الرجل الأقوي في العالم طبقا للتصنيف الأخير لهذا العام، فلاديمير بوتين، هل تعمد إهانة محمد مرسي كرئيس لمصر، حينما جاءه طالبنا المساعدة سواء الاقتصادية أم العسكرية، أم أنه تعمد إهانة جماعة الإخوان المسلمين متمثلة في المعزول مرسي. الإجابة على هذا السؤال، تظهر جليا بعد عزل مرسي من منصبه يوم 3 يوليو، حيث تحولت العلاقات المصرية الروسية من أقصاها إلى أقصاها، فمن جفاء في العلاقات أثناء فترة حكم المعزول، إلى تقارب ومساندة للإدارة الحالية للبلاد برئاسة المستشار عدلي منصور. وكان بداية إرهاصات كيف ستصبح العلاقة بين القاهرةوروسيا في ظل حكم المعزول، حينما ذهب مرسي في زيارته الرسمية الأولي إلى موسكو، ووجد في استقباله بالمطار عمدة ولاية روسية تسمي "سوشي" فقط، ودون إجراء أي مراسم استقبال رسمي له. وعكس ذلك سياسة الكرملين تجاه قصر الاتحادية برئيسه الجديد، حيث لم تلقى محاولات مرسي للتقارب من الكرملين قبولاً من الجانب الروسي، فقد استقبلت روسيا الرئيس السابق محمد مرسي بشكل وصفه البعض بأنه ''مهين'' لرئيس جمهورية مصر العربية، بينما وصف البعض الآخر هذه الزيارة ب''الزيارة الباردة''. وكان دائماً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ما ينتقد مواقف الرئيس المصري تجاه سوريا، خاصة بعدما أعلن قطعه العلاقات معها في مؤتمر حاشد بإستاد القاهرة. بوتين تنبأ برحيل مرسي وهذا الموقف أدي لإطلاق بوتين تصريحه بشأن مرسي، والذي قال فيه، أن ''الرئيس المصري طارده من أوروبا إلى إفريقيا حتى استطاع أن يلتقي به في قرية صغيرة في روسيا، وأن هذا النوع من الرؤساء لا يدوم طويلاً، وأن بشار الذي يناصبه الرئيس المصري العداء قد يدوم في الحكم فترة أطول من الرئيس المصري الذي تعتزم المعارضة خلعه''. ومن ناحية ثانية، كانت هناك حالة من عدم الثقة من قبل النظام الروسي تجاه التوجهات الخارجية للنظام الجديد في مصر، خاصة مع حقيقة كون مرسي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، حيث لعبت هذه الجماعة بأفرعها المختلفة في العالم دورا في دعم حركة التمرد في الشيشان والتي تتعامل معها روسيا على أنها جماعة إرهابية، تهدد الأمن القومي الروسي. إلى جانب ذلك، ترتبط أهمية مصر لروسيا من الناحية السياسية بالدرجة الأولى بنفوذها السياسي في الإقليم، وبقدرتها على التأثير في الملفات التي تهم روسيا. وتعد حاجة روسيا الاقتصادية لمصر محدودة، فاعتماد مصر الاقتصادي على روسيا أكبر من اعتماد روسيا الاقتصادي على مصر، حيث تعد مصر الشريك التجاري رقم 18 لروسيا، وفق إحصاء المفوضية الأوروبية لعام 2011، وتستورد .4% من إجمالي الصادرات الروسية للعالم، وتوفر .2% من إجمالي الواردات الروسية من العالم، وفي المقابل تعد روسيا الشريك التجاري الثالث لمصر على مستوى العالم، بعد الولاياتالمتحدة والصين على التوالي، وتوفر 11.6% من إجمالي الواردات المصرية من العالم، بينما تصدر مصر لروسيا 7% من إجمالي صادرات مصر للعالم، كما تعد السياحة الروسية مصدرا مهما للدخل القومي المصري، حيث كانت ترسل 3 ملايين سائح سنويا، ولكن تراجع هذا العدد بعد الثورة، كما أنها تعد مصدرا رئيسيا للقمح الذي يعتمد عليه المواطن المصري في الحصول على حاجته من الخبز. 30 يونيو وكرملين جديد وعقب عزل مرسي يوم 3 يوليو، تحولت السياسة الروسية تجاه مصر، حيث أعلنت روسيا، دعمها للحكومة الجديدة، مؤكدة تقديمها لعرض شراء أسلحة روسية متطورة إلى مصر يتضمن أنظمة دفاعية ومروحيات، قد تصل قيمتها إلى ملياري دولار، في خطوة يبدو أنها باكورة التعاون المصري الروسي بعد عقود من الفتور في علاقات البلدين. وشمل العرض مروحيات عسكرية، ومقاتلات من طراز ميج 29mm2، وأنظمة دفاع جوي متطورة، وصواريخ كورنيت مضادة للدبابات. ورأى محللون أن الصفقة، بداية لصفحة جديدة في العلاقات المصرية الروسية التي شهدت عقودا من الفتور، كان الاعتماد العسكري المصري فيها على الجانب الأمريكي سواء في استيراد الأسلحة أو في تلقي المعونات العسكرية، الوضع الذي استخدمته الولاياتالمتحدة كورقة ضغط على مصر في أكثر من موقف قبل أن تقرر تعليق جزء كبير من المساعدات العسكرية. كما رأى المحللون أنها خطوة جديدة على طريق التغيير في السياسة الخارجية المصرية كانت موسكو الوجهة الأبرز لها، وهي خطوة انتظرتها موسكو طويلا لاستعادة دورها في الشرق الأوسط عبر البوابة المصرية. ونقلت صحيفة "فيدوموستي" عن مصدر قريب الصلة من وزارة الدفاع الروسية، قوله إن روسيا ومصر تبحثان إمكانية توقيع صفقة تسليحية تزيد قيمتها على ملياري دولار. ولفتت الصحيفة، إلى أن روسيا السوفيتية، كانت مصدراً أساسياً لأسلحة الجيش المصري في الستينات وبداية السبعينات من القرن العشرين، إلا أن الاتصالات بين البلدين في هذا المجال انقطعت بعد أن أدار الرئيس الراحل أنور السادات ظهره للشرق ووجهه إلى الغرب، واستأنف الرئيس الأسبق حسني مبارك استيراد السلاح من روسيا بعد رحيل السادات في عام 1980، غير أن التعاون التسليحي بين البلدين لم يعد إلى مستواه العالي السابق. وأضافت، أن مصر الآن تبحث مع روسيا إبرام صفقات تسليحية تشمل طائرات مقاتلة من طراز "ميج29 أم"، ومنظومات دفاع جوي قريبة المدى وصواريخ مضادة للدبابات من نوع "كورنيت"، بقيمة إجمالية مقدارها 2 مليار دولار، ومن الممكن أن تقدم السعودية مساعدة مالية إلى مصر لتمويل شراء السلاح الروسي. وفي سياق متصل، قال السفير عزت سعد، سفير مصر الأسبق في روسيا، إن التعاون المصري الروسي في المجال العسكري موجود منذ وقت طويل إلا أنه زاد في السنوات الأخيرة، لافتاً إلى أن 40% من السلاح الموجود لدى القنوات المسلحة ذو منشأ سوفييتي، وأنه يتم حتى الآن استيراد قطع غيار من روسيا. قلق أمريكي أثارت الزيارة الحالية لمدير المخابرات العسكرية الروسية، الجنرال فيكسلاف كوندراسكو، للعاصمة المصرية القاهرة، التساؤلات حول مغزاها ودلالاتها في هذا التوقيت الذي تمر فيه العلاقات الأمريكية - المصرية بحالة من التوتر جراء دعم واشنطن لجماعة الإخوان المسلمين، وتردد إدارة أوباما في الاعتراف ب"ثورة30 يونيو ووقف إمداد مصر بصفقة طائرات ودبابات وصواريخ أمريكية كانت مقررة سلفاً. وفي سياق متصل، أبدى عدد من نواب الكونجرس الأمريكي قلقاً متزايداً من دخول روسيا على خط العلاقات المتدهور مع مصر، ومحاولة موسكو توظيف الأزمة لصالحها وتنمية علاقاتها بمصر على حساب الولاياتالمتحدة ما يكبّد الأخيرة خسائر إستراتيجية بالمنطقة. وكان الجنرال كوندراسكو قد وصل القاهرة قادماً من موسكو على رأس وفد عسكري وأمني في زيارة لافتة لمصر تستغرق عدة أيام، يلتقي خلالها عدداً من القادة العسكريين والأمنيين وعلى رأسهم وزير الدفاع القائد العام للقوات المسلحة المصرية الفريق أول عبدالفتاح السيسي لبحث سبل دعم علاقات التعاون بين البلدين في مجالات التدريب والتسليح وتبادل المعلومات، حسب مصادر مطلعة. وأوضح الخبير العسكري اللواء حسام سويلم، المدير الأسبق لمركز الأبحاث الإستراتيجية للقوات المسلحة،في حينها، أن زيارة الجنرال الروسي هي للوقوف على مطالب مصر بخصوص التسليح واستكشاف الاحتياجات المصرية من السلاح الروسي لسد الفراغ الناجم عن التنصل الأميركي من إمداد مصر بالسلاح ووقف المعونات العسكرية. وتابع سويلم أن الزيارة تهدف أيضاً إلى تمهيد الأجواء إلى زيارة مرتقبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى مصر. وأضاف، أنه يتوقع قدوم لجان روسية ومسؤولين آخرين ضمن جهود الإعداد لزيارة بوتين. وقال، إن هذه الزيارة مثّلت إزعاجاً للولايات المتحدةالأمريكية وعليه قررت إيفاد وزير خارجيتها جون كيري لزيارة مصر لاحقاً في محاولة منها لاحتواء تبعات أزمة قطع الإمدادات العسكرية والتأكيد على أنه قطع مؤقت وتفويت الفرصة على الروس للحلول مكانها. ومن جانبه، أشار د.نشأت الديهي، أستاذ العلوم السياسية رئيس مركز دراسات الثورة، إلى أن زيارة رئيس المخابرات الروسي لمصر جاءت رد فعل لعدة زيارات قامت بها وفود شعبية مصرية لروسيا مؤخراً، وكانت بمثابة إشارة إلى أن مصر تتجه الآن صوب المعسكر الشرقي لإحياء العلاقات الروسية المصرية، ما يمثّل تلويحاً لأميركا بأن القاهرة تستطيع إعادة رسم علاقاتها الدولية مرة أخرى. وأضاف، أن لقاء الجنرال الروسي مع قيادات وزارة الدفاع المصرية يؤكد على تحالف استراتيجي عسكري، مشيراً إلى أن العلاقات المصرية الروسية تاريخية، فضلاً عن أن روسيا دائماً هي البديل والصديق الصدوق لمصر منذ فترة الستينات. وأوضح، أن روسيا تمثل فرصة إستراتيجية لمصر، كما أن مصر أيضاً بديلاً استراتيجياً جديداً لروسيا في الشرق الأوسط بعد ضعف موقفها في سوريا من جراء الثورة ضد نظام بشار الأسد. وختم بأن زيارة الجنرال الروسي لمصر قد تربك الحسابات الأمريكية، لاسيما أن روسيا عضو تجمّع"بركس" الذى يضمّها مع البرازيل والصين والهند وجنوب إفريقيا، وهو تجمّع اقتصادي يهدف أساساً لمواجهة التسلط الأميركي الغربي على التجارة الدولية. السيسي يشيد بالعلاقات أشاد وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي بما وصفه ب "عهد جديد" في العلاقات المصرية الروسية، خلال استقباله نظيره الروسي سيرجي شايجو ضمن وفد رفيع المستوى، وسط أنباء عن صفقة أسلحة روسية للجيش المصري تفوق قيمتها ملياري دولار. والتقى السيسي شايجو، بالتزامن مع اجتماع لوزيري الخارجية المصري نبيل فهمي والروسي سيرجي لافروف. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية أن السيسي أبلغ نظيره الروسي بأن الزيارة "تطلق إشارة التواصل الممتد للعلاقات الإستراتيجية التاريخية من خلال بدء مرحلة جديدة من العمل المشترك والتعاون البناء المثمر على الصعيد العسكري". وفي مؤتمر صحفي مشترك مع لافروف بعد انتهاء اللقاء، قال فهمي، إن وزيري الدفاع بحثا التعاون العسكري بين البلدين، مشددا على أهمية الزيارة. وأضاف، أن توقيت الزيارة له "دلالات مهمة ونتطلع لتعاون مثمر"، مشيرا إلى أن المباحثات تناولت ملف الأزمة السورية وعملية السلام في الشرق الأوسط. من جهته، شدد لافروف على دعم موسكو لجهود السلطات المصرية للمضي في خريطة الطريق في البلاد، مؤكدا على استعداد بلاده لتقديم المساعدة في كافة المجالات. وتجدر الإشارة أن المباحثات تمت على خلفية جمود في العلاقات بين الحكومة المصرية وواشنطن عقب إطاحة الجيش المصري بالرئيس السابق محمد مرسي، وهو من أبرز زعماء الإخوان المسلمين. وقرر الرئيس الأمريكي براك أوباما بتعليق مساعدات عسكرية لمبلغ 1,3 مليارات دولار ما أجبر الدول الأوروبية إلى إلغاء عدد البرامج الاقتصادية والعسكرية المهمة لمصر. ويشير المحللون السياسيون في الشرق الأوسط إلى أن المباحثات المصرية الروسية هي نوع من الرد المصري على القرار الأمريكي ولكن هناك إمكانية اتخاذ الخطوات الحقيقية على طريق التعاون مع روسيا. تهتم مصر بتعديل سد أسوان العالي الذي تم إنشائه بمساعدة الإتحاد السوفيتي وكذلك بمشاركة الشركات الروسية في بناء السكك الحديدية والمنشآت الصناعية الأخرى بالإضافة إلى استعادة إمداد الأسلحة والمعدات العسكرية الروسية إلى مصر. بوتين يعلن دعمه أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن دعمه ودعم روسيا الاتحادية الكامل لمصر ولإدارتها الانتقالية التي تمثل إرادة الشعب المصري في أعقاب ثورة 30 يونيو المجيدة، على حد قوله. وذكرت رئاسة الجمهورية، في بيان رسمي أوردته وكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم، أن الرئيس بوتين أوضح في اتصال هاتفي مع المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية أنه تلقى تقريراً من سيرجي لافروف وسيرجي شويجو وزيري خارجية ودفاع روسيا الاتحادية حول نتائج زيارتهما الأخيرة إلى مصر. وأوضحت الرئاسة أن بوتين أكد اهتمام بلاده بتطوير العلاقات الثنائية المصرية الروسية في شتى المجالات، بما في ذلك البنية التحتية والاقتصاد والاستثمار والتجارة والتصنيع والتعاون الأمني والعسكري. وأشارت إلى أن الرئيس الروسي أعرب عن أمله في أن تستعيد العلاقات المصرية الروسية زخمها وتميزها، في إطار من الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، معرباً عن تطلعه لاستمرار التواصل المباشر مع الرئيس عدلي منصور. وأوضح الرئيس منصور خلال الاتصال مع نظيره الروسي أن مصر "المستقلة القرار" ما بعد 30 يونيو، حريصة على الانفتاح في علاقاتها الخارجية، وعلى أن تكون لديها علاقات ثنائية قوية مع كل الأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي. وشدد على أن "حرصنا على الانفتاح في علاقاتنا الخارجية، بما في ذلك مع روسيا الاتحادية، لن يكون على حساب علاقات مصر مع أي أطراف أخرى". ووجه الرئيس منصور الدعوة للرئيس الروسي لزيارة مصر، مؤكداً على أن مصر تبادل روسيا الحرص والرغبة في تنمية العلاقات الثنائية في شتي المجالات، وأن تستعيد تلك العلاقات تميزها وخصوصيتها بما يليق بمكانة البلدين وثقلهما الإقليمي والدولي ويتناسب مع التحديات المستقبلية وتطلعات الشعبين. وأشاد بالمواقف التاريخية الروسية المختلفة المساندة والداعمة لمصر وإرادة شعبها في لحظات فارقة من التاريخ المصري المعاصر، والإرث الإيجابي الذي تركه الاتحاد السوفيتي السابق لروسيا الاتحادية في نفوس المصريين، على حد وصفه. الرجل الأقوي في العالم طبقا للتصنيف الأخير لهذا العام، فلاديمير بوتين، هل تعمد إهانة محمد مرسي كرئيس لمصر، حينما جاءه طالبنا المساعدة سواء الاقتصادية أم العسكرية، أم أنه تعمد إهانة جماعة الإخوان المسلمين متمثلة في المعزول مرسي. الإجابة على هذا السؤال، تظهر جليا بعد عزل مرسي من منصبه يوم 3 يوليو، حيث تحولت العلاقات المصرية الروسية من أقصاها إلى أقصاها، فمن جفاء في العلاقات أثناء فترة حكم المعزول، إلى تقارب ومساندة للإدارة الحالية للبلاد برئاسة المستشار عدلي منصور. وكان بداية إرهاصات كيف ستصبح العلاقة بين القاهرةوروسيا في ظل حكم المعزول، حينما ذهب مرسي في زيارته الرسمية الأولي إلى موسكو، ووجد في استقباله بالمطار عمدة ولاية روسية تسمي "سوشي" فقط، ودون إجراء أي مراسم استقبال رسمي له. وعكس ذلك سياسة الكرملين تجاه قصر الاتحادية برئيسه الجديد، حيث لم تلقى محاولات مرسي للتقارب من الكرملين قبولاً من الجانب الروسي، فقد استقبلت روسيا الرئيس السابق محمد مرسي بشكل وصفه البعض بأنه ''مهين'' لرئيس جمهورية مصر العربية، بينما وصف البعض الآخر هذه الزيارة ب''الزيارة الباردة''. وكان دائماً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ما ينتقد مواقف الرئيس المصري تجاه سوريا، خاصة بعدما أعلن قطعه العلاقات معها في مؤتمر حاشد بإستاد القاهرة. بوتين تنبأ برحيل مرسي وهذا الموقف أدي لإطلاق بوتين تصريحه بشأن مرسي، والذي قال فيه، أن ''الرئيس المصري طارده من أوروبا إلى إفريقيا حتى استطاع أن يلتقي به في قرية صغيرة في روسيا، وأن هذا النوع من الرؤساء لا يدوم طويلاً، وأن بشار الذي يناصبه الرئيس المصري العداء قد يدوم في الحكم فترة أطول من الرئيس المصري الذي تعتزم المعارضة خلعه''. ومن ناحية ثانية، كانت هناك حالة من عدم الثقة من قبل النظام الروسي تجاه التوجهات الخارجية للنظام الجديد في مصر، خاصة مع حقيقة كون مرسي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، حيث لعبت هذه الجماعة بأفرعها المختلفة في العالم دورا في دعم حركة التمرد في الشيشان والتي تتعامل معها روسيا على أنها جماعة إرهابية، تهدد الأمن القومي الروسي. إلى جانب ذلك، ترتبط أهمية مصر لروسيا من الناحية السياسية بالدرجة الأولى بنفوذها السياسي في الإقليم، وبقدرتها على التأثير في الملفات التي تهم روسيا. وتعد حاجة روسيا الاقتصادية لمصر محدودة، فاعتماد مصر الاقتصادي على روسيا أكبر من اعتماد روسيا الاقتصادي على مصر، حيث تعد مصر الشريك التجاري رقم 18 لروسيا، وفق إحصاء المفوضية الأوروبية لعام 2011، وتستورد .4% من إجمالي الصادرات الروسية للعالم، وتوفر .2% من إجمالي الواردات الروسية من العالم، وفي المقابل تعد روسيا الشريك التجاري الثالث لمصر على مستوى العالم، بعد الولاياتالمتحدة والصين على التوالي، وتوفر 11.6% من إجمالي الواردات المصرية من العالم، بينما تصدر مصر لروسيا 7% من إجمالي صادرات مصر للعالم، كما تعد السياحة الروسية مصدرا مهما للدخل القومي المصري، حيث كانت ترسل 3 ملايين سائح سنويا، ولكن تراجع هذا العدد بعد الثورة، كما أنها تعد مصدرا رئيسيا للقمح الذي يعتمد عليه المواطن المصري في الحصول على حاجته من الخبز. 30 يونيو وكرملين جديد وعقب عزل مرسي يوم 3 يوليو، تحولت السياسة الروسية تجاه مصر، حيث أعلنت روسيا، دعمها للحكومة الجديدة، مؤكدة تقديمها لعرض شراء أسلحة روسية متطورة إلى مصر يتضمن أنظمة دفاعية ومروحيات، قد تصل قيمتها إلى ملياري دولار، في خطوة يبدو أنها باكورة التعاون المصري الروسي بعد عقود من الفتور في علاقات البلدين. وشمل العرض مروحيات عسكرية، ومقاتلات من طراز ميج 29mm2، وأنظمة دفاع جوي متطورة، وصواريخ كورنيت مضادة للدبابات. ورأى محللون أن الصفقة، بداية لصفحة جديدة في العلاقات المصرية الروسية التي شهدت عقودا من الفتور، كان الاعتماد العسكري المصري فيها على الجانب الأمريكي سواء في استيراد الأسلحة أو في تلقي المعونات العسكرية، الوضع الذي استخدمته الولاياتالمتحدة كورقة ضغط على مصر في أكثر من موقف قبل أن تقرر تعليق جزء كبير من المساعدات العسكرية. كما رأى المحللون أنها خطوة جديدة على طريق التغيير في السياسة الخارجية المصرية كانت موسكو الوجهة الأبرز لها، وهي خطوة انتظرتها موسكو طويلا لاستعادة دورها في الشرق الأوسط عبر البوابة المصرية. ونقلت صحيفة "فيدوموستي" عن مصدر قريب الصلة من وزارة الدفاع الروسية، قوله إن روسيا ومصر تبحثان إمكانية توقيع صفقة تسليحية تزيد قيمتها على ملياري دولار. ولفتت الصحيفة، إلى أن روسيا السوفيتية، كانت مصدراً أساسياً لأسلحة الجيش المصري في الستينات وبداية السبعينات من القرن العشرين، إلا أن الاتصالات بين البلدين في هذا المجال انقطعت بعد أن أدار الرئيس الراحل أنور السادات ظهره للشرق ووجهه إلى الغرب، واستأنف الرئيس الأسبق حسني مبارك استيراد السلاح من روسيا بعد رحيل السادات في عام 1980، غير أن التعاون التسليحي بين البلدين لم يعد إلى مستواه العالي السابق. وأضافت، أن مصر الآن تبحث مع روسيا إبرام صفقات تسليحية تشمل طائرات مقاتلة من طراز "ميج29 أم"، ومنظومات دفاع جوي قريبة المدى وصواريخ مضادة للدبابات من نوع "كورنيت"، بقيمة إجمالية مقدارها 2 مليار دولار، ومن الممكن أن تقدم السعودية مساعدة مالية إلى مصر لتمويل شراء السلاح الروسي. وفي سياق متصل، قال السفير عزت سعد، سفير مصر الأسبق في روسيا، إن التعاون المصري الروسي في المجال العسكري موجود منذ وقت طويل إلا أنه زاد في السنوات الأخيرة، لافتاً إلى أن 40% من السلاح الموجود لدى القنوات المسلحة ذو منشأ سوفييتي، وأنه يتم حتى الآن استيراد قطع غيار من روسيا. قلق أمريكي أثارت الزيارة الحالية لمدير المخابرات العسكرية الروسية، الجنرال فيكسلاف كوندراسكو، للعاصمة المصرية القاهرة، التساؤلات حول مغزاها ودلالاتها في هذا التوقيت الذي تمر فيه العلاقات الأمريكية - المصرية بحالة من التوتر جراء دعم واشنطن لجماعة الإخوان المسلمين، وتردد إدارة أوباما في الاعتراف ب"ثورة30 يونيو ووقف إمداد مصر بصفقة طائرات ودبابات وصواريخ أمريكية كانت مقررة سلفاً. وفي سياق متصل، أبدى عدد من نواب الكونجرس الأمريكي قلقاً متزايداً من دخول روسيا على خط العلاقات المتدهور مع مصر، ومحاولة موسكو توظيف الأزمة لصالحها وتنمية علاقاتها بمصر على حساب الولاياتالمتحدة ما يكبّد الأخيرة خسائر إستراتيجية بالمنطقة. وكان الجنرال كوندراسكو قد وصل القاهرة قادماً من موسكو على رأس وفد عسكري وأمني في زيارة لافتة لمصر تستغرق عدة أيام، يلتقي خلالها عدداً من القادة العسكريين والأمنيين وعلى رأسهم وزير الدفاع القائد العام للقوات المسلحة المصرية الفريق أول عبدالفتاح السيسي لبحث سبل دعم علاقات التعاون بين البلدين في مجالات التدريب والتسليح وتبادل المعلومات، حسب مصادر مطلعة. وأوضح الخبير العسكري اللواء حسام سويلم، المدير الأسبق لمركز الأبحاث الإستراتيجية للقوات المسلحة،في حينها، أن زيارة الجنرال الروسي هي للوقوف على مطالب مصر بخصوص التسليح واستكشاف الاحتياجات المصرية من السلاح الروسي لسد الفراغ الناجم عن التنصل الأميركي من إمداد مصر بالسلاح ووقف المعونات العسكرية. وتابع سويلم أن الزيارة تهدف أيضاً إلى تمهيد الأجواء إلى زيارة مرتقبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى مصر. وأضاف، أنه يتوقع قدوم لجان روسية ومسؤولين آخرين ضمن جهود الإعداد لزيارة بوتين. وقال، إن هذه الزيارة مثّلت إزعاجاً للولايات المتحدةالأمريكية وعليه قررت إيفاد وزير خارجيتها جون كيري لزيارة مصر لاحقاً في محاولة منها لاحتواء تبعات أزمة قطع الإمدادات العسكرية والتأكيد على أنه قطع مؤقت وتفويت الفرصة على الروس للحلول مكانها. ومن جانبه، أشار د.نشأت الديهي، أستاذ العلوم السياسية رئيس مركز دراسات الثورة، إلى أن زيارة رئيس المخابرات الروسي لمصر جاءت رد فعل لعدة زيارات قامت بها وفود شعبية مصرية لروسيا مؤخراً، وكانت بمثابة إشارة إلى أن مصر تتجه الآن صوب المعسكر الشرقي لإحياء العلاقات الروسية المصرية، ما يمثّل تلويحاً لأميركا بأن القاهرة تستطيع إعادة رسم علاقاتها الدولية مرة أخرى. وأضاف، أن لقاء الجنرال الروسي مع قيادات وزارة الدفاع المصرية يؤكد على تحالف استراتيجي عسكري، مشيراً إلى أن العلاقات المصرية الروسية تاريخية، فضلاً عن أن روسيا دائماً هي البديل والصديق الصدوق لمصر منذ فترة الستينات. وأوضح، أن روسيا تمثل فرصة إستراتيجية لمصر، كما أن مصر أيضاً بديلاً استراتيجياً جديداً لروسيا في الشرق الأوسط بعد ضعف موقفها في سوريا من جراء الثورة ضد نظام بشار الأسد. وختم بأن زيارة الجنرال الروسي لمصر قد تربك الحسابات الأمريكية، لاسيما أن روسيا عضو تجمّع"بركس" الذى يضمّها مع البرازيل والصين والهند وجنوب إفريقيا، وهو تجمّع اقتصادي يهدف أساساً لمواجهة التسلط الأميركي الغربي على التجارة الدولية. السيسي يشيد بالعلاقات أشاد وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي بما وصفه ب "عهد جديد" في العلاقات المصرية الروسية، خلال استقباله نظيره الروسي سيرجي شايجو ضمن وفد رفيع المستوى، وسط أنباء عن صفقة أسلحة روسية للجيش المصري تفوق قيمتها ملياري دولار. والتقى السيسي شايجو، بالتزامن مع اجتماع لوزيري الخارجية المصري نبيل فهمي والروسي سيرجي لافروف. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية أن السيسي أبلغ نظيره الروسي بأن الزيارة "تطلق إشارة التواصل الممتد للعلاقات الإستراتيجية التاريخية من خلال بدء مرحلة جديدة من العمل المشترك والتعاون البناء المثمر على الصعيد العسكري". وفي مؤتمر صحفي مشترك مع لافروف بعد انتهاء اللقاء، قال فهمي، إن وزيري الدفاع بحثا التعاون العسكري بين البلدين، مشددا على أهمية الزيارة. وأضاف، أن توقيت الزيارة له "دلالات مهمة ونتطلع لتعاون مثمر"، مشيرا إلى أن المباحثات تناولت ملف الأزمة السورية وعملية السلام في الشرق الأوسط. من جهته، شدد لافروف على دعم موسكو لجهود السلطات المصرية للمضي في خريطة الطريق في البلاد، مؤكدا على استعداد بلاده لتقديم المساعدة في كافة المجالات. وتجدر الإشارة أن المباحثات تمت على خلفية جمود في العلاقات بين الحكومة المصرية وواشنطن عقب إطاحة الجيش المصري بالرئيس السابق محمد مرسي، وهو من أبرز زعماء الإخوان المسلمين. وقرر الرئيس الأمريكي براك أوباما بتعليق مساعدات عسكرية لمبلغ 1,3 مليارات دولار ما أجبر الدول الأوروبية إلى إلغاء عدد البرامج الاقتصادية والعسكرية المهمة لمصر. ويشير المحللون السياسيون في الشرق الأوسط إلى أن المباحثات المصرية الروسية هي نوع من الرد المصري على القرار الأمريكي ولكن هناك إمكانية اتخاذ الخطوات الحقيقية على طريق التعاون مع روسيا. تهتم مصر بتعديل سد أسوان العالي الذي تم إنشائه بمساعدة الإتحاد السوفيتي وكذلك بمشاركة الشركات الروسية في بناء السكك الحديدية والمنشآت الصناعية الأخرى بالإضافة إلى استعادة إمداد الأسلحة والمعدات العسكرية الروسية إلى مصر. بوتين يعلن دعمه أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن دعمه ودعم روسيا الاتحادية الكامل لمصر ولإدارتها الانتقالية التي تمثل إرادة الشعب المصري في أعقاب ثورة 30 يونيو المجيدة، على حد قوله. وذكرت رئاسة الجمهورية، في بيان رسمي أوردته وكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم، أن الرئيس بوتين أوضح في اتصال هاتفي مع المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية أنه تلقى تقريراً من سيرجي لافروف وسيرجي شويجو وزيري خارجية ودفاع روسيا الاتحادية حول نتائج زيارتهما الأخيرة إلى مصر. وأوضحت الرئاسة أن بوتين أكد اهتمام بلاده بتطوير العلاقات الثنائية المصرية الروسية في شتى المجالات، بما في ذلك البنية التحتية والاقتصاد والاستثمار والتجارة والتصنيع والتعاون الأمني والعسكري. وأشارت إلى أن الرئيس الروسي أعرب عن أمله في أن تستعيد العلاقات المصرية الروسية زخمها وتميزها، في إطار من الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، معرباً عن تطلعه لاستمرار التواصل المباشر مع الرئيس عدلي منصور. وأوضح الرئيس منصور خلال الاتصال مع نظيره الروسي أن مصر "المستقلة القرار" ما بعد 30 يونيو، حريصة على الانفتاح في علاقاتها الخارجية، وعلى أن تكون لديها علاقات ثنائية قوية مع كل الأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي. وشدد على أن "حرصنا على الانفتاح في علاقاتنا الخارجية، بما في ذلك مع روسيا الاتحادية، لن يكون على حساب علاقات مصر مع أي أطراف أخرى". ووجه الرئيس منصور الدعوة للرئيس الروسي لزيارة مصر، مؤكداً على أن مصر تبادل روسيا الحرص والرغبة في تنمية العلاقات الثنائية في شتي المجالات، وأن تستعيد تلك العلاقات تميزها وخصوصيتها بما يليق بمكانة البلدين وثقلهما الإقليمي والدولي ويتناسب مع التحديات المستقبلية وتطلعات الشعبين. وأشاد بالمواقف التاريخية الروسية المختلفة المساندة والداعمة لمصر وإرادة شعبها في لحظات فارقة من التاريخ المصري المعاصر، والإرث الإيجابي الذي تركه الاتحاد السوفيتي السابق لروسيا الاتحادية في نفوس المصريين، على حد وصفه.