بعد تنازل مرشح «مطروح».. «الوطنية للانتخابات»: اسمه في بطاقة الترشيح ولن نتعامل معه كمرشح    البورصة المصرية تربح 50.6 مليار جنيه بختام تعاملات الأحد 9 نوفمبر 2025    وزير السياحة يشارك في فعاليات الدورة 26 للجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة بالسعودية    "يديعوت أحرنوت": إلغاء جلسة محاكمة نتنياهو غدا بناء على طلبه    زيلينسكي يفرض عقوبات ضد مسئولين روس بينهم رئيس صندوق الإستثمار المباشر    قمة الاتحاد تشتعل.. السيتي ينهي الشوط الأول متفوقًا بثنائية على ليفربول    حزن يخيم على كفر جنزور خلال تشييع جنازة ضحايا جريمة تلا    غدًا.. انطلاق 10 ورش عمل ضمن أيام القاهرة لصناعة السينما في نسختها السابعة    عمرو سعد وعصام السقا يقدمان واجب العزاء في والد محمد رمضان    نائب وزير الصحة يتفقد مستشفى شبرا العام ويوجه بإصلاح الأجهزة خلال أسبوعين    وزير النقل: المخاطر الجيوسياسية في المنطقة تسببت في تعقيد حركة النقل والتجارة    افتتاح قمة الاتحاد الأوروبي وأمريكا اللاتينية وسط قلق بسبب التحركات العسكرية الأمريكية    حزب السادات: مشهد المصريين بالخارج في الانتخابات ملحمة وطنية تؤكد وحدة الصف    شريف عامر: لا بد من التطور والتكيف ولكن بطريقه احترافية    ننشر أسماء ضحايا حادث تصادم القناطر.. سيارة تشتعل وأخرى تسقط بالمصرف| صور    غريق مجهول الهوية بمسطرد.. تفاصيل حادث صادم بجوار معدية البترول| صور    استعدادات أمنية مكثفة لتأمين انتخابات مجلس النواب 2025    رئيس الوزراء يتابع مستجدات الموقف التنفيذي لمشروع مدينة «رأس الحكمة»    رسميًا.. بدء إجراء المقابلات الشخصية للمتقدمين للعمل بمساجد النذور ل«أوقاف الإسكندرية»    رئيس قطاع الأخبار بالمتحدة: مهمتنا تلبية احتياجات الجمهور وتقديم أفضل محتوى    بيحبوا يثيروا الجدل.. 4 أبراج جريئة بطبعها    موفدو الأوقاف بالخارج يبادرون لأداء واجبهم الوطني في انتخابات مجلس النواب    «عبدالغفار» يبحث مع ممثلي منظمة الصحة العالمية تعزيز جهود مواجهة الكوارث    الخزانة الأمريكية ترفع العقوبات عن الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الداخلية أنس خطاب    الشروط الجديدة لحذف غير المستحقين من بطاقات التموين 2025 وتحديث البيانات    راحة 4 أيام للاعبي الاتحاد السعودي بعد خسارة ديربي جدة    ماذا قال ياسر جلال بعد كلمته بمهرجان وهران في الجزائر؟    الشيخ خالد الجندي: ربنا بيوريك نتيجة استخارتك في تيسير الطريق أو توقفه    أخبار السعودية اليوم.. إعدام مواطنين لانضمامهما إلى جماعة إرهابية    توقيع مذكرة تفاهم لدمج مستشفى «شفاء الأورمان» بالأقصر ضمن منظومة المستشفيات الجامعية    المستشارة أمل عمار تدعو سيدات مصر للمشاركة بقوة في انتخابات مجلس النواب 2025    سمير عمر رئيس قطاع الأخبار بالشركة المتحدة يشارك في ندوات منتدى مصر للإعلام    من يحضر تنفيذ العقوبة؟.. بعد حكم إعدام قاتلة زوجها وأبنائه ال6.. إنفوجراف    زلزال قوي يضرب الساحل الشمالي لليابان وتحذير من تسونامي    المشاط: ألمانيا من أبرز شركاء التنمية الدوليين لمصر.. وتربط البلدين علاقات تعاون ثنائي تمتد لعقود    علاج مجانى ل1382 مواطنا من أبناء مدينة أبو سمبل السياحية    أحمد سعد يتألق على مسرح "يايلا أرينا" في ألمانيا.. صور    رئيس الجامعة الفيوم يستقبل فريق الهيئة القومية لضمان جودة التعليم    صينية القرنبيط بالفرن مع الجبن والبهارات، أكلة اقتصادية ومغذية    محافظ أسوان يتابع جاهزية مقار اللجان الانتخابية لمجلس النواب 2025    إبراهيم حسن: خروج أي لاعب عن النص سيكون مصيره الاستبعاد.. واختيارات المنتخب وجهة نظر فنية فقط    ضبط تشكيل عصابي لتهريب المخدرات بقيمة 105 مليون جنيه بأسوان    استلام 790 شجرة تمهيداً لزراعتها بمختلف مراكز ومدن الشرقية    امتحانات الشهادة الإعدادية للترم الأول وموعد تسجيل استمارة البيانات    «زي كولر».. شوبير يعلق على أسلوب توروب مع الأهلي قبل قمة الزمالك    الأوقاف توضح ديانة المصريين القدماء: فيهم أنبياء ومؤمنون وليسوا عبدة أوثان    مئات المستوطنين يقتحمون باحات المسجد الأقصى والاحتلال يواصل الاعتقالات في الضفة الغربية    تشييع جنازة مصطفى نصر عصر اليوم من مسجد السلطان بالإسكندرية    قافلة «زاد العزة» ال 68 تدخل إلى الفلسطينيين بقطاع غزة    انتخابات مجلس النواب 2025.. اعرف لجنتك الانتخابية بالرقم القومي من هنا (رابط)    أمين الفتوى: الصلاة بملابس البيت صحيحة بشرط ستر الجسد وعدم الشفافية    على خطى النبي.. رحلة روحانية تمتد من مكة إلى المدينة لإحياء معاني الهجرة    الزمالك كعبه عالي على بيراميدز وعبدالرؤوف نجح في دعم لاعبيه نفسيًا    مواعيد مباريات الأحد 9 نوفمبر - نهائي السوبر المصري.. ومانشستر سيتي ضد ليفربول    هل يفاجئ توروب الزمالك؟.. تشكيل الأهلي المتوقع في نهائي السوبر المصري    «لعبت 3 مباريات».. شوبير يوجه رسالة لناصر ماهر بعد استبعاده من منتخب مصر    معلومات الوزراء : 70.8% من المصريين تابعوا افتتاح المتحف الكبير عبر التليفزيون    تعرف على مواقيت الصلاة بمطروح اليوم وأذكار الصباح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ده كان زمان وجبر
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 08 - 11 - 2014

هل كان دورك يا ست السفيرة هو استكمال ما قام به رؤساؤك من سنة 1971 حتي 2011
من تخريب متعمد مخطط سواء منفردين أم بالاتفاق والتنسيق مع قوي استعمارية
أو نفوذ صهيوني لتخريب مصر القوية
جاء إعلان الرئيس
جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس في 26 يوليو 1956، في إطار مشروع النهضة
المصري الذي تبناه الرجل، والذي كان عماده الرئيسي استقلال الإرادة
الوطنية، واسترداد السيادة الكاملة.. وهو ما أثار جنون بريطانيا وفرنسا
وهما دولتان كانا مازالا يحتفظا – وهماً- بمظاهر القوي العظمي بل
والإمبراطورية، وبدأت حملات التهديد والوعيد تشن ضد مصر وزعيمها من قبل
هاتين الدولتين وأعوانهما.. ورغم هذا أصر جمال عبد الناصر علي إنفاذ إرادة
الشعب المصري، ولم ينصع لكل المحاولات التي أرادت أن تثنيه عن قراره، بما
فيها الحلول الوسط التي أتي بعضها من الداخل المصري، وكان يري في القرار
رسالة للعالم بأسره بأن الإرادة المصرية تخلصت من جميع أشكال التبعية
والوصاية التي كانت تفرض عليها في الماضي، وكان في ذلك يعبر عما بداخل كل
مصري يتوق للعزة والكرامة.
وأذكر في ذلك أن مؤتمر لندن – رفضت مصر
حضوره - الذي عقد لبحث قضية القناة في 22 أغسطس 1956 قد انتهي إلي إرسال
بعثة للتباحث مع الحكومة المصرية لإيجاد حل للأزمة التي ترتبت علي قرار
تأميم القناة، وكانت رئاسة البعثة ل »روبرت منزيس»‬ رئيس وزراء أستراليا،
وسميت بعثة »‬منزيس»، وجاء اختيار »‬منزيس تحديداً» لما هو معروف عنه بالجرأة
والميل إلي الصلف والخروج عن اللياقة في الحديث، ووصلت إلي مصر معلومات
بأن »‬إيدن» رئيس وزراء بريطانيا كلفه (بتهويش) عبد الناصر.
وبناء علي
تلك المعلومات أرسلت مصر عبر قنواتها الخلفية للسفارة البريطانية في
القاهرة ما يفيد بأنه في حال تفوه »‬روبرت منزيس» بأي كلمة خارجةعن اللياقة
أو لجأ لاستعراض القوة فسوف يتم طرده علي الفور. . ووصلت البعثة بالفعل،
وعندما استقبل الرئيس عبد الناصر المستر منزيس في مبني مجلس الوزراء بشارع
قصر العيني – وكنت شاهد عيان علي المقابلة كان بشوشا ومبتسما فأدركنا
أن الرسالة وصلته.
وحين طلب منزيس من الرئيس عبد الناصر أن يستمع منه
لوجهة نظر مصر، أبلغه الرئيس بأنه يفضل أن يسمع منه أولاً.. وتركه يتكلم،
فبدأ يعرض قرارات مؤتمر لندن التي تطالب بالتراجع عن قرار التأميم، وقبول
الإشراف الدولي علي القناة، وألا تنفرد مصر بإدارتها.. هنا قاطعه الرئيس
عبد الناصر قائلاً بالنص: »‬ أنت الآن في أرض مصرية، وده مرفق مصري، ودي
إرادة مصرية.. وستظل مصرية، ولن نحيد عنها ولن نغير القرار ».
وانتهت
مهمة منزيس بهذا الشكل، دون أن يجرؤ منزيس علي ممارسة أي نوع من الصلف أو
التطاول المعروف عنه. هذه هي السيادة.. هذا هو استقلال القرار تذكرت تلك
الواقعة حين وصلتني رسالة من صديق جاء فيها أن السفيرة الأمريكية في
القاهرة –آنذاك- »‬آن باترسون» قد عقدت لقاء خلال شهر يونيو 2013 في أحد
المراكز البحثية -التي صار بعضها وسيلة جديدة من وسائل التخابر في عصر
العولمة- يدعي »‬مركز ابن خلدون»، ذلك المركز الذي تثار بشأنه علامات شك
وجدل كبيرة، لاعتبارات لها من المنطق والجدية الكثير.
وجاء فيه علي
لسان السفيرة الأمريكية ما يلي: لا نرحب بعودة الجيش للحكم في مصر والأفضل
التغيير بالصندوق، ندعم اختيار الشعب المصري، تمرد حركة ديمقراطية وحضارية،
لنا دور غير معلن في أزمة أثيوبيا.. قرأت هذه العبارات أكثر من مرة
لأستوعب المنطوق، وكذلك المعني والهدف من هذه العبارات المحددة، ولم أخرج
منها سوي بشئ واحد هو أنها تحمل تدخل سافر وبغيض ووقح في الشأن الداخلي
لمصر، وانتهاك صارح لسيادة الشعب المصري الثائر.. وما استفزني أكثر، هو أني
علمت أنه ما من أحد من السادة المناضلين ممثلي القوي السياسية نطق بكلمة
يعلن بها عن رفضه هذا التدخل في الشأن الداخلي لمصر، ويوضح لها بأن ما صرحت
به مكانه وزارة الخارجية المصرية إن استطاعت.. وكان أقل رد فعل محترم علي
تلك السفيرة هو أن تُطرد من المركز أو يغادر هؤلاء السادة المركز اعتراضاً
علي وقاحتها.
وهنا أقول لتلك السفيرة –المعروف كوارثها في باكستان، ما
موقفك لو اعترض السفير المصري لديكم علي اختياركم كشعب أمريكا للرئيس
الأسبق »‬دوايت إيزنهاور» باعتباره رجلا عسكريا محترفا رئيسا للولايات
المتحدة الأمريكية لمدتين في فترات دقيقة وحساسة جدا؟. .. ما رأيك لو اعترض
سفيرنا لديكم مثلا عن اختياركم لحاكم منفعل وسبق اتهامه بتعاطي المخدرات
ليحارب الأمة العربية ويخرب العراق وليبيا ؟!.
هل اعترض مسئول مصري علي تولي رجل ملون ليرأس بلدكم، الذي هو في الواقع أكبر بلد في العالم يمارس التفرقة العنصرية بين البشر.
هل
كان دورك يا ست السفيرة هو استكمال ما قام به رؤسائك من سنة 1971 حتي 2011
من تخريب متعمد مخطط سواء منفردين أم بالاتفاق والتنسيق مع قوي استعمارية
أو نفوذ صهيوني لتخريب مصر القوية.. مصر التي أزعجكم وأرق مضاجعكم، وهدد
مخططاتكم وربيبتكم إسرائيل أن تروها تحقق نهضة صناعية وزراعية غير مسبوقة،
ونهضة علمية كادت بها أن تدخل النادي النووي من خلال تبنيها مشروع نووي
حقيقي طموح، فتآمرتم عليها لضرب مشروعها الحضاري في يونيو 1967.
مصر
التي لم تركع أو تستسلم، بل لملمت جراحها في أيام معدودة وبدأت معركة
استرداد الأرض.. حرب الاستنزاف، مصر التي حققت عام 1970 نموا اقتصاديا
حقيقيا حسب تقرير البنك الدولي الأمريكي في يناير1976 (7ر6%) في ظل
احتلال الأرض، مصر التي استكملت مشاريع قومية كبري كالسد العالي، ومصانع
الحديد والصلب، والألومينيوم. مصر التي حين استعصي عليكم الإجهاز عليها
وإخضاعها عسكرياً، غيرتم المخطط فبلوتموها بمعاهدة سلام هيأت لكم المناخ
لتجريف كل مظاهر القوة في التربة المصرية، وعلي رأسها القوة البشرية للدولة
المصرية ورأسمالها الحقيقي؛ فأطلقتم رأسماليتكم المتوحشة عليها، تلتهم
خيراتها وتفقر وتمرض وتجهل أبناءها، ثم رميتموها بزبانيتكم من التيارات
المتأسلمة العميلة التي استحدثتموها أنتم وشركاؤكم تحت ستار محاربة
الشيوعية، والتي استمرت حتي اليوم ودعم عملائكم الذين يحتضنون في عواصمهم
مراكز إرشادهم وقياداتهم.. وحين تصورتم أن الوقت قد حان لتحصد أيديكم ثمار
ما زرعتم، تحطمت مخططاتكم علي صخرة الحصن المنيع لهذا الوطن، وهو الجيش
المصري العظيم، الذي انضم لشعبه في أعظم ملحمة في تاريخ مصر الحديث.
لذا،
أعلم أن صفعة المصريين لكم؛ كانت قاسية، وأفقدتكم رشدكم في إدراك أن
الواقع قد تغير، وأن مصر المنكسرة.. سليبة الإرادة بفعل نظامها الخانع زالت
دون رجعة –بإذن الله--، أنتم اليوم أمام شعب وجيش وقيادة يريدون أن تعود
مصر أم الدنيا وتبقي قد الدنيا.. وستكون إن شاء الله.
وأخيراً أقول لكل من يحاول أن يفرض وصايته علي المصريين، وينتهك سيادة قرارهم الوطني »‬ كان زمان وجبر».
هل كان دورك يا ست السفيرة هو استكمال ما قام به رؤساؤك من سنة 1971 حتي 2011
من تخريب متعمد مخطط سواء منفردين أم بالاتفاق والتنسيق مع قوي استعمارية
أو نفوذ صهيوني لتخريب مصر القوية
جاء إعلان الرئيس
جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس في 26 يوليو 1956، في إطار مشروع النهضة
المصري الذي تبناه الرجل، والذي كان عماده الرئيسي استقلال الإرادة
الوطنية، واسترداد السيادة الكاملة.. وهو ما أثار جنون بريطانيا وفرنسا
وهما دولتان كانا مازالا يحتفظا – وهماً- بمظاهر القوي العظمي بل
والإمبراطورية، وبدأت حملات التهديد والوعيد تشن ضد مصر وزعيمها من قبل
هاتين الدولتين وأعوانهما.. ورغم هذا أصر جمال عبد الناصر علي إنفاذ إرادة
الشعب المصري، ولم ينصع لكل المحاولات التي أرادت أن تثنيه عن قراره، بما
فيها الحلول الوسط التي أتي بعضها من الداخل المصري، وكان يري في القرار
رسالة للعالم بأسره بأن الإرادة المصرية تخلصت من جميع أشكال التبعية
والوصاية التي كانت تفرض عليها في الماضي، وكان في ذلك يعبر عما بداخل كل
مصري يتوق للعزة والكرامة.
وأذكر في ذلك أن مؤتمر لندن – رفضت مصر
حضوره - الذي عقد لبحث قضية القناة في 22 أغسطس 1956 قد انتهي إلي إرسال
بعثة للتباحث مع الحكومة المصرية لإيجاد حل للأزمة التي ترتبت علي قرار
تأميم القناة، وكانت رئاسة البعثة ل »روبرت منزيس»‬ رئيس وزراء أستراليا،
وسميت بعثة »‬منزيس»، وجاء اختيار »‬منزيس تحديداً» لما هو معروف عنه بالجرأة
والميل إلي الصلف والخروج عن اللياقة في الحديث، ووصلت إلي مصر معلومات
بأن »‬إيدن» رئيس وزراء بريطانيا كلفه (بتهويش) عبد الناصر.
وبناء علي
تلك المعلومات أرسلت مصر عبر قنواتها الخلفية للسفارة البريطانية في
القاهرة ما يفيد بأنه في حال تفوه »‬روبرت منزيس» بأي كلمة خارجةعن اللياقة
أو لجأ لاستعراض القوة فسوف يتم طرده علي الفور. . ووصلت البعثة بالفعل،
وعندما استقبل الرئيس عبد الناصر المستر منزيس في مبني مجلس الوزراء بشارع
قصر العيني – وكنت شاهد عيان علي المقابلة كان بشوشا ومبتسما فأدركنا
أن الرسالة وصلته.
وحين طلب منزيس من الرئيس عبد الناصر أن يستمع منه
لوجهة نظر مصر، أبلغه الرئيس بأنه يفضل أن يسمع منه أولاً.. وتركه يتكلم،
فبدأ يعرض قرارات مؤتمر لندن التي تطالب بالتراجع عن قرار التأميم، وقبول
الإشراف الدولي علي القناة، وألا تنفرد مصر بإدارتها.. هنا قاطعه الرئيس
عبد الناصر قائلاً بالنص: »‬ أنت الآن في أرض مصرية، وده مرفق مصري، ودي
إرادة مصرية.. وستظل مصرية، ولن نحيد عنها ولن نغير القرار ».
وانتهت
مهمة منزيس بهذا الشكل، دون أن يجرؤ منزيس علي ممارسة أي نوع من الصلف أو
التطاول المعروف عنه. هذه هي السيادة.. هذا هو استقلال القرار تذكرت تلك
الواقعة حين وصلتني رسالة من صديق جاء فيها أن السفيرة الأمريكية في
القاهرة –آنذاك- »‬آن باترسون» قد عقدت لقاء خلال شهر يونيو 2013 في أحد
المراكز البحثية -التي صار بعضها وسيلة جديدة من وسائل التخابر في عصر
العولمة- يدعي »‬مركز ابن خلدون»، ذلك المركز الذي تثار بشأنه علامات شك
وجدل كبيرة، لاعتبارات لها من المنطق والجدية الكثير.
وجاء فيه علي
لسان السفيرة الأمريكية ما يلي: لا نرحب بعودة الجيش للحكم في مصر والأفضل
التغيير بالصندوق، ندعم اختيار الشعب المصري، تمرد حركة ديمقراطية وحضارية،
لنا دور غير معلن في أزمة أثيوبيا.. قرأت هذه العبارات أكثر من مرة
لأستوعب المنطوق، وكذلك المعني والهدف من هذه العبارات المحددة، ولم أخرج
منها سوي بشئ واحد هو أنها تحمل تدخل سافر وبغيض ووقح في الشأن الداخلي
لمصر، وانتهاك صارح لسيادة الشعب المصري الثائر.. وما استفزني أكثر، هو أني
علمت أنه ما من أحد من السادة المناضلين ممثلي القوي السياسية نطق بكلمة
يعلن بها عن رفضه هذا التدخل في الشأن الداخلي لمصر، ويوضح لها بأن ما صرحت
به مكانه وزارة الخارجية المصرية إن استطاعت.. وكان أقل رد فعل محترم علي
تلك السفيرة هو أن تُطرد من المركز أو يغادر هؤلاء السادة المركز اعتراضاً
علي وقاحتها.
وهنا أقول لتلك السفيرة –المعروف كوارثها في باكستان، ما
موقفك لو اعترض السفير المصري لديكم علي اختياركم كشعب أمريكا للرئيس
الأسبق »‬دوايت إيزنهاور» باعتباره رجلا عسكريا محترفا رئيسا للولايات
المتحدة الأمريكية لمدتين في فترات دقيقة وحساسة جدا؟. .. ما رأيك لو اعترض
سفيرنا لديكم مثلا عن اختياركم لحاكم منفعل وسبق اتهامه بتعاطي المخدرات
ليحارب الأمة العربية ويخرب العراق وليبيا ؟!.
هل اعترض مسئول مصري علي تولي رجل ملون ليرأس بلدكم، الذي هو في الواقع أكبر بلد في العالم يمارس التفرقة العنصرية بين البشر.
هل
كان دورك يا ست السفيرة هو استكمال ما قام به رؤسائك من سنة 1971 حتي 2011
من تخريب متعمد مخطط سواء منفردين أم بالاتفاق والتنسيق مع قوي استعمارية
أو نفوذ صهيوني لتخريب مصر القوية.. مصر التي أزعجكم وأرق مضاجعكم، وهدد
مخططاتكم وربيبتكم إسرائيل أن تروها تحقق نهضة صناعية وزراعية غير مسبوقة،
ونهضة علمية كادت بها أن تدخل النادي النووي من خلال تبنيها مشروع نووي
حقيقي طموح، فتآمرتم عليها لضرب مشروعها الحضاري في يونيو 1967.
مصر
التي لم تركع أو تستسلم، بل لملمت جراحها في أيام معدودة وبدأت معركة
استرداد الأرض.. حرب الاستنزاف، مصر التي حققت عام 1970 نموا اقتصاديا
حقيقيا حسب تقرير البنك الدولي الأمريكي في يناير1976 (7ر6%) في ظل
احتلال الأرض، مصر التي استكملت مشاريع قومية كبري كالسد العالي، ومصانع
الحديد والصلب، والألومينيوم. مصر التي حين استعصي عليكم الإجهاز عليها
وإخضاعها عسكرياً، غيرتم المخطط فبلوتموها بمعاهدة سلام هيأت لكم المناخ
لتجريف كل مظاهر القوة في التربة المصرية، وعلي رأسها القوة البشرية للدولة
المصرية ورأسمالها الحقيقي؛ فأطلقتم رأسماليتكم المتوحشة عليها، تلتهم
خيراتها وتفقر وتمرض وتجهل أبناءها، ثم رميتموها بزبانيتكم من التيارات
المتأسلمة العميلة التي استحدثتموها أنتم وشركاؤكم تحت ستار محاربة
الشيوعية، والتي استمرت حتي اليوم ودعم عملائكم الذين يحتضنون في عواصمهم
مراكز إرشادهم وقياداتهم.. وحين تصورتم أن الوقت قد حان لتحصد أيديكم ثمار
ما زرعتم، تحطمت مخططاتكم علي صخرة الحصن المنيع لهذا الوطن، وهو الجيش
المصري العظيم، الذي انضم لشعبه في أعظم ملحمة في تاريخ مصر الحديث.
لذا،
أعلم أن صفعة المصريين لكم؛ كانت قاسية، وأفقدتكم رشدكم في إدراك أن
الواقع قد تغير، وأن مصر المنكسرة.. سليبة الإرادة بفعل نظامها الخانع زالت
دون رجعة –بإذن الله--، أنتم اليوم أمام شعب وجيش وقيادة يريدون أن تعود
مصر أم الدنيا وتبقي قد الدنيا.. وستكون إن شاء الله.
وأخيراً أقول لكل من يحاول أن يفرض وصايته علي المصريين، وينتهك سيادة قرارهم الوطني »‬ كان زمان وجبر».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.