كان عندنا قرية في الصعيد، أهلها طيبون، مسالمون، مساحتها كبيرة، وخيراتها كثيرة، عمدتها عجوز، وظالم، كانت تتعرض دائما لغارات من مطاريد الجبل، وحاولوا علي مدار السنين احتلال هذه القرية، في عهد هذا العمدة، وفي عهود من سبقوه، وكان القتل عقيدتهم، والحرق أسلوبهم، والترويع منهجهم، ولم ينجح عنفهم في احتلال هذه القرية.. وكان هؤلاء المطاريد بينهم القتلة، وقطاع الطرق، ومحترفو حرق المنازل والزرائب والزرع، وكانوا دائما ملثمين حتي لا يعرفهم احد، وكانت تتبناهم وتمولهم قرية صغيرة مجاورة كنا نطلق عليها القرية اللقيطة، لان اهلها بلا اصل، وكانوا يدارون قلة اصلهم بفلوسهم الكثيرة التي هبطت عليهم من السماء، بعد ان تحولت مساحات كبيرة من قريتهم من زراعة الي مبان، فاصبحوا اغنياء بين يوم وليلة ولكن ظلوا بلا اصل. واستغلت القرية اللقيطة شهوة المطاريد في احتلال القرية الكبيرة، فاستضافتهم، ونقلت اقامتهم من الجبل اليها، واتفقوا ان يغيروا طريقتهم في الاحتلال، منتهزين فرصة استياء اهل القرية من العمدة العجوز، ومطالبتهم بعزله وتغييره، فارتدي المطاريد عباءة الواعظين وساروا مع الثائرين دون ان يكونوا ثائرين وانتشروا في المساجد والزوايا، وفي الحقول يعظون الناس كما تعظ الشياطين. وتنحي العمدة امام مشاعل النار التي يحملها الثائرون.. وبدأت رحلة البحث عن العمدة الجديد، فاختار المطاريد من هو اقلهم رجاحة في العقل، ودفعه شيخ المنصر لمنصب العمدة، ومولت القرية »اللقيطة» تكاليف الشاي والسكر والدقيق والبذور والكيماوي التي وزعها المطاريد علي اهل القرية مجانا تدعيما لمرشح المطاريد. وفاز مرشح المطاريد بمنصب العمدة وراح يستدعي كل مطاريد الجبل من كل مكان، يهتم بهم، ويعينهم في مناصب شيخ الخفر والمأذون، ورئيس الجمعية الزراعية، ومقاول الانفار، حتي شغلوا كل مناصب القرية. وازداد حال القرية سوءا عما كان ايام العمدة العجوز، فثار اهل القرية مرة اخري، وتصدي لهم المطاريد، بالقتل والحرق والخطف واغراق المحاصيل، ولكن كل ذلك لم يثنهم، حتي ظهر حكيم القرية وكبيرها وتولي منصب العمدة، وحاكم اهل القرية عمدة المطاريد هو ومن لم يستطيع الفرار.. اما باقي المطاريد فراحوا الي احضان القرية اللقيطة، التي نبذتها كل القري الي ان اضطرت الي التخلي مؤقتا عن عدد من المطاريد لان مصالحها اصبحت مهددة. ومازال المطاريد يغيرون علي القرية الكبيرة من وقت لآخر يقتلون الخفراء، ويقتلون الاهالي، متوهمين ان الاحتلال سيعود. ولكن الاحتلال لم يعد، واصبحت حكايتهم تروي علي الربابة، يسمعونها وهم في الجبل مطاريد. آخر كلمة المصريون سيظلون عظماء، مولوا حفر قناة السويس الجديدة في 8 أيام ودفعوا 64 مليار جنيه، كما عبروا قناة السويس القديمة في 6 ساعات.. المصريون أهم. كان عندنا قرية في الصعيد، أهلها طيبون، مسالمون، مساحتها كبيرة، وخيراتها كثيرة، عمدتها عجوز، وظالم، كانت تتعرض دائما لغارات من مطاريد الجبل، وحاولوا علي مدار السنين احتلال هذه القرية، في عهد هذا العمدة، وفي عهود من سبقوه، وكان القتل عقيدتهم، والحرق أسلوبهم، والترويع منهجهم، ولم ينجح عنفهم في احتلال هذه القرية.. وكان هؤلاء المطاريد بينهم القتلة، وقطاع الطرق، ومحترفو حرق المنازل والزرائب والزرع، وكانوا دائما ملثمين حتي لا يعرفهم احد، وكانت تتبناهم وتمولهم قرية صغيرة مجاورة كنا نطلق عليها القرية اللقيطة، لان اهلها بلا اصل، وكانوا يدارون قلة اصلهم بفلوسهم الكثيرة التي هبطت عليهم من السماء، بعد ان تحولت مساحات كبيرة من قريتهم من زراعة الي مبان، فاصبحوا اغنياء بين يوم وليلة ولكن ظلوا بلا اصل. واستغلت القرية اللقيطة شهوة المطاريد في احتلال القرية الكبيرة، فاستضافتهم، ونقلت اقامتهم من الجبل اليها، واتفقوا ان يغيروا طريقتهم في الاحتلال، منتهزين فرصة استياء اهل القرية من العمدة العجوز، ومطالبتهم بعزله وتغييره، فارتدي المطاريد عباءة الواعظين وساروا مع الثائرين دون ان يكونوا ثائرين وانتشروا في المساجد والزوايا، وفي الحقول يعظون الناس كما تعظ الشياطين. وتنحي العمدة امام مشاعل النار التي يحملها الثائرون.. وبدأت رحلة البحث عن العمدة الجديد، فاختار المطاريد من هو اقلهم رجاحة في العقل، ودفعه شيخ المنصر لمنصب العمدة، ومولت القرية »اللقيطة» تكاليف الشاي والسكر والدقيق والبذور والكيماوي التي وزعها المطاريد علي اهل القرية مجانا تدعيما لمرشح المطاريد. وفاز مرشح المطاريد بمنصب العمدة وراح يستدعي كل مطاريد الجبل من كل مكان، يهتم بهم، ويعينهم في مناصب شيخ الخفر والمأذون، ورئيس الجمعية الزراعية، ومقاول الانفار، حتي شغلوا كل مناصب القرية. وازداد حال القرية سوءا عما كان ايام العمدة العجوز، فثار اهل القرية مرة اخري، وتصدي لهم المطاريد، بالقتل والحرق والخطف واغراق المحاصيل، ولكن كل ذلك لم يثنهم، حتي ظهر حكيم القرية وكبيرها وتولي منصب العمدة، وحاكم اهل القرية عمدة المطاريد هو ومن لم يستطيع الفرار.. اما باقي المطاريد فراحوا الي احضان القرية اللقيطة، التي نبذتها كل القري الي ان اضطرت الي التخلي مؤقتا عن عدد من المطاريد لان مصالحها اصبحت مهددة. ومازال المطاريد يغيرون علي القرية الكبيرة من وقت لآخر يقتلون الخفراء، ويقتلون الاهالي، متوهمين ان الاحتلال سيعود. ولكن الاحتلال لم يعد، واصبحت حكايتهم تروي علي الربابة، يسمعونها وهم في الجبل مطاريد. آخر كلمة المصريون سيظلون عظماء، مولوا حفر قناة السويس الجديدة في 8 أيام ودفعوا 64 مليار جنيه، كما عبروا قناة السويس القديمة في 6 ساعات.. المصريون أهم.