امتنعت مصر عن التصويت على القرار الذي اعتمدته الجمعية العامة بشأن تأكيد سيادة أوكرانيا، ووحدة أراضيها،وبطلان الاستفتاء الذي عقد في القرم يوم 16 مارس الماضي. وأدى الاستفتاء إلى انضمام القرم إلى روسيا، وتم اعتماد القرار بأغلبية 100 صوت، وامتناع 58 دولة عنالتصويت، وتصويت 11 دولة ضد القرار . وأكد مندوب مصر الدائم في الأممالمتحدة السفير معتز أحمدين خليل، في بيان لوزارة الخارجية- الجمعة 28 مارس- أن الأزمة في أوكرانيا تمس النظام الدولي بأسره وتؤثر عليه، وأن النظام الدولي الحالي لم يأخذ في اعتباره ماشهده العالم من تطورات على مدار ربع القرن الأخير، ولم يلتفت للتغيرات الجذرية التي شهدها المجتمع الدولي منذانهيار النظام العالمي السابق الذي حكمته اعتبارات الثنائية القطبية وعقلية الحرب الباردة . وأوضح أن مصر امتنعت عن التصويت على القرار لإبراز وجود حاجة ماسة لإصلاح النظام الدولي الحالي ليتسمبمزيد من التوازن ويتفادى إزدواجية المعايير. وأضاف أنه رغم اقتناع مصر بثوابت مبادئ القانون الدولي، وبأن الأسلوب الأمثل لحل الأزمات التي شهدها المجتمعالدولي هو اللجوء للسبل الدبلوماسية بعيداً عن التصعيد، فإنها تؤمن أيضاً بأن العالم في حاجة ماسة لعملية شاملةتهدف إلى إعادة صياغة نظامه الدولي ليتواءم مع معطيات الواقع. يشار إلى أن الدول النامية الرئيسية قد امتنعت عن التصويت على القرار، من بينها الصين، والهند، والبرازيل،والأرجنتين، وباكستان، وجنوب أفريقيا . واختلفت مواقف الدول العربية إزاء التصويت على القرار، إذ امتنعت مصر، والجزائر، والعراق، وموريتانيا،وجيبوتى، وجزر القمر عن التصويت، بينما صوتت كل من الأردن، والسعودية، وقطر، والبحرين، والإمارات،والكويت، وتونس، وليبيا، والصومال لصالح القرار، وصوت كل من السودان، وسوريا ضد القرار، ولم تشارك كلمن اليمن، ولبنان، والمغرب، وعُمان في التصويت . وشارك وزير خارجية أوكرانيا في جلسة الجمعية العامة، وقدم مشروع القرار الذي يدعمه الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة. وأكد مندوب روسيا الدائم في بيانه رفض بلاده لقرار الجمعية العامة، وعدم تأثيره على إعادة ضم إقليم القرم لروسيا الذي أصبح واقعاً على العالم أن يتعايش معه .