حبيبتي ادفنها حية

اودع نفسي الي مثواها الاخير... شعور غريب وانت تري نفسك تدخل القبر ويوارونك الثري ... مزيج من الحزن وعدم التصديق والفزع... كابوس تناضل كي تستيقظ منه دون جدوى..تنهمر دموعك وينخلع قلبك.. تنظر في شهادة وفاتك فلا ترى سوى رقم... انتصارات وهزائم وحب وهجر ونجاح وفشل وضحك وبكاء .. كل ذلك بات مجرد رقم ... يا رب رحمتك وعفرانك
هذا ما يدور بخاطري وانا على فراش المرض اتمنى الموت في كل لحظة كي استريح من عذاب بعادها... بعاد هناء..
ثائرة هي ..... تسللت الى قلبي من باب العقل.. ادركنا ان طريقنا واحد ومصيرنا واحد فسرت في عروقي في دمي ..
تساءلت والقنابل المسيلة للدموع تنهمر فوق رؤوسنا في ميدان التحرير كيف لم أر من قبل كل هذه الرقة وهذا الجمال.. حبيبتي لقد كنت اعمى وأبصرت .. ولم اعد أري سواها..
هناء زميلتي منذ الجامعة فتاة متمردة يسارية ثورية تتسم بالجرأة والاقتحام ولديها دائرة صداقات واسعة من الشباب وكل ذلك جعلني اتعمد تجنبها رغم إعجابي بها..
وكيف لا اتجنبها وانا الذي اخترت منذ شبابي المبكر طريق الدين فأطلقت لحيتي وبت لا اقترب الا ممن هو على شاكلتي الى ان جمعنا الميدان..
وبعد الثورة ازددنا التصاقا وفكرنا في الزواج وحاولت جذبها الى طريق الهداية دون جدوى اذ حاولت هي جذبي الى طريقها..
ومع التطورات السياسية الاخيرة اخذنا نتباعد الى ان جاء اليوم الذي أبلغتني فيه اننا لا يمكن ان نرتبط ولنظل اصدقاء..
صدمت وقررت قطع علاقتي بها نهائيا واعتبارها ميتة ودفنها حية في مقبرة ذاكرتي فسقطت فريسة للمرض والحيرة..فماذا افعل؟
عزيزي..
مالا يدرك كله لا يترك كله ومن الواضح ان فتاتك ادركت ان ما بينكما من اختلافات جوهرية لن يكون مقدمة الا لزواج فاشل فاثرت السلامة فلماذا لا تفعل مثلها؟؟ ان قناعتك بالزواج بمثلها يعني احترامك لها ولاخلاقها والصداقة امر جميل يدوم فلماذا لا تقبل يدها الممدودة بالصداقة ؟؟ وفقك الله لما فيه الخير