انتشار المال السياسي وتوجيه مباشر للناخبين ودعاية لأحزاب الموالاة….المصريون يواصلون مقاطعة انتخابات مجلس نواب السيسي    شركة القلعة القابضة تعتزم طرح 5 شركات تابعة بالبورصة المصرية خلال عامين    رونالدو: أعتبر نفسي سعوديا وجئت مؤمنا بقدراتها    بعد صورته الشهيرة.. ناصر ماهر ينفي امتلاكه حساب على "فيسبوك"    ياسر إبراهيم: كنا نعلم نقاط قوة الزمالك.. وزيزو لاعب عقلاني    مشاجرة الملهى الليلي.. النيابة تحيل عصام صاصا و15 آخرين لمحكمة الجنح    بالصور.. تعرض شيماء سعيد للإغماء خلال تشييع جثمان زوجها إسماعيل الليثي    بعد عرض جزء منه العام الماضي.. فيلم «الست» يعرض لأول مرة في الدورة ال 22 لمهرجان مراكش    «سنبقى على عهد التحرير».. حماس تحيي الذكري 21 لرحيل ياسر عرفات    غزة على رأس طاولة قمة الاتحاد الأوروبى وسيلاك.. دعوات لسلام شامل فى القطاع وتأكيد ضرورة تسهيل المساعدات الإنسانية.. إدانة جماعية للتصعيد العسكرى الإسرائيلى فى الضفة الغربية.. والأرجنتين تثير الانقسام    هيئة محامي دارفور تتهم الدعم السريع بارتكاب مذابح في مدينة الفاشر    مدير نيابة عن الوزير.. مدير «عمل القاهرة» يُلقي كلمة في افتتاح اجتماع «حصاد مستقبل الياسمين في مصر»    شعبة المواد الغذائية: قرار وزير الاستثمار سيساهم في تحقيق استقرار نسبي لأسعار السكر    محافظ قنا وفريق البنك الدولي يتفقدون الحرف اليدوية وتكتل الفركة بمدينة نقادة    تعرف على بدائل لاعبي بيراميدز في منتخب مصر الثاني    أوباميكانو يثير الجدل حول مستقبله مع البايرن    طن عز الآن.. سعر الحديد اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر 2025 أرض المصنع والسوق    مدير «عمل الغربية» يزور العمال المصابين إثر انهيار سقف خرساني بالمحلة    طقس الخميس سيئ جدا.. أمطار متفاوتة الشدة ودرجات الحرارة تسجل صفر ببعض المناطق    الأوراق المطلوبة للتصويت فى انتخابات مجلس النواب 2025    بقاعدة عسكرية على حدود غزة.. إعلام عبري يكشف تفاصيل خطة واشنطن بشأن القطاع    الشرع لمذيعة فوكس نيوز: لم نعد تهديداً لواشنطن.. ونركز على فرص الاستثمار الأمريكي في سوريا    «إهانة وغدر».. ياسمين الخطيب تعلق على انفصال كريم محمود عبدالعزيز وآن الرفاعي في «ستوري»    «الحوت يوم 26» و«القوس يوم 13».. تعرف علي أفضل الأيام في شهر نوفمبر لتحقيق المكاسب العاطفية والمالية    مراسل إكسترا نيوز ينقل كواليس عملية التصويت فى مرسى مطروح.. فيديو    «الشرقية» تتصدر.. إقبال كبير من محافظات الوجه البحري على زيارة المتحف المصري الكبير    وزارة الصحة تكشف النتائج الاستراتيجية للنسخة الثالثة من المؤتمر العالمي للصحة والسكان    وزير الصحة يستقبل نظيره الهندي لتبادل الخبرات في صناعة الأدوية وتوسيع الاستثمارات الطبية    بنسبة استجابة 100%.. الصحة تعلن استقبال 5064 مكالمة خلال أكتوبر عبر الخط الساخن    إدارة التراث الحضاري بالشرقية تنظم رحلة تعليمية إلى متحف تل بسطا    تحرير 110 مخالفات للمحال غير الملتزمة بقرار الغلق لترشيد الكهرباء    تأكيد مقتل 18 شخصا في الفلبين جراء الإعصار فونج - وونج    معلومات الوزراء يسلط الضوء على جهود الدولة فى ضمان جودة مياه الشرب    اليوم.. استئناف متهم بالانضمام لجماعة إرهابية في الجيزة    بعد قرأته للقرأن في المتحف الكبير.. رواد السوشيال ل أحمد السمالوسي: لابد من إحالة أوراقه للمفتي    تحديد ملعب مباراة الجيش الملكي والأهلي في دوري أبطال أفريقيا    بعد تعديلات الكاف.. تعرف على مواعيد مباريات المصري في الكونفدرالية    إقبال متزايد في اليوم الثاني لانتخابات النواب بأسوان    مشاركة إيجابية فى قنا باليوم الثانى من انتخابات مجلس النواب.. فيديو    حسام البدري يفوز بجائزة افضل مدرب في ليبيا بعد نجاحاته الكبيرة مع أهلي طرابلس    شكوك بشأن نجاح مبادرات وقف الحرب وسط تصاعد القتال في السودان    بالأسماء.. إصابة 7 أشخاص في تصادم 4 ميكروباصات بطريق سندوب أجا| صور    وفد حكومي مصري يزور بكين لتبادل الخبرات في مجال التنمية الاقتصادية    بسبب أحد المرشحين.. إيقاف لجنة فرعية في أبو النمرس لدقائق لتنظيم الناخبين    وزيرا الأوقاف والتعليم العالي يشاركان في ندوة جامعة حلوان حول مبادرة "صحح مفاهيمك"    معلومات الوزراء: تحقيق هدف صافى الانبعاثات الصفرية يتطلب استثمارًا سنويًا 3.5 تريليون دولار    هدوء نسبي في الساعات الأولى من اليوم الثاني لانتخابات مجلس النواب 2025    انتخابات النواب 2025، توافد المواطنين للإدلاء بأصواتهم بمدرسة الشهيد جمال حسين بالمنيب    بينهم أجانب.. مصرع وإصابة 38 شخصا في حادث تصادم بطريق رأس غارب    ضعف حاسة الشم علامة تحذيرية في سن الشيخوخة    بعد إصابة 39 شخصًا.. النيابة تندب خبراء مرور لفحص حادث تصادم أتوبيس سياحي وتريلا بالبحر الأحمر    مجلس الشيوخ الأمريكي يقر تشريعًا لإنهاء أطول إغلاق حكومي في تاريخ البلاد (تفاصيل)    في ثاني أيام انتخابات مجلس نواب 2025.. تعرف على أسعار الذهب اليوم الثلاثاء    هل يظل مؤخر الصداق حقًا للمرأة بعد سنوات طويلة؟.. أمينة الفتوى تجيب    دعاء مؤثر من أسامة قابيل لإسماعيل الليثي وابنه من جوار قبر النبي    انطلاق اختبارات مسابقة الأزهر الشريف لحفظ القرآن بكفر الشيخ    ما حكم المشاركة في الانتخابات؟.. أمين الفتوى يجيب    د.حماد عبدالله يكتب: " الأصدقاء " نعمة الله !!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



استهداف السيسي عبر مهاجمة عبدالناصر
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 13 - 10 - 2014

سيظل الرئيس جمال عبد الناصر رمزا لاستقلال الإرادة الوطنية، والانحياز
للطبقات الكادحة من المصريين، ولكل أحرار وشرفاء العالم رغم محاولات كثير
ممن يملكون المال والسلطان لتشويه الرجل ومشروعه ومبادئه
استفز
عقلي، ودفعني للكتابة هو كم الحقد والكره الذي لمسته من كتاب بعض المقالات
في الصحف ضد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، ناهيك بالطبع عن الجهل الشديد
بأبسط قواعد التحليل السياسي والمعرفة التاريخية، وأتصور بحكم خبرتي ان
وراء تلك الكتابات جماعة مصالح تتبني مخططا أكبر من مجرد نقد الزعيم جمال
عبد الناصر.. مخططا يمتد لمحاربة المشروع الوطني المصري برمته.
يبدو أن
هؤلاء قد أقلقهم بشدة أن تصبح مبادئ الرئيس جمال عبد الناصر ومشروعه الوطني
بوصلة الثورة المصرية، وأن يري الشعب المصري الثائر في رئيسه »عبد الفتاح
السيسي»‬ ما يذكره بزعيمه جمال عبدالناصر، وأنهم سائرون معه علي الدرب نحو
إحياء مشروع النهضة المصرية الذي بدأه عبد الناصر بتحرير الإرادة المصرية
من جميع صنوف التبعية، وبناء الدولة المصرية القوية علي أساس الكفاية
والعدل.
بالطبع، من استفاد من سياسات الامبريالية الرأسمالية الخالية
تماماً من أي شكل من أشكال العدالة الاجتماعية، والتي تنحاز لشريحة صغيرة
من أبناء الوطن، وتمنحهم كل الفرص والمزايا ليحوزوا تلالا من الثروة الحرام
علي حساب باقي الشعب الذي حرم من كل شيء، يزعجهم ويرعبهم بشدة أن يروا
أفكار ومبادئ عبد الناصر تبعث من جديد، ومشروعه يصبح مطلبا شعبيا ورسميا؛
لأنهم يعلمون تمام العلم أن في ذلك تحجيما لفسادهم ونهبهم لثروات هذا
الشعب، إن لم يكن استعادة الشعب لحقوقه المنهوبة.
في ظل هذا السياق،
أستطيع أن أفهم حالة الهجوم اللاعقلاني علي جمال عبد الناصر حاليا، الذي
وصل بالبعض الي التخلي عن أي قدر من الكياسة والملاءمة في قلب الحقائق..
حقائق لا ينكرها ألد أعداء عبد الناصر؛ أبرزها تلك الحالة الاقتصادية
والمعيشية والإنسانية البالغة السوء ل (99%) من الشعب المصري قبل ثورة
1952، وذلك التحسن الكبير فيها بعد الثورة، والذي شهد به العالم أجمع، حيث
حقق الاقتصاد المصري أعلي معدل تنمية في تاريخ مصر الحديث الذي بلغ وفقا
لنص تقرير البنك الدولي 7ر6% عام 1970 ، وأشدد علي تنمية عبر الصناعة
والزراعة وليس نموا عبر المضاربات والاقتصاد الريعي والتحويلات.
فأي
مضلل أو جاهل أو عابث يستطيع أن ينكر أن أبناء المصريين في عهد عبد الناصر
صار لهم حق التعليم المجاني، والالتحاق بأي مؤسسة تعليمية تتوافر فيهم شروط
الالتحاق بها علي قدم المساواة دون تفرقة، ومن تعليم عبد الناصر الذي وصفه
هذا »‬النيوتن» بالسيئ عرفت البشرية عشرات العلماء المنتشرين في جميع دول
العالم، ومنهم من حصل علي جائزة نوبل، مثل أحمد زويل، ومحمد النشائي، وسعيد
بدير، ويحيي المشد، وسميرة موسي، وأدباء كأسامة أنور عكاشة، وعبد الرحمن
الأبنودي، وبهاء طاهر ، ومخرجين مثل محمد فاضل، وأنعام محمد علي، وعاطف
الطيب، ويوسف شاهين، وخالد يوسف وغيرهم آلاف المعلمين والمثقفين والأدباء
الذين أفاضوا بعلمهم علي شعوب عربية وأفريقية كثيرة.
وأي غافل هذا الذي
يقول بأن مستوي الرعاية الصحية، أو المأكل والمشرب والمسكن للمصريين كانت
أكثر جودة قبل ثورة 1952 عما بعدها، وتكفي نظرة بسيطة لأوضاع الفلاحين قبل
وبعد ثورة 1952 لنعرف الحقيقة.(مشروع الحفاء).
إن باشوات العهد
الملكي من الإقطاعيين ورجال القصر، ودولة الاحتلال –آنذاك- بريطانيا، وألد
أعداء ناصر من الامبريالية العالمية لم يجرؤوا علي إنكار تلك الحقائق.
فهل
يعقل أن رجلاً أفقر المصريين، وقدم لهم أسوأ نظام تعليمي، ونظام سياسي
ديكتاتوري، وأمرضهم كلهم بأمراض مزمنة –لابد أن مرضك من النوع النفسي- ثم
بعد كل هذا تراهم في لحظات أزماتهم وثوراتهم يرفعون صوره ويهتفون بمبادئه؟!
.. أي شعب هذا؟! .. أهم جاهلون ومغيبون لهذا الحد؟! .. أم أنهم مصابون
بالمازوخية؟! .. أم أننا شعب لا يحكم إلا بالكرباج؟! ولا يقول ذلك من هو
مصري.
أما ما كُتب عن حرب اليمن، وهزيمة 1967، وحرب الاستنزاف، وتكميم
الأفواه.. فهذه كلها موضوعات قتلت بحثا من قبل معارضي ومؤيدي عبد الناصر،
ومن قبل خبراء ومحللين أكاديميين منذ سنوات طوال، اطلع عليها المصريون،
وعرفوا عنها الكثير، وأصدروا تقييمهم للتجربة وقائدها برمتها مرتين، الأولي
في 9 يونيو 1967 حين رفضوا تنحي الزعيم –رغم اعترافه بالمسئولية كاملة-
وأدركوا بوعيهم الفطري والحضاري بأن جميع جيوش العالم واجهت الهزيمة، ومنها
ما ترتب علي هزيمته سقوط النظام السياسي كما حدث مع فرنسا، ولم يشأ
المصريون أن يمكنوا أعداءهم من مرادهم في إسقاط نظام الرئيس عبد الناصر ،
ومن ثم مشروعه النهضوي، الذي أعلنت جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل
مخاوفها منه في أوائل الستينيات رغم تأكيد المسئولين الأمريكيين لها
–آنذاك- أن الرئيس جمال عبد الناصر لا ينوي محاربة إسرائيل، وأن همَّه
الأول هو بناء مصر دولة حديثة متقدّمة، فقالت: هذا هو الخطر الحقيقي علي
إسرائيل، والثانية في أعقاب ثورة 25 يناير2011 وموجتها الثانية في 30 يونيو
2013 حين أعلن المصريون أنهم يطوقون لعزة وكرامة مشروع أبو خالد.
لقد
صار موقف المصريين من الرئيس عبد الناصر وتجربته واضحا للقاصي والداني؛ فها
هي الصحف العالمية ووكالات الأنباء، والمحللون السياسيون يرون أن جزءا من
شعبية الرئيس السيسي الكبيرة مستمدة من ذلك الربط الذي أحدثه العقل الجمعي
للمصريين بينه وبين الرئيس عبد الناصر.. فأي جديد أتي به هذا . . ليغير من
موقف المصريين؟ .. لا شيء سوي سموم حقد، وحالة من القرف والغثيان تصيب كل
من دنس عينيه بقراءة ما كتب.
ختاماً:
كان وسيظل الرئيس جمال عبد
الناصر رمزا لاستقلال الإرادة الوطنية، والانحياز للطبقات الكادحة من
المصريين، ولكل أحرار وشرفاء العالم رغم محاولات كثير ممن يملكون المال
والسلطان لتشويه الرجل ومشروعه ومبادئه.
وإني لأعبر عن اطمئناني
وارتياحي البالغ لأن إنما هي تعبير عن أننا ماضون علي درب المشروع الوطني
الذي صاغه الرئيس جمال عبد الناصر، مع مراعاة ما استجد من تغييرات علي
الصعيدين الدولي والإقليمي، والرؤية الخاصة للقيادة السياسية للرئيس عبد
الفتاح السيسي.
وأتوقع أن تستمر تلك الهجمة وتزداد شراسة وحقداً كلما قطعنا مزيدا من التقدم علي طريق تحقيق مشروع النهضة المصري.
يا سادة
الطريق
ما زال طويلاً .. وبقدر عظمة أهدافنا ومشاريعنا، بقدر ما سنواجه من عقبات
وأعداء من الداخل والخارج، ويجب ألا نغفل أن أعداء الداخل أكثر خطورة
وشراسة؛ لأن لديهم الوسائل ومصالح مباشرة وآنية سوف تتأثر بالسلب بقدر ما
نحقق من نجاح في مشروعنا الوطني النهضوي، ذلك المشروع الذي صار الرئيس جمال
عبد الناصر رمزا له.
لذا، سيظل الزعيم جمال عبد الناصر حائط الصد
والمرجعية الوطنية التي يقصدها بالهدم كل أعداء مصر، وعليه تتحطم جميع
محاولاتهم ليرتفع بنيان مصر القوية القائم علي استقلال الإرادة والعدالة
الاجتماعية.
ويحضرني الآن قول الشاعر العربي الكبير »‬محمد مهدي الجواهري» في رثاء »‬جمال عبد الناصر» :
كم هز جذعك قزم كي ينال به
فلم ينله ولم تقصر ولم يطل
وكم سعت نكرات أن يكون لها
ما ثار حولك من لغو ومن جدل
سيظل الرئيس جمال عبد الناصر رمزا لاستقلال الإرادة الوطنية، والانحياز
للطبقات الكادحة من المصريين، ولكل أحرار وشرفاء العالم رغم محاولات كثير
ممن يملكون المال والسلطان لتشويه الرجل ومشروعه ومبادئه
استفز
عقلي، ودفعني للكتابة هو كم الحقد والكره الذي لمسته من كتاب بعض المقالات
في الصحف ضد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، ناهيك بالطبع عن الجهل الشديد
بأبسط قواعد التحليل السياسي والمعرفة التاريخية، وأتصور بحكم خبرتي ان
وراء تلك الكتابات جماعة مصالح تتبني مخططا أكبر من مجرد نقد الزعيم جمال
عبد الناصر.. مخططا يمتد لمحاربة المشروع الوطني المصري برمته.
يبدو أن
هؤلاء قد أقلقهم بشدة أن تصبح مبادئ الرئيس جمال عبد الناصر ومشروعه الوطني
بوصلة الثورة المصرية، وأن يري الشعب المصري الثائر في رئيسه »عبد الفتاح
السيسي»‬ ما يذكره بزعيمه جمال عبدالناصر، وأنهم سائرون معه علي الدرب نحو
إحياء مشروع النهضة المصرية الذي بدأه عبد الناصر بتحرير الإرادة المصرية
من جميع صنوف التبعية، وبناء الدولة المصرية القوية علي أساس الكفاية
والعدل.
بالطبع، من استفاد من سياسات الامبريالية الرأسمالية الخالية
تماماً من أي شكل من أشكال العدالة الاجتماعية، والتي تنحاز لشريحة صغيرة
من أبناء الوطن، وتمنحهم كل الفرص والمزايا ليحوزوا تلالا من الثروة الحرام
علي حساب باقي الشعب الذي حرم من كل شيء، يزعجهم ويرعبهم بشدة أن يروا
أفكار ومبادئ عبد الناصر تبعث من جديد، ومشروعه يصبح مطلبا شعبيا ورسميا؛
لأنهم يعلمون تمام العلم أن في ذلك تحجيما لفسادهم ونهبهم لثروات هذا
الشعب، إن لم يكن استعادة الشعب لحقوقه المنهوبة.
في ظل هذا السياق،
أستطيع أن أفهم حالة الهجوم اللاعقلاني علي جمال عبد الناصر حاليا، الذي
وصل بالبعض الي التخلي عن أي قدر من الكياسة والملاءمة في قلب الحقائق..
حقائق لا ينكرها ألد أعداء عبد الناصر؛ أبرزها تلك الحالة الاقتصادية
والمعيشية والإنسانية البالغة السوء ل (99%) من الشعب المصري قبل ثورة
1952، وذلك التحسن الكبير فيها بعد الثورة، والذي شهد به العالم أجمع، حيث
حقق الاقتصاد المصري أعلي معدل تنمية في تاريخ مصر الحديث الذي بلغ وفقا
لنص تقرير البنك الدولي 7ر6% عام 1970 ، وأشدد علي تنمية عبر الصناعة
والزراعة وليس نموا عبر المضاربات والاقتصاد الريعي والتحويلات.
فأي
مضلل أو جاهل أو عابث يستطيع أن ينكر أن أبناء المصريين في عهد عبد الناصر
صار لهم حق التعليم المجاني، والالتحاق بأي مؤسسة تعليمية تتوافر فيهم شروط
الالتحاق بها علي قدم المساواة دون تفرقة، ومن تعليم عبد الناصر الذي وصفه
هذا »‬النيوتن» بالسيئ عرفت البشرية عشرات العلماء المنتشرين في جميع دول
العالم، ومنهم من حصل علي جائزة نوبل، مثل أحمد زويل، ومحمد النشائي، وسعيد
بدير، ويحيي المشد، وسميرة موسي، وأدباء كأسامة أنور عكاشة، وعبد الرحمن
الأبنودي، وبهاء طاهر ، ومخرجين مثل محمد فاضل، وأنعام محمد علي، وعاطف
الطيب، ويوسف شاهين، وخالد يوسف وغيرهم آلاف المعلمين والمثقفين والأدباء
الذين أفاضوا بعلمهم علي شعوب عربية وأفريقية كثيرة.
وأي غافل هذا الذي
يقول بأن مستوي الرعاية الصحية، أو المأكل والمشرب والمسكن للمصريين كانت
أكثر جودة قبل ثورة 1952 عما بعدها، وتكفي نظرة بسيطة لأوضاع الفلاحين قبل
وبعد ثورة 1952 لنعرف الحقيقة.(مشروع الحفاء).
إن باشوات العهد
الملكي من الإقطاعيين ورجال القصر، ودولة الاحتلال –آنذاك- بريطانيا، وألد
أعداء ناصر من الامبريالية العالمية لم يجرؤوا علي إنكار تلك الحقائق.
فهل
يعقل أن رجلاً أفقر المصريين، وقدم لهم أسوأ نظام تعليمي، ونظام سياسي
ديكتاتوري، وأمرضهم كلهم بأمراض مزمنة –لابد أن مرضك من النوع النفسي- ثم
بعد كل هذا تراهم في لحظات أزماتهم وثوراتهم يرفعون صوره ويهتفون بمبادئه؟!
.. أي شعب هذا؟! .. أهم جاهلون ومغيبون لهذا الحد؟! .. أم أنهم مصابون
بالمازوخية؟! .. أم أننا شعب لا يحكم إلا بالكرباج؟! ولا يقول ذلك من هو
مصري.
أما ما كُتب عن حرب اليمن، وهزيمة 1967، وحرب الاستنزاف، وتكميم
الأفواه.. فهذه كلها موضوعات قتلت بحثا من قبل معارضي ومؤيدي عبد الناصر،
ومن قبل خبراء ومحللين أكاديميين منذ سنوات طوال، اطلع عليها المصريون،
وعرفوا عنها الكثير، وأصدروا تقييمهم للتجربة وقائدها برمتها مرتين، الأولي
في 9 يونيو 1967 حين رفضوا تنحي الزعيم –رغم اعترافه بالمسئولية كاملة-
وأدركوا بوعيهم الفطري والحضاري بأن جميع جيوش العالم واجهت الهزيمة، ومنها
ما ترتب علي هزيمته سقوط النظام السياسي كما حدث مع فرنسا، ولم يشأ
المصريون أن يمكنوا أعداءهم من مرادهم في إسقاط نظام الرئيس عبد الناصر ،
ومن ثم مشروعه النهضوي، الذي أعلنت جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل
مخاوفها منه في أوائل الستينيات رغم تأكيد المسئولين الأمريكيين لها
–آنذاك- أن الرئيس جمال عبد الناصر لا ينوي محاربة إسرائيل، وأن همَّه
الأول هو بناء مصر دولة حديثة متقدّمة، فقالت: هذا هو الخطر الحقيقي علي
إسرائيل، والثانية في أعقاب ثورة 25 يناير2011 وموجتها الثانية في 30 يونيو
2013 حين أعلن المصريون أنهم يطوقون لعزة وكرامة مشروع أبو خالد.
لقد
صار موقف المصريين من الرئيس عبد الناصر وتجربته واضحا للقاصي والداني؛ فها
هي الصحف العالمية ووكالات الأنباء، والمحللون السياسيون يرون أن جزءا من
شعبية الرئيس السيسي الكبيرة مستمدة من ذلك الربط الذي أحدثه العقل الجمعي
للمصريين بينه وبين الرئيس عبد الناصر.. فأي جديد أتي به هذا . . ليغير من
موقف المصريين؟ .. لا شيء سوي سموم حقد، وحالة من القرف والغثيان تصيب كل
من دنس عينيه بقراءة ما كتب.
ختاماً:
كان وسيظل الرئيس جمال عبد
الناصر رمزا لاستقلال الإرادة الوطنية، والانحياز للطبقات الكادحة من
المصريين، ولكل أحرار وشرفاء العالم رغم محاولات كثير ممن يملكون المال
والسلطان لتشويه الرجل ومشروعه ومبادئه.
وإني لأعبر عن اطمئناني
وارتياحي البالغ لأن إنما هي تعبير عن أننا ماضون علي درب المشروع الوطني
الذي صاغه الرئيس جمال عبد الناصر، مع مراعاة ما استجد من تغييرات علي
الصعيدين الدولي والإقليمي، والرؤية الخاصة للقيادة السياسية للرئيس عبد
الفتاح السيسي.
وأتوقع أن تستمر تلك الهجمة وتزداد شراسة وحقداً كلما قطعنا مزيدا من التقدم علي طريق تحقيق مشروع النهضة المصري.
يا سادة
الطريق
ما زال طويلاً .. وبقدر عظمة أهدافنا ومشاريعنا، بقدر ما سنواجه من عقبات
وأعداء من الداخل والخارج، ويجب ألا نغفل أن أعداء الداخل أكثر خطورة
وشراسة؛ لأن لديهم الوسائل ومصالح مباشرة وآنية سوف تتأثر بالسلب بقدر ما
نحقق من نجاح في مشروعنا الوطني النهضوي، ذلك المشروع الذي صار الرئيس جمال
عبد الناصر رمزا له.
لذا، سيظل الزعيم جمال عبد الناصر حائط الصد
والمرجعية الوطنية التي يقصدها بالهدم كل أعداء مصر، وعليه تتحطم جميع
محاولاتهم ليرتفع بنيان مصر القوية القائم علي استقلال الإرادة والعدالة
الاجتماعية.
ويحضرني الآن قول الشاعر العربي الكبير »‬محمد مهدي الجواهري» في رثاء »‬جمال عبد الناصر» :
كم هز جذعك قزم كي ينال به
فلم ينله ولم تقصر ولم يطل
وكم سعت نكرات أن يكون لها
ما ثار حولك من لغو ومن جدل


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.