"أسمع بشرة خير.. إذن أنا أرقص".. ابتهج الشارع المصري على أنغام الأغنية الأكثر رواجًا "بشرة خير" للمطرب الإماراتي "حسين الجسمي" - في الفترة الأخيرة منذ إعلان ترشح الرئيس المنتخب المشير عبدالفتاح السيسي - بطرقه المختلفة. وكان من غير المألوف على الشارع المصري ظاهرة الرقص في الشوارع والميادين بالشكل الذي تم تسليط الأضواء عليه مؤخرا - على الرغم من ممارسته فيما قبل، وذلك نظرا للعادات والتقاليد التي يفرضها علينا المجتمع، خصوصا وأنه مجتمع شرقي ينظر إلى المرأة بأنها في دائرة "العيب". وبرر البعض الموقف بأن مصر كالعروس التي تزف لأول مرة لعريس يليق بها وترضية لها، مما دفع البعض للخروج راقصين فرحًا بهذا العرس الديمقراطي، وأن تقبل بعض الرجال لرؤية زوجاتهم وبناتهم يرقصن كان لارتباطه بالحدث وأن الرقص الوطني يخلو من العيب، وبمجرد زوال المناسبة تعود النساء كما كانت، وأكبر دليل على ذلك عدم وجود أي من حالات التحرش. واختلف البعض، مؤكدين أن الفرح لا يعني التخلي عن العادات والتقاليد التي تحكم المجتمع، وأن هذا دليل على تدني أخلاق ممارسي هذه السلوكيات على الملأ دون الشعور بأي حياء. وانتهز البعض الفرصة، لدس أفكار مشوهة عن مؤيدي السيسي، باختلاف الفصائل والانتماءات، بعضهم من الإخوان، والبعض الآخر ممن لديهم انتماءات مضادة للسيسي. واختلف الجميع على شكل الاحتفال، إلا أنه لم يحدث أي اختلاف على ارتداء مصر ثوب الفرح الذي كساها فور إعلان السيسي رئيسًا رسميًا لجمهورية مصر العربية، والتي لم تكتمل إلا بصوت الجسمي وبشرة خير. وكان للمتخصصين بمجال علم النفس والاجتماع تحليلهم لهذه الظاهرة المستحدثة على الشارع المصري. وأكد دكتور الطب النفسي بجامعة الأزهر محمد الجمال، أن الرقص ثقافة المجتمع منذ عهد الفراعنة، وكانت طريقتهم للاحتفال عند الانتصار بالرقص، والأمر لا علاقة له بالأخلاق على الإطلاق، فهو تعبير عن المشاعر التي تتزامن مع هذه المرحلة "انتخاب السسيسي"، فشعور الكثير منهم بأن بلدهم عادت إليهم مرة أخرى، وأن مصر أم غاب ابنها وعاد إليها مجددا. وتناول ما يردده الإخوان عن أنصار السيسي وكون المسألة افتقاد للأخلاق، بأن احتفالات الإخوان نفسها كانت مليئة بالرقص عند فوز الرئيس الأسبق محمد مرسي، وكان رقص المصريين بحكم ارتباطهم بأرضهم، وأن من الطبيعي بعد شعورهم بسرقة بيوتهم واختطافهم كيانهم ثم يستردوا الحياة مرة أخرى أن يعبروا عن هذه الفرحة بالكثير من الأشكال التي كان الرقص أحدها. وأضاف، أن "السيسي رجل محترم، أدعو الله أن يوفقه خصوصا وأننا في أمس الحاجة لمن يعيد القيم والأخلاق والعلم، وذلك إلى جانب العمل". ومن جانبه، قال المستشار الأسري والنفسي إبراهيم خطاب، يوجد العديد من الزوايا حول أسباب انتشار ظاهرة رقص الشارع، مجملها الخروج من الكبت والهروب من الواقع، خصوصا وأن بمرور الزمن ينتقل إلى الناس فكرة انتظار "المُخلِص" الذي ينتشلهم مما يعانوه، فبوجود السيسي شعروا وأن مخلصهم أتى فعبروا عن فرحتهم به بهذا الشكل. وأشار إلى أنه لا يمكن القول بأن هذه الظاهرة غير أخلاقية بالشكل الكامل لأن بعض العوامل النفسية قد تؤثر على السلوك بشكل قد لا يفهم لجمهور غفير، بالإضافة إلى أن بشرة خير والتي يمكن أن نطلق عليها أغنية المرحلة، مؤداه بشكل مميز جدًا يساعد البعض على الدخول في حالة مزاجية معينة تدفعهم إلى هذا السلوك. وأوضح، أنه فيما يخص اختلاف الآراء حول هذه المسألة، أن الشعب المصري للأسف مازال يعاني من مشكلة عدم تقبل مسألة "الرأي والرأي الآخر"، وأن كون الشخص الآخر مختلف عن رأيي فهو عدوي، لكن حل المسألة يكمن في أن من حق كل شخص تكوين رأي والاحتفاظ به دون مطالبة الآخر بأن يكون لديه نفس الرأي. وقامت بوابة أخبار اليوم برصد عدد من الآراء العامة حول ظاهرة الرقص في الشارع، وكان للجمهور الكثير من الآراء تناولنا منها الآتي : قال أ.س، 23 عاما، إن المسألة تكمن في "الفرحة" التي سيطرت على الشارع المصري، إلا أنني أنتقد تصرفات البعض التي أساءت لمؤيدي السيسي، ولا يوجد خلاف على رقص الشباب، ولكن بالنسبة للفتيات والسيدات مسألة لم أتقبلها شخصيا لأنها أساءت لهن ولأنصار السيسي بالتبعية. واختلفت معه ر.م، 26 عاما، قائلة: "حالة الكبت التي عانينا منها دفعت كل أب وأم وشاب وفتاة للرقص، والأمر لا يتعلق بالأخلاق بل بالسعادة التي دخلت إلى قلوبنا في وقت نحن في أمس الحاجة إليها، ولو آتتنا الفرصة مرة و10 سنخرج لنرقص في الشارع لنعبر عن فرحتنا". ورأى أ.ج، 37 عاما، أن هذه الظاهرة دخيلة على المجتمع المصري، قد يكون السبب فيها التأثير الإعلامي أو بعض الفنانين ممن امتزجت أغانيهم بمشاهد راقصة، وتأثر البعض بهذه المشاهد معتبرين أنها ظاهرة خالية من "العيب" فنفذوها دون أي خجل. وتعجبت ي.س، 45 عاما، من ترك الواقع كله والنظر إلى ظاهرة الرقص، قائلة :"هو مش من حق الشعب يفرح، وبعدين كل واحد بيفرح بطريقته، عاوزين تقنعوني إن الشعب المصري مافيهوش ولا غلطة أو سلبيات، وإنه عمل حاجة عيب لما رقص؟!"، مضيفة أنه من غير المنطقي لوم الجمهور الذي سيطرت على أفعاله الفرحة ووضع إسقاطات عليه بأنه تصرف بلا أخلاقية. "أسمع بشرة خير.. إذن أنا أرقص".. ابتهج الشارع المصري على أنغام الأغنية الأكثر رواجًا "بشرة خير" للمطرب الإماراتي "حسين الجسمي" - في الفترة الأخيرة منذ إعلان ترشح الرئيس المنتخب المشير عبدالفتاح السيسي - بطرقه المختلفة. وكان من غير المألوف على الشارع المصري ظاهرة الرقص في الشوارع والميادين بالشكل الذي تم تسليط الأضواء عليه مؤخرا - على الرغم من ممارسته فيما قبل، وذلك نظرا للعادات والتقاليد التي يفرضها علينا المجتمع، خصوصا وأنه مجتمع شرقي ينظر إلى المرأة بأنها في دائرة "العيب". وبرر البعض الموقف بأن مصر كالعروس التي تزف لأول مرة لعريس يليق بها وترضية لها، مما دفع البعض للخروج راقصين فرحًا بهذا العرس الديمقراطي، وأن تقبل بعض الرجال لرؤية زوجاتهم وبناتهم يرقصن كان لارتباطه بالحدث وأن الرقص الوطني يخلو من العيب، وبمجرد زوال المناسبة تعود النساء كما كانت، وأكبر دليل على ذلك عدم وجود أي من حالات التحرش. واختلف البعض، مؤكدين أن الفرح لا يعني التخلي عن العادات والتقاليد التي تحكم المجتمع، وأن هذا دليل على تدني أخلاق ممارسي هذه السلوكيات على الملأ دون الشعور بأي حياء. وانتهز البعض الفرصة، لدس أفكار مشوهة عن مؤيدي السيسي، باختلاف الفصائل والانتماءات، بعضهم من الإخوان، والبعض الآخر ممن لديهم انتماءات مضادة للسيسي. واختلف الجميع على شكل الاحتفال، إلا أنه لم يحدث أي اختلاف على ارتداء مصر ثوب الفرح الذي كساها فور إعلان السيسي رئيسًا رسميًا لجمهورية مصر العربية، والتي لم تكتمل إلا بصوت الجسمي وبشرة خير. وكان للمتخصصين بمجال علم النفس والاجتماع تحليلهم لهذه الظاهرة المستحدثة على الشارع المصري. وأكد دكتور الطب النفسي بجامعة الأزهر محمد الجمال، أن الرقص ثقافة المجتمع منذ عهد الفراعنة، وكانت طريقتهم للاحتفال عند الانتصار بالرقص، والأمر لا علاقة له بالأخلاق على الإطلاق، فهو تعبير عن المشاعر التي تتزامن مع هذه المرحلة "انتخاب السسيسي"، فشعور الكثير منهم بأن بلدهم عادت إليهم مرة أخرى، وأن مصر أم غاب ابنها وعاد إليها مجددا. وتناول ما يردده الإخوان عن أنصار السيسي وكون المسألة افتقاد للأخلاق، بأن احتفالات الإخوان نفسها كانت مليئة بالرقص عند فوز الرئيس الأسبق محمد مرسي، وكان رقص المصريين بحكم ارتباطهم بأرضهم، وأن من الطبيعي بعد شعورهم بسرقة بيوتهم واختطافهم كيانهم ثم يستردوا الحياة مرة أخرى أن يعبروا عن هذه الفرحة بالكثير من الأشكال التي كان الرقص أحدها. وأضاف، أن "السيسي رجل محترم، أدعو الله أن يوفقه خصوصا وأننا في أمس الحاجة لمن يعيد القيم والأخلاق والعلم، وذلك إلى جانب العمل". ومن جانبه، قال المستشار الأسري والنفسي إبراهيم خطاب، يوجد العديد من الزوايا حول أسباب انتشار ظاهرة رقص الشارع، مجملها الخروج من الكبت والهروب من الواقع، خصوصا وأن بمرور الزمن ينتقل إلى الناس فكرة انتظار "المُخلِص" الذي ينتشلهم مما يعانوه، فبوجود السيسي شعروا وأن مخلصهم أتى فعبروا عن فرحتهم به بهذا الشكل. وأشار إلى أنه لا يمكن القول بأن هذه الظاهرة غير أخلاقية بالشكل الكامل لأن بعض العوامل النفسية قد تؤثر على السلوك بشكل قد لا يفهم لجمهور غفير، بالإضافة إلى أن بشرة خير والتي يمكن أن نطلق عليها أغنية المرحلة، مؤداه بشكل مميز جدًا يساعد البعض على الدخول في حالة مزاجية معينة تدفعهم إلى هذا السلوك. وأوضح، أنه فيما يخص اختلاف الآراء حول هذه المسألة، أن الشعب المصري للأسف مازال يعاني من مشكلة عدم تقبل مسألة "الرأي والرأي الآخر"، وأن كون الشخص الآخر مختلف عن رأيي فهو عدوي، لكن حل المسألة يكمن في أن من حق كل شخص تكوين رأي والاحتفاظ به دون مطالبة الآخر بأن يكون لديه نفس الرأي. وقامت بوابة أخبار اليوم برصد عدد من الآراء العامة حول ظاهرة الرقص في الشارع، وكان للجمهور الكثير من الآراء تناولنا منها الآتي : قال أ.س، 23 عاما، إن المسألة تكمن في "الفرحة" التي سيطرت على الشارع المصري، إلا أنني أنتقد تصرفات البعض التي أساءت لمؤيدي السيسي، ولا يوجد خلاف على رقص الشباب، ولكن بالنسبة للفتيات والسيدات مسألة لم أتقبلها شخصيا لأنها أساءت لهن ولأنصار السيسي بالتبعية. واختلفت معه ر.م، 26 عاما، قائلة: "حالة الكبت التي عانينا منها دفعت كل أب وأم وشاب وفتاة للرقص، والأمر لا يتعلق بالأخلاق بل بالسعادة التي دخلت إلى قلوبنا في وقت نحن في أمس الحاجة إليها، ولو آتتنا الفرصة مرة و10 سنخرج لنرقص في الشارع لنعبر عن فرحتنا". ورأى أ.ج، 37 عاما، أن هذه الظاهرة دخيلة على المجتمع المصري، قد يكون السبب فيها التأثير الإعلامي أو بعض الفنانين ممن امتزجت أغانيهم بمشاهد راقصة، وتأثر البعض بهذه المشاهد معتبرين أنها ظاهرة خالية من "العيب" فنفذوها دون أي خجل. وتعجبت ي.س، 45 عاما، من ترك الواقع كله والنظر إلى ظاهرة الرقص، قائلة :"هو مش من حق الشعب يفرح، وبعدين كل واحد بيفرح بطريقته، عاوزين تقنعوني إن الشعب المصري مافيهوش ولا غلطة أو سلبيات، وإنه عمل حاجة عيب لما رقص؟!"، مضيفة أنه من غير المنطقي لوم الجمهور الذي سيطرت على أفعاله الفرحة ووضع إسقاطات عليه بأنه تصرف بلا أخلاقية.