رغم كل الادعاءات الكاذبة والمغلوطة التي تدعيها وتروج لها أبواق ومنابر الكذب والبهتان، فإن مصر لم ولن تتوقف عن أداء دورها الوطني والقومي تجاه القضية الفلسطينية ومساندتها للشعب الفلسطيني، في مواجهة العدوان الإسرائيلي الغاشم واللاإنساني المستمر علي قطاع غزة منذ الثامن من يوليو الماضي وحتي اليوم. وفي هذا الإطار جاء النداء المهم الذي وجهه الرئيس عبدالفتاح السيسي بالأمس، لوقف نزيف الدم الفلسطيني المهدر والمسفوح في غزة، علي يد آلة الحرب الإسرائيلية التي تشن حرب إبادة ومجازر همجية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، والتي راح ضحيتها حتي الآن حوالي ألف وسبعمائة «1700» شهيد وما يزيد علي ثمانية آلاف مصاب معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ. والنداء الذي أطلقه السيسي بالأمس خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس الوزراء الإيطالي، في ختام مباحثاتهما بالقاهرة، ..، كان موجهاً إلي ضمير العالم، وجميع القوي المحبة للسلام، في ذات الوقت الذي كان موجهاً فيه إلي الطرفين المتقاتلين، ..، وموجهاً أيضاً إلي الأممالمتحدة ومجلس الأمن، وهو ما دفع رئيس الوزراء الإيطالي لإعلان تأييده الكامل للنداء والمشاركة الكاملة في الدعوة المصرية لوقف إطلاق النار. ولم يتوقف رئيس الوزراء الإيطالي عند هذا الحد، بل أعلن بكل الوضوح تأييد إيطاليا الكامل للمبادرة المصرية المطروحة لوقف الحرب الدائرة علي غزة، بوصفها المبادرة الوحيدة القادرة علي التعامل مع هذا الموقف الخطير بكل تداعياته وتهديداته القائمة والمحتملة. والمبادرة المصرية لا تتوقف عند الدعوة لوقف إطلاق النار ووقف نزيف الدم فقط، بل تسعي للتهدئة الشاملة، والتفاوض للتوصل إلي أسس هذه التهدئة، كخطوة لازمة علي طريق الحل النهائي، الذي يتحقق بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة علي الأراضي المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس العربية. والمتابع للمؤتمر المشترك للسيسي مع ماتيو رينزي أمس يلفت انتباهه بقوة، أن مصر قد بدأت في استرداد عافيتها وحضورها الاقليمي والدولي، بعدما مرت به من ظروف وأحداث ومتغيرات خلال الثلاث سنوات ونصف السنة الماضية، ..، وأنها عائدة لاحتلال موقعها والقيام بدورها ومسئولياتها بثبات وثقة، بعد نجاحها في استيفاء الاستحقاقات التي التزمت بها في خارطة المستقبل، ..، وهذه هي رسالة مصر الواضحة للعالم الآن، التي ركز عليها السيسي بالأمس.