ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، السبت 15 مارس، أن أكثر من نصف محققي مكافحة الإرهاب بجهاز الأمن البريطاني يتابعون البريطانيين الذين سبق لهم السفر إلى سوريا للجهاد. وأوضحت الصحيفة - في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني - أن التحول الكبير في أهمية القضايا من جانب المخابرات البريطانية يظهر مدى تغير مشهد الإرهاب في الأشهر الأخيرة، وذلك وفقا لمسئولين بارزين في الحكومة البريطانية . وأضافت أن "مسئولي الاستخبارات يعتقدون أن الصراع السوري يساهم في تأجيج أخطر تهديد إرهابي على الغرب منذ هجمات 11 سبتمبر في نيويورك قبل 13 عاما ". وأشارت إلى أن عملية الاعتقالات ضد الجهاديين البريطانيين وأولئك الذين تربطهم علاقة بهم تصاعدت في الآونة الأخيرة في محاولة لمنع الهجمات ضد المملكة المتحدة ومن المفهوم أنه تم إحباط مؤامرة واحدة على الأقل من هذا القبيل . وتابعت الصحيفة أن "ما يقدر بنحو 400 بريطاني انضموا إلى القتال في سوريا وأن ما يزيد على نصفهم عادوا إلى لندن وبعضهم اعتنق الأفكار المتطرفة بفعل ما مر به هناك ". وقالت الصحيفة إن "الصراع الوحشي فى سوريا، الذي بدأ من ثلاث سنوات بثورة شعبية سلمية تحولت إلى حرب أهلية واسعة النطاق، أصبح أداة جذب للعناصر المتطرفة في جميع أنحاء العالم حيث يعتبر كثيرون منهم تلك الحرب المعركة المذهبية الفاصلة في هذا القرن والخطوة الأولى تجاه إقامة خلافة إسلامية عبر منطقة الشرق الأوسط ". ومن جانبه، قال وزير الهجرة والأمن البريطاني جيمس بروكنشير: "التهديد الذي يشكله الجهاديون العائدون من سوريا سوف يستمر لطالما استمرت الحرب الأهلية السورية ". وأضاف أن "أجهزة الأمن والشرطة البريطانية ستتعامل مع القضايا المتعلقة بسوريا في المستقبل القريب"، مؤكدا في الوقت نفسه صعوبة معرفة ما "إذا كان عدد البريطانيين المتوجهين إلى سوريا للقتال آخذ في الانخفاض أم لا ".