مصر مبدعة للحضارة.. مؤثرة حتي في ضعفها بحكم موقعها في قلب العالم. انها صاحبة رسالة، عنوان كتاب الدكتور حسين مؤنس مصر ورسالتها. يقول في مدخل كتابه ان مصر تنازعتها ابعاد التاريخ الثلاثة وهذه القوي الثلاث التي تنازعت تاريخ مصر، هي الابعاد الثلاثة لهذا التاريخ، وهي في مجموعها، تعطي هذا التاريخ هيأته وحجمه وعمقه أيضا، ولابد لمصر اذا ارادت ان يستقيم ميزان حياتها، من ان توازن بين هذه القوي، فلا تغلب واحدة منها واحدة، ولا تصرفها عن واحدة منها واحد». في هذا الاطار العام قامت مصر بدورها الحضاري، ففي افريقيا كانت حدودها الحضارية تمتد الي تونس، وثبت وجود صلات لها مع غرب القارة، وهي التي نشرت المسيحية ثم الاسلام في السودان الشمالي والحبشة، وفتحها للسودان لم يكن فتحا سياسيا اسهاما هذا برافدين عظيمين، رافد مصري قديم، بدورها من أجل نفع مادي، لان امبراطوريتها كانت دائما في آسيا، ولا أدل علي انسانية هذا الدور من ان البلاد القريبة منها في القارة كانت أسبق عهدا بالاستقلال، وكانت البلاد البعيدة عنها في القارة احدثها عهداً باستقلال. علي ان اهم الابعاد الحضارية لمصر هو البحر الأبيض المتوسط... قامت فيه مصر بدورها التاريخي حتي من الممكن ان نقول ان تاريخ مصر هو تاريخ هذا البحر، وحضارتها قبل الفتح العربي لم تكن شرقية خالصة، كما ان اتجاهها مع العصر الحديث ليس شرقيا خالصا أيضا.. من خلال صلاتها بالبحر استطاعت ان تسهم في انشاء الحضارة الحديثة، وأتي اسهامها هذا برافدين عظيمين، رافد مصري قديم، أثر في الرافد اليوناني للحضارة الحديثة ورافد مصري اسلامي، اثر في الرافد الاسلامي نفسه لتلك الحضارة. «ان ما نسميه اليوم بحضارة الغرب، ان هو الا الحضارة المصرية القديمة متطورة في اتجاه واحد مستقيم«. ان من واجبنا الاهتمام بهذه الحدود الثلاثة، فعندما اغفلنا افريقيا استمرت المسيحية في النوبة حتي القرن الرابع عشر، وسقطت الأندلس، وعاني المغرب من اعمال القرصنة، وهجمات الاسبان وفرسان مالطة. وعندما اغفلنا آسيا - في مرحلة - جاء الصليبيون، وفي مرحلة أخري جاء العثمانيون. وعندما اغفلنا البحر الأبيض المتوسط، لم نستطع ان نصيب شيئا من الحضارة الحديثة التي نمت في أوروبا، الا في وقت متأخر، وجاء هذا بعد ان فرضت أوروبا سلطانها السياسي علينا. اذن... فرسالة مصر »نور وسلام«، وهي في جميع مراحل تاريخها لم تنشر الحضارة، أو تسهم في نشرها أيضا، فإن عليها متابعة هذا، بعد ان حصلت علي استقلالها، ورسالتها هنا »ليست رسالة متابعة أو ملاحقة، بل رسالة قيادة«. تلك وجهة نظر حسين مؤنس، في جانب منها تأثر بكتاب »فلسفة الثورة« لجمال عبدالناصر، وفي جانب آخر تأثر بكتاب »مستقبل الثقافة في مصر« لطه حسين. مصر مبدعة للحضارة.. مؤثرة حتي في ضعفها بحكم موقعها في قلب العالم. انها صاحبة رسالة، عنوان كتاب الدكتور حسين مؤنس مصر ورسالتها. يقول في مدخل كتابه ان مصر تنازعتها ابعاد التاريخ الثلاثة وهذه القوي الثلاث التي تنازعت تاريخ مصر، هي الابعاد الثلاثة لهذا التاريخ، وهي في مجموعها، تعطي هذا التاريخ هيأته وحجمه وعمقه أيضا، ولابد لمصر اذا ارادت ان يستقيم ميزان حياتها، من ان توازن بين هذه القوي، فلا تغلب واحدة منها واحدة، ولا تصرفها عن واحدة منها واحد». في هذا الاطار العام قامت مصر بدورها الحضاري، ففي افريقيا كانت حدودها الحضارية تمتد الي تونس، وثبت وجود صلات لها مع غرب القارة، وهي التي نشرت المسيحية ثم الاسلام في السودان الشمالي والحبشة، وفتحها للسودان لم يكن فتحا سياسيا اسهاما هذا برافدين عظيمين، رافد مصري قديم، بدورها من أجل نفع مادي، لان امبراطوريتها كانت دائما في آسيا، ولا أدل علي انسانية هذا الدور من ان البلاد القريبة منها في القارة كانت أسبق عهدا بالاستقلال، وكانت البلاد البعيدة عنها في القارة احدثها عهداً باستقلال. علي ان اهم الابعاد الحضارية لمصر هو البحر الأبيض المتوسط... قامت فيه مصر بدورها التاريخي حتي من الممكن ان نقول ان تاريخ مصر هو تاريخ هذا البحر، وحضارتها قبل الفتح العربي لم تكن شرقية خالصة، كما ان اتجاهها مع العصر الحديث ليس شرقيا خالصا أيضا.. من خلال صلاتها بالبحر استطاعت ان تسهم في انشاء الحضارة الحديثة، وأتي اسهامها هذا برافدين عظيمين، رافد مصري قديم، أثر في الرافد اليوناني للحضارة الحديثة ورافد مصري اسلامي، اثر في الرافد الاسلامي نفسه لتلك الحضارة. «ان ما نسميه اليوم بحضارة الغرب، ان هو الا الحضارة المصرية القديمة متطورة في اتجاه واحد مستقيم«. ان من واجبنا الاهتمام بهذه الحدود الثلاثة، فعندما اغفلنا افريقيا استمرت المسيحية في النوبة حتي القرن الرابع عشر، وسقطت الأندلس، وعاني المغرب من اعمال القرصنة، وهجمات الاسبان وفرسان مالطة. وعندما اغفلنا آسيا - في مرحلة - جاء الصليبيون، وفي مرحلة أخري جاء العثمانيون. وعندما اغفلنا البحر الأبيض المتوسط، لم نستطع ان نصيب شيئا من الحضارة الحديثة التي نمت في أوروبا، الا في وقت متأخر، وجاء هذا بعد ان فرضت أوروبا سلطانها السياسي علينا. اذن... فرسالة مصر »نور وسلام«، وهي في جميع مراحل تاريخها لم تنشر الحضارة، أو تسهم في نشرها أيضا، فإن عليها متابعة هذا، بعد ان حصلت علي استقلالها، ورسالتها هنا »ليست رسالة متابعة أو ملاحقة، بل رسالة قيادة«. تلك وجهة نظر حسين مؤنس، في جانب منها تأثر بكتاب »فلسفة الثورة« لجمال عبدالناصر، وفي جانب آخر تأثر بكتاب »مستقبل الثقافة في مصر« لطه حسين.