هل كان دورك يا ست السفيرة هو استكمال ما قام به رؤساؤك من سنة 1971 حتي 2011 من تخريب متعمد مخطط سواء منفردين أم بالاتفاق والتنسيق مع قوي استعمارية أو نفوذ صهيوني لتخريب مصر القوية جاء إعلان الرئيس جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس في 26 يوليو 1956، في إطار مشروع النهضة المصري الذي تبناه الرجل، والذي كان عماده الرئيسي استقلال الإرادة الوطنية، واسترداد السيادة الكاملة.. وهو ما أثار جنون بريطانيا وفرنسا وهما دولتان كانا مازالا يحتفظا – وهماً- بمظاهر القوي العظمي بل والإمبراطورية، وبدأت حملات التهديد والوعيد تشن ضد مصر وزعيمها من قبل هاتين الدولتين وأعوانهما.. ورغم هذا أصر جمال عبد الناصر علي إنفاذ إرادة الشعب المصري، ولم ينصع لكل المحاولات التي أرادت أن تثنيه عن قراره، بما فيها الحلول الوسط التي أتي بعضها من الداخل المصري، وكان يري في القرار رسالة للعالم بأسره بأن الإرادة المصرية تخلصت من جميع أشكال التبعية والوصاية التي كانت تفرض عليها في الماضي، وكان في ذلك يعبر عما بداخل كل مصري يتوق للعزة والكرامة. وأذكر في ذلك أن مؤتمر لندن – رفضت مصر حضوره - الذي عقد لبحث قضية القناة في 22 أغسطس 1956 قد انتهي إلي إرسال بعثة للتباحث مع الحكومة المصرية لإيجاد حل للأزمة التي ترتبت علي قرار تأميم القناة، وكانت رئاسة البعثة ل »روبرت منزيس» رئيس وزراء أستراليا، وسميت بعثة »منزيس»، وجاء اختيار »منزيس تحديداً» لما هو معروف عنه بالجرأة والميل إلي الصلف والخروج عن اللياقة في الحديث، ووصلت إلي مصر معلومات بأن »إيدن» رئيس وزراء بريطانيا كلفه (بتهويش) عبد الناصر. وبناء علي تلك المعلومات أرسلت مصر عبر قنواتها الخلفية للسفارة البريطانية في القاهرة ما يفيد بأنه في حال تفوه »روبرت منزيس» بأي كلمة خارجةعن اللياقة أو لجأ لاستعراض القوة فسوف يتم طرده علي الفور. . ووصلت البعثة بالفعل، وعندما استقبل الرئيس عبد الناصر المستر منزيس في مبني مجلس الوزراء بشارع قصر العيني – وكنت شاهد عيان علي المقابلة كان بشوشا ومبتسما فأدركنا أن الرسالة وصلته. وحين طلب منزيس من الرئيس عبد الناصر أن يستمع منه لوجهة نظر مصر، أبلغه الرئيس بأنه يفضل أن يسمع منه أولاً.. وتركه يتكلم، فبدأ يعرض قرارات مؤتمر لندن التي تطالب بالتراجع عن قرار التأميم، وقبول الإشراف الدولي علي القناة، وألا تنفرد مصر بإدارتها.. هنا قاطعه الرئيس عبد الناصر قائلاً بالنص: » أنت الآن في أرض مصرية، وده مرفق مصري، ودي إرادة مصرية.. وستظل مصرية، ولن نحيد عنها ولن نغير القرار ». وانتهت مهمة منزيس بهذا الشكل، دون أن يجرؤ منزيس علي ممارسة أي نوع من الصلف أو التطاول المعروف عنه. هذه هي السيادة.. هذا هو استقلال القرار تذكرت تلك الواقعة حين وصلتني رسالة من صديق جاء فيها أن السفيرة الأمريكية في القاهرة –آنذاك- »آن باترسون» قد عقدت لقاء خلال شهر يونيو 2013 في أحد المراكز البحثية -التي صار بعضها وسيلة جديدة من وسائل التخابر في عصر العولمة- يدعي »مركز ابن خلدون»، ذلك المركز الذي تثار بشأنه علامات شك وجدل كبيرة، لاعتبارات لها من المنطق والجدية الكثير. وجاء فيه علي لسان السفيرة الأمريكية ما يلي: لا نرحب بعودة الجيش للحكم في مصر والأفضل التغيير بالصندوق، ندعم اختيار الشعب المصري، تمرد حركة ديمقراطية وحضارية، لنا دور غير معلن في أزمة أثيوبيا.. قرأت هذه العبارات أكثر من مرة لأستوعب المنطوق، وكذلك المعني والهدف من هذه العبارات المحددة، ولم أخرج منها سوي بشئ واحد هو أنها تحمل تدخل سافر وبغيض ووقح في الشأن الداخلي لمصر، وانتهاك صارح لسيادة الشعب المصري الثائر.. وما استفزني أكثر، هو أني علمت أنه ما من أحد من السادة المناضلين ممثلي القوي السياسية نطق بكلمة يعلن بها عن رفضه هذا التدخل في الشأن الداخلي لمصر، ويوضح لها بأن ما صرحت به مكانه وزارة الخارجية المصرية إن استطاعت.. وكان أقل رد فعل محترم علي تلك السفيرة هو أن تُطرد من المركز أو يغادر هؤلاء السادة المركز اعتراضاً علي وقاحتها. وهنا أقول لتلك السفيرة –المعروف كوارثها في باكستان، ما موقفك لو اعترض السفير المصري لديكم علي اختياركم كشعب أمريكا للرئيس الأسبق »دوايت إيزنهاور» باعتباره رجلا عسكريا محترفا رئيسا للولايات المتحدةالأمريكية لمدتين في فترات دقيقة وحساسة جدا؟. .. ما رأيك لو اعترض سفيرنا لديكم مثلا عن اختياركم لحاكم منفعل وسبق اتهامه بتعاطي المخدرات ليحارب الأمة العربية ويخرب العراق وليبيا ؟!. هل اعترض مسئول مصري علي تولي رجل ملون ليرأس بلدكم، الذي هو في الواقع أكبر بلد في العالم يمارس التفرقة العنصرية بين البشر. هل كان دورك يا ست السفيرة هو استكمال ما قام به رؤسائك من سنة 1971 حتي 2011 من تخريب متعمد مخطط سواء منفردين أم بالاتفاق والتنسيق مع قوي استعمارية أو نفوذ صهيوني لتخريب مصر القوية.. مصر التي أزعجكم وأرق مضاجعكم، وهدد مخططاتكم وربيبتكم إسرائيل أن تروها تحقق نهضة صناعية وزراعية غير مسبوقة، ونهضة علمية كادت بها أن تدخل النادي النووي من خلال تبنيها مشروع نووي حقيقي طموح، فتآمرتم عليها لضرب مشروعها الحضاري في يونيو 1967. مصر التي لم تركع أو تستسلم، بل لملمت جراحها في أيام معدودة وبدأت معركة استرداد الأرض.. حرب الاستنزاف، مصر التي حققت عام 1970 نموا اقتصاديا حقيقيا حسب تقرير البنك الدولي الأمريكي في يناير1976 (7ر6%) في ظل احتلال الأرض، مصر التي استكملت مشاريع قومية كبري كالسد العالي، ومصانع الحديد والصلب، والألومينيوم. مصر التي حين استعصي عليكم الإجهاز عليها وإخضاعها عسكرياً، غيرتم المخطط فبلوتموها بمعاهدة سلام هيأت لكم المناخ لتجريف كل مظاهر القوة في التربة المصرية، وعلي رأسها القوة البشرية للدولة المصرية ورأسمالها الحقيقي؛ فأطلقتم رأسماليتكم المتوحشة عليها، تلتهم خيراتها وتفقر وتمرض وتجهل أبناءها، ثم رميتموها بزبانيتكم من التيارات المتأسلمة العميلة التي استحدثتموها أنتم وشركاؤكم تحت ستار محاربة الشيوعية، والتي استمرت حتي اليوم ودعم عملائكم الذين يحتضنون في عواصمهم مراكز إرشادهم وقياداتهم.. وحين تصورتم أن الوقت قد حان لتحصد أيديكم ثمار ما زرعتم، تحطمت مخططاتكم علي صخرة الحصن المنيع لهذا الوطن، وهو الجيش المصري العظيم، الذي انضم لشعبه في أعظم ملحمة في تاريخ مصر الحديث. لذا، أعلم أن صفعة المصريين لكم؛ كانت قاسية، وأفقدتكم رشدكم في إدراك أن الواقع قد تغير، وأن مصر المنكسرة.. سليبة الإرادة بفعل نظامها الخانع زالت دون رجعة –بإذن الله--، أنتم اليوم أمام شعب وجيش وقيادة يريدون أن تعود مصر أم الدنيا وتبقي قد الدنيا.. وستكون إن شاء الله. وأخيراً أقول لكل من يحاول أن يفرض وصايته علي المصريين، وينتهك سيادة قرارهم الوطني » كان زمان وجبر». هل كان دورك يا ست السفيرة هو استكمال ما قام به رؤساؤك من سنة 1971 حتي 2011 من تخريب متعمد مخطط سواء منفردين أم بالاتفاق والتنسيق مع قوي استعمارية أو نفوذ صهيوني لتخريب مصر القوية جاء إعلان الرئيس جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس في 26 يوليو 1956، في إطار مشروع النهضة المصري الذي تبناه الرجل، والذي كان عماده الرئيسي استقلال الإرادة الوطنية، واسترداد السيادة الكاملة.. وهو ما أثار جنون بريطانيا وفرنسا وهما دولتان كانا مازالا يحتفظا – وهماً- بمظاهر القوي العظمي بل والإمبراطورية، وبدأت حملات التهديد والوعيد تشن ضد مصر وزعيمها من قبل هاتين الدولتين وأعوانهما.. ورغم هذا أصر جمال عبد الناصر علي إنفاذ إرادة الشعب المصري، ولم ينصع لكل المحاولات التي أرادت أن تثنيه عن قراره، بما فيها الحلول الوسط التي أتي بعضها من الداخل المصري، وكان يري في القرار رسالة للعالم بأسره بأن الإرادة المصرية تخلصت من جميع أشكال التبعية والوصاية التي كانت تفرض عليها في الماضي، وكان في ذلك يعبر عما بداخل كل مصري يتوق للعزة والكرامة. وأذكر في ذلك أن مؤتمر لندن – رفضت مصر حضوره - الذي عقد لبحث قضية القناة في 22 أغسطس 1956 قد انتهي إلي إرسال بعثة للتباحث مع الحكومة المصرية لإيجاد حل للأزمة التي ترتبت علي قرار تأميم القناة، وكانت رئاسة البعثة ل »روبرت منزيس» رئيس وزراء أستراليا، وسميت بعثة »منزيس»، وجاء اختيار »منزيس تحديداً» لما هو معروف عنه بالجرأة والميل إلي الصلف والخروج عن اللياقة في الحديث، ووصلت إلي مصر معلومات بأن »إيدن» رئيس وزراء بريطانيا كلفه (بتهويش) عبد الناصر. وبناء علي تلك المعلومات أرسلت مصر عبر قنواتها الخلفية للسفارة البريطانية في القاهرة ما يفيد بأنه في حال تفوه »روبرت منزيس» بأي كلمة خارجةعن اللياقة أو لجأ لاستعراض القوة فسوف يتم طرده علي الفور. . ووصلت البعثة بالفعل، وعندما استقبل الرئيس عبد الناصر المستر منزيس في مبني مجلس الوزراء بشارع قصر العيني – وكنت شاهد عيان علي المقابلة كان بشوشا ومبتسما فأدركنا أن الرسالة وصلته. وحين طلب منزيس من الرئيس عبد الناصر أن يستمع منه لوجهة نظر مصر، أبلغه الرئيس بأنه يفضل أن يسمع منه أولاً.. وتركه يتكلم، فبدأ يعرض قرارات مؤتمر لندن التي تطالب بالتراجع عن قرار التأميم، وقبول الإشراف الدولي علي القناة، وألا تنفرد مصر بإدارتها.. هنا قاطعه الرئيس عبد الناصر قائلاً بالنص: » أنت الآن في أرض مصرية، وده مرفق مصري، ودي إرادة مصرية.. وستظل مصرية، ولن نحيد عنها ولن نغير القرار ». وانتهت مهمة منزيس بهذا الشكل، دون أن يجرؤ منزيس علي ممارسة أي نوع من الصلف أو التطاول المعروف عنه. هذه هي السيادة.. هذا هو استقلال القرار تذكرت تلك الواقعة حين وصلتني رسالة من صديق جاء فيها أن السفيرة الأمريكية في القاهرة –آنذاك- »آن باترسون» قد عقدت لقاء خلال شهر يونيو 2013 في أحد المراكز البحثية -التي صار بعضها وسيلة جديدة من وسائل التخابر في عصر العولمة- يدعي »مركز ابن خلدون»، ذلك المركز الذي تثار بشأنه علامات شك وجدل كبيرة، لاعتبارات لها من المنطق والجدية الكثير. وجاء فيه علي لسان السفيرة الأمريكية ما يلي: لا نرحب بعودة الجيش للحكم في مصر والأفضل التغيير بالصندوق، ندعم اختيار الشعب المصري، تمرد حركة ديمقراطية وحضارية، لنا دور غير معلن في أزمة أثيوبيا.. قرأت هذه العبارات أكثر من مرة لأستوعب المنطوق، وكذلك المعني والهدف من هذه العبارات المحددة، ولم أخرج منها سوي بشئ واحد هو أنها تحمل تدخل سافر وبغيض ووقح في الشأن الداخلي لمصر، وانتهاك صارح لسيادة الشعب المصري الثائر.. وما استفزني أكثر، هو أني علمت أنه ما من أحد من السادة المناضلين ممثلي القوي السياسية نطق بكلمة يعلن بها عن رفضه هذا التدخل في الشأن الداخلي لمصر، ويوضح لها بأن ما صرحت به مكانه وزارة الخارجية المصرية إن استطاعت.. وكان أقل رد فعل محترم علي تلك السفيرة هو أن تُطرد من المركز أو يغادر هؤلاء السادة المركز اعتراضاً علي وقاحتها. وهنا أقول لتلك السفيرة –المعروف كوارثها في باكستان، ما موقفك لو اعترض السفير المصري لديكم علي اختياركم كشعب أمريكا للرئيس الأسبق »دوايت إيزنهاور» باعتباره رجلا عسكريا محترفا رئيسا للولايات المتحدةالأمريكية لمدتين في فترات دقيقة وحساسة جدا؟. .. ما رأيك لو اعترض سفيرنا لديكم مثلا عن اختياركم لحاكم منفعل وسبق اتهامه بتعاطي المخدرات ليحارب الأمة العربية ويخرب العراق وليبيا ؟!. هل اعترض مسئول مصري علي تولي رجل ملون ليرأس بلدكم، الذي هو في الواقع أكبر بلد في العالم يمارس التفرقة العنصرية بين البشر. هل كان دورك يا ست السفيرة هو استكمال ما قام به رؤسائك من سنة 1971 حتي 2011 من تخريب متعمد مخطط سواء منفردين أم بالاتفاق والتنسيق مع قوي استعمارية أو نفوذ صهيوني لتخريب مصر القوية.. مصر التي أزعجكم وأرق مضاجعكم، وهدد مخططاتكم وربيبتكم إسرائيل أن تروها تحقق نهضة صناعية وزراعية غير مسبوقة، ونهضة علمية كادت بها أن تدخل النادي النووي من خلال تبنيها مشروع نووي حقيقي طموح، فتآمرتم عليها لضرب مشروعها الحضاري في يونيو 1967. مصر التي لم تركع أو تستسلم، بل لملمت جراحها في أيام معدودة وبدأت معركة استرداد الأرض.. حرب الاستنزاف، مصر التي حققت عام 1970 نموا اقتصاديا حقيقيا حسب تقرير البنك الدولي الأمريكي في يناير1976 (7ر6%) في ظل احتلال الأرض، مصر التي استكملت مشاريع قومية كبري كالسد العالي، ومصانع الحديد والصلب، والألومينيوم. مصر التي حين استعصي عليكم الإجهاز عليها وإخضاعها عسكرياً، غيرتم المخطط فبلوتموها بمعاهدة سلام هيأت لكم المناخ لتجريف كل مظاهر القوة في التربة المصرية، وعلي رأسها القوة البشرية للدولة المصرية ورأسمالها الحقيقي؛ فأطلقتم رأسماليتكم المتوحشة عليها، تلتهم خيراتها وتفقر وتمرض وتجهل أبناءها، ثم رميتموها بزبانيتكم من التيارات المتأسلمة العميلة التي استحدثتموها أنتم وشركاؤكم تحت ستار محاربة الشيوعية، والتي استمرت حتي اليوم ودعم عملائكم الذين يحتضنون في عواصمهم مراكز إرشادهم وقياداتهم.. وحين تصورتم أن الوقت قد حان لتحصد أيديكم ثمار ما زرعتم، تحطمت مخططاتكم علي صخرة الحصن المنيع لهذا الوطن، وهو الجيش المصري العظيم، الذي انضم لشعبه في أعظم ملحمة في تاريخ مصر الحديث. لذا، أعلم أن صفعة المصريين لكم؛ كانت قاسية، وأفقدتكم رشدكم في إدراك أن الواقع قد تغير، وأن مصر المنكسرة.. سليبة الإرادة بفعل نظامها الخانع زالت دون رجعة –بإذن الله--، أنتم اليوم أمام شعب وجيش وقيادة يريدون أن تعود مصر أم الدنيا وتبقي قد الدنيا.. وستكون إن شاء الله. وأخيراً أقول لكل من يحاول أن يفرض وصايته علي المصريين، وينتهك سيادة قرارهم الوطني » كان زمان وجبر».