أكد د.مجدي عامر سفير مصر لدي الصين أن الانتخابات الرئاسية المرتقبة ستكون المحطة الأبرز والأهم في المرحلة الانتقالية الحالية التي تمر بها مصر. وقال السفير المصري، في لقاء مع ممثلي وسائل الإعلام الصينيةببكين بشأن قرب إجراء الانتخابات الرئاسية في مصر، إنه باختيار المصريين لرئيسهم الجديد في الانتخابات، التي ستجري في مارس أو أبريل وفقا للموعد الذي ستحدده اللجنة العليا للانتخابات، لافتاً إلي أن الفترة الانتقالية ستكون قد انتهت تقريبا ولن يتبقي سوى الانتخابات البرلمانية. وأضاف عامر أن مصر قد خطت خطوة أساسية ومهمة نحو بناء الدولة المدنية الديمقراطية التي تؤمن بسيادة القانون عندما شرعت في وضع الدستور أولا حيث نجحت في إقرار دستور يعكس مطالب الشعب المصري بجميع فئاته وطوائفه، لافتا إلى أن هذا الدستور الحامي لمصر هو الضامن الأكبر لعدم تحكم أي جهة في مصير هذا البلد العريق. وأشار عامر إلى أن المصريين يتطلعون إلى رئيس محترف وليس هاو، رئيس يتمتع بخبرة في إدارة السياسة الخارجية والشؤون الداخلية ويمتلك رؤية ثاقبة لوضع مصر الداخلي ومحيطها الإقليمي والدولي، رئيس يمثل المصريين جميعا وليس جماعة أو فئة بعينها. وحول الوضع الداخلي أوضح السفير مجدي عامر لوسائل الإعلام الصينية أن الاقتصاد هو محور تركيز الحكومة المصرية الحالية التي تضم مجموعة من ذوي الخبرة والكفاءة، قائلا إن مصر نجحت منذ يونيو 2013 في رفع تصنيفها الائتماني درجتين، ما يبرهن بوضوح على أن أداء الاقتصاد المصري يتحسن بوتيرة سريعة ارتكازا على الجهد الدءوب الذي تبذله مؤسسات الدولة والقطاعات الحكومية وتدعمه رغبة شعبية كبيرة في دفع البلاد نحو استقرار شامل. وأضاف السفير مجدي عامر أنه وسط هذا الزخم من الجهد المتواصل تبرز تحديات كبيرة تواجهها مصر وعلى رأسها الإرهاب، الذي وصفه بأنه مشكلة عالمية ومصر تواجهه بكل حزم ووفقا للقانون، مؤكدا أن هذا الخطر يتطلب تعاونا دوليا في مكافحته ويستلزم تضافر جهود بلدان العالم لمنع تمويل الإرهاب أو انتقال العناصر الإرهابية من دولة إلى أخرى. وحول السياسة الخارجية وزيارة رئيس الوزراء حازم الببلاوي للسعودية التي اختتمها مؤخرا أشار عامر إلى أن علاقات مصر بالسعودية ودول الخليج قوية ومتناغمة وتوصف بأنها علاقات مصير واحد، فالزيارات رفيعة المستوي المتبادلة في الآونة الأخيرة بين الطرفين تعكس حجم المساندة السياسة والاقتصادية الوطيدة والمستمرة بجميع مظاهرها بين مصر وأشقائها في السعودية والخليج. وعن العلاقات المصرية-الصينية، أكد السفير مجدي عامر أنها تمضى قدما في جميع المجالات بثبات نحو المستقبل، إذ تكللت في الجانب السياسي بزيارة وزير الخارجية المصري نبيل فهمي للصين في ديسمبر الماضي وسبقتها زيارات قامت بها عدة وفود سياسية وأكاديمية مصرية على مستويات مختلفة لشرح حقيقة الأوضاع في مصر. وقال السفير عامر إنه مع زيارة وزير الخارجية نبيل فهمي لبكين، رفعت الصين حظر السفر إلى مصر، ما حفز 3 آلاف صيني على اختيار الأخيرة لقضاء الاحتفالات ببدء السنة القمرية الصينية الجديدة عيد الربيع، ويعد هذا بمثابة انطلاقة لجذب المزيد من السائحين من السوق الصينية خلال الفترة المقبلة وفقا لخطة اعتمدتها وزارة السياحة المصرية. وشدد السفير على أن التعاون المصري- الصيني بدأ يستكشف مجالات جديدة تشمل النقل والفضاء، لافتا إلى أن وزير النقل المصري من المتوقع أن يزور الصين قريبا لتوقيع اتفاقية تتعلق بإطلاق مشروع القطار السريع بين القاهرة والإسكندرية فيما يدرس الجانبان تكثيف التعاون المشترك في مجال الفضاء من خلال إبرام اتفاقية لتطوير القدرات المصرية في هذا المجال عبر الاستعانة بالتكنولوجيا الصينية. وأشاد السفير بال"الدبلوماسية الاقتصادية" التي أعلنتها القيادة الصينية مؤخرا، قائلا إن الصين تسير في الواقع على نهج هذه السياسة منذ سنوات، غير أنها باتت الآن واضحة العالم وأكثر براجماتية. وأكد السفير ترحيب الجانب المصري بفكرة إحياء طريق الحرير التي طرحتها القيادة الصينية مؤخرا وذلك في إطار الدور التاريخي لهذه الطريق في ربط قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا، قائلا إن مصر هي الأقدم في هذه الطريق، إذ أن استخدام الملكات في العصر الفرعوني للحرير يدل على ازدهار التجارة بين البلدين قبل آلاف السنين.