سور مجرى العيون ... مزار سياحي عالمي وأثر إسلامي قديم أصبح في الوحل بسبب الإهمال من قبل سكان المناطق القريبة منه حيث يلقون القمامة كل يوم حوله. وفي هذا الصدد قال وزير الآثار محمد إبراهيم "لبوابة أخبار اليوم" إن سور مجرى العيون يوجد به مشاكل كثيرة و دفعنا مبالغ كبيرة لحل تلك المشاكل و لكن للأسف تنتهي بالفشل بسبب وجود منطقة المدابغ هناك و رفض الأهالي لنقلهم لمنطقة أخرى . و أوضح الوزير إنه حاول بالمشاركة مع وزير البيئة و محافظ القاهرة نقل المدابغ إلى منطقة "الروبيكي " و لكن للأسف فشلت محاولاتهم بسبب رفض الأهالي الانتقال إلى هناك و أيضا يوجد مشاكل في منطقة الروبيكي و نحاول حلها.. و أشار الوزير إلى ان المشكلة الحقيقية الموجودة هناك هي سلوك أهالي المنطقة لأننا حاولنا لأكثر من مرة إحياء تلك المنطقة الأثرية السياحية دون جدوى بسبب عدم قبول الأهالي لأي فكرة جديدة متطورة و مثال على ذلك قمنا ببناء سور حديد يفصل بين الأهالي و منطقة المدابغ و سور مجرى العيون حتى يصبح مزارا أثريا بتكلفة 6 مليون جنيه و لكن قام الأهالي بتحطيمه و إلقاء القمامة أمام السور . وأكد إبراهيم أن الاهتمام بنظافة المواقع الأثرية على رأس اهتمامات وأولويات الوزارة، وأن سور مجرى العيون هو أحد تلك المواقع الهامة وقطعة من تاريخ مصر و لن نسمح بتشويهه بإلقاء المخلفات على جانبيه، مشيرًا إلى أنه يتم حاليًا بحث إمكانية تأهيله و تحويله لمزار سياحي ومتنزه وممشى للمواطنين . وشدد وزير الآثار على ضرورة رفع مخلفات الهدم التي تقوم السيارات بإلقائها على سور مجرى العيون ومخلفات المدابغ المجاورة له، ووضع ضوابط تضمن استمرارية نظافته بتشديد الحراسة عليه بأفراد من أمن الوزارة وبالتنسيق مع شرطة السياحة والآثار، ومشاركة المجتمع المدني ممثلا في المواطنين والجمعيات الأهلية والشباب مع الوزارة والمحافظة والعمل على زيادة التوعية بأهمية النظافة وعدم إلقاء المخلفات وأكد المحافظ أن هناك مشروع ودراسة متكاملة بالتنسيق مع وزارة الآثار لرفع كفاءة السور، والمنطقة المحطية به بالكامل مضيفاَ أنه لن يتم البدء في تنفيذ المشروع إلا بعد مرحلة نقل المدابغ الممتدة بطول السور لمنطقة الروبيكى الجديدة. جدير بالذكر أن سور مجري العيون عانى الإهمال لفترة طويلة بسبب الاستغناء عن مهمته في توصيل المياه لقلعة صلاح الدين حيث استمر دوره في نقل المياه منذ إنشائه عام 1508 م حتى بداية القرن التاسع عشر ثم تعرض للإهمال والزحف العمراني العشوائي إلى أن ساءت حالته ، ولكن علي الرغم من انتهاء وظيفة سور مجري العيون إلا انه باق كآثر يعبر عن عظمة العمارة المدنية العربية الإسلامية وعلي قدرة المعماري العربي على التوصل إلي إثبات أعظم النظريات الهندسية التي يفخر بها المحدثون والتي وصل إليها المعماري العربي منذ ما يقرب من 500 عام ومازالت واضحة وباقية حتى الآن يشهدها العالم كله. يذكر أن سور مجرى العيون يعرف باسم قناطر المياه، وقام بإنشاء هذه القناطر السلطان الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب "صلاح الدين الأيوبي"- مؤسس الدولة الأيوبية في مصر الذي تولى الحكم من سنة 565 ه 1169 م إلى سنة 589 ه 1193 م،- ثم جددها السلطان الناصر محمد بن قلاوون تجديدا كاملا سنة 712 ه - 1312 م، وأقام لها السلطان الغوري خلال حكمة مأخذا للمياه به ست سواق بالقرب من مسجد السيدة عائشة.