أكد مفتي الجمهورية د. شوقي علام أن ظهور "داعش" وغيرها من الجماعات التي تفهم الدين بشكل خاطي جاء بسبب عدة عوامل منها مصالح ذاتية واخرى خارجية، والخلط في فهم القرآن. وأشار إلى أن "داعش" ومن ماثيلاتها من الفرق استخدمت وفسرت 50 آية من القرآن بطريقة انتزعتها من سياقها وهو ما يغري كثير من الشباب. أضاف علام في الجلسة الثانية لورشة العمل حول "مواجهة أفكار التنظيمات الإرهابية" التى تنظمها الرابطة العالمية لخريجى الأزهر بحضور رؤساء فروعها بالخارج اليوم أن دار الافتاء رصدت 200 فتوى تهدد أمن المجتمعات الإسلامية وداعية إلى التكفير. ولفت إلى أن الجهاد الشريف الذي هو عبادة لله؛ شُرِّع لحفظ الدين، موضحاً أن الاسلام يمثل البيت الذي يتطلب الدفاع عنه حال وجود تهديد لهذا البيت سواء من الداخل أو الخارج ، ولذلك كان الجهاد هو الوسيلة اللازمة لدفع هذا الاعتداء، وهو متنوع منه الجهاد باللسان الذي قد يحقق نتائج أعلى من الجهاد بالسلاح، وهناك يكون هذا النوع من الجهاد مقدم. وقال أنه يجوز استخدام الزكاة في الدفاع عن الدين عن طريق المؤلفات وعقد الندوات التي تدفع عن الدين، وهو ما قال به كثير من العلماء، ويدل على أن الجهاد ليس قاصراً على القتال. وأوضح أن تغير الظروف الدولية، والضعف الذي يعيشه المسلمون اليوم ، يجعل جهاد الطلب غير مطبق بشكله المسلح، ولكنه يطبق بصورة أخرى وهي بناء القوة الرادعة، وإحداث ثورة علمية نتقدم بها، وإيصال أفكارنا الصحيحة عن الإسلام عبر وسائل الاتصال المعاصرة لمعرفة الحقيقة. ولفت إلى أن احترام المواثيق هو القوة الناعمة التي تحبب الناس في الاسلام ، موضحاً أنه لا يجوز إنشاء دولة موازية للدول الاسلامية لاعلان الخلافة، وأنه لا يجوز استحضار قضية الرق في واقعنا المعاصر، بل ان الاسلام جاء لتجفيف منابع الرق في المجتمع، ولو طبق الاسلام تطبيقا صحيحا لقضي على الرق من العام الهجري الأول، ونحن أجدر كمسلمين بتجريم وتحريم الرق لاتفاقه بالفهم الصحيح للتشريع الاسلامي ، لان الرق من النماذج التاريخية التي لا ينبغي ان تعود ابدا. وشدد فضيلو المفتي على أن ما تفعله "داعش" والجماعات التي تفهم فهما خاطئا للاسلام يندرج تحت الإجرام لأنه يؤدي لخلل في قانون الانسان.