وداعا فارس الكلمة ومغوار القلم وأديب الرواية وصانع الابتسامة وملك الكتابة الساخرة..رحل المدافع عن حقوق الغلابة والفقراء..سخر كلمته في " نصف كلمة " للشعب علي مدار أكثر من 50 عاما..أدرك أن النجاح الحقيقي هو نقل معاناة المواطن البسيط. عمل بمبدأ خير الكلام ما قل ودل فكتب نصف كلمة..كانت كلماته بسيطة ولكنها أتقل من الجبال علي رقاب المسؤولين..كانت حروفه موجزة ولكنها سيف علي الفساد يحارب به كل من طغى على حساب الفقراء..كان ضيفا دائما لدى أمن الدولة كلما ألمح إلى فساد أو كتب عن توحش مسؤول كبير..عرفه العامة من الشعب لأنه كان مرآة لكل معاناتهم وأحلامهم. حسرة بالغة وحزن عميق سيطر على الشارع المصري بعد إعلان نبأ وفاة الساخر أحمد رجب..دموع الفقراء انهمرت ولسان حالها " مين حيجففك بعد وفاة العملاق أحمد رجب ".. رمضان محمد بائع: كنت أرى نفسي في شخصية فلاح كفر الهنادوه التي كتبها أحمد رجب ورسمها مصطفى حسين، وبوفاة العملاقين أقول انتهى زمن التعبير عن المواطن البسيط وآلامه ومشاكله، وكنت أتابع شخصياته على صفحات الأخبار وكان من أشهر الشخصيات التي كنت أميل لها شخصية كمبورة وعبده مشتاق. عبد الرحمن عبد التواب عامل نظافة: " مات من كان يلخص أوضاعنا المادية والاجتماعية السيئة، فقد كان المعبر الأول عن مشاكل الحياة اليومية التي تواجهنا، كتب كثيرا عن الباعة الجائلين وعن مشاكلنا وكنا نضحك ونبكي في نفس الوقت من سخريته..الله يتغمده برحمته "، فالفقيد أمتعنا بأسلوبه الساخر ولن أنسى ما كتبه مؤخرا في نصف كلمة عندما قال " أموت مطمئنا الآن علي مصر بعد وصول قائد محنك لها وهو السيسي " والآن مات أحمد رجب وهو مطمئن على مصر". وليد عبد الله سائق: كنت انتظر الصباح الباكر لشراء نسخة الأخبار لقراءة نصف كلمة أحمد رجب، فقد تربيت في منزل يعشق كتابات أحمد رجب، فهو المعشوق الأول للغلابة لأنه يكتب بأسلوب سهل وبسيط يفهمه العامة وكلماته كانت تذبح المسؤولين والحكومات والوزراء وأحيانا الرؤساء، وأحمد رجب هو نموذج للكاتب الذي احترم نفسه وقراءه ولم يتكسب من كتاباته طيلة عمره مثلما يفعل كثيرون من أقران مهنته، فحقا قد كان أحمد رجب نموذجا للكلمة الشجاعة التي لا تخشي في الله لومة لائم". علي حسن موظف: نصف كلمته كانت تزن كتبا ومراجع، وكان لها بالغ الأثر في نفوس القراء والوزراء، فقد كان يسخر من كل شيء سلبي في مصرنا الحبيبة ويحاول أن يعالج الأخطاء والمشاكل التي تواجه المواطن البسيط ، ولم أشاهد أحمد رجب قط على شاشة من شاشات الفضائيات وهو ما يعني انه لم يلهث للشهرة أو البحث عن المجد الفضائي، فقد كانت نصف كلمة كل حياته". هدي زينهم ربة منزل:" تعودت على قراءة نصف كلمة لأحمد رجب منذ طفولتي، وخسارة أحمد رجب ليست خسارة لأخبار اليوم فقط ولكن خسارة لمصر بأكملها، فقد خسرت الكاتب الساخر الأول في الشرق الأوسط، ويجب تخليد كتاباته في مجلدات حتى يتعلم منها الأجيال ويعاد نشرها في صورة حلقات مسلسلة ويتم استدعاء أشهر نصف كلمة في المشاكل التي تقابلنا، فقد كتب عن كل شيء". ناصر تمام، 45 عاماً، موظف: " اليوم فقدت مصر فارسا من فرسان الصحافة المصرية الحرة ، أنا شخصياً دائماً أطلق عليه المحارب وليس الكاتب فهو صاحب القلم الطاهر الشريف الذي دافع عن مختلف فئات الوطن وحارب من أجلها " وحقيقي ربنا يعوضنا ويصبرنا علي فراقه ". قال صلاح الشاذلي، 67 عاماً، بائع بسوق العبور: " أشتري الأخبار منذ أكثر من 40 سنة واعتدت يومياً أن أبدأ قراءة الأخبار بمقال نصف كلمة، فالمزاج اليومي يبدأ معها وبدونها ينقصني الكثير ولا اعرف ماذا سأقرأ بعد وفاة الكاتب الكبير أحمد رجب، مصر تفقد قاماتها الآن ويجب تكريم هؤلاء العمالقة حتى لا ينسي أجيالنا ماضينا فأمة بلا ماضي أمة بلا مستقبل". عرفات حمدي سائق ميكروباص: "رغم عدم استكمالي تعليمي وحصولي فقط علي الشهادة الابتدائية إلا إنني كنت أميل إلى قراءة نصف كلمة لأن أسلوبه كان لسان حال كثير من الفقراء وكنت أري نفسي في مقاله، وكان يلخص مشاكلي في كلمات معدودة، وكنت اشاهد " الركاب " معي يقتنون الاخبار يوميا ويقرءون نصف كلمة ويدور حولها الأحاديث داخل الميكروباص".