«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بوتين يتجاهل تحذير أوباما مع تصاعد الأزمة في أوكرانيا
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 07 - 03 - 2014

رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحذير الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشأن تدخل موسكو العسكري في شبه جزيرة القرم وقال اليوم الجمعة 7 مارس إن روسيا لا يمكنها تجاهل نداءات المساعدة من الناطقين بالروسية في أوكرانيا.
وبعد مكالمة هاتفية امتدت لساعة مع أوباما قال بوتين في بيان إنه لا تزال توجد خلافات بين موسكو وواشنطن بشأن الوضع في الجمهورية السوفيتية السابقة وقال إن الزعماء الجدد الذين تولوا السلطة في كييف اتخذوا "قرارات غير شرعية على الإطلاق بخصوص مناطق شرق وجنوب شرق أوكرانيا والقرم."
وقال بوتين "لا تستطيع روسيا أن تتجاهل طلبات المساعدة في هذا الشأن وهي تتصرف على هذا الأساس بما يتفق تماما والقانون الدولي."
وقال حرس الحدود الأوكراني إن موسكو نقلت أعدادا كبيرة من القوات إلى شبه جزيرة القرم في جنوب أوكرانيا والتي تسيطر عليها قوات روسية.
وقال سيرهي استاخوف أحد مساعدي قائد حرس الحدود إنه يوجد حاليا نحو 30 الف جندي روسي في القرم مقارنة مع 11 ألفا متمركزين بشكل دائم مع أسطول البحر الأسود الروسي في مدينة سيفاستوبول الساحلية قبل الأزمة.
وينفي بوتين أن تكون القوات التي لا تضع شارات عسكرية روسية وتحاصر القوات الأوكرانية في قواعدها تخضع لقيادة موسكو برغم أن العربات الخاصة بتلك القوات تحمل لوحات عسكرية روسية. ويسخر الغرب من التأكيدات الروسية.
وقال متحدث باسم بوتين إنه على الرغم من "الخلاف العميق" مع الغرب بشأن أوكرانيا فإن موسكو تأمل العثور على أرضية مشتركة والا تبدأ حرب باردة جديدة.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية الرسمية عن ديمتري بسكوف المتحدث باسم بوتين قوله "لا يزال هناك أمل في إمكانية إيجاد بعض نقاط الاتفاق نتيجة للحوار -الذي لم يرفضه شركاؤنا بعد بفضل الله."
وأضاف بسكوف أنه يعتقد أن الحرب الباردة الجديدة "لم تبدأ وأود الا تبدأ."
وتصاعدت أخطر مواجهة بين الشرق والغرب منذ نهاية الحرب الباردة أمس الخميس عندما صوت برلمان شبه جزيرة القرم لصالح الانضمام لروسيا. وحددت حكومة المنطقة 16 مارس آذار موعدا للاستفتاء لتحديد مستقبل المنطقة.
وندد زعماء الاتحاد الأوروبي وأوباما بالاستفتاء المقترح وقالوا انه غير شرعي وينتهك دستور أوكرانيا.
وقالت رئيسة مجلس الاتحاد وهو المجلس الاعلى في البرلمان الروسي عقب اجتماعها مع مشرعين من القرم يزورون موسكو اليوم الجمعة إن القرم لها الحق في تقرير مصيرها واستبعدت خطر نشوب حرب بين "البلدين الشقيقين".
وقبل الاتصال ببوتين أعلن أوباما يوم الخميس فرض أول عقوبات على روسيا منذ بدء الأزمة تشمل حظر تأشيرات وتجميد أرصدة المسؤولين عن تهديد سيادة أوكرانيا والذين لم يحددوا حتى الآن.
وأيدت اليابان الموقف الغربي قائلة ان تصرفات روسيا تشكل "تهديدا للسلام والأمن الدوليين" بعد أن تحدث أوباما إلى رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي.
أما وزارة الخارجية الصينية فقالت اليوم الجمعة ان العقوبات ليست الحل الامثل لحل الازمة الاوكرانية. والصين وروسيا عضوان دائمان في مجلس الامن التابع للامم المتحدة ولهما حق النقض (الفيتو) وتربطهما علاقات وطيدة وموقفهما واحد من العديد من القضايا الدبلوماسية مثل الازمة في سوريا وتجنبت الصين التعليق بخصوص الوضع القانوني لاستفتاء القرم على الانفصال.
واعتمد الاتحاد الأوروبي أكبر شريك اقتصادي لروسيا والمستورد لغازها خطة من ثلاث مراحل في محاولة لفرض حل تفاوضي لكنه لم يصل إلى حد فرض عقوبات فورية.
وردت وزارة الخارجية الروسية بغضب اليوم الجمعة ووصفت قرار الاتحاد الأوروبي تجميد محادثات بشأن إلغاء تأشيرات السفر وبشأن اتفاقية جديدة أوسع نطاقا تحكم العلاقات بين روسيا والاتحاد بأنها "موقف غير بناء على الاطلاق" وقالت إنها سترد على أي عقوبات.
والتقت السياسية الأوكرانية المعارضة البارزة يوليا تيموشينكو التي أطلق سراحها من السجن بعد عزل الرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في دبلن ودعت الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات فورية على روسيا وحذرت من أن القرم ربما تنزلق إلى حرب عصابات إذا لم يفعل الاتحاد ذلك.
وسارعت بروكسل وواشنطن إلى دعم السلطات الجديدة في أوكرانيا وأعلنتا عن مساعدات سياسية ومالية.
وقال المدير الاقليمي لصندوق النقد الدولي إن المحادثات مع كييف بخصوص اتفاق قرض تمضي بشكل جيد وأشاد بانفتاح الحكومة الجديدة على الاصلاح الاقتصادي والشفافية.
وقالت المفوضية الأوروبية إن أوكرانيا قد تحصل على مساعدات تصل إلى 11 مليار يورو (15 مليار دولار) خلال العامين المقبلين شريطة أن تتوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي الذي يطلب إصلاحات اقتصادية موجعة مثل إلغاء دعم الغاز.
وعوضت العملة الأوكرانية الهريفنيا خسائرها الحادة بدعم من الوعود بمساعدات غربية بمليارات الدولارات وإدراك أن القوات الروسية لن تذهب على الأرجح إلى مناطق أخرى في اوكرانيا غير القرم.
وفي اليومين الماضيين تجاوز سعر الهرفينيا مقابل الدولار 9.0 للمرة الأولى منذ بدأت أزمة القرم الأسبوع الماضي. وقال تجار محليون إن القيود الطارئة التي فرضت على العملة الأسبوع الماضي تعززها.
وقالت شركة جازبروم اكبر شركة غاز روسية إن أوكرانيا لم تسدد فاتورة الغاز لشهر فبراير شباط وقيمتها 440 مليون دولار لتصل متأخراتها الى 1.89 مليار دولار ولمحت الى أنها قد توقف ضخ الغاز كما فعلت عام 2009 حين أدى وقف ضخ الغاز لأوكرانيا الى خفض الإمدادات لأوروبا خلال موجة برد قارس.
وفي موسكو تجمع حشد هائل قرب الكرملين في مظاهرة منظمة بترخيص من الحكومة وحفل موسيقي وصف بأنه "تضامنا مع أهالي القرم".
وقدم نجوم البوب عروضا على المسرح ورفع المتظاهرون لافتات تحمل شعارات مثل "القرم أرض روسية" و"لا نقايض شعبنا بالمال" و"نثق في بوتين".
وقال رئيس الوزراء الأوكراني ارسيني ياتسينيوك إنه ما من أحد في العالم المتحضر سيعترف بنتيجة "ما يسمى بالاستفتاء" في القرم.
وعبر مجددا عن استعداد كييف للتفاوض مع روسيا اذا سحبت موسكو قواتها الإضافية من القرم وقال إنه طلب إجراء اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف.
لكن وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير قال إنه لا يوجد مؤشر واضح على استعداد روسيا للانضمام الى "مجموعة اتصال" دولية مع أوكرانيا اقترح الغرب إنشاءها للتفاوض على حل للأزمة.
وعلى الرغم من كلمات بوتين القاسية قال معتصمون في ميدان الاستقلال بوسط كييف دفاعا عن الثورة التي أطاحت بيانوكوفيتش إنهم لا يعتقدون أنه سيتم السماح للقرم بالاستقلال.
وقال تاراس يوركيف (35 عاما) من مدينة لفيف بشرق البلاد "نحن متفائلون القرم ستقف معنا وسنقاتل من أجلها... طريقة قتالنا تتوقف على قرارات قيادتنا. سنستخدم القوة إذا اقتضى الأمر إذا أردت السلام يجب أن تستعد للحرب."
وقال الكسندر زابروجيتس (40 عاما) من منطقة كيروفوجراد بوسط أوكرانيا إنه يثق في الضغوط الدولية.
وقال "لا أعتقد أنه سيتم السماح للروس بأن يأخذوا القرم منا لا يمكن التصرف بهذه الطريقة مع دولة مستقلة. نتمتع بدعم العالم كله. لكنني أعتقد أننا نهدر وقتا. في حين يستعد الروس نكتفي نحن بالكلام."
وقالت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا على صفحتها على تويتر إن مراقبين عزل تابعين لها منعوا من دخول القرم اليوم الجمعة لليوم الثاني على التوالي.
وسافر مبعوث خاص للأمم المتحدة الى العاصمة الإقليمية سيمفروبول لكن محتجين موالين لروسيا حاصروه وأجبروه على المغادرة يوم الأربعاء. وقالت الأمم المتحدة إنها كانت أرسلت الأمين العام المساعد لحقوق الإنسان ايفان سيمونوفيتش الى كييف لإجراء تقييم مبدئي لأوضاع حقوق الإنسان.
وقطع إرسال التلفزيون الإوكراني في القرم امس الخميس وحلت محله القنوات الروسية الرسمية. ويسيطر على الشوارع من يؤيدون الانضمام لموسكو وقد زاد بعضهم حدة في الأسبوع المنصرم حيث اعتدوا على صحفيين ومحتجين مؤيدين لكييف من حين لآخر.
ويعارض جزء من سكان القرم البالغ عددهم 2 مليون نسمة حكم روسيا وبينهم أعضاء في الأغلبية ذات الأصول الروسية التي تسكن المنطقة.
وعلى صعيد آخر قال رئيس بعثة أوكرانيا لدورة الألعاب الاولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة فاليري سوشكفيتش اليوم الجمعة إن فريقه سينسحب من دورة الأولمبياد الشتوية لذوي الاحتياجات الخاصة إذا غزت روسيا بلاده وإنه يأمل أن تكون المنافسات الرياضية قادرة على نشر السلام.
رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحذير الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشأن تدخل موسكو العسكري في شبه جزيرة القرم وقال اليوم الجمعة 7 مارس إن روسيا لا يمكنها تجاهل نداءات المساعدة من الناطقين بالروسية في أوكرانيا.
وبعد مكالمة هاتفية امتدت لساعة مع أوباما قال بوتين في بيان إنه لا تزال توجد خلافات بين موسكو وواشنطن بشأن الوضع في الجمهورية السوفيتية السابقة وقال إن الزعماء الجدد الذين تولوا السلطة في كييف اتخذوا "قرارات غير شرعية على الإطلاق بخصوص مناطق شرق وجنوب شرق أوكرانيا والقرم."
وقال بوتين "لا تستطيع روسيا أن تتجاهل طلبات المساعدة في هذا الشأن وهي تتصرف على هذا الأساس بما يتفق تماما والقانون الدولي."
وقال حرس الحدود الأوكراني إن موسكو نقلت أعدادا كبيرة من القوات إلى شبه جزيرة القرم في جنوب أوكرانيا والتي تسيطر عليها قوات روسية.
وقال سيرهي استاخوف أحد مساعدي قائد حرس الحدود إنه يوجد حاليا نحو 30 الف جندي روسي في القرم مقارنة مع 11 ألفا متمركزين بشكل دائم مع أسطول البحر الأسود الروسي في مدينة سيفاستوبول الساحلية قبل الأزمة.
وينفي بوتين أن تكون القوات التي لا تضع شارات عسكرية روسية وتحاصر القوات الأوكرانية في قواعدها تخضع لقيادة موسكو برغم أن العربات الخاصة بتلك القوات تحمل لوحات عسكرية روسية. ويسخر الغرب من التأكيدات الروسية.
وقال متحدث باسم بوتين إنه على الرغم من "الخلاف العميق" مع الغرب بشأن أوكرانيا فإن موسكو تأمل العثور على أرضية مشتركة والا تبدأ حرب باردة جديدة.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية الرسمية عن ديمتري بسكوف المتحدث باسم بوتين قوله "لا يزال هناك أمل في إمكانية إيجاد بعض نقاط الاتفاق نتيجة للحوار -الذي لم يرفضه شركاؤنا بعد بفضل الله."
وأضاف بسكوف أنه يعتقد أن الحرب الباردة الجديدة "لم تبدأ وأود الا تبدأ."
وتصاعدت أخطر مواجهة بين الشرق والغرب منذ نهاية الحرب الباردة أمس الخميس عندما صوت برلمان شبه جزيرة القرم لصالح الانضمام لروسيا. وحددت حكومة المنطقة 16 مارس آذار موعدا للاستفتاء لتحديد مستقبل المنطقة.
وندد زعماء الاتحاد الأوروبي وأوباما بالاستفتاء المقترح وقالوا انه غير شرعي وينتهك دستور أوكرانيا.
وقالت رئيسة مجلس الاتحاد وهو المجلس الاعلى في البرلمان الروسي عقب اجتماعها مع مشرعين من القرم يزورون موسكو اليوم الجمعة إن القرم لها الحق في تقرير مصيرها واستبعدت خطر نشوب حرب بين "البلدين الشقيقين".
وقبل الاتصال ببوتين أعلن أوباما يوم الخميس فرض أول عقوبات على روسيا منذ بدء الأزمة تشمل حظر تأشيرات وتجميد أرصدة المسؤولين عن تهديد سيادة أوكرانيا والذين لم يحددوا حتى الآن.
وأيدت اليابان الموقف الغربي قائلة ان تصرفات روسيا تشكل "تهديدا للسلام والأمن الدوليين" بعد أن تحدث أوباما إلى رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي.
أما وزارة الخارجية الصينية فقالت اليوم الجمعة ان العقوبات ليست الحل الامثل لحل الازمة الاوكرانية. والصين وروسيا عضوان دائمان في مجلس الامن التابع للامم المتحدة ولهما حق النقض (الفيتو) وتربطهما علاقات وطيدة وموقفهما واحد من العديد من القضايا الدبلوماسية مثل الازمة في سوريا وتجنبت الصين التعليق بخصوص الوضع القانوني لاستفتاء القرم على الانفصال.
واعتمد الاتحاد الأوروبي أكبر شريك اقتصادي لروسيا والمستورد لغازها خطة من ثلاث مراحل في محاولة لفرض حل تفاوضي لكنه لم يصل إلى حد فرض عقوبات فورية.
وردت وزارة الخارجية الروسية بغضب اليوم الجمعة ووصفت قرار الاتحاد الأوروبي تجميد محادثات بشأن إلغاء تأشيرات السفر وبشأن اتفاقية جديدة أوسع نطاقا تحكم العلاقات بين روسيا والاتحاد بأنها "موقف غير بناء على الاطلاق" وقالت إنها سترد على أي عقوبات.
والتقت السياسية الأوكرانية المعارضة البارزة يوليا تيموشينكو التي أطلق سراحها من السجن بعد عزل الرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في دبلن ودعت الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات فورية على روسيا وحذرت من أن القرم ربما تنزلق إلى حرب عصابات إذا لم يفعل الاتحاد ذلك.
وسارعت بروكسل وواشنطن إلى دعم السلطات الجديدة في أوكرانيا وأعلنتا عن مساعدات سياسية ومالية.
وقال المدير الاقليمي لصندوق النقد الدولي إن المحادثات مع كييف بخصوص اتفاق قرض تمضي بشكل جيد وأشاد بانفتاح الحكومة الجديدة على الاصلاح الاقتصادي والشفافية.
وقالت المفوضية الأوروبية إن أوكرانيا قد تحصل على مساعدات تصل إلى 11 مليار يورو (15 مليار دولار) خلال العامين المقبلين شريطة أن تتوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي الذي يطلب إصلاحات اقتصادية موجعة مثل إلغاء دعم الغاز.
وعوضت العملة الأوكرانية الهريفنيا خسائرها الحادة بدعم من الوعود بمساعدات غربية بمليارات الدولارات وإدراك أن القوات الروسية لن تذهب على الأرجح إلى مناطق أخرى في اوكرانيا غير القرم.
وفي اليومين الماضيين تجاوز سعر الهرفينيا مقابل الدولار 9.0 للمرة الأولى منذ بدأت أزمة القرم الأسبوع الماضي. وقال تجار محليون إن القيود الطارئة التي فرضت على العملة الأسبوع الماضي تعززها.
وقالت شركة جازبروم اكبر شركة غاز روسية إن أوكرانيا لم تسدد فاتورة الغاز لشهر فبراير شباط وقيمتها 440 مليون دولار لتصل متأخراتها الى 1.89 مليار دولار ولمحت الى أنها قد توقف ضخ الغاز كما فعلت عام 2009 حين أدى وقف ضخ الغاز لأوكرانيا الى خفض الإمدادات لأوروبا خلال موجة برد قارس.
وفي موسكو تجمع حشد هائل قرب الكرملين في مظاهرة منظمة بترخيص من الحكومة وحفل موسيقي وصف بأنه "تضامنا مع أهالي القرم".
وقدم نجوم البوب عروضا على المسرح ورفع المتظاهرون لافتات تحمل شعارات مثل "القرم أرض روسية" و"لا نقايض شعبنا بالمال" و"نثق في بوتين".
وقال رئيس الوزراء الأوكراني ارسيني ياتسينيوك إنه ما من أحد في العالم المتحضر سيعترف بنتيجة "ما يسمى بالاستفتاء" في القرم.
وعبر مجددا عن استعداد كييف للتفاوض مع روسيا اذا سحبت موسكو قواتها الإضافية من القرم وقال إنه طلب إجراء اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف.
لكن وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير قال إنه لا يوجد مؤشر واضح على استعداد روسيا للانضمام الى "مجموعة اتصال" دولية مع أوكرانيا اقترح الغرب إنشاءها للتفاوض على حل للأزمة.
وعلى الرغم من كلمات بوتين القاسية قال معتصمون في ميدان الاستقلال بوسط كييف دفاعا عن الثورة التي أطاحت بيانوكوفيتش إنهم لا يعتقدون أنه سيتم السماح للقرم بالاستقلال.
وقال تاراس يوركيف (35 عاما) من مدينة لفيف بشرق البلاد "نحن متفائلون القرم ستقف معنا وسنقاتل من أجلها... طريقة قتالنا تتوقف على قرارات قيادتنا. سنستخدم القوة إذا اقتضى الأمر إذا أردت السلام يجب أن تستعد للحرب."
وقال الكسندر زابروجيتس (40 عاما) من منطقة كيروفوجراد بوسط أوكرانيا إنه يثق في الضغوط الدولية.
وقال "لا أعتقد أنه سيتم السماح للروس بأن يأخذوا القرم منا لا يمكن التصرف بهذه الطريقة مع دولة مستقلة. نتمتع بدعم العالم كله. لكنني أعتقد أننا نهدر وقتا. في حين يستعد الروس نكتفي نحن بالكلام."
وقالت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا على صفحتها على تويتر إن مراقبين عزل تابعين لها منعوا من دخول القرم اليوم الجمعة لليوم الثاني على التوالي.
وسافر مبعوث خاص للأمم المتحدة الى العاصمة الإقليمية سيمفروبول لكن محتجين موالين لروسيا حاصروه وأجبروه على المغادرة يوم الأربعاء. وقالت الأمم المتحدة إنها كانت أرسلت الأمين العام المساعد لحقوق الإنسان ايفان سيمونوفيتش الى كييف لإجراء تقييم مبدئي لأوضاع حقوق الإنسان.
وقطع إرسال التلفزيون الإوكراني في القرم امس الخميس وحلت محله القنوات الروسية الرسمية. ويسيطر على الشوارع من يؤيدون الانضمام لموسكو وقد زاد بعضهم حدة في الأسبوع المنصرم حيث اعتدوا على صحفيين ومحتجين مؤيدين لكييف من حين لآخر.
ويعارض جزء من سكان القرم البالغ عددهم 2 مليون نسمة حكم روسيا وبينهم أعضاء في الأغلبية ذات الأصول الروسية التي تسكن المنطقة.
وعلى صعيد آخر قال رئيس بعثة أوكرانيا لدورة الألعاب الاولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة فاليري سوشكفيتش اليوم الجمعة إن فريقه سينسحب من دورة الأولمبياد الشتوية لذوي الاحتياجات الخاصة إذا غزت روسيا بلاده وإنه يأمل أن تكون المنافسات الرياضية قادرة على نشر السلام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.