سعر الذهب في مصر اليوم الاثنين 9-6-2025 مع بداية التعاملات    هاريس تنتقد تعامل ترامب مع المتظاهرين في لوس أنجلوس.. ماذا قالت؟    الجيش الأوكراني: روسيا تشن هجوما جويا على كييف    تحطم طائرة على متنها 20 شخصا في ولاية تينيسي الأمريكية    موعد مباراة المغرب ضد بنين الودية اليوم الإثنين والقناة الناقلة    بعد الإطاحة بالأسد.. سوريا تجتذب استثمارات بقيمة 16 مليار دولار خلال 6 أشهر    روسيا: لافروف وروبيو يتواصلان باستمرار بشأن جميع القضايا المشتركة    الاحتجاجات تتصاعد في لوس أنجلوس بعد نشر قوات الحرس الوطني    قوارب سريعة تحاصر سفينة مادلين وتطالب نشطاءها برفع أيديهم قبل اعتقالهم    أسعار الفراخ اليوم الاثنين 9-6-2025 بعد الارتفاع الكبير.. وبورصة الدواجن آخر أيام العيد    6 مواجهات في تصفيات كأس العالم.. جدول مباريات اليوم والقنوات الناقلة    «الوصول لأبعد نقطة».. ماذا قال خوسيه ريبيرو بعد خسارة الأهلي أمام باتشوكا؟    ليفاندوفسكي: لن ألعب لمنتخب بولندا تحت قيادة المدرب الحالي    نقابة الأطباء بعد واقعة طبيب عيادة قوص: نؤكد احترامنا الكامل للمرضى    الدولار ب49.59 جنيه.. سعر العملات الأجنبية اليوم الاثنين 9-6-2025    تسليم شقق جنة والإسكان المتميز بدمياط الجديدة 15 يونيو    "لن يعود حيا" .."أبو عبيدة" يكشف محاصرة الاحتلال لمكان تواجد أسير إسرائيلي    لاعب إسبانيا يتحسر على خسارة دوري الأمم الأوروبية أمام البرتغال    تشييع جثمان ضحية حادث شاحنة بنزين العاشر بمسقط رأسه في الدقهلية- صور    صحة المنيا: 21 مصابًا ب"اشتباه تسمم" يغادرون المستشفى بعد تلقي الرعاية    تحذير من شبورة كثيفة على هذه الطرق اليوم    تامر عاشور يروي طقوسه في عيد الأضحى    طريقة عمل طاجن اللحم بالبصل في الفرن    ياسمين صبري: «مش بنافس غير نفسي وأحب تقديم قصص من الواقع» (فيديو)    المنيا: وجبة مسمومة تنقل 35 شخصا إلى المستشفى في ملوي    غادر مصابا أمام باتشوكا.. جراديشار يثير قلق الأهلي قبل كأس العالم للأندية    تريزيجيه يُتوج بجائزة أفضل لاعب في ودية الأهلي وباتشوكا    جنود إسرائيليون يحاصرون السفينة «مادلين» المتجه إلى غزة    ضحى بحياته لإنقاذ المدينة.. مدير مصنع "يوتوبيا فارما" يتبرع بنصف مليون جنيه لأسرة سائق العاشر من رمضان    اتحاد العمال: مصر فرضت حضورها في مؤتمر العمل الدولي بجنيف    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد» الاثنين 9 يونيو    وفاة شخص إثر إصابته بطلقٍ ناري بالرأس في مشاجرة بالفيوم    إصابة سائق وطالب في حادث تصادم بين سيارة ملاكي و«توك توك» بالمنيا    رسميا.. نتيجة الصف الثالث الابتدائي 2025 في مدارس الإسكندرية.. ومتى تظهر بالقاهرة؟    أوربان يتعهد بالاحتفال حال انتخاب لوبان رئيسة لفرنسا    بعد تصديق الرئيس السيسي.. تعرف على عدد مقاعد الفردي والقائمة لمجلسي النواب والشيوخ بالمحافظات بانتخابات 2025    وزارة الأوقاف تقيم أمسية ثقافية بمسجد العلي العظيم    الخميس المقبل.. ستاد السلام يستضيف مباراتي الختام في كأس الرابطة    بدون كيماويات.. طرق فعالة وطبيعية للتخلص من النمل    مكسل بعد إجازة العيد؟ إليك نصائح للاستعداد نفسيًا للعودة إلى العمل    فيديو تشويقي عن افتتاح المتحف المصري الكبير في احتفالية ضخمة 3 يوليو    4 أبراج «بيشوفوا الأشباح في الليل».. فضوليون ينجذبون للأسرار والحكايات الغريبة    بشكل مفاجئ .. إلغاء حفل لؤي على مسرح محمد عبد الوهاب بالإسكندرية    تامر عاشور: أتمنى تقديم دويتو مع أصالة وشيرين    سعر طن الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الإثنين 9 يونيو 2025    أسماء ضحايا حادث انقلاب ميكروباص ترعة الدقهلية    فسحة العيد في المنصورة.. شارع قناة السويس أبرز الأماكن    مكونات بسيطة تخلصك من رائحة الأضاحي داخل منزلك.. متوفرة لدى العطار    وكيل صحة سوهاج: تقديم الخدمة الطبية ل8 آلاف و866 مواطنا مؤخرًا بمستشفيات المحافظة    حدث بالفن | شيماء سعيد تستعيد بناتها وحلا شيحة تحلم ب يوم القيامة    تعديلات تشريعية جديدة.. الدولة تعزز التمثيل النيابي للشباب والمرأة وذوي الهمم    الوفد النقابي في جنيف: مصر نموذج للدفاع عن كرامة العمال    فضيلة الإمام الأكبر    5 أيام يحرم صومها تعرف عليها من دار الإفتاء    تنسيق الجامعات 2025، قائمة الجامعات المعتمدة في مصر    هل يجوز الاشتراك في الأضحية بعد ذبحها؟.. واقعة نادرة يكشف حكمها عالم أزهري    النسوية الإسلامية «خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى» السيدة هاجر.. ومناسك الحج "128"    من قلب الحرم.. الحجاج يعايدون أحبتهم برسائل من أطهر بقاع الأرض    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأيام ال 6 .. وبداية انتصارات أكتوبر

في مثل هذا اليوم منذ 41 عاما حقق أبطالنا البواسل مفاجأة أذهلت العالم .. وأطاحت بكل المقولات الإسرائيلية التي كانت تدعى بأنها الجيش الذي لا يقهر .. والذراع الطويل .. وأن حدودها حيث يقف الجندي الإسرائيلي ..
لقد عبر أبطالنا البواسل اعقد مانع مائي .. وفتحوا الساتر الترابي ذو الميل الحاد بمدافع المياه وحطموا خط بارليف الحصين ودفعوا الإسرائيليين للهروب من حصونه التي تتحمل قنابل الطائرات حتى زنة ألف طن .. ومزودة بمواد إعاشة وذخائر تجعلها صامدة شهرا كاملا.
كانت الأسطورة التي حققها المصريون رد فعل قوى على حرب 67 .. تم التخطيط الجيد لها والتدريب الجاد والمستمر عليها على مدار سنوات بدأت بالصمود ثم الدفاع النشط ثم حرب الاستنزاف فانتصارات أكتوبر.. وهكذا كانت الحياة في مصر وإسرائيل والعالم مع بداية شهر الانتصارات.
الاثنين 1 أكتوبر
مصر: عقد الرئيس أنور السادات اجتماعا بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة واصدر التوجيه الاستراتيجي الذي تضمن تحدي نظرية الأمن الإسرائيلي عن طريق عمل عسكري طبقا لإمكانيات القوات المسلحة .. واستدعاء قوات الاحتياط والدارسين بالمعاهد العسكرية للانضمام إلى وحداتهم لحضور المشروع الاستراتيجي "تحرير-41"
إسرائيل: ورود معلومات عن قرب شن هجوم مصري سوري وبعد اجتماع القيادة الإسرائيلية ترى أن تلك المعلومات بحاجة لمزيد من البحث والتدقيق.
دوليا: مجموعة من الفدائيين الفلسطينيين تستولي على قطار للمهاجرين اليهود إلى إسرائيل احتجاجا على إقامة معسكرات استقبال ليهود أوروبا الشرقية .
الثلاثاء 2 أكتوبر:
مصر: قامت الجيوش الميدانية وباقي أجهزة القيادة العامة للقوات المسلحة بتنفيذ المشروع التدريبي (تحرير-41) وتم تبادل الإشارات المفتوحة إمعانا في الخداع بينما كانت القوات في الواقع يتم التفتيش عليها قبل أن تستعد لاتخاذ أوضاع القتال.. وصدرت التعليمات المباشرة لجميع القيادات بإنهاء أعمال التجهيز في مسرح العمليات.. مع تكثيف الاستطلاع لملاحظة أي تغيير يطرأ على الجبهة.. واتخذت القوات البحرية أوضاعها النهائية في البحرين المتوسط والأحمر.
إسرائيل: رئيسة الوزراء جولدا مائير تقطع زيارتها المفاجئة للنمسا بعدما فشلها في إقناع المستشار كرايسكي بالتراجع عن قرار إغلاق معسكرات تهجير اليهود.
دوليا: الكونجرس الأمريكي يؤجل جدول أعماله ويتخذ قرارا ضد النمسا لإغلاقها معسكرات تهجير اليهود السوفييت بعد الهجوم الذي نفذه الفلسطينيون على القطار.
الأربعاء 3 أكتوبر:
مصر: المشير أحمد إسماعيل وزير الحربية يذهب في زيارة خاطفة إلى سوريا ليتم التنسيق النهائي بشأن توقيت الهجوم. .وبدء المرحلة النهائية من حشد القوات المختلفة والتي تضم الأسلحة الثقيلة والمعدات.. والإعلان عن فتح باب الأجازات للجنود و بدء التقدم لأداء عمرة رمضان كما تم الإعلان عن تسريح دفعة قوامها 120 ألف جندي اعتبارا من 4 أكتوبر مع استمرار المحافظة على الروتين المعتاد بالقوات المسلحة وسرعة الانتهاء من الاستعداد القتالي تحت غطاء المشروع التدريبي.
إسرائيل: القلق يسود القيادة الإسرائيلية ويتم إعداد تقدير موقف وتفسير تجميع 31 كتيبة صواريخ دفاع جوي على الجبهة السورية بأنه رد على إسقاطهم 13 طائرة ميج سورية يوم 19 سبتمبر .. واجمع القادة على أن مصر لا تستطيع شن حرب وسلاح الطيران قادر بردع أي هجوم مصري محتمل .. وأن المصريين إذا عبروا قناة السويس فإنهم سيجدون أنفسهم في وضع لم يتأهلوا لمواجهته وسنأتي إليهم من كل جانب وسيكون موقفهم أصعب كثيرا مما هم فيه الآن حيث تحميهم قناة السوري.
دوليا: الصين تهاجم موقف القوتين العظميين لاتفاقهما على تمييع الموقف في الشرق الأوسط والإبقاء على حالة اللاسلم واللاحرب بما يخدم مصالحهما.
الخميس 4 أكتوبر:
مصر : تكثيف أعمال الاستطلاع و فتح الثغرات في حقول الألغام في اتجاهات العبور وتخفيض السواتر الترابية في أماكن إنزال الكباري والقوارب وتسليم قادة الجيوش مظاريف مغلقة تحتوي على توقيت الهجوم و الأعلام التي سترفع على الضفة الشرقية .
إسرائيل: استمرار الشكوك بالنوايا المصرية والسورية وتخبط المخابرات والجيش الإسرائيلي في تقدير الموقف.
دوليا: زائير تقطع علاقاتها بإسرائيل لاستمرارها في احتلال الأراضي العربية.
الجمعة 5 أكتوبر:
مصر: إبلاغ قادة التشكيلات المختلفة بتوقيت الهجوم وأوامر بالاستعداد لصد أي هجوم مفاجئ من العدو.. ووصول القادة لمراكز القيادة المتقدمة على الجبهة وسط جنودهم .. وانتهاء مرحلة الحشد بدخول وحدات الكباري لمواقعها على القناة مباشرة مع آخر ضوء والانتهاء من إجراءات الاستعداد القتالي تمهيدا لإعطاء تمام الاستعداد في توقيته المحدد بالساعة السادسة صباح اليوم التالي.. الرئيس أنور السادات يصدر التوجيه الاستراتيجي العسكري لشن الحرب.
إسرائيل: اجتماع في مكتب وزير الدفاع "موشي ديان" لبحث المستجدات الخطيرة والتي تمثلت في ترحيل الرعايا السوفييت والذي وضعت له مخابراتهم عدة تفسيرات .. منها أن الروس يعلمون بقرب حدوث الحرب أو توتر في العلاقات بين الروس والعرب كان رأي المجتمعون أن ما يحدث شدة أعصاب من مصر وسوريا أو أنهم يخشون من هجوم إسرائيلي ويسعون إلى تعزيز مواقعهم وقرروا بأن تقوم إسرائيل عن طريق طرف ثالث بطمأنة مصر وسوريا أنها لن تهاجمهما ويتم إشراك الولايات المتحدة الأمريكية في الموقف.
دوليا: د.محمد حسن الزيات وزير الخارجية المصري يجتمع مع هنرى كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي لبحت الموقف والعلاقات الثنائية.. وتطلب دول الخليج العربي زيادة أسعار البترول الخام بنسبة 66% عقب اجتماعها في بيروت.
السبت 6 أكتوبر:
مصر: مع أول ضوء كانت قواتنا في أقصي حالات استعدادها القتالي وفى الواحدة ظهرا وصل القائد الأعلى للقوات المسلحة "الرئيس أنور السادات" إلي مركز العمليات.. وبدأت مقاتلات القوات الجوية في الانطلاق في توقيتات منسقة بدقة من مطاراتها المختلفة لتنفيذ الضربة الأولى الشاملة والمركزة.. وفى الثانية ظهرا عبرت قناة السويس علي ارتفاعات منخفضة 220 طائرة لتنفيذ الضربة الجوية المركزة في طريقها إلي أهدافها من مراكز قيادة واتصالات ومواقع رادار وصورايخ وقواعد جوية.. ثم بدأ التمهيد النيراني للمدفعية في الثانية وعشر دقائق بأكثر من 2000 مدفع بخلاف مدفعية الرمي المباشر ..
وفي نفس الوقت الذي اندفعت فيه مفارز الاستطلاع والصاعقة وجماعات المهندسين لفتح الثغرات في دفاعات خط بارليف وكذا أطقم اقتناص الدبابات والطائرات يليها عناصر حصار النقط الحصينة .. وفى الثانية و25 دقيقة بدأ عبور الموجات الأولي لقناة السويس بقوة 8 آلاف مقاتل مرة واحدة وفي مقدمتهم القادة حيث وصلت إلي الشاطئ الشرقي بعد سبع دقائق ثم تبعتها الموجات التالية بنظام غاية في الدقة وجميعهم يرددون بصوت واحد صيحة هادرة "الله أكبر" وكانت المفاجأة التي لم يعمل لها العدو حسابا هو عبور لواء دبابات برمائي مصري خلال وقت قصير من القطاع الجنوبي للقناة..
وفى الثانية و37 دقيقة كانت قواتنا قد تمكنت من رفع أول علم مصري علي خط بارليف في القطاع الجنوبي من الجبهة وفى الثانية وأربعين دقيقة بدأ سلاح المهندسين فتح الممرات في الساتر الترابي بعد تأمين الشاطئ الشرقي للقناة حيث بدأ الطيران الإسرائيلي تدخله مدعما لاحتياطياته القريبة من الدبابات التي دمرها أفراد المشاة المسلحين بصواريخ الكتف المضادة للدبابات..
وفى الثالثة ظهرا بلغ مجموع قواتنا شرق القناة 800 ضابط و13 ألف و500 جندي .. وفي الثالثة و25 دقيقة سقطت أول نقطة قوية علي الجبهة عند علامة الكيلو 19 جنوب بورسعيد ثم تتابع سقوط النقاط الحصينة لخط بارليف في كل من القنطرة شرق وفي الشط وجنوب البحيرات وإسقاط وتدمير أول طائرتين للعدو..
وفى الرابعة والنصف عصرا كان حجم القوات المصرية وصل إلى 1500 ضابط و22 ألف جندي وفى الخامسة والنصف كان حجم القوات قد وصل إلى 2000 ضابط و30 ألف جندي. وفى الخامسة و45 دقيقة تمكن المهندسون باستخدام مضخات المياه من فتح أول ثغرة في الساتر الترابي في المنطقة جنوب القنطرة ولتبدأ أول دبابة عبورها علي معبر معديات وفى الثامنة والنصف مساء تم إنشاء أول كوبري علي القناة في المنطقة شمال الإسماعيلية وفى العاشرة مساء كان سلاح المهندسين قد تمكن من فتح 60 ثغرة في الساتر الترابي وأنشأ 8 كباري ثقيلة و4 كباري خفيفة و31 معدية..
وعند منتصف الليل كان إجمالي قواتنا شرق القناة حوالي 80 ألف مقاتل تمكنوا من الاستيلاء علي أكثر من 50% من النقط الحصينة مع حصار وتدمير جميع الدفاعات الإسرائيلية علي الضفة الشرقية كما تم تدمير أكثر من 200 دبابة وإسقاط 38 طائرة معادية وإنشاء رؤوس كباري بعمق 5 كيلو مترات في الشرق واستمر تدفق قواتنا مستخدمة المعديات والكباري.
إسرائيل: في الثالثة صباحا وردت معلومات من مصدر موثوق عن بدء هجوم مصري سوري خلال هذا اليوم.. وفي الخامسة صباحا اجتماع هيئة أركان الحرب الإسرائيلية وسبق هذا أمر من رئيس الأركان الإسرائيلي لقائد الطيران الإسرائيلي بالاستعداد لتوجيه ضربة وقائية.. وكان رده أنه سيكون مستعد ما بين الثانية عشر والواحدة بعد الظهر.. وفي الثامنة صباحا أجتمع مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر في أجواء مضطربة وتخبط لاتخاذ قرار انتهي إلي إعلان التعبئة العامة وتأجيل قرار الضربة الجوية الوقائية ضد الهجوم المتوقع إلى آخر ضوء.. ويجتمع مجلس الوزراء الإسرائيلي في العاشرة مساء.. ويقدم رئيس الأركان الإسرائيلي تقريرا يعلن فيه أن الخسائر الإسرائيلية عالية.
دوليا: يوقظ هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي نظيره المصري محمد حسن الزيات من النوم.. والذي كان يحضر دورة انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة ويبلغه انزعاجه بعد أن قرأ رسالة من جولدا مائير رئيسة الوزراء الإسرائيلية تؤكد فيها قيام هجوم مصري سوري بعد ساعات.. وبرر كيسنجر انزعاجه بأن هناك جهودا دبلوماسية كان مقررا أن تبدأ بعد نهاية الانتخابات الإسرائيلية في نهاية شهر أكتوبر..
وكان رد الزيات أن الرسالة بالتأكيد ذريعة لعمل عسكري تنوي إسرائيل الإقدام عليه.. وأعلنت الدول العربية دعمها الكامل للمعركة وسط إجراءات فعلية لتقديم المعاونة العسكرية والمادية والسياسية.. واجتمع مجلس الأمن القومي الأمريكي.. وسيطرت الحرب علي كل المداولات الرسمية وغير الرسمية في الأمم المتحدة.
في مثل هذا اليوم منذ 41 عاما حقق أبطالنا البواسل مفاجأة أذهلت العالم .. وأطاحت بكل المقولات الإسرائيلية التي كانت تدعى بأنها الجيش الذي لا يقهر .. والذراع الطويل .. وأن حدودها حيث يقف الجندي الإسرائيلي ..
لقد عبر أبطالنا البواسل اعقد مانع مائي .. وفتحوا الساتر الترابي ذو الميل الحاد بمدافع المياه وحطموا خط بارليف الحصين ودفعوا الإسرائيليين للهروب من حصونه التي تتحمل قنابل الطائرات حتى زنة ألف طن .. ومزودة بمواد إعاشة وذخائر تجعلها صامدة شهرا كاملا.
كانت الأسطورة التي حققها المصريون رد فعل قوى على حرب 67 .. تم التخطيط الجيد لها والتدريب الجاد والمستمر عليها على مدار سنوات بدأت بالصمود ثم الدفاع النشط ثم حرب الاستنزاف فانتصارات أكتوبر.. وهكذا كانت الحياة في مصر وإسرائيل والعالم مع بداية شهر الانتصارات.
الاثنين 1 أكتوبر
مصر: عقد الرئيس أنور السادات اجتماعا بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة واصدر التوجيه الاستراتيجي الذي تضمن تحدي نظرية الأمن الإسرائيلي عن طريق عمل عسكري طبقا لإمكانيات القوات المسلحة .. واستدعاء قوات الاحتياط والدارسين بالمعاهد العسكرية للانضمام إلى وحداتهم لحضور المشروع الاستراتيجي "تحرير-41"
إسرائيل: ورود معلومات عن قرب شن هجوم مصري سوري وبعد اجتماع القيادة الإسرائيلية ترى أن تلك المعلومات بحاجة لمزيد من البحث والتدقيق.
دوليا: مجموعة من الفدائيين الفلسطينيين تستولي على قطار للمهاجرين اليهود إلى إسرائيل احتجاجا على إقامة معسكرات استقبال ليهود أوروبا الشرقية .
الثلاثاء 2 أكتوبر:
مصر: قامت الجيوش الميدانية وباقي أجهزة القيادة العامة للقوات المسلحة بتنفيذ المشروع التدريبي (تحرير-41) وتم تبادل الإشارات المفتوحة إمعانا في الخداع بينما كانت القوات في الواقع يتم التفتيش عليها قبل أن تستعد لاتخاذ أوضاع القتال.. وصدرت التعليمات المباشرة لجميع القيادات بإنهاء أعمال التجهيز في مسرح العمليات.. مع تكثيف الاستطلاع لملاحظة أي تغيير يطرأ على الجبهة.. واتخذت القوات البحرية أوضاعها النهائية في البحرين المتوسط والأحمر.
إسرائيل: رئيسة الوزراء جولدا مائير تقطع زيارتها المفاجئة للنمسا بعدما فشلها في إقناع المستشار كرايسكي بالتراجع عن قرار إغلاق معسكرات تهجير اليهود.
دوليا: الكونجرس الأمريكي يؤجل جدول أعماله ويتخذ قرارا ضد النمسا لإغلاقها معسكرات تهجير اليهود السوفييت بعد الهجوم الذي نفذه الفلسطينيون على القطار.
الأربعاء 3 أكتوبر:
مصر: المشير أحمد إسماعيل وزير الحربية يذهب في زيارة خاطفة إلى سوريا ليتم التنسيق النهائي بشأن توقيت الهجوم. .وبدء المرحلة النهائية من حشد القوات المختلفة والتي تضم الأسلحة الثقيلة والمعدات.. والإعلان عن فتح باب الأجازات للجنود و بدء التقدم لأداء عمرة رمضان كما تم الإعلان عن تسريح دفعة قوامها 120 ألف جندي اعتبارا من 4 أكتوبر مع استمرار المحافظة على الروتين المعتاد بالقوات المسلحة وسرعة الانتهاء من الاستعداد القتالي تحت غطاء المشروع التدريبي.
إسرائيل: القلق يسود القيادة الإسرائيلية ويتم إعداد تقدير موقف وتفسير تجميع 31 كتيبة صواريخ دفاع جوي على الجبهة السورية بأنه رد على إسقاطهم 13 طائرة ميج سورية يوم 19 سبتمبر .. واجمع القادة على أن مصر لا تستطيع شن حرب وسلاح الطيران قادر بردع أي هجوم مصري محتمل .. وأن المصريين إذا عبروا قناة السويس فإنهم سيجدون أنفسهم في وضع لم يتأهلوا لمواجهته وسنأتي إليهم من كل جانب وسيكون موقفهم أصعب كثيرا مما هم فيه الآن حيث تحميهم قناة السوري.
دوليا: الصين تهاجم موقف القوتين العظميين لاتفاقهما على تمييع الموقف في الشرق الأوسط والإبقاء على حالة اللاسلم واللاحرب بما يخدم مصالحهما.
الخميس 4 أكتوبر:
مصر : تكثيف أعمال الاستطلاع و فتح الثغرات في حقول الألغام في اتجاهات العبور وتخفيض السواتر الترابية في أماكن إنزال الكباري والقوارب وتسليم قادة الجيوش مظاريف مغلقة تحتوي على توقيت الهجوم و الأعلام التي سترفع على الضفة الشرقية .
إسرائيل: استمرار الشكوك بالنوايا المصرية والسورية وتخبط المخابرات والجيش الإسرائيلي في تقدير الموقف.
دوليا: زائير تقطع علاقاتها بإسرائيل لاستمرارها في احتلال الأراضي العربية.
الجمعة 5 أكتوبر:
مصر: إبلاغ قادة التشكيلات المختلفة بتوقيت الهجوم وأوامر بالاستعداد لصد أي هجوم مفاجئ من العدو.. ووصول القادة لمراكز القيادة المتقدمة على الجبهة وسط جنودهم .. وانتهاء مرحلة الحشد بدخول وحدات الكباري لمواقعها على القناة مباشرة مع آخر ضوء والانتهاء من إجراءات الاستعداد القتالي تمهيدا لإعطاء تمام الاستعداد في توقيته المحدد بالساعة السادسة صباح اليوم التالي.. الرئيس أنور السادات يصدر التوجيه الاستراتيجي العسكري لشن الحرب.
إسرائيل: اجتماع في مكتب وزير الدفاع "موشي ديان" لبحث المستجدات الخطيرة والتي تمثلت في ترحيل الرعايا السوفييت والذي وضعت له مخابراتهم عدة تفسيرات .. منها أن الروس يعلمون بقرب حدوث الحرب أو توتر في العلاقات بين الروس والعرب كان رأي المجتمعون أن ما يحدث شدة أعصاب من مصر وسوريا أو أنهم يخشون من هجوم إسرائيلي ويسعون إلى تعزيز مواقعهم وقرروا بأن تقوم إسرائيل عن طريق طرف ثالث بطمأنة مصر وسوريا أنها لن تهاجمهما ويتم إشراك الولايات المتحدة الأمريكية في الموقف.
دوليا: د.محمد حسن الزيات وزير الخارجية المصري يجتمع مع هنرى كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي لبحت الموقف والعلاقات الثنائية.. وتطلب دول الخليج العربي زيادة أسعار البترول الخام بنسبة 66% عقب اجتماعها في بيروت.
السبت 6 أكتوبر:
مصر: مع أول ضوء كانت قواتنا في أقصي حالات استعدادها القتالي وفى الواحدة ظهرا وصل القائد الأعلى للقوات المسلحة "الرئيس أنور السادات" إلي مركز العمليات.. وبدأت مقاتلات القوات الجوية في الانطلاق في توقيتات منسقة بدقة من مطاراتها المختلفة لتنفيذ الضربة الأولى الشاملة والمركزة.. وفى الثانية ظهرا عبرت قناة السويس علي ارتفاعات منخفضة 220 طائرة لتنفيذ الضربة الجوية المركزة في طريقها إلي أهدافها من مراكز قيادة واتصالات ومواقع رادار وصورايخ وقواعد جوية.. ثم بدأ التمهيد النيراني للمدفعية في الثانية وعشر دقائق بأكثر من 2000 مدفع بخلاف مدفعية الرمي المباشر ..
وفي نفس الوقت الذي اندفعت فيه مفارز الاستطلاع والصاعقة وجماعات المهندسين لفتح الثغرات في دفاعات خط بارليف وكذا أطقم اقتناص الدبابات والطائرات يليها عناصر حصار النقط الحصينة .. وفى الثانية و25 دقيقة بدأ عبور الموجات الأولي لقناة السويس بقوة 8 آلاف مقاتل مرة واحدة وفي مقدمتهم القادة حيث وصلت إلي الشاطئ الشرقي بعد سبع دقائق ثم تبعتها الموجات التالية بنظام غاية في الدقة وجميعهم يرددون بصوت واحد صيحة هادرة "الله أكبر" وكانت المفاجأة التي لم يعمل لها العدو حسابا هو عبور لواء دبابات برمائي مصري خلال وقت قصير من القطاع الجنوبي للقناة..
وفى الثانية و37 دقيقة كانت قواتنا قد تمكنت من رفع أول علم مصري علي خط بارليف في القطاع الجنوبي من الجبهة وفى الثانية وأربعين دقيقة بدأ سلاح المهندسين فتح الممرات في الساتر الترابي بعد تأمين الشاطئ الشرقي للقناة حيث بدأ الطيران الإسرائيلي تدخله مدعما لاحتياطياته القريبة من الدبابات التي دمرها أفراد المشاة المسلحين بصواريخ الكتف المضادة للدبابات..
وفى الثالثة ظهرا بلغ مجموع قواتنا شرق القناة 800 ضابط و13 ألف و500 جندي .. وفي الثالثة و25 دقيقة سقطت أول نقطة قوية علي الجبهة عند علامة الكيلو 19 جنوب بورسعيد ثم تتابع سقوط النقاط الحصينة لخط بارليف في كل من القنطرة شرق وفي الشط وجنوب البحيرات وإسقاط وتدمير أول طائرتين للعدو..
وفى الرابعة والنصف عصرا كان حجم القوات المصرية وصل إلى 1500 ضابط و22 ألف جندي وفى الخامسة والنصف كان حجم القوات قد وصل إلى 2000 ضابط و30 ألف جندي. وفى الخامسة و45 دقيقة تمكن المهندسون باستخدام مضخات المياه من فتح أول ثغرة في الساتر الترابي في المنطقة جنوب القنطرة ولتبدأ أول دبابة عبورها علي معبر معديات وفى الثامنة والنصف مساء تم إنشاء أول كوبري علي القناة في المنطقة شمال الإسماعيلية وفى العاشرة مساء كان سلاح المهندسين قد تمكن من فتح 60 ثغرة في الساتر الترابي وأنشأ 8 كباري ثقيلة و4 كباري خفيفة و31 معدية..
وعند منتصف الليل كان إجمالي قواتنا شرق القناة حوالي 80 ألف مقاتل تمكنوا من الاستيلاء علي أكثر من 50% من النقط الحصينة مع حصار وتدمير جميع الدفاعات الإسرائيلية علي الضفة الشرقية كما تم تدمير أكثر من 200 دبابة وإسقاط 38 طائرة معادية وإنشاء رؤوس كباري بعمق 5 كيلو مترات في الشرق واستمر تدفق قواتنا مستخدمة المعديات والكباري.
إسرائيل: في الثالثة صباحا وردت معلومات من مصدر موثوق عن بدء هجوم مصري سوري خلال هذا اليوم.. وفي الخامسة صباحا اجتماع هيئة أركان الحرب الإسرائيلية وسبق هذا أمر من رئيس الأركان الإسرائيلي لقائد الطيران الإسرائيلي بالاستعداد لتوجيه ضربة وقائية.. وكان رده أنه سيكون مستعد ما بين الثانية عشر والواحدة بعد الظهر.. وفي الثامنة صباحا أجتمع مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر في أجواء مضطربة وتخبط لاتخاذ قرار انتهي إلي إعلان التعبئة العامة وتأجيل قرار الضربة الجوية الوقائية ضد الهجوم المتوقع إلى آخر ضوء.. ويجتمع مجلس الوزراء الإسرائيلي في العاشرة مساء.. ويقدم رئيس الأركان الإسرائيلي تقريرا يعلن فيه أن الخسائر الإسرائيلية عالية.
دوليا: يوقظ هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي نظيره المصري محمد حسن الزيات من النوم.. والذي كان يحضر دورة انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة ويبلغه انزعاجه بعد أن قرأ رسالة من جولدا مائير رئيسة الوزراء الإسرائيلية تؤكد فيها قيام هجوم مصري سوري بعد ساعات.. وبرر كيسنجر انزعاجه بأن هناك جهودا دبلوماسية كان مقررا أن تبدأ بعد نهاية الانتخابات الإسرائيلية في نهاية شهر أكتوبر..
وكان رد الزيات أن الرسالة بالتأكيد ذريعة لعمل عسكري تنوي إسرائيل الإقدام عليه.. وأعلنت الدول العربية دعمها الكامل للمعركة وسط إجراءات فعلية لتقديم المعاونة العسكرية والمادية والسياسية.. واجتمع مجلس الأمن القومي الأمريكي.. وسيطرت الحرب علي كل المداولات الرسمية وغير الرسمية في الأمم المتحدة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.