اشتبك المئات من البدو وأنصارهم مع القوات الإسرائيلية السبت 30 نوفمبر في احتجاجات علي خطة الحكومة الرامية لإخراج 40 ألف بدوي يعيشون في منطقة النقب بجنوب إسرائيل من قراهم بالقوة. ولم تثر الخطة غضب البدو وحدهم بل دفعت الكثير من شبان عرب إسرائيل إلي ربطها بالاحتلال الإسرائيلي للقدس الشرقية والضفة الغربية ومن ثم بدأت مطالباتهم تركز بشكل أكبر على إقامة دولة فلسطينية. وأصاب الشلل قلب مدينة حيفا المطلة على البحر المتوسط بشمال إسرائيل إثر نشوب مصادمات بين المئات من عرب إسرائيل وعشرات الأفراد من قوات الأمن. وأطلقت الشرطة قنابل الصوت ومدافع المياه على الشبان الذين قطعوا طريقا رئيسيا وهتفوا قائلين "بالروح بالدم نفديك يا فلسطين." وتظاهر أكثر من ألف شخص في أكبر تجمع للمحتجين ببلدة حورة في صحراء النقب الإسرائيلية. وألقي المتظاهرون الحجارة علي الشرطة التي استخدمت الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت ومدافع المياه. وقال شهود عيان إن عددا من المتظاهرين أصيبوا في الاشتباكات. وقال متحدث باسم الشرطة الإسرائيلية إنها ألقت القبض علي 28 شخصا علي الأقل في حيفا وحورة فيما خضع نحو 15 ضابطا مصابا للعلاج. ومن المقرر أن يجري الكنيست الإسرائيلي قبل نهاية العام تصويتا نهائيا علي مشروع قانون يقضي بنقل 40 ألف بدوي من عدة قري "غير معترف بها" لدي السلطات الإسرائيلية إلي سبع بلدات بالقوة. ويقول البدو وغيرهم من عرب إسرائيل والفلسطينيين في الضفة الغربيةالمحتلة إن الخطة تعد عملية استيلاء علي أراض ينتفع منها اليهود علي حسابهم وتشير إلي عدم إحراز تقدم في أحدث جولة من محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين بدعم من الولاياتالمتحدة. وقال عطا ابو مديغم احد قيادات البدو إن المجلس البلدي لبلدة رهط يعارض الخطة وسيرفض نقل اي بدوي من القرى غير المعترف بها. وجرت مظاهرات أخرى قرب البلدة القديمة بالقدس الشرقية وفي بلدة عربية اخرى في وسط إسرائيل وفي منطقة متاخمة لمستوطنة يهودية في الضفة الغربية حيث استخدمت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين. وندد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالاحتجاجات. وقال إن "المحاولات التي تقوم بها أقلية تنتهج العنف والصخب لحرمان عدد كبير من السكان من مستقبل أفضل هي محاولات خطيرة. سنواصل تعزيز هذا القانون من اجل المستقبل الأفضل الذي سينعم به كل مواطني النقب." وتقول إسرائيل أنها ستعوض الكثير من البدو بأراض وأموال "وستنقلهم للقرن الحادي والعشرين" من خلال تحسين مستويات معيشتهم بشكل كبير. ويعيش غالبية عرب إسرائيل وعددهم 1.6 مليون شخص في مدن وبلدات صغيرة في الشمال والوسط. لكن 200 ألف من البدو يعيشون في الصحراء الجنوبية نصفهم في بلدات أقامتها الحكومة والنصف الآخر في 42 قرية عشوائية بدون مياه صالحة للشرب أو كهرباء أو صرف صحي. وتقول جماعات الحقوق المدنية أن على الحكومة تطوير هذه القرى بدلا من البلدات التي يتم إجبار البدو على الانتقال إليها. وأدانت الوكالة الحكومية المسئولة عن خطة إعادة توطين البدو هذه الاحتجاجات. وقالت في بيان "المتطرفون والكثير منهم ليسوا من البدو اختاروا تحويل النقاش المفتوح عن قضية اجتماعية وإنسانية محضة إلى مواجهة وربطوها زيفا بالقضية الفلسطينية." وقالت الناشطة الفلسطينية وعد عياش إنهم يحتجون على الخطة المعروفة باسم خطة برافر التي ستؤدي إلى نقل سكان من قراهم بالنقب مشيرة إلى أن الاحتجاجات في مختلف أنحاء الأراضي الفلسطينية وفي دول غربية.