أظهرت دراسة أمريكية حديثة أجراها باحثون بجامعة ميسوري أن المكتئبين يستخدمون شبكة الانترنت بشكل أكثر عشوائية مقارنة بغيرهم. يتضح ذلك من انتقالهم لموقع وتطبيق لآخر دون منطق ثابت يحدد ذلك وبهذا يمكن استخدام الوسيلة التي يتعامل بها الشخص مع الشبكة العنكبوتية في تحديد ما إذا كان مصابا بالاكتئاب أم لا. وأعرب الباحثون عن اعتقادهم في إمكانية الاعتماد على نتائج دراستهم لتطوير "تطبيق" يمكن استخدامه في أجهزة الكمبيوتر الشخصية لتحديد ما إذا كانت طريقة استخدام الانترنت تشير إلى وجود أعراض اكتئابية أم لا ، مما سيوفر طريقة سهلة وغير مكلفة في تشخيص هذا المرض. وقالوا إن هذه الطريقة يمكن أن تساعد في تشخيص أمراض عقلية أخرى ، كالفصام ومتلازمة نقص الانتباه والنشاط المفرط والشره المرضى ونقص الشهية إضافة إلى تطبيق نتائجها في تشخيص وعلاج الاضطرابات العقلية بين مجموعات أخرى كالمسنين والمحاربين القدامى في الجيش. وأضافوا أن الفحص الطبي للعينة ، التي أجريت عليها الدراسة وضمت أكثر من 200 طالب بجامعة ميسوري ، أشار إلى أن ثلثهم مصاب بأعراض اكتئابية وان المكتئبين مالوا بشكل كبير لاستخدام خدمات مشاركة الملفات والبريد الالكتروني وإرسال الرسائل وأمضوا وقتا طويلا في المحادثة أكثر من نظرائهم. وأشاروا إلى أنهم قاموا خلال الدراسة بتحليل معلومات استخدام الانترنت بين الطلاب محل الدراسة ومقارنتها بالأعراض الاكتئابية وخلصوا إلى أن الطلاب الذين أظهروا علامات الإصابة بالاكتئاب استخدموا الانترنت بشكل مختلف ومميز مقارنة ببقية المشاركين في الدراسة. و من جانبه علق د.شيلا بان الباحث بالجامعة على نتائج الدراسة مؤكدا أن العشوائية تعد من أهم سمات طريقة المكتئبين في استخدام الانترنت وذلك بسبب الصعوبة في التركيز التي تكون عادة عرض يقترن بالمكتئب ويحكم أغلب تفاصيل حياته اليومية. وأشار إلى أن المكتئبين يميلون إلى استخدام تطبيقات تحتاج لحزمات واسعة أي تلك التي تحتوى ألعابا وفيديوهات مباشرة بنسبة أكبر بكثير من أولئك الذين لا تظهر عليهم أعراض اكتئابية.