جاءت جلستي في الطائرة المتجهة إلي أبو ظبي بجانب الشاب الإماراتي صقر الذي كان في زيارة لمصر وامتد بيننا حديث امتد من القاهرة وحتى. العاصمة الإماراتية.. قال لي صقر إنهم في الإمارات يعشقون مصر فهي الشقيقة وهي الامتداد والعمق الاستراتيجي ولو ضاعت مصر، وخاصة بعد العراق، ضاع العرب.. وأضاف صقر إن حكيم العرب الشيخ زايد بن سلطان آلِ نهيان أوصى أبناء الإمارات بمصر .. وقال: " نهضة مصر نهضة للعرب كلهم، وأوصيت أبنائي بأن يكونوا دائماً إلى جانب مصر".. والشيخ زايد هو الذي قال إن البترول العربي لن يكون أغلى من الدم العربي وذلك حينما أعلن القرار التاريخي بوقف النفط للغرب في حرب أكتوبر.. وكانت وقفته مع مصر وبناء مصر على كافة الأصعدة.. وهكذا كان حكيم العرب سندا قويا لأبناء المحروسة وانتقلت هذه المحبة إلى أبنائه..وأصبحت مصر في قلب كل إماراتي.. وتبدو أبو ظبي عاصمة اتحاد دولة الإمارات من الجو أنيقة وراقية .. ومطارها رائع.. ويكثر فيه العاملون الأجانب وينتشر استخدام اللغة الإنجليزية.. وفي شوارعها الخالية من التلوث أحدث السيارات والتي تلتزم بالقانون والسرعات المحددة وفي الطرقات خط طولي لا تتجاوزه السيارات .. فهذه الحارة محددة للإسعاف وسيارات الشرطة.. ويوجد في الإمارة العديد من أبناء الجنسيات الأجنبية وخاصة من الهند وباكستان لذلك يكثر استخدام اللغة الأجنبية.. والتقيت في بهو الفندق الذي نزلت فيه عددا من أبناء الإمارات .. وكان سؤالهم الأول وبلهفة.. كيف مصر ؟ وكيف أحوالها حاليا؟ وحدثني عدد من العاملين بمركز الإمارات للدراسات السياسية والإستراتيجية عن العديد من الدراسات والبحوث التي توقعت ما حدث في منطقة الشرق الأوسط فيما أطلق عليه إعلاميا الربيع العربي.. وهنا يطرح السؤال نفسه .. وأين صناع القرار من ذلك؟ وأيضاً أين وسائل الإعلام من هذه البحوث والدراسات الهامة؟ وسوف نتابع خلال الأيام المقبلة فعاليات احتفالات المركز بمرور عشرين عاما على انطلاقه.. فضلا عن تسليط الضوء على أبرز البحوث والدراسات التي أجراها ويجريها حول استشراف مستقبل المنطقة .. إضافة إلى رصد صورة الحياة في دولة الإمارات الشقيقة..