في اطار العلاقات المتميزة والمتينة بين مصر والمملكة العربية السعودية، وما يربطهما عبر التاريخ من مشاعر الأخوة الصادقة، جاءت الزيارة الاستباقية لخادم الحرمين الشريفين لمصر أول أمس، لتهنئتها بالرئيس الجديد الذي تولي الحكم بإرادة شعبية كاسحة وغير مسبوقة. وكانت الزيارة بحق تأكيدا جديدا وتتويجا كاشفا وقويا، لكافة المواقف الشجاعة والاصيلة الداعمة والمساندة من جانب خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمصر وشعبها عبر مسيرته الشخصية والعامة الحافلة بالشهامة العربية الاصيلة، والصلابة والقوة في الحق. والمتابع للتطورات والتفاعلات الهامة والمتسارعة، علي الساحتين الاقليمية والدولية، وما تحمله في جنباتها من تهديدات وأخطار جسيمة تحيط بالأمة العربية والاسلامية، وما تثيره من قلق للشعوب العربية والاسلامية، لابد ان يدرك معني ومقصد الرسائل الهامة التي اشتملت عليها هذه الزيارة، بالغة الاهمية في ذلك التوقيت الدقيق ووسط تلك التطورات المتسارعة والمتأمل في معني ومغزي الزيارة الاستباقية لخادم الحرمين، يدرك ان اول الرسائل الصادرة عنها هي إعادة التأكيد للمنطقة والعالم، علي ان المملكة تقف بكل القوة والعزم بجانب شقيقتها مصر، ضد كل من يحاول المساس بأمنها وأمانها وسلامة اراضيها، وانها تساندها وتدعمها ضد الهجمة الإرهابية الشرسة التي تتعرض لها، وكذلك تساندها وتقف معها في سعيها للنهوض والاستقرار والخروج من الضائقة الاقتصادية التي تتعرض لها. وعلي نفس القدر من الاهمية تأتي الرسالة الثانية الموازية في الثقل والدلالة والمغذي للرسالة الأولي، لتؤكد لكافة القوي الفاعلة والمؤثرة اقليميا ودوليا، ان مصر والسعودية تقفان معا وبكل القوة والعزم والصلابة، في مواجهة الاخطار الجسيمة التي تتهدد المنطقة العربية، وما يحاك لها من مؤامرات ودسائس لاثارة الفتنة والاقتتال الداخلي وما يراد بها من تفتت وإنقسام أي ان مجمل الرسائل تعني بوضوح، انه بالرغم من الواقع المر علي الأرض العربية، وما يجري في العراق وسوريا وليبيا واليمن وغيرها، كان وعيا وواقعا عربيا جديدا بدأ يتشكل، لحماية وصيانة الأمن القومي العربي بمفهومه الشامل من الاخطار التي تتهدده،...، وان مصر والسعودية هما حجر الزاوية ونقطة الإرتكاز في ذلك الوعي.