أكثر من ربع مليون ضابط وجندي أعدوا العدة وأتموا استعداداتهم لتأمين اللجان الانتخابية، بمشاركة رفقاء الدرب من جنود وضباط القوات المسلحة..فلا وقت للراحة والإجازات التي تم إيقافها بفرمان من وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم. وبالنظر إلى هذه المرحلة العصيبة من تاريخ مصر، فإن مستقبل البلاد وأمنها واستقرارها هو ما يجعل رجال الأمن المركزي عازمون على تأمين الانتخابات الرئاسية.. وعلى مدار الفترة الأخيرة قدم الجنود البواسل عروضا تدريبية في فنون القتال ومهارات التدريب أبهرت الجميع. اللواء اشرف عبد الله مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن المركزي ليس لديه وقت للجلوس في المكاتب لأنه مهموم برجاله المنتشرين في مختلف المواقع.. يطمئن عليهم ويتواصل معهم، لتحقيق منظومة أمنية غيرت كثيرا من نظرة المجتمع لرجال الأمن المركزي.. التقينا به قبل ساعات من انتشار رجاله أمام اللجان الانتخابية وكان هذا الحوار: - شاركتم في عدة لقاءات مع وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، لوضع خطة تأمين الانتخابات.. ماذا عن ذلك ؟ رجال الشرطة قادرون بالتعاون مع قواتنا المسلحة الباسلة على تأمين الانتخابات الرئاسية ودور الشرطة هو تأمين المقار الانتخابية ومحيطها من الخارج والطرق المؤدية إليها، وتوفير المناخ الآمن حتى يتمكن المواطنون من الإدلاء بأصواتهم بكل سهولة ويسر .. والحقيقة أن وزارة الداخلية استعدت جيدا للتصدي لأي محاولات شغب تهدف لتعكير صفو الانتخابات.. وخلال فترة الاقتراع سوف يتم تأمين الناخبين والتأكد من إتاحة الفرصة للجميع في الخروج بالانتخابات في مناخ أمني يمكنهم من المشاركة، كما حدث خلال عملية الاستفتاء على الدستور، بعد أن أشاع البعض منع بعض الأخوة المسيحيين من الإدلاء بأصواتهم في بعض المحافظات.. وسوف يتولى الأمن تأمين مقار اللجنة العليا للانتخابات والجهات القضائية المشرفة على عملية الانتخاب وتأمين الجمهورية، لحماية مصر من التصرفات الإرهابية.. وأطالب المواطنين بالنزول للانتخابات والإدلاء بأصواتهم و سنوفر لهم الأمن، حيث أن هناك تنسيق كامل مع القوات المسلحة لتامين جميع اللجان ومنع تواجد مندوبين للمرشحين أو باعة جائلين ..كما أن تأمين الانتخابات الرئاسية لن يقتصر على يومي التصويت فقط، ولكنه مستمر حتى إعلان النتائج ..ومنذ أسبوع أصدر وزير الداخلية قرارا برفع درجة الاستعداد القصوى بين صفوف الشرطة ومنع الإجازات والراحات لكافة القوات، حيث سيتم تكثيف التواجد الأمني بجميع محافظات الجمهورية خشية حدوث أي تفجيرات أو عمليات إرهابية من قبل الجماعة الإرهابية لتعكير صفو العملية الانتخابية لمنع المواطنين من الإدلاء بأصواتهم. - استشهاد 3 من جنود الأمن المركزي أمام المدينة الجامعية.. هل أثر ذلك على الضباط والأفراد ؟ الحادث الإرهابي الذي استهدف رجال الشرطة أمام جامعة الأزهر وأسفر عن استشهاد 3 من جنود الأمن المركزي وإصابة 8 لم يؤثر على الحالة المعنوية لرجال الأمن المركزي ولن يؤثر على تأمين انتخابات الرئاسة.. وهذا سيزيدنا إصرارا والخطة التأمينية للانتخابات تم تنفيذها بالفعل ولن نعطي الفرصة لتكرار مثل هذا الحادث مرة أخرى. انتقد البعض القوات بعد التعامل بالرصاص مع قتلة الجنود أمام المدينة الجامعية ..ما تعليقك على ذلك ؟ القوات التي كانت متواجدة أمام المدينة الجامعية هي قوات متخصصة في فض التظاهرات فقط، ولم تكن مسلحة بالرصاص الحي لذلك لم تتعامل مع الإرهابيين.. قوات الأمن تقوم بتنفيذ قانون 107 وقانون فض الشغب الذي يمنع تسليح أفراد الأمن بالأسلحة النارية أثناء مظاهرات فض الشغب.. ولو قمت بتزويد الضباط والجنود بالأسلحة الآلية سيقال إنني أخالف القانون. - كيف تتعاملون مع إرهاب طلاب الإخوان بالجامعات؟ ما يحدث في الجامعات نوع من أنواع الإرهاب ومحاولة لزعزعة الاستقرار وتحويل المشهد إلى حالات الفوضى.. والجهود الأمنية تعمل يوما تلو الآخر من أجل انحسار تلك المشاهد عن طريق إلقاء الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، وتتواجد الشرطة بأماكن قريبة جدا من الحرم الجامعي بمختلف المحافظات وفي حالة طلب رئيس الجامعة دخول الأمن يتم ذلك على الفور. - من وجهة نظرك ما هى المناطق الأكثر التهابا التي يحدث فيها أعمال عنف وبلطجة من قبل الجماعة ؟ محافظة الجيزة هى الأكثر المناطق التي تشهد أعمالا إرهابية من قبل الجماعة الإرهابية نظرا لاختلاف الظروف الاجتماعية التي تتغير من زمن إلى أخر، بالإضافة إلى تقسيمها الجغرافي والطبيعة السكنية ومساحتها الرهيبة، حيث أن محافظة الجيزة مترامية الأطراف وتتشابك مع 9 محافظات بعضها بدوي وبعضها حضري وبعضها راق وبعضها صعيدي. - فقدت الشرطة أعدادا كبيرة وسقط العديد من الشهداء في ساحات الشرف ..ماذا عن شهداء الشرطة؟ لا يوجد أمن بدون تضحيات، ونتعامل بكل حزم وقوة مع كل من يحاول إثارة الرعب والفزع بين المواطنين أو يسقط الدولة بكل جوانبها الاقتصادية والسياحية والسياسية وكل من يحاول تشويه هيبة الشرطة.. والشرطة فقدت أكثر من 500 شهيدا ما بين ضباط وأفراد وجنود الأمن المركزي منذ ثورة 25 يناير، ومنذ 30 يونيو الماضي فقد قطاع الأمن المركزي 19 ضابطا و6 أفراد وأصيب 304 ضابطا و38 فردا و 44 مجندا. - العروض التي قدمها رجال الأمن المركزي في التدريب أبهرت المصريين ..ماذا عن ذلك ؟ لقد تشرفت بالإشراف على إعداد أول عرض عسكري في قطاع الأمن المركزي منذ أكثر من 3 سنوات..وقد تم عرض بعض المواقف والتدريبات الأمنية في مجال تأمين اللجان الانتخابية، للوقوف على مدى قدرة القوات على التعامل مع المواقف الطارئة، وبعض عمليات مهاجمة الأوكار الإرهابية والبؤر الإجرامية .. لقد أردنا توصيل رسالة للشعب المصري أن جهاز الأمن مستعد أن يضحي بنفسه في أي وقت في سبيل راحة وأمان المواطنين.. وأن وزارة الداخلية لا تبخل في توفير أي احتياجات لازمة لدعم العمل الأمني وتوفير أوجه الرعاية المختلفة لكافة أبنائها. - ماذا عن تسليح قوات الأمن المركزي ؟ الحمد لله لدينا احتياطي جيد على أعلى مستوى ووزارة الداخلية وفرت لنا كافة الإمكانيات والوسائل الحديثة وأصبح القطاع مسلحا بأحدث المعدات والأسلحة التي تستخدم في مكافحة البؤر الإجرامية.. كما قمنا بإرسال بعثات إلى بلاد مختلفة للتدريب واستخدام مختلف الأسلحة.. وإنشاء الله ينتهي قريبا جدا حظر استيراد الأسلحة وسيتم تسليح القوات بأفضل أنواع الأسلحة، لتقوم برسالتها في مواجهة الإرهاب. - البعض يتهم الأمن المركزي بأنه عصا في يد السلطة؟ جهاز الأمن المركزي هو درع للشعب لمواجهة الإرهابيين والخارجين على القانون، وليس عصا السلطة.. وأنا شخصيا أفخر بهذا.. لأن هذا هو واجبنا وعملنا وهذه الدعوات أطلقتها الآلة الإعلامية المأجورة التي تهدف إلى الوقيعة بين الشرطة والشعب .. فالشهداء الذين يتساقطون كل يوم يثبتون أن الأمن المركزي درع للشعب وليس عصا في يد السلطة. - ماذا عن الوضع في سيناء ؟ وهل تم الانتهاء من محاربة الجماعات الإرهابية والعناصر التكفيرية؟ خلال الفترة الأخيرة شهدت سيناء نجاحات أمنية كبيرة، حيث تم تطهيرها بنسبة 85% من الجماعات الإرهابية والتكفيرية، وضبطنا كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمواد المخدرة.. وبالنسبة للتأمين الحدود تشهد تكثيفا أمنيا ابتداء من رفح وشرم الشيخ، وحتى منفذ السلوم .. أما الحدود الغربية فهي مسؤولية القوات المسلحة. - فقدت الشرطة العديد من سياراتها التي أشعل الإرهابيين فيها النار.. هل تم توفير معدات وسيارات بديلة ؟ -استبدلنا السيارات والمدرعات المحترقة خلال الفترة الماضية بمدرعات وسيارات جديدة بنسبة 90 %.