134 مرشحا يتنافسون على مقاعد البرلمان بالمنوفية    وزير الري يؤكد حرص مصر على دعم أواصر التعاون مع الصومال في مجال الموارد المائية وبناء القدرات    زراعة الفيوم تواصل جهودها في معاينات وتراخيص محلات الأعلاف وكارات المواشي    شريف حلمي: الأكاديمية العربية شريك أساسي في إعداد كوادر مشروع الضبعة النووية    عاجل- إسرائيل تعلن عن مرض نتنياهو تزامنًا مع جلسات محاكمته    وزراء دفاع الناتو يبحثون تعزيز القدرات العسكرية وتنفيذ الأهداف الجديدة للحلف    بيراميدز يرسل رمضان صبحي وأسامة جلال إلى ألمانيا للعلاج والتأهيل تمهيدًا للعودة للملاعب    تحت رعاية محافظ بني سويف: بلال حبش يُكرّم لاعبي ولاعبات بني سويف الدوليين ولاعبات السلة "صُمّ"    بعد تحطيم رقم بانكس.. حارس إنجلترا يطمح لإنجاز جديد أمام لاتفيا    عاجل- رئيس الوزراء يتفقد المتحف المصري الكبير لمتابعة الاستعدادات النهائية    مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يعلن عن البوستر الجديد لدورته ال46    عملية أمنية شاملة لاستهداف المتعاونين مع الاحتلال في قطاع غزة    مكتبة مصر العامة بدمنهور تحصد المركز الثالث في مسابقة مكتبة العام المتنقلة 2025    مشهد إقليمي جديد تحكمه خريطة السلام    رسوم إنستاباي على التحويلات.. اعرف التفاصيل الكاملة    متحدث الحكومة: تمويل 128 ألف مشروع بالمحافظات الحدودية ب4.9 مليار جنيه    التعليم توجه المديريات بخطوات جديدة لسد العجز في المدارس للعام الدراسي الحالي    برشلونة يُحصن نجمه بعقد طويل الأمد وشرط جزائي خرافي    تأجيل استئناف 6 متهمين بالانضمام لجماعة إرهابية ب«6 أكتوبر» ل12 نوفمبر    السجن المؤبد والمشدد في جريمة قتل بطوخ.. جنايات بنها تُصدر أحكامها على 12 متهما    ضبط 160 باكو بسكويت مدرسى منتهى الصلاحية قبل بيعها بسوق بلبيس    وزير التعليم: 88% من طلاب أولى ثانوي اختاروا نظام "البكالوريا المصرية"    سلوك عدواني مرفوض.. «خطورة التنمر وآثاره» في ندوة توعوية ل«الأوقاف» بجامعة مطروح    إيفاد: الحلول القائمة على الطبيعة تحسن رطوبة التربة وتزيد كفاءة أنظمة الري    الهلال الأحمر الفلسطينى: مستمرون فى تقديم خدماتنا الصحية فى غزة رغم كل التحديات    وزير الثقافة: قافلة مسرح المواجهة والتجوال ستصل غزة حال توفر الظروف المناسبة    «القوس بيعشق السفر».. 5 أبراج تحب المغامرات    هدى المفتى تقدم البطولة النسائية أمام محمد إمام في فيلم شمس الزناتى    بعد تعيينه شيخاً للمقارئ أحمد نعينع: أحمد الله على ما استعملنى فيه    حكم تشغيل القرآن الكريم عبر مكبرات الصوت قبل الفجر والجمعة    الجامع الأزهر يقرر مد فترة التقديم لمسابقة بنك فيصل لذوى الهمم حتى 20 أكتوبر الجارى    وزير الصحة يبحث إنشاء مراكز تدريب للجراحة الروبوتية فى مصر    اليوم العالمى لغسل اليدين.. خطوات بسيطة لتحضير صابون سائل من مكونات طبيعية    "الإسكوا" تمنح "جهار" جائزة النجمات الذهبية الثلاث تقديراً لإنجازها العالمى    أول تعليق من وزير الشئون النيابية على فوز مصر بعضوية مجلس حقوق الإنسان    مصر تعين سفيرا جديدا في إثيوبيا    السجن المشدد ل 7 متهمين بحيازة المواد المخدرة في المنيا    اللجنة الخاصة: استثناء "فوات الوقت" في استجواب النيابة للمتهمين    هيقولوا مخي اتلحس.. باسم يوسف: خايف من الحلقة الجاية من برنامج "كلمة أخيرة"    بالصور.. وزير العمل: بدء اختبارات المُرشحين للعمل بشركة مقاولات بالإمارات على مهنة سباك    إنجاز طبي جديد بمستشفى أجا المركزي: نجاح جراحة دقيقة لإنقاذ مريض بنزيف حاد بالمخ    وكالة الصحافة الفرنسية: هجوم بطائرات مسيرة على العاصمة السودانية    عاجل- مجلس الوزراء يشيد باتفاق شرم الشيخ للسلام ويؤكد دعم مصر لمسار التسوية في الشرق الأوسط    محافظ أسوان يدشن وحدة الكلى الجديدة بمستشفى كوم أمبو المركزي    ضبط 105519 مخالفة مرورية خلال 24 ساعة    مصر تتعاون مع شركة إماراتية لتنفيذ دراسات مشروع الربط الكهربائي مع أوروبا    وزير التعليم العالي: مصر تسعى جاهدة للتحول إلى مركز إقليمي ودولي للبحث العلمي والابتكار    البنك المركزي المصري يوقع مذكرة تفاهم مع الإدارة الوطنية الصينية للتنظيم المالي    الكرملين: بوتين سيجري محادثات مع الرئيس السوري اليوم    وزير الخارجية يلتقي وفد نموذج محاكاة برلمان الشباب العربي    التحقيق مع عنصرين جنائيين حاولا غسل 50 مليون جنيه حصيلة تجارة مخدرات    أسرة سوزي الأردنية تساندها قبل بدء ثاني جلسات محاكمتها في بث فيديوهات خادشة    تعرف على مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء في سوهاج    متى يكون سجود السهو فى الصلاة قبل السلام؟.. أمين الفتوى يوضح    الإفتاء: السير المخالف في الطرق العامة محرم شرعًا ويُحمّل صاحبه المسؤولية القانونية    «اللي معاه دليل يطلعه».. المندوه يرد على اتهامات «الرشاوي» في الزمالك (خاص)    رمضان السيد: ظهور أسامة نبيه في هذا التوقيت كان غير موفقًا    رغم منع دخول أعلام فلسطين.. إيطاليا تهزم إسرائيل وتنهي فرصها في التأهل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بالتفاصيل..طرد إسرائيل من أشهر معمل تكرير بالشرق الأوسط وتشغيله بأيدي مصرية 100%
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 02 - 08 - 2014

عندما يقرر المصري أن يفعل فهو يفعل ويتحدى الصعاب ليحقق غايته، فما قام به الشعب في ثورة 30 يونيو وما تبعها يؤكد إصرار المصريين على الوصول بوطنهم إلى ما يستحقه، وما حققه عمال ميدور يؤكد صلابة العامل المصري الذي استطاع الحفاظ على أكبر كيان بترولي لأشهر معامل التكرير في الشرق الأوسط.
إنها قصة نجاح المصريين الذين خلصوا المعمل من سيطرة الأمريكان والصهاينة وتعاملوا مع تكنولوجيا معقدة طوعوها وطوروها وابتكروا المزيد لتحقيق طفرة مشهودة في إنتاج الوقود .
و بالعمل وبالأرقام و في ظل الظروف العصيبة التي يمر بها الاقتصاد يتحدث عمال ميدور بفخر لأنهم واصلوا الليل بالنهار دفاعا عن أشهر معامل تكرير البترول في الشرق الأوسط ولم يتوقف العمل لحظة واحدة، وهاهم يبدءون أولى خطوات البناء في عصر الرئيس السيسى لتنفيذ توسعات جديدة تفوق المليار دولار لزيادة طاقة التكرير إلى 175 ألف برميل يوميا، ورفع معدلات إنتاج البنزين والسولار والبوتاجاز بالإضافة إلى الفحم الذي بدأ فعليا تزويد مصانع الأسمنت للمساهمة في حل مشكلة الطاقة، وكذلك الكبريت لتطوير قطاع الزراعة ودفع الطفرة التي تقبل عليها مصر ورفع معدلات إنتاج المبيدات والكيماويات الوسيطة بالتعاون مع القوات المسلحة .
ثكنة عسكرية
الأخبار ذهبت إلى معمل ميدور وتجولت وسط المعدات العملاقة وخزانات الخام التي تضمن تشغيل المعمل لمدة شهر مما يؤكد احتياطي مطمئن من الوقود، تابعنا دورة العمل التي تسير وفق خطة محكمة فكل شيء بمقدار ولا مجال للصدفة، أما معدلات الأمن والأمان فتفوق الخيال وكأنها ثكنة عسكرية .. لا مجال للنقاش فقد وصلنا بوابة المعمل الرئيسية بالإسكندرية بعد الثانية ظهرا بصحبة مدير عام الشركة لكن لم يسمح لنا بالدخول ورجعنا للخلف لندخل من الباب المخصص للدخول في ذلك الوقت ،لاحظت عدد محدود للغاية من العاملين فتبين أن الجميع يعمل ويراقب دورة العمل المعقدة بشاشات وغرفة تحكم تعمل من خلال العقول المصرية التى احتلت مكان الأجانب وأثبتت جدارة وحققت أرباح ورفعت اسم مصر.
زيادة طاقة التكرير
اصطحبنا رئيس شركة ميدورر د.محمد عبد العزيز متولي، في جولة بالمعمل ليحكي بهدوء وثقة تفاصيل كل خطوة لنتعرف على الطفرة الهائلة التي حققتها عقولنا النابهة وأسستها خبرات قطاع البترول لتتحدى العالم وتثبت أن مصر قادرة على تحدى الصعاب .
في البداية يقول د. محمد عبد العزيز،إنه تم الانتهاء من الدراسات الأساسية للمشروع الذي تنفذه الشركة حاليا والذي يستهدف الوصول بطاقة المعمل من 100 ألف برميل إلى 160 ألف برميل يومياً بما يزيد طاقة الإنتاج السنوية من السولار بنسبة 95% لتصل إلى 4 مليون طن سولار و 240 ألف طن بوتاجاز بزيادة 50% ونأمل في الوصول إلى 175 ألف برميل.
ويشير إلى بدء الخطوات التنفيذية لمشروع زيادة الطاقة التكريرية للمعمل بنسبة 60% باستثمارات تقدر بنحو مليار دولار مما يعظم دوره في توفير المنتجات البترولية للسوق المحلى وخاصة السولار، وزيادة إنتاج البنزين عالي الأوكتين إلى 1.2مليون طن بزيادة 18% ، و1.2 مليون طن وقود طائرات بزيادة 35%.
ويضيف د محمد عبد العزيز، أن نتائج الدراسات الخاصة بالمشروع المقرر الانتهاء منه أواخر عام 2017 أكدت ارتفاع العائد الاقتصادي المتوقع تحقيقه حيث بلغ معدل العائد الداخلي حوالي 20% ، وأن المشروع يعد نقلة تكنولوجية لمعمل ميدور من الجيل الثالث إلى الجيل الرابع لمعامل التكرير من حيث التكنولوجيات المستخدمة.
وخلال الجولة تحدث د. محمد عبد العزيز، عن تشجيع المهندس شريف إسماعيل وزير البترول لعمال ميدور وترك الإدارة تتصرف بحرية في عملية شراء الخام والتعاقدات، مما يعطي دفعة إيجابية لتنويع المصادر والمناورة من خلال الأسواق العالمية للحصول على الفرص الواعدة والتي تسهم في ترويج ميدور عالميا.
وأشار إلى أن التعامل بثقة وإعطاء الحرية في التعامل وفق الظروف المتاحة ساهم في تحقيق مكاسب عديدة وإقبال عالمي لتكرير الخام لحساب الغير.
منتجات بيضاء
يقول محمد عبد العزيز، إننا نهدف لإنتاج المنتجات البيضاء ولا تنتج مازوت مطلقا كما أننا ننتج 400 ألف طن من الفحم بمعدل إنتاج لا يقل عن 1.2 ألف طن فحم يوميا، ونوفر 30بالمائة من حاجة السوق المحلي من البنزين والسولار والبوتاجاز ،بخلاف التصدير للخارج والذي يركز على تصدير وقود النفاثات ، بخلاف الفحم الذي يتم توجيهه لمصانع الأسمنت ، والكبريت الذي يتم تصنيعه بمصانع القوات المسلحة وتحويله لمبيدات وسماد زراعي ، ويؤكد أن هدف ميدور استراتيجي ليغطي منطقة الإسكندرية والمحافظات المجاورة بالوقود ، وأن التوسعات الجديدة تسمح برفع كفاءة المعمل إلى 75 بالمائة باستثمارات تزيد عن مليار دولار ليزيد إنتاج السولار 95 بالمائة، كما أن الدراسات الأساسية بدأت وهناك عروض عالمية لتمويل التوسعات منها عرض من البنك الأهلي بلندن وبنك الإمارات لنبدأ الإنتاج الفعلي بنهاية عام 2017 بحيث ترتفع كفاءة المعمل من 100 ألف برميل إلى 160 ألف ثم 175 ألف برميل يوميا .
طقوس خاصة
نتابع الجولة وسط مجموعة من العاملين في مختلف خطوط الإنتاج ويكمل د.محمد عبد العزيز، ليؤكد أن معمل ميدور يخضع لرقابة صارمة وتشرف عليه شركات رقابة دولية لتصنيفه عالميا، ويخضع لتقييم منظمة سولومن العالمية، حيث تحتل ميدور المركز الثاني بمنطقة الشرق الأوسط، ومؤمن عليه من مارش العالمية لمراقبة العمل والعمال ومعدلات الأما ، باختصار لدينا طقوس خاصة نمارسها يوميا لا تخضع للصدفة بل تسير وفق منظومة متناغمة منذ لحظة وصول الخام للخزانات عبر المراكب وخطوط النقل من خلال شركة سوميد مرورا بجميع مراحل التشغيل وفق برنامج دقيق وغرفة تحكم غاية في التطور تحكمها خبرات مصرية متقدمة ، كل ذلك دفعنا لنحصل على سمعة عالمية جعلت دول عديدة تتسابق لتكرير الخام لدينا أخرها السودان وعروض عالمية من عدة دول أخرى.
وقال محمد عبد العزيز إن عمال ميدور يوجهون دعوة للرئيس السيسى لزيارة المعمل الذي يعمل بنظام اليكتروني متطور ويؤكدون أن ميدور 2 سيكون هدية لمصر في هذه المرحلة تأكيدا لجدارة مصر سياسيا واقتصاديا.
وأكد عدد من العاملين أن هدف ميدور ليس اقتصاديا فقط بل هدف قومي بتأمين احتياجات مصر من الوقود وليؤكد أن العقل المصري قادر على إدارة منظومات متقدمة وعملاقة ومثلما تحدى الظروف وطرد اليهود من سيناء في حرب أكتوبر المجيدة كررها بطرد اليهود من ميدور ورفضوا تمليكهم ارض مصرية وتحايل مؤسس المعمل على تلك اللعبة بتأجير أرض المعمل التي تزيد عن 500 فدان ليفوت الفرصة على الصهاينة في التملك.
سولار وبنزين
ويضيف رئيس الشركة، أنه تم توقيع اتفاق بين شركتي ميدور وإنبي لإعداد الدراسات الهندسية لمشروع تحديث وحدة التقطير الجوي والتفريغي الحالية بالمعمل باستثمارات حوالي 6 ملايين دولار، وذلك لإضافة برج تقطير مبدئي لوحدة التقطير الحالية بهدف زيادة الطاقة التكريرية بنسبة 15بالمائة، كما أنه جاري تنفيذ مشروع تحديث التحكم الرقمي، وإعداد دراسات لتوسعات الوحدات من خلال شركة UOP العالمية بهدف زيادة السعة التكريرية لتصبح مائه وستون ألف برميل يوميا لتعظيم إنتاج السولار والبنزين والوصول إلى المواصفات العالمية للمنتجات وذلك كله بهدف تشغيل المعمل بأحدث التقنيات وزيادة الطاقة الإنتاجية للوحدات وبالتالي زيادة الإنتاج والربحية، كما تم استخدام استرجاع مياه الصرف الصناعي وإعادة استخدامها داخل المعمل ليكون معمل ميدور أول معمل يطبق أنظمة متقدمة في استرجاع المياه.
التحكم في الجودة
ويضيف د.محمد عبد العزيز، أنه يتم تأكيد الجودة من خلال معمل مجهز بأحدث أجهزة تحليلية معقدة بالإضافة إلى العمالة المؤهلة لتمكين معمل ميدور من إنتاج منتجات ذات مواصفات عالمية إلى جانب برامج تحليلية للتحكم في الجودة، كما أن المرونة العالية للوحدات التحويلية المتاحة بالمعمل أثناء عمليات التكرير والتصنيع تُمكن معمل ميدور من القدرة على تكرير العديد من الخامات المتنوعة وخلطها بنسب مختلفة حيث تم توفير الجزء الأكبر منها من خلال الخامات العربية وبعض الخامات المحلية، بالإضافة إلى قطفات بترولية رخيصة القيمة مثل LCO لإعادة تشغيلها بالمعمل لزيادة إنتاجية السولار بالشركة لتغطية زيادة الطلب المحلى على تلك السلعة الإستراتيجية الهامة.
عندما يقرر المصري أن يفعل فهو يفعل ويتحدى الصعاب ليحقق غايته، فما قام به الشعب في ثورة 30 يونيو وما تبعها يؤكد إصرار المصريين على الوصول بوطنهم إلى ما يستحقه، وما حققه عمال ميدور يؤكد صلابة العامل المصري الذي استطاع الحفاظ على أكبر كيان بترولي لأشهر معامل التكرير في الشرق الأوسط.
إنها قصة نجاح المصريين الذين خلصوا المعمل من سيطرة الأمريكان والصهاينة وتعاملوا مع تكنولوجيا معقدة طوعوها وطوروها وابتكروا المزيد لتحقيق طفرة مشهودة في إنتاج الوقود .
و بالعمل وبالأرقام و في ظل الظروف العصيبة التي يمر بها الاقتصاد يتحدث عمال ميدور بفخر لأنهم واصلوا الليل بالنهار دفاعا عن أشهر معامل تكرير البترول في الشرق الأوسط ولم يتوقف العمل لحظة واحدة، وهاهم يبدءون أولى خطوات البناء في عصر الرئيس السيسى لتنفيذ توسعات جديدة تفوق المليار دولار لزيادة طاقة التكرير إلى 175 ألف برميل يوميا، ورفع معدلات إنتاج البنزين والسولار والبوتاجاز بالإضافة إلى الفحم الذي بدأ فعليا تزويد مصانع الأسمنت للمساهمة في حل مشكلة الطاقة، وكذلك الكبريت لتطوير قطاع الزراعة ودفع الطفرة التي تقبل عليها مصر ورفع معدلات إنتاج المبيدات والكيماويات الوسيطة بالتعاون مع القوات المسلحة .
ثكنة عسكرية
الأخبار ذهبت إلى معمل ميدور وتجولت وسط المعدات العملاقة وخزانات الخام التي تضمن تشغيل المعمل لمدة شهر مما يؤكد احتياطي مطمئن من الوقود، تابعنا دورة العمل التي تسير وفق خطة محكمة فكل شيء بمقدار ولا مجال للصدفة، أما معدلات الأمن والأمان فتفوق الخيال وكأنها ثكنة عسكرية .. لا مجال للنقاش فقد وصلنا بوابة المعمل الرئيسية بالإسكندرية بعد الثانية ظهرا بصحبة مدير عام الشركة لكن لم يسمح لنا بالدخول ورجعنا للخلف لندخل من الباب المخصص للدخول في ذلك الوقت ،لاحظت عدد محدود للغاية من العاملين فتبين أن الجميع يعمل ويراقب دورة العمل المعقدة بشاشات وغرفة تحكم تعمل من خلال العقول المصرية التى احتلت مكان الأجانب وأثبتت جدارة وحققت أرباح ورفعت اسم مصر.
زيادة طاقة التكرير
اصطحبنا رئيس شركة ميدورر د.محمد عبد العزيز متولي، في جولة بالمعمل ليحكي بهدوء وثقة تفاصيل كل خطوة لنتعرف على الطفرة الهائلة التي حققتها عقولنا النابهة وأسستها خبرات قطاع البترول لتتحدى العالم وتثبت أن مصر قادرة على تحدى الصعاب .
في البداية يقول د. محمد عبد العزيز،إنه تم الانتهاء من الدراسات الأساسية للمشروع الذي تنفذه الشركة حاليا والذي يستهدف الوصول بطاقة المعمل من 100 ألف برميل إلى 160 ألف برميل يومياً بما يزيد طاقة الإنتاج السنوية من السولار بنسبة 95% لتصل إلى 4 مليون طن سولار و 240 ألف طن بوتاجاز بزيادة 50% ونأمل في الوصول إلى 175 ألف برميل.
ويشير إلى بدء الخطوات التنفيذية لمشروع زيادة الطاقة التكريرية للمعمل بنسبة 60% باستثمارات تقدر بنحو مليار دولار مما يعظم دوره في توفير المنتجات البترولية للسوق المحلى وخاصة السولار، وزيادة إنتاج البنزين عالي الأوكتين إلى 1.2مليون طن بزيادة 18% ، و1.2 مليون طن وقود طائرات بزيادة 35%.
ويضيف د محمد عبد العزيز، أن نتائج الدراسات الخاصة بالمشروع المقرر الانتهاء منه أواخر عام 2017 أكدت ارتفاع العائد الاقتصادي المتوقع تحقيقه حيث بلغ معدل العائد الداخلي حوالي 20% ، وأن المشروع يعد نقلة تكنولوجية لمعمل ميدور من الجيل الثالث إلى الجيل الرابع لمعامل التكرير من حيث التكنولوجيات المستخدمة.
وخلال الجولة تحدث د. محمد عبد العزيز، عن تشجيع المهندس شريف إسماعيل وزير البترول لعمال ميدور وترك الإدارة تتصرف بحرية في عملية شراء الخام والتعاقدات، مما يعطي دفعة إيجابية لتنويع المصادر والمناورة من خلال الأسواق العالمية للحصول على الفرص الواعدة والتي تسهم في ترويج ميدور عالميا.
وأشار إلى أن التعامل بثقة وإعطاء الحرية في التعامل وفق الظروف المتاحة ساهم في تحقيق مكاسب عديدة وإقبال عالمي لتكرير الخام لحساب الغير.
منتجات بيضاء
يقول محمد عبد العزيز، إننا نهدف لإنتاج المنتجات البيضاء ولا تنتج مازوت مطلقا كما أننا ننتج 400 ألف طن من الفحم بمعدل إنتاج لا يقل عن 1.2 ألف طن فحم يوميا، ونوفر 30بالمائة من حاجة السوق المحلي من البنزين والسولار والبوتاجاز ،بخلاف التصدير للخارج والذي يركز على تصدير وقود النفاثات ، بخلاف الفحم الذي يتم توجيهه لمصانع الأسمنت ، والكبريت الذي يتم تصنيعه بمصانع القوات المسلحة وتحويله لمبيدات وسماد زراعي ، ويؤكد أن هدف ميدور استراتيجي ليغطي منطقة الإسكندرية والمحافظات المجاورة بالوقود ، وأن التوسعات الجديدة تسمح برفع كفاءة المعمل إلى 75 بالمائة باستثمارات تزيد عن مليار دولار ليزيد إنتاج السولار 95 بالمائة، كما أن الدراسات الأساسية بدأت وهناك عروض عالمية لتمويل التوسعات منها عرض من البنك الأهلي بلندن وبنك الإمارات لنبدأ الإنتاج الفعلي بنهاية عام 2017 بحيث ترتفع كفاءة المعمل من 100 ألف برميل إلى 160 ألف ثم 175 ألف برميل يوميا .
طقوس خاصة
نتابع الجولة وسط مجموعة من العاملين في مختلف خطوط الإنتاج ويكمل د.محمد عبد العزيز، ليؤكد أن معمل ميدور يخضع لرقابة صارمة وتشرف عليه شركات رقابة دولية لتصنيفه عالميا، ويخضع لتقييم منظمة سولومن العالمية، حيث تحتل ميدور المركز الثاني بمنطقة الشرق الأوسط، ومؤمن عليه من مارش العالمية لمراقبة العمل والعمال ومعدلات الأما ، باختصار لدينا طقوس خاصة نمارسها يوميا لا تخضع للصدفة بل تسير وفق منظومة متناغمة منذ لحظة وصول الخام للخزانات عبر المراكب وخطوط النقل من خلال شركة سوميد مرورا بجميع مراحل التشغيل وفق برنامج دقيق وغرفة تحكم غاية في التطور تحكمها خبرات مصرية متقدمة ، كل ذلك دفعنا لنحصل على سمعة عالمية جعلت دول عديدة تتسابق لتكرير الخام لدينا أخرها السودان وعروض عالمية من عدة دول أخرى.
وقال محمد عبد العزيز إن عمال ميدور يوجهون دعوة للرئيس السيسى لزيارة المعمل الذي يعمل بنظام اليكتروني متطور ويؤكدون أن ميدور 2 سيكون هدية لمصر في هذه المرحلة تأكيدا لجدارة مصر سياسيا واقتصاديا.
وأكد عدد من العاملين أن هدف ميدور ليس اقتصاديا فقط بل هدف قومي بتأمين احتياجات مصر من الوقود وليؤكد أن العقل المصري قادر على إدارة منظومات متقدمة وعملاقة ومثلما تحدى الظروف وطرد اليهود من سيناء في حرب أكتوبر المجيدة كررها بطرد اليهود من ميدور ورفضوا تمليكهم ارض مصرية وتحايل مؤسس المعمل على تلك اللعبة بتأجير أرض المعمل التي تزيد عن 500 فدان ليفوت الفرصة على الصهاينة في التملك.
سولار وبنزين
ويضيف رئيس الشركة، أنه تم توقيع اتفاق بين شركتي ميدور وإنبي لإعداد الدراسات الهندسية لمشروع تحديث وحدة التقطير الجوي والتفريغي الحالية بالمعمل باستثمارات حوالي 6 ملايين دولار، وذلك لإضافة برج تقطير مبدئي لوحدة التقطير الحالية بهدف زيادة الطاقة التكريرية بنسبة 15بالمائة، كما أنه جاري تنفيذ مشروع تحديث التحكم الرقمي، وإعداد دراسات لتوسعات الوحدات من خلال شركة UOP العالمية بهدف زيادة السعة التكريرية لتصبح مائه وستون ألف برميل يوميا لتعظيم إنتاج السولار والبنزين والوصول إلى المواصفات العالمية للمنتجات وذلك كله بهدف تشغيل المعمل بأحدث التقنيات وزيادة الطاقة الإنتاجية للوحدات وبالتالي زيادة الإنتاج والربحية، كما تم استخدام استرجاع مياه الصرف الصناعي وإعادة استخدامها داخل المعمل ليكون معمل ميدور أول معمل يطبق أنظمة متقدمة في استرجاع المياه.
التحكم في الجودة
ويضيف د.محمد عبد العزيز، أنه يتم تأكيد الجودة من خلال معمل مجهز بأحدث أجهزة تحليلية معقدة بالإضافة إلى العمالة المؤهلة لتمكين معمل ميدور من إنتاج منتجات ذات مواصفات عالمية إلى جانب برامج تحليلية للتحكم في الجودة، كما أن المرونة العالية للوحدات التحويلية المتاحة بالمعمل أثناء عمليات التكرير والتصنيع تُمكن معمل ميدور من القدرة على تكرير العديد من الخامات المتنوعة وخلطها بنسب مختلفة حيث تم توفير الجزء الأكبر منها من خلال الخامات العربية وبعض الخامات المحلية، بالإضافة إلى قطفات بترولية رخيصة القيمة مثل LCO لإعادة تشغيلها بالمعمل لزيادة إنتاجية السولار بالشركة لتغطية زيادة الطلب المحلى على تلك السلعة الإستراتيجية الهامة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.