" ما من مدينة أرتبط التاريخ بها كما أرتبط بالسويس " جملة قالها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر فى أحدى زيارتة لمدينه السويس، لم يكن يعلم حينها أن دماء الشهيد مصطفى رجب التى سالت بميدان الاربعين مساء يوم 25 يناير، ستكون مدادا يكتب فصلا جديدا فى تاريخ مصر، فذكريات المكان وبصمات الزمان على أرض السويس كتاريخ المدينه دائما ما تعتمد على التوازن هذا ما تجسدة أيضا نتائج الانتخابات الرئاسية فى السويس فكانت نسبة المشاركة خارج التوقعات، والاصوات التى حصل عليها كلا المرشحين المشير عبد الفتاح السيسى وحمدين صباحى حتى الاصوات الباطلة لم يكن احدا يتوقعا ايضا، فالتوازن جاء هذه المرة بين كفتى ميزان الاولى لأصوات السوايسة، والثانية رؤيتهم لمصلحة الوطن فاجمالى عدد المشاركين فى العملية الانتخابية فى السويس بلغ 186795 ناخبا، من اجمالى الكتلة التصويتية للسويس والتى تبلغ 402945 بنسبة مشاركة بلغت 46.3%، وهى نسبة زائدة عن المشاركين فى الاستفتاء الذى حضرة 137436 مواطنا، بنسبة مشاركة بلغت 34.6 % فقط وبقراءة اكثر تمعنا لنسبة المشاركة خلال الايام الثلاث فنجد ان عدد المشاركين فى اليوم الاول بلغ 86866 ناخبا بنسبة مشاركة 21.5 %، وفى اليوم الثانى انخفضت الى 72475 ناخبا بنسبة 18%، اما فى اليوم الثالث فشارك فقط 27454 ناخبا، بنسبة مشاركة 7% بعيدا عن ما كانت تردده وسائل الاعلامعن مراسليها فى السويس من أن المشاركة زادت فى اليوم الاخير، او بشكل ادق فى الساعات الاخيرة فأن الارقام والنسب تكشف ان اكثر الايام مشاركة كانت اليوم الاول ثم الثانى والثالث بما لو سمح أرباب العمل واصحاب المصانع وادارات الشركات لعمال السويس بالمشاركة فى اليوم الثالث لأرتفعت نسبة المشاركة بشكل ملحوظ، لكنهم راوا أن زيادة الانتاج أهم من الواجب الوطنى اما اذا نظرنا لكل حى على حدة باعتبار ان كل منها له طابع مختف، فنجد ان حى السويس الذى يضم المنشات الخدمية والمديريات والمدن والمناطق الراقية قد شهد نسبة مشاركة بلغت 53.4%، وذلك بالرغم من ان مشاهد الطوابير لم تظهر كثيرا على ابواب المقرات الانتخابية ربما لسهولة الاجراءت المتبعة مع الناخبين خلال عملية التصويت وفى المقابل يأتى حى الجناين الى يمثل القطاع الريفى بأقل نسبة مشاركة فى محافظة السويس وبلغت 38.4%، على الرغم ان الطوابير كانت سمة غالبة على لجان الحى، وقيام حزب النور بتوفير سيارات لنقل الناخبين والناخبيات من منازلهم بقرى القطاع الريفى الى اللجان الانتخابية، لكن اكثر من 60 % من سكانة لم يشاركوا ربما لانه يضم اكبر تجمعات للجماعة المحظورة والمنتمين لها اما حى السويس الاكثر كثافة سكانية ويلية حى فيصل فقد شهدا نسبة مشاركة متقاربة جدا، فالاول جاء 46%، والثانى 47%، وتنتشر المناطق العشوائية فى القطاعين، يتشابهان فى ان اغلب سكانهما من العمال العاملين بشركات ومصانع السويس، والموظفين العاملين بالجاهز الحكومة فى السويس، كما ان لحى فيصل نصيب بقرى القطاع الريفى اما حى عتاقة اقل الاحياء كثافة سكانية حيث يضم 11379 ناخبا، شارك منهم 5085 ناخبا بنسبة 44.6 % فهو يتماز ايضا بالطابع العمالى، واغلب المدن السكنية الواقعة بنطاق الحى يقطنها عمال بشركات ومصانع منطقة شمال غرب خليج السويس، ويضم كذلك القرى السياحية والفنادق التى تمتد على طريق السويس _العين السخنه اما بالنسبة للاصوات التى حصل عليها المرشحين، فنجد ان المشير عبد الفتاح السيسى حصل على 166582 صوتا، بنسبة 96% من اجمالى الاصوات الصحيحة، وقد تفوق السيسى على الرئيس المعزول محمد مرسى الذى حصل على 129321 صوتا فى جولة الاعادة بالانتخابات الرئاسية السابقة فى يونيو 2012، بنسبة 62.7% من اصوات الناخبين الذين ادلوا باصواتهم فى جولة الاعادة اما بالنسبة للمرشح حمدين صباحى فقد حصل على 6822 صوتا فقط بنسبة 4% من اجمالى الاصوات الصحيحة، بمقارنة اصوات حمدين صباحى فى انتخابات الرئاسة مايو 2014 ، ومايو 2012، نجد ان صباحى نفسة حصل فى الانتخابات السابقة على 45535 صوتا ليحتل المرتبة الثانية بعد مرسى فى الجولة الاولى الفارق بين صباحى 2012، وصباحى 2014 كبير، فعلى الرغم من ان حملتة فى الانتخابات السابقة كانت اقل عددا واقل نشاطا ونتشارا، إلا انه حقق رقما جيدا احتب به المركز الثانى وسط الخمس الكبار، لكن المواطنين فى السويس فقدوا الثقة فى المرشح المدنى بعد تجربتهم الفاشلة مع مرسى فوقفا لنتيجة الانتخابات الرئاسية فى السويس فقد راى ابناء المدينة ان الرئيس الجديد لابد ان يكون عسكرى بذى مدنى، اى يتمتع بخلفية عسكرية، خاصة انهم يفقتدون لاى تجربة ناجحة فى حكم رئيس مدنى كما ان طبيعة المواطن المصرى تحتاج الى حزم فى التعامل وتطبيق صارم للقانون، ولا يستوى ذلك مع شخصية الرئيس المدنى، فالعسكرية تعود المرء على الإلتزام، فضلا عن ان القوانين المصرية تعتمد على " الزجر" وعلى مبدأ الثواب والعقاب، ويرى السوايسة ذلك فى الموظف الذى ينجز اعمال طلبا للثواب وخوفا من العقاب، فالرئيس المدنى لا يميل للزجر فى العقوبة، بل يسعى لتنظيم مصر كمجتمع مدنى وذلك امر جيد، لكننا نحتاج الكثير من الحزم فى الفترة القادمة، ولهذا كانت الكفة الارجح للسيسى فى السويس كما كانت فى مختلف المحافظات، ولهذا ايضا كانت نتيجة السويس تعتمد على التوازن بين السيسى الذى وجدا فى برنامجة العمل والصدق وبين مصلحة الوطن