أن هناك مجالات أخرى؟ كل المجالات موجودة فهناك أطفال بارعين في مجالات النحت والرسم والحدادة والسباكة وغيرها، وأنا كفنان أركز على الموسيقى والغناء في الدورات التي تعقد لتدريبهم، ولكن يتم استقدام متخصصين لتدريبهم في شتى المجالات، فضلًا عن تعزيز النواحي السلوكية الإيجابية لديهم، وأنا أطلب من زملائي الفنانين أن يبحثوا عن أطفال ويدربوهم في كل مجالات الفنون التي تساعد على تربية الشخصية الانسانية عند طفل الشوارع وتجعله يبتعد عن التطرف والعنف وكل الصفات السلبية، وأنا دائمًا أضرب المثل بشاب كان يعمل بفرقتي الموسيقية في لبنان وقبل أن يلتحق بها كان يعمل قناصًا ويعيش بقوت يومه من قتل الناس ولكنه أول ما دخل عالم الموسيقى حدث له تحول نوعي بحياته لذا فالفن يرتقي بالنفس البشرية، لذا فالفن يرتقي بالنفس البشرية ويهذبها، وهو في الأساس ثقافة إنسانية وثقافة تسامح، وهو أخطر سلاح لمواجهة التطرف، وهو من القوى الناعمة فهو أقوى سلاح ناعم لمحاربة السلبية، فالفن والإبداع ضد التطرف والتطرف ضد الإبداع. هناك أطفال تفترش الشوارع بلا مأوى.. هل من سبيل لضم الموهوب منهم لمشروعك؟ مؤخرًا جلبت 3 أطفال من الشارع، وكان من بينهم طفل من المنيا كانت أسرته تقتات من غنائه في الشوارع، وأدخلناه دار رعاية بموافقة والده، والتحق هناك بمدرسة لأن أمنيته كانت أن يلقى تعليمًا جيدًا، وبشكل عام لا نستطيع جلب أي طفل من الشارع لأن ذلك به مساءلة قانونية لكن وزارة التضامن الاجتماعي تدعمنا وتساعدنا في هذا الصدد، كما أن وزارة الشباب متكفلة بالمشروع بأكمله من خلال توفير منشآتها ومقراتها لاستقبال أطفال الشوارع الذين تم انتقائهم فضلًا عن تقديم الأطعمة والملابس والأدوات للمشروع. الرئيس عبد الفتاح السيسي أعلن قبل ترشحه وبعده عن اهتمامه بظاهرة أطفال الشوارع.. هل تم التواصل مع مؤسسة الرئاسة لدعم المشروع على أوسع نطاق؟ لم يتم التواصل بشكل مباشر مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، نظرًا لانشغاله المستمر من أجل البلد، ولكن الأطفال بالفعل يتمنون لقاء الرئيس ليشاهد تطورهم الإيجابي المذهل، ولكن كما أوضحت فهناك تواصل ودعم من قبل وزارة الشباب المتحمسة للمشروع. ما خططك في الأيام القادمة؟ بدأت المشروع ولدي هدف أن أصل بكورال أطفال مصر إلى مرحلة تكوين أوركسترا كبير، يحاكي به العالم، حيث أنتوي السفر إلى بلاد العالم لاستجلاب مدربين من مختلف البلاد لتعليم وتدريب الأطفال بشكل احترافي على مختلف الأصعدة، ثم الانطلاق بهم إلى حيث المحافل الدولية والمناسبات الوطنية. بنظرة الفنان الثاقبة كيف ترى مستقبل مصر في ظل معطيات الوضع الراهن؟ مصر ستكون تكون عظمى في غضون 5 سنوات، وحتى أكون أكثر تفاؤلا ستكون كذلك خلال 3 سنوات على الأقل في المنطقة.