25/11/2011 11:44:22 م محمود سالم في كل مناسبة اجتماعية خاصة بعد ابتعاده عن منصب رئيس الوزراء كنت حريصا علي الاتصال به لتقديم التهنئة له?.. ?وفي كل مرة كنت اطلب منه ساعة واحدة يخرج فيها عن صمته لكنه كان بأدب شديد يعتذر ويقول?: ?لسه?!? وفي? ?كل مرة كان يداعبني بالقول?: ?يا ريت تبقي التهنئة لوجه الله ولا تطلب حديثا فأنا قليل الكلام?! ?وبالطبع كنت اقتنع بما يقوله انتظارا لمناسبة اجتماعية جديدة لاعاود طلبي دون جدوي?!? ومن أكتوبر ?9991 ?يوم خروجه من رئاسة الوزارة ظل د.كمال الجنزوري هكذا?.. ?والحقيقة أنه كان شبه صامت حتي خلال توليه رئاسة الحكومة ومن اليوم الأول في يناير ?6991.. ? حتي قامت الثورة في يناير الماضي ليبدأ الرجل? »?شوية شوية?« ?في الخروج من قوقعته التي ظل قابعا بها في شارع الحرية بمصر الجديدة حيث يسكن?. ?اللهم حضور عدد قليل جدا من المناسبات الوطنية والتي كان يقابل خلالها بعاصفة من التصفيق الأمر الذي جعل النظام السابق يقرر عدم دعوته لأية مناسبات جديدة?! ?لذا كان د.الجنزوري صامتا لا يتحدث ولا يزور أحدا سوي أقربائه وبالقطع بناته الثلاث خريجات الهندسة والتجارة الخارجية?.? والحقيقة أن د.الجنزوري ظل خلال رئاسته الحكومة لمدة تقترب من السنوات الأربع إلا قليلا يمثل لغزا كبيرا خاصة عندما خرج من المنصب بفعل فاعل?.. ?والفاعل هو ?6 ?من الوزراء وكبار المسئولين هم د.عاطف عبيد الذي جاء رئيسا للوزارة بعده ود.محمد إبراهيم سليمان وزير الإسكان وقتها وصفوت الشريف وزير الإعلام في ذلك الوقت وبالطبع زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية حينذاك?.. ?ويوسف بطرس? ?غالي?.. ?وآخرون وكلهم في مزرعة طرة أو هاربون في الخارج?.. ?اللهم لاشماتة?!? هؤلاء نظموا وخططوا مؤامرة محبوكة ضد الجنزوري وأوهموا المخلوع إياه بأن شعبية الجنزوري أصبحت في السماء وأنه أصبح يفكر في منصب رئاسة الجمهورية،? ?ليبتلع المخلوع الطعم ويقرر ابعاده وبطريقة? ?غير لائقة بل لم يفكر أحد في تعيينه في منصب آخر كرئاسة بنك كبير بعد خروجه من المنصب الأكبر مثلما حدث مع الآخرين سواء كانوا رؤساء وزارات أو حتي وزراء مثل د.عاطف عبيد الذي تولي عقب خروجه من الوزارة رئاسة المصرف العربي الدولي ود.محمد الرزاز وزير المالية الأسبق الذي تولي رئاسة بنك الاستثمار العربي والراحل كمال الشاذلي الذي رأس المجالس القومية المتخصصة ومن قبله المرحوم د.عاطف صدقي الذي تولي رئاسة تلك المجالس وبالطبع صفوت الشريف وزير الإعلام وقتها الذي ذهب مباشرة إلي مجلس الشوري?.? وآخرون?.. ?إلا كمال الجنزوري كان الانتقام منه واضحا للجميع?!.. ?حتي سيناريو خروجه من الوزارة كان مهينا?.. ?ويحكي ? ?والعهدة علي الراوي أن رئيس وزراء إسرائيل كان في زيارة لمصر للقاء مع المخلوع مبارك وكان د.الجنزوري في استقباله بمطار برج العرب حيث اصطحبه إلي مقر الاجتماع ليفاجأ بمنعه بطريقة مشينة من الدخول إلي هذا اللقاء?!!? وتتسارع بعدها الوشايات التي يتم توصيلها إلي المخلوع بأن الجنزوري هاج وماج لمنعه من دخول اللقاء وأنه وفق الرواية هدد وتوعد وأنه يتعامل مع الجميع كأنه رئيس جمهورية?!? كل هذا كان كفيلا بابعاده عن المنصب?.. ?والحقيقة أن الجنزوري لم يكن يصلح بالمرة لمرحلة بداية الاعداد لتوريث ابن المخلوع?.. ?فقد كان رأيه وقراره من دماغه رغم عدم ايمانه بحكم الفرد لكنه كان? ?يقتنع بالقرارات التي يتخذها طالما تصب في الصالح العام?.? د.الجنزوري بالمناسبة يؤمن بالنظام الرئاسي البرلماني ويري أهمية أن يتسم الوزير أي وزير بحس ووعي وبعد سياسي وأن يكون لديه إلمام بالظروف التي تمر بها مصر سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وكذا الالمام بالظروف التي تمر بها المنطقة والعالم?.? هو أيضا يري في عضو مجلس الشعب نائبا يستطيع سحب الثقة من الحكومة وليس مجرد نائب يحمل طلبات يعرضها علي الوزراء للتوقيع عليها?.. ?وتلك كانت مشكلة كبري واجهته في مجلس الشعب حيث كانت علاقته متوترة دائما بالبرلمان فكان يرفض التوقيع علي أي طلبات?.. ?وكان يقول للنواب?: ?أنا أزور مجلس الشعب للاستماع للنواب ومناقشتهم وليس توقيع الطلبات وهو ما صب كل الغضب عليه من نواب? »?لا يفكون الخط?« ?ولا يستطيع معظمهم فهم ما تحمله ميزانية الدولة من أرقام ولا يستطيعون التفرقة بين الألف وكوز الذرة?!? د.الجنزوري بجانب نظافة يده كان ومازال يري الاستقلال الكامل للقضاء وأن يكون التفتيش القضائي تابعا لمجلس القضاء الأعلي وليس لوزير العدل?. ?وكان ومازال? ? يري عدم اعارة القاضي لاية جهة حكومية?. ?يريد جهازا قضائيا كفئا?.? وفي ظل هذا وذاك كان يحارب الفساد بتجفيف منابعه ولكن ما باليد حيلة خاصة أن الفساد في ظل النظام السابق كان له? »?راع?«?،? ?والخطورة كما قال? ?الجنزوري في الفساد الذي يأتي من أعلي?!.? وبالتأكيد كان الجنزوري مكروها من الذين كانوا يرعون الفساد?.. ?فكانت قراراته تتخذ دون الرجوع في أغلبها لرئاسة الجمهورية وهو ما وفر نجاح الوشايات ضده بأنه أصبح رئيسا للجمهورية أو يفكر فيها?!? كان الجنزوري ومازال يري أن رئيس الوزراء إذا اقتنع بقرار يتخذه بعد التشاور مع مجلس الوزراء?.. ?وكذا الوزير يفعل نفس الشيء?!? وبالمناسبة أيضا فإن د.الجنزوري لم تكن علاقته متوترة مع عدد من الوزراء وكبار المسئولين فقط بل إنه لم يدخل مقر الحزب الوطني خلال فترة توليه منصبه سوي مرتين?!? والأهم أن المخلوع وعصابته نجحوا في خلع? »?ضرس العقل?«.. ?وابعاده?! ?لقد كانوا يرونه شخصا ليس من السهل? ?التفاهم معه?!.? والسؤال المطروح اليوم قبل الغد?: ?كيف ستكون العلاقة بين د.الجنزوري والمجلس الأعلي للقوات المسلحة؟ سؤال تجيب عنه الأيام القادمة?!? عدد القراءات 2547