الشيخ عكرمة صبرى ل«الشروق»: الاحتلال يستهدف «الأقصى» بمحاكمتى.. وسنظل ندافع عن مقدساتنا    "الرئاسة الفلسطينية": قرار مجلس الأمن بشأن غزة تحول كبير ومهم    الدوليون ينتظمون في مران الأهلي    غدا.. القاهرة السينمائى يختتم دورته ال46 ب«صوت هند رجب»    البنك المركزى: تثبيت أسعار الفائدة على الإيداع والإقراض    سعر الجنيه السوداني مقابل الدولار في بنك الخرطوم المركزي (آخر تحديث)    القبض على صاحب فيديو البلطجة يكشف ملابسات الواقعة في الجيزة    حتى الآن .. عدد الطعون على نتيجة انتخابات مجلس النواب يصل ل250 طعنا    عضو الحزب الجمهورى: إسرائيل لا تعترف بأى قرار ولا تحترم أى قرار دولى    «سمات روايات الأطفال.. مؤتمر مركز بحوث أدب الطفل تناقش آفاق فهم البنية السردية وصور الفقد والبطل والفتاة في أدب اليافع    في اليوم العالمي للطفل، تعلمي طرق دعم ثقة طفلك بنفسه    محافظة الجيزة: غلق كلي بطريق امتداد محور 26 يوليو أمام جامعة النيل غدا الجمعة    محافظ الفيوم يوجه بسرعة رفع مخلفات الطبقة الأسفلتية القديمة بشارع عدلي يكن لتيسير الحركة المرورية    جينارو جاتوزو: منتخب إيطاليا لا يزال هشا    الأهلي يهزم الجزيرة في مؤجلات دوري محترفي اليد    رئيس كوريا الجنوبية: أحب الحضارة المصرية وشعبنا يحبكم    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 20نوفمبر 2025 فى المنيا    الشيخ رمضان عبد المعز: العمل الصالح هو قرين الإيمان وبرهان صدقه    وكالة الطاقة الذرية تدعو إلى مزيد من عمليات التفتيش على المواقع النووية الإيرانية    مستشفى الناس تحتفل بتدشين أول وأكبر مركز مجاني لزراعة الكبد بالشرق الأوسط وتعلن تحولها لمدينة طبية    محافظ القليوبية يُهدي ماكينات خياطة ل 15 متدربة من خريجات دورات المهنة    إيقاف بسمة وهبة وياسمين الخطيب.. الأعلى للإعلام يقرر    الموسيقار عمر خيرت يتعافى ويغادر المستشفى    محافظات المرحلة الثانية من انتخابات النواب وعدد المرشحين بها    ارتفاع أسعار العملات العربية في ختام تعاملات اليوم 20 نوفمبر 2025    شركة مياه القليوبية ترفع درجة الاستعداد للمرحلة الثانية من انتخابات النواب    وزير الرياضة: نمتلك 55 محترفاً في دوري كرة السلة الأمريكي NBA    وزير الصحة يبحث مع سفير المملكة المتحدة تعزيز السياحة العلاجية بمصر    من زيورخ إلى المكسيك.. ملحق مونديال 2026 على الأبواب    الإثنين المقبل.. انطلاق القمة السابعة للاتحاد الأوروبي و الإفريقي في أنجولا    دوري أبطال أفريقيا.. تغيير حكام مباراة الأهلي والجيش الملكي المغربي    النائب محمد إبراهيم موسى: تصنيف الإخوان إرهابية وCAIR خطوة حاسمة لمواجهة التطرف    مجلس الوزراء يُوافق على إصدار لائحة تنظيم التصوير الأجنبي داخل مصر    محافظات المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب وعدد المترشحين بها    حل الأحزاب السياسية في مصر.. نظرة تاريخية    محافظ الأقصر يوجه بتحسين الخدمة بوحدة الغسيل الكلوى بمركزى طب أسرة الدير واصفون    الهلال الأحمر المصري يطلق «زاد العزة» ال77 محمّلة بأكثر من 11 ألف طن مساعدات    أسهم الإسكندرية لتداول الحاويات تواصل الصعود وتقفز 7% بعد صفقة موانئ أبوظبي    حكم صلاة الجنازة والقيام بالدفن فى أوقات الكراهة.. دار الإفتاء توضح    رئيس أزهر سوهاج يتفقد فعاليات التصفيات الأولية لمسابقة القرآن الكريم    إيقاف إبراهيم صلاح 8 مباريات    التضامن: نخطط لتحويل العاصمة الجديدة إلى مدينة صديقة للأطفال    إيمان كريم: المجلس يضع حقوق الطفل ذوي الإعاقة في قلب برامجه وخطط عمله    الغرفة التجارية بالقاهرة تنعى والدة وزير التموين    تأثير الطقس البارد على الصحة النفسية وكيفية التكيف مع الشتاء    الرقابة المالية تصدر ضوابط عمل لجنة حماية المتعاملين وتسوية المنازعات في مجال التأمين    جثة طائرة من السماء.. مصرع شاب عثروا عليه ملقى بشوارع الحلمية    تموين القليوبية: جنح ضد سوبر ماركت ومخالفي الأسعار    السبت المقبل.. «التضامن» تعلن أسعار برامج حج الجمعيات الأهلية    جنايات سوهاج تقضى بإعدام قاتل شقيقه بمركز البلينا بسبب خلافات بينهما    وزارة «التضامن» تقر قيد جمعيتين في محافظة الغربية    مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى: سنفرض عقوبات على عدد من الجهات السودانية    طقس الإسكندرية اليوم: ارتفاع تدريجي فى درجات الحرارة.. والعظمى 27 درجة مئوية    مواجهات قوية في دوري المحترفين المصري اليوم الخميس    د. شريف حلمى رئيس هيئة المحطات النووية فى حوار ل«روزاليوسف»: الضبعة توفر 7 مليارات متر مكعب من الغاز سنويًا والمحطة تنتقل إلى أهم مرحلة فى تاريخها    سيد إسماعيل ضيف الله: «شغف» تعيد قراءة العلاقة بين الشرق والغرب    أدعية الرزق وأفضل الطرق لطلب البركة والتوفيق من الله    عصام صاصا عن طليقته: مشوفتش منها غير كل خير    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللواء خليل: زرعنا الرعب في قلوب الإسرائيليين.. وكنا مؤمنين بالنصر
شارك في جميع الحروب منذ عام 1948 وحتى نصر أكتوبر
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 04 - 10 - 2014

"كنا مؤمنين أن الله سينصرنا خلال حرب أكتوبر فقد أخذنا بالأسباب واستعددنا جيداً .. وأذكر أنني في عام 71 قابلت أحد الشيوخ المعروفين بصلاحهم بإحدى المحافظات يوجد له مسجد وضريح يحمل اسمه وقال لي أنه شاهد رؤية للرئيس السادات وهو يهزم اليهود وطلب مني أن أخبره بذلك وبالفعل عندما قلت ذلك للسادات فرح كثيراً بهذه الرؤية التي رآها الشيخ الصالح" .. هكذا بدأ اللواء أركان حرب عبد المنعم خليل حديثه معنا في الذكرى ال41 لانتصارات أكتوبر.
اللواء عبد المنعم خليل تاريخ يمشي على الأرض ..عاش سنوات من الكفاح والحرب .. ويعتبر أحد أهم الخبراء والمؤرخين العسكريين الذين يعتد بآرائهم تخرج في الكلية الحربية عام 1941شارك في جميع الحروب المعاصرة التي خاضتها مصر بدءاً من حرب فلسطين 1948، العدوان الثلاثي 1956، حرب اليمن 1962، حرب 1967، حرب الاستنزاف، وأخيرا أكتوبر 1973 التي كان قائدا للجيش الثاني الميداني .
تدرج في المناصب العسكرية من قائد كتيبة 53 مشاة و رئيسا لعمليات القوات العربية باليمن ثم قائد لوحدات المظلات و رئيس أركان الجيش الثاني فقائد له ثم مساعدا لوزير الحربية .. حصل علي العديد من الأوسمة والنياشين منها وسام بطل الجيش الثاني ونجمة الشرف العسكرية عن دوره في حرب أكتوبر..هو اللواء أركان حرب عبد المنعم خليل الذي أكمل منذ أسابيع عامه ال 93 ويعتبر أحد القادة المصريين العظام الذين قادوا معارك عديدة من أجل الوطن وكان شعاره الدائم خلالها "مصر أولا ودائما ومن أجلها يهون أي دم ".
- سنوات من الكفاح العسكري خضت فيها معارك وذقت طعم الانتصارات وعرفت معنى الهزيمة بداية نود التعرف على مناصبك التي توليتها حتى الحرب؟
في عام 1964 عينني المشير عبد الحكيم عامر وزير الحربية آنذاك قائداً لوحدات المظلات وهو المنصب الذي كنت أشغله وقت اندلاع حرب 5 يونيو 1967 وبعد الحرب تمت عدة تغييرات في القيادة العسكرية وأسندت إلي قيادة فرقة في منطقة الإسماعيلية، وأذكر أن معركة رأس العش التي كانت في أول يوليو عام1967 كان لها تأثير كبير لرفع الروح المعنوية لقواتنا المسلحة بعد هزيمة 5 يونيو، فعدد قليل من الجنود والضباط المصريين منع تقدم القوات الإسرائيلية باتجاه فايد وكبدهم خسائر كبيرة جعلتهم يتراجعون، وبالنسبة لي فقد توليت لاحقا قيادة الفرقة الثالثة بالإسماعيلية، وفي عملية استشهاد الفريق عبد المنعم رياض بنيران الإسرائيليين استشهد معه أيضا اللواء عدلي سعيد قائد الجيش الثاني فخلفه اللواء عبد السلام توفيق، وعند مغادرته المنصب لتولي منصب آخر خلفته في قيادة الجيش الثاني في شهر سبتمبر1969، وظللت في هذا الموقع حتى يناير 1972 حيث نقلت لهيئة التدريب، وبعد تولي أحمد إسماعيل وزارة الحربية أسندت إلي قيادة المنطقة المركزية، وقد شهدت خلال عملي كقائد للجيش الثاني حرب الاستنزاف البطولية والتي شهدت أعمالا مجيدة زرعت الرعب في قلوب الإسرائيليين حتي توقف القتال وفقا لقرار وقف إطلاق النار ومبادرة روجرز في عام1970.
- كيف تم إسناد مسئولية قيادة الجيش الثاني لك؟
كنت أشعر بأنني سأعود لقيادة الجيش الثاني وخلال الأيام الأولي للحرب تلقيت اتصالا من اللواء الجمسي يخبرني بأن اللواء سعد مأمون أصابه المرض صباح يوم 14 أكتوبر، وأن الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس الأركان يريدني لتعييني بقيادة الجيش الثاني، فعدت لموقعي السابق كقائد للجيش الثاني مستلما القيادة من تيسير العقاد الذي كان رئيس أركان الجيش الثاني وتولي قيادته مؤقتا بعد مرض سعد مأمون والذي زرته واطمأنت علي صحته.
كيف كانت الأوضاع علي الجبهة عند توليك القيادة؟
بالنسبة للقوات المتقدمة والموجودة شرق القناة فقد كانت بحالة ممتازة وتحافظ علي مواقعها وتصد بعض الهجمات المضادة التي ينفذها الجانب الإسرائيلي، وكان العدو يركز كل مجهوده علي منطقة الثغرة بهدف الوصول إلي الإسماعيلية شمالا والسويس جنوبا لتطويق وحصار الجيشين الثاني والثالث، وعند وصولي لتولي قيادة الجيش الثاني كان تطوير الهجوم قد انتهي تقريبا بدون نتائج كبيرة.
وما هى الخطة التى شاركت فى اعدادها لتطوير الهجوم؟
لابد أن نعلم أننا خضنا حرب أكتوبر في ظل إمكاناتنا الممكنة فلم تكن لدينا أسلحة متطورة للغاية من الطائرات وغيرها، ولذا كانت خطة الحرب تعتمد علي العبور والوصول إلي عمق يتراوح ما بين10-15 كيلو مترا شرق القناة، وهي المسافة التي تستطيع صواريخ الدفاع الجوي تأمينها لمنع اقتراب الطيران المعادي، ولذا كان تطوير الهجوم للوصول إلي عمق يتراوح ما بين20-30 كيلومترا يحتاج إلي حماية لم تكن متوافرة في ظل هذه الإمكانات والتي استغللناها وحققنا إنجاز العبور وتدمير خط بارليف والوصول لعمق أكثر من10 كيلومترات داخل سيناء ولا ننسي التدخل الأمريكي لصالح إسرائيل والذي دفع السادات للقول إنني لا أستطيع أن أحارب أمريكا.
- أثير حول ثغرة الدفرسوار لغطا كبيرا ما هى حقيقة مسؤوليتك عنها ؟
كان الضغط الإسرائيلي على الجيش الثاني في منطقة الدفرسوار حيث الفرقة 16 .. وفي يوم 18 أكتوبر جاءني في مقر قيادة الجيش الثاني الفريق سعد الشاذلي وقاد المعارك حتى يوم 20 حيث أخبرني بأنه سيعود للقاهرة ليعرض على الرئيس السادات وقف إطلاق النار، وأود الإشارة إلى أن المخابرات الحربية المصرية كانت قد حذرت قبل حرب أكتوبر بمدة كبيرة وبالتحديد في عام 1968 من أن الجانب الإسرائيلي سيحاول عند اندلاع الحرب خلق ثغرة بين الجيشين الثاني والثالث للعبور من خلالها وذلك في منطقة الدفرسوار، وكانت هناك خطة معدة سلفا وتمت تدريبات عليها قبل حرب أكتوبر للتعامل مع هذا الاحتمال وأشرفت على هذه التدريبات بنفسي وأجريناها أكثر من مرة.
- إذن لماذا حدثت الثغرة طالما كانت متوقعة ؟
القوات المصرية التي كانت قد تدربت على التعامل مع الثغرة وفق الخطة المعدة سلفا تم سحبها من مواقعها يوم 14 أكتوبر للدفع بها والمشاركة في عمليات العبور على الضفة الشرقية، وبالتالي لم تكن هناك قوات كافية غرب القناة لتأمين تلك المنطقة وتنفيذ خطة التامين كما تم إلحاق خسائر في صفوفنا في الدفاع الجوي حيث نجحت إسرائيل من خلال المساعدات الأمريكية والجسر الجوي الأمريكي- والذي نقل لها أسلحة حديثة منها صواريخ تتعقب أشعة الدفاع الجوي للوصول لمحطات الدفاع الجوي وتدميرها وتنطلق من علي بعد40 كيلومترا- في تدمير معظم كتائب الدفاع الجوي في تلك المنطقة وبالتالي كانت هناك حرية حركة للطيران الإسرائيلي في الوصول لمنطقة الاختراق في الدفرسوار وتأمين قواتهم وضرب القوات المصرية.. وبرغم صمود وبسالة الفرقة 16 ولواء من الفرقة 21 إلا أن الإسرائيليين استطاعوا الاختراق.
- قيل إن السادات رفض طلب من سعد الشاذلي بسحب بقوات من الضفة الشرقية إلى منطقة الثغرة لصد الهجوم وهو ما تسبب في نجاح القوات الإسرائيلية؟
أنا لا اعرف حقيقة هذه الواقعة الشائعة ولم أكن شاهداً عليها ولكن ما أثق فيه أن السادات لو كان استجاب لمثل هذا الطلب لأدى ذلك لكارثة أكبر من ثغرة الدفرسوار لأن سحب قوات من الضفة الشرقية كان سيعطى انطباع لدى الجنود بأن الجيش ينسحب ونحن لدينا تجربة مريرة في حرب 67 وكنا نريد أن نحافظ على معنويات جنودنا كذلك فإن قواتنا شرق القناة لم يكن بإمكانها تطويق القوات الإسرائيلية عند محور الاختراق أو قطع خطوط مرورها بسبب الطيران الإسرائيلي.
- وما هي الخطوات التي اتخذتموها لوقف الثغرة؟
كنت على اتصال مستمر مع اللواء عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث وتعاونت مدفعية الجيشين الثاني والثالث لدك القوات الإسرائيلية وسببت لهم خسائر كبيرة. وكانت بقيادة أرييل شارون الذي حاول جاهدا للاستيلاء على الإسماعيلية.
- وماذا فعلت لوقف الاختراق ومنع شارون وقواته من الوصول إلى الإسماعيلية؟
عندما كنت قائدا للجيش الثاني قبل حرب أكتوبر تكونت لدي خبرة كبيرة بطبيعة الأرض في تلك المنطقة ونقاط القوة والضعف وعند عودتي لقيادة الجيش الثاني كانت القوات الإسرائيلية موجودة بالفعل في الثغرة فكرت سريعا في تأمين المواقع الحيوية ومنطقة الإسماعيلية ضد أي اختراق إسرائيلي، ولذا وضعت بعض القوات من الصاعقة والمظلات علي طول أي طرق باتجاه الإسماعيلية سواء أكانت مدقا أم وديانا أم سكة حديد أم غير ذلك من الطرق التي يمكن أن يستخدمها الإسرائيليون للوصول للإسماعيلية، وبالفعل نجحت تلك القوات في نصب العديد من الأكمنة علي طول طرق الاقتراب من الإسماعيلية وتلغيمها لاصطياد العدو، ونجحت تلك الأكمنة في إلحاق خسائر كبيرة بصفوف الجانب الإسرائيلي والذي كان يقوده آرييل شارون والذي كان يسعي باستماتة للوصول للإسماعيلية ولكن نجحت قوات الصاعقة والمظلات في وقف قواته وتكبيدها خسائر كبيرة، فحول العدو اتجاهه من التوجه شمالا نحو الإسماعيلية إلي الجنوب باتجاه السويس بعدما شعر بأنه من المستحيل الوصول للإسماعيلية لضراوة القوات المصرية، كذلك فإن المدفعية كان لها دور كبير ومهم للغاية وكان قائد مدفعية الجيش الثاني المشير عبد الحليم أبو غزالة واتفقنا علي تركيز المدفعية علي المنطقة التي توجد بها القوات الإسرائيلية المهاجمة والمتجهة صوب الإسماعيلية وبالفعل أمطرت المدفعية تلك القوات بوابل مستمر من نيران المدفعية وبشكل مكثف للغاية كبدها خسائر فادحة، وأقول لولا تدمير المدفعية وكمائن قوات الصاعقة والمظلات للقوات المعادية يوم20 أكتوبر لنجح الإسرائيليون في الوصول إلي الإسماعيلية.
- انتهكت القوات الإسرائيلية قرار وقف إطلاق النار عدة مرات فكيف تعاملتم مع ذلك؟
كانت الأوامر الصادرة لنا هي الالتزام بوقف إطلاق النار الصادر يوم22 أكتوبر، ولكن القوات المعادية انتهكت ذلك وسعت مجددا للتقدم إلي الإسماعيلية، وكنا جاهزين لوقفهم ومنعهم واشتبكنا معهم وتكرر ذلك حتي وقف القتال فعليا يوم 28 أكتوبر.
- من وجهة نظرك ما هي أسباب نكسة 67؟
أنا أرجعها إلى أسباب اعتبر أن سبب غيابها حصلت النكسة.. ولما اتبعناهم بشكل صحيح حصل إننا استطعنا في حرب الاستنزاف انتقل جدار الخوف إلى إسرائيل وحققنا نجاحنا في أكتوبر 73.
وكان لي الشرف في قيادة الجيش الثاني الميداني في مصر وهذا قبل أكتوبر في عملية استنزاف في نهاية 68أو اول 69 وحتى وفاة جمال عبد الناصر..
وجاء الرئيس السادات وتركت الجيش سنة 71 وعدت مرة ثانية قائداً في 73 ففي وقت ما قبل النكسة لم نكن نعرف اليهود.. أنا أقول لك بصراحة أنا حاربت اليهود عام 48 ولم نكن نعرف صفاتهم ولا خداعهم،.. وفي 56 بدأنا نعرفه وفي 67 استطعنا أن نأسر منهم أسرى وتمكنا من معرفتهم وخططهم وكيف يقاتلون وأصبحنا نعرف العدو معرفة تامة. كما أن الرئيس جمال عبد الناصر كان بعيدا عن القوات المسلحة هذه نقطة ضعف سبب من أسباب حصول النكسة.. وكان يعطي القيادة الهيمنة للقوات المسلحة، وللمشير عبد الحكيم عامر رغم إني أحب عبد الحكيم واحترمه لكن حبه شيء والمواضيع الأخرى شيء آخر.
"كنا مؤمنين أن الله سينصرنا خلال حرب أكتوبر فقد أخذنا بالأسباب واستعددنا جيداً .. وأذكر أنني في عام 71 قابلت أحد الشيوخ المعروفين بصلاحهم بإحدى المحافظات يوجد له مسجد وضريح يحمل اسمه وقال لي أنه شاهد رؤية للرئيس السادات وهو يهزم اليهود وطلب مني أن أخبره بذلك وبالفعل عندما قلت ذلك للسادات فرح كثيراً بهذه الرؤية التي رآها الشيخ الصالح" .. هكذا بدأ اللواء أركان حرب عبد المنعم خليل حديثه معنا في الذكرى ال41 لانتصارات أكتوبر.
اللواء عبد المنعم خليل تاريخ يمشي على الأرض ..عاش سنوات من الكفاح والحرب .. ويعتبر أحد أهم الخبراء والمؤرخين العسكريين الذين يعتد بآرائهم تخرج في الكلية الحربية عام 1941شارك في جميع الحروب المعاصرة التي خاضتها مصر بدءاً من حرب فلسطين 1948، العدوان الثلاثي 1956، حرب اليمن 1962، حرب 1967، حرب الاستنزاف، وأخيرا أكتوبر 1973 التي كان قائدا للجيش الثاني الميداني .
تدرج في المناصب العسكرية من قائد كتيبة 53 مشاة و رئيسا لعمليات القوات العربية باليمن ثم قائد لوحدات المظلات و رئيس أركان الجيش الثاني فقائد له ثم مساعدا لوزير الحربية .. حصل علي العديد من الأوسمة والنياشين منها وسام بطل الجيش الثاني ونجمة الشرف العسكرية عن دوره في حرب أكتوبر..هو اللواء أركان حرب عبد المنعم خليل الذي أكمل منذ أسابيع عامه ال 93 ويعتبر أحد القادة المصريين العظام الذين قادوا معارك عديدة من أجل الوطن وكان شعاره الدائم خلالها "مصر أولا ودائما ومن أجلها يهون أي دم ".
- سنوات من الكفاح العسكري خضت فيها معارك وذقت طعم الانتصارات وعرفت معنى الهزيمة بداية نود التعرف على مناصبك التي توليتها حتى الحرب؟
في عام 1964 عينني المشير عبد الحكيم عامر وزير الحربية آنذاك قائداً لوحدات المظلات وهو المنصب الذي كنت أشغله وقت اندلاع حرب 5 يونيو 1967 وبعد الحرب تمت عدة تغييرات في القيادة العسكرية وأسندت إلي قيادة فرقة في منطقة الإسماعيلية، وأذكر أن معركة رأس العش التي كانت في أول يوليو عام1967 كان لها تأثير كبير لرفع الروح المعنوية لقواتنا المسلحة بعد هزيمة 5 يونيو، فعدد قليل من الجنود والضباط المصريين منع تقدم القوات الإسرائيلية باتجاه فايد وكبدهم خسائر كبيرة جعلتهم يتراجعون، وبالنسبة لي فقد توليت لاحقا قيادة الفرقة الثالثة بالإسماعيلية، وفي عملية استشهاد الفريق عبد المنعم رياض بنيران الإسرائيليين استشهد معه أيضا اللواء عدلي سعيد قائد الجيش الثاني فخلفه اللواء عبد السلام توفيق، وعند مغادرته المنصب لتولي منصب آخر خلفته في قيادة الجيش الثاني في شهر سبتمبر1969، وظللت في هذا الموقع حتى يناير 1972 حيث نقلت لهيئة التدريب، وبعد تولي أحمد إسماعيل وزارة الحربية أسندت إلي قيادة المنطقة المركزية، وقد شهدت خلال عملي كقائد للجيش الثاني حرب الاستنزاف البطولية والتي شهدت أعمالا مجيدة زرعت الرعب في قلوب الإسرائيليين حتي توقف القتال وفقا لقرار وقف إطلاق النار ومبادرة روجرز في عام1970.
- كيف تم إسناد مسئولية قيادة الجيش الثاني لك؟
كنت أشعر بأنني سأعود لقيادة الجيش الثاني وخلال الأيام الأولي للحرب تلقيت اتصالا من اللواء الجمسي يخبرني بأن اللواء سعد مأمون أصابه المرض صباح يوم 14 أكتوبر، وأن الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس الأركان يريدني لتعييني بقيادة الجيش الثاني، فعدت لموقعي السابق كقائد للجيش الثاني مستلما القيادة من تيسير العقاد الذي كان رئيس أركان الجيش الثاني وتولي قيادته مؤقتا بعد مرض سعد مأمون والذي زرته واطمأنت علي صحته.
كيف كانت الأوضاع علي الجبهة عند توليك القيادة؟
بالنسبة للقوات المتقدمة والموجودة شرق القناة فقد كانت بحالة ممتازة وتحافظ علي مواقعها وتصد بعض الهجمات المضادة التي ينفذها الجانب الإسرائيلي، وكان العدو يركز كل مجهوده علي منطقة الثغرة بهدف الوصول إلي الإسماعيلية شمالا والسويس جنوبا لتطويق وحصار الجيشين الثاني والثالث، وعند وصولي لتولي قيادة الجيش الثاني كان تطوير الهجوم قد انتهي تقريبا بدون نتائج كبيرة.
وما هى الخطة التى شاركت فى اعدادها لتطوير الهجوم؟
لابد أن نعلم أننا خضنا حرب أكتوبر في ظل إمكاناتنا الممكنة فلم تكن لدينا أسلحة متطورة للغاية من الطائرات وغيرها، ولذا كانت خطة الحرب تعتمد علي العبور والوصول إلي عمق يتراوح ما بين10-15 كيلو مترا شرق القناة، وهي المسافة التي تستطيع صواريخ الدفاع الجوي تأمينها لمنع اقتراب الطيران المعادي، ولذا كان تطوير الهجوم للوصول إلي عمق يتراوح ما بين20-30 كيلومترا يحتاج إلي حماية لم تكن متوافرة في ظل هذه الإمكانات والتي استغللناها وحققنا إنجاز العبور وتدمير خط بارليف والوصول لعمق أكثر من10 كيلومترات داخل سيناء ولا ننسي التدخل الأمريكي لصالح إسرائيل والذي دفع السادات للقول إنني لا أستطيع أن أحارب أمريكا.
- أثير حول ثغرة الدفرسوار لغطا كبيرا ما هى حقيقة مسؤوليتك عنها ؟
كان الضغط الإسرائيلي على الجيش الثاني في منطقة الدفرسوار حيث الفرقة 16 .. وفي يوم 18 أكتوبر جاءني في مقر قيادة الجيش الثاني الفريق سعد الشاذلي وقاد المعارك حتى يوم 20 حيث أخبرني بأنه سيعود للقاهرة ليعرض على الرئيس السادات وقف إطلاق النار، وأود الإشارة إلى أن المخابرات الحربية المصرية كانت قد حذرت قبل حرب أكتوبر بمدة كبيرة وبالتحديد في عام 1968 من أن الجانب الإسرائيلي سيحاول عند اندلاع الحرب خلق ثغرة بين الجيشين الثاني والثالث للعبور من خلالها وذلك في منطقة الدفرسوار، وكانت هناك خطة معدة سلفا وتمت تدريبات عليها قبل حرب أكتوبر للتعامل مع هذا الاحتمال وأشرفت على هذه التدريبات بنفسي وأجريناها أكثر من مرة.
- إذن لماذا حدثت الثغرة طالما كانت متوقعة ؟
القوات المصرية التي كانت قد تدربت على التعامل مع الثغرة وفق الخطة المعدة سلفا تم سحبها من مواقعها يوم 14 أكتوبر للدفع بها والمشاركة في عمليات العبور على الضفة الشرقية، وبالتالي لم تكن هناك قوات كافية غرب القناة لتأمين تلك المنطقة وتنفيذ خطة التامين كما تم إلحاق خسائر في صفوفنا في الدفاع الجوي حيث نجحت إسرائيل من خلال المساعدات الأمريكية والجسر الجوي الأمريكي- والذي نقل لها أسلحة حديثة منها صواريخ تتعقب أشعة الدفاع الجوي للوصول لمحطات الدفاع الجوي وتدميرها وتنطلق من علي بعد40 كيلومترا- في تدمير معظم كتائب الدفاع الجوي في تلك المنطقة وبالتالي كانت هناك حرية حركة للطيران الإسرائيلي في الوصول لمنطقة الاختراق في الدفرسوار وتأمين قواتهم وضرب القوات المصرية.. وبرغم صمود وبسالة الفرقة 16 ولواء من الفرقة 21 إلا أن الإسرائيليين استطاعوا الاختراق.
- قيل إن السادات رفض طلب من سعد الشاذلي بسحب بقوات من الضفة الشرقية إلى منطقة الثغرة لصد الهجوم وهو ما تسبب في نجاح القوات الإسرائيلية؟
أنا لا اعرف حقيقة هذه الواقعة الشائعة ولم أكن شاهداً عليها ولكن ما أثق فيه أن السادات لو كان استجاب لمثل هذا الطلب لأدى ذلك لكارثة أكبر من ثغرة الدفرسوار لأن سحب قوات من الضفة الشرقية كان سيعطى انطباع لدى الجنود بأن الجيش ينسحب ونحن لدينا تجربة مريرة في حرب 67 وكنا نريد أن نحافظ على معنويات جنودنا كذلك فإن قواتنا شرق القناة لم يكن بإمكانها تطويق القوات الإسرائيلية عند محور الاختراق أو قطع خطوط مرورها بسبب الطيران الإسرائيلي.
- وما هي الخطوات التي اتخذتموها لوقف الثغرة؟
كنت على اتصال مستمر مع اللواء عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث وتعاونت مدفعية الجيشين الثاني والثالث لدك القوات الإسرائيلية وسببت لهم خسائر كبيرة. وكانت بقيادة أرييل شارون الذي حاول جاهدا للاستيلاء على الإسماعيلية.
- وماذا فعلت لوقف الاختراق ومنع شارون وقواته من الوصول إلى الإسماعيلية؟
عندما كنت قائدا للجيش الثاني قبل حرب أكتوبر تكونت لدي خبرة كبيرة بطبيعة الأرض في تلك المنطقة ونقاط القوة والضعف وعند عودتي لقيادة الجيش الثاني كانت القوات الإسرائيلية موجودة بالفعل في الثغرة فكرت سريعا في تأمين المواقع الحيوية ومنطقة الإسماعيلية ضد أي اختراق إسرائيلي، ولذا وضعت بعض القوات من الصاعقة والمظلات علي طول أي طرق باتجاه الإسماعيلية سواء أكانت مدقا أم وديانا أم سكة حديد أم غير ذلك من الطرق التي يمكن أن يستخدمها الإسرائيليون للوصول للإسماعيلية، وبالفعل نجحت تلك القوات في نصب العديد من الأكمنة علي طول طرق الاقتراب من الإسماعيلية وتلغيمها لاصطياد العدو، ونجحت تلك الأكمنة في إلحاق خسائر كبيرة بصفوف الجانب الإسرائيلي والذي كان يقوده آرييل شارون والذي كان يسعي باستماتة للوصول للإسماعيلية ولكن نجحت قوات الصاعقة والمظلات في وقف قواته وتكبيدها خسائر كبيرة، فحول العدو اتجاهه من التوجه شمالا نحو الإسماعيلية إلي الجنوب باتجاه السويس بعدما شعر بأنه من المستحيل الوصول للإسماعيلية لضراوة القوات المصرية، كذلك فإن المدفعية كان لها دور كبير ومهم للغاية وكان قائد مدفعية الجيش الثاني المشير عبد الحليم أبو غزالة واتفقنا علي تركيز المدفعية علي المنطقة التي توجد بها القوات الإسرائيلية المهاجمة والمتجهة صوب الإسماعيلية وبالفعل أمطرت المدفعية تلك القوات بوابل مستمر من نيران المدفعية وبشكل مكثف للغاية كبدها خسائر فادحة، وأقول لولا تدمير المدفعية وكمائن قوات الصاعقة والمظلات للقوات المعادية يوم20 أكتوبر لنجح الإسرائيليون في الوصول إلي الإسماعيلية.
- انتهكت القوات الإسرائيلية قرار وقف إطلاق النار عدة مرات فكيف تعاملتم مع ذلك؟
كانت الأوامر الصادرة لنا هي الالتزام بوقف إطلاق النار الصادر يوم22 أكتوبر، ولكن القوات المعادية انتهكت ذلك وسعت مجددا للتقدم إلي الإسماعيلية، وكنا جاهزين لوقفهم ومنعهم واشتبكنا معهم وتكرر ذلك حتي وقف القتال فعليا يوم 28 أكتوبر.
- من وجهة نظرك ما هي أسباب نكسة 67؟
أنا أرجعها إلى أسباب اعتبر أن سبب غيابها حصلت النكسة.. ولما اتبعناهم بشكل صحيح حصل إننا استطعنا في حرب الاستنزاف انتقل جدار الخوف إلى إسرائيل وحققنا نجاحنا في أكتوبر 73.
وكان لي الشرف في قيادة الجيش الثاني الميداني في مصر وهذا قبل أكتوبر في عملية استنزاف في نهاية 68أو اول 69 وحتى وفاة جمال عبد الناصر..
وجاء الرئيس السادات وتركت الجيش سنة 71 وعدت مرة ثانية قائداً في 73 ففي وقت ما قبل النكسة لم نكن نعرف اليهود.. أنا أقول لك بصراحة أنا حاربت اليهود عام 48 ولم نكن نعرف صفاتهم ولا خداعهم،.. وفي 56 بدأنا نعرفه وفي 67 استطعنا أن نأسر منهم أسرى وتمكنا من معرفتهم وخططهم وكيف يقاتلون وأصبحنا نعرف العدو معرفة تامة. كما أن الرئيس جمال عبد الناصر كان بعيدا عن القوات المسلحة هذه نقطة ضعف سبب من أسباب حصول النكسة.. وكان يعطي القيادة الهيمنة للقوات المسلحة، وللمشير عبد الحكيم عامر رغم إني أحب عبد الحكيم واحترمه لكن حبه شيء والمواضيع الأخرى شيء آخر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.