ما بين حالات القلق واضطرابات النوم ونوبات الاكتئاب يعيش المصريون أزمات نفسية من جراء الأحداث المتلاحقة بعد الثورة فضلا عن وجود ما يقرب من مليون مريض فصام و 8 مليون مصاب بالاكتئاب.
ولكن يظل العلاج النفسي فى مصر أشبه بالوصمة رغم أهميته فى حياتنا ولتغيير هذا المفهوم الخاطىء تتبنى مجموعة من الأطباء المتخصصين فى الأمراض النفسية والطب الطبيعى والتأهيل منظومة متكاملة لنشر التوعية بأخطار المرض النفسى فى المجتمع كله وإمكانية تجنبه وكيفية التعامل مع ضحاياه بصورة عصرية متطورة .
جاء ذلك فى افتتاح أكبر مستشفى نفسى فى مصر والعالم العربى يقدم خدماته لجميع المراحل العمرية من الأطفال والمراهقين وحتى كبار السن وبأسعار تناسب الطبقة المتوسطة والعليا حسبما أكد اللواء قدرى الزهيرى رئيس مجلس أمناء المستشفى . وإيمانا برسالة الطب تجاه المجتمع يقوم الخبراء المتخصصون بتدريب الأطباء من مختلف المحافظات على تقديم أفضل خدمة صحية للمرضى فى مجال العلاج والتأهيل النفسى والبدنى .
وأشار د. عبد الناصر عمر أستاذ الطب النفسى بكلية طب عين شمس أنه لا يوجد سن أو وظيفة محصنة ضد الكروب النفسية ، ولكن لأن الإنسان عدو ما يجهل فإنه يخشى اللجوء في كثير من الأحيان للطبيب النفسي ويعتبرها وصمة ،وهو مفهوم خاطئ منتشر بين المصريين وبصورة أكبر في الدول العربية.
ويعتبر د. عمر فقدان الشخص الاستمتاع بما يفعله وتأثر أدائه الاجتماعى والوظيفى جرس انذار يستدعى عرضه على الطبيب.
وأوضحت د.هالة حماد المتخصصة فى الطب النفسى للأطفال والمراهقين أن مفاهيم التربية الخاطئة بأسلوب جدتى واستخدام العنف والكلمات القاسية وخاصة أثناء فترة الدراسة تسبب مشاكل نفسية للصغار والمراهقين حتى أن الاكتئاب قد يحدث عند سن 8 أو 9 سنوات . ولهذا تقوم بإعطاء محاضرات توعية مجانية للآباء والأمهات سواء من خلال ندوات بالمستشفى أو النوادي لنشر ثقافة التعامل الصحى مع الأبناء.
وقالت د. دينا زقلمة استشاري علم النفسي الأكلينيكي أن هناك برامج متخصصة فى علاج الكروب النفسية تمتد من 3 أيام لأسبوع للأصحاء الذين يعانون أعراض نفسية لتعليمهم كيفية التعامل مع التوتر وتجنبه ومدى خطورته فى تحويل الشخص لمريض نفسى.. وتتنوع أساليب العلاج كالرسم والموسيقى و الاسترخاء لأن الدواء وحده لايكفى للخروج من الأزمات النفسية.
وأكدت د. عبير الزهيرى استشارى الطب الطبيعى والروماتيزم والتأهيل أن التعامل مع المعاقين يعكس مدى حضارة الأمم طبقا لرؤية منظمة الصحة العالمية ، ولهذا فان التأهيل النفسى والبدنى يحسن نوعية الحياة وكلاهما يعد مكملا للآخر لزيادة القدرات الوظيفية للمريض أو المعاق والوصول به لأقصى درجات الاعتماد على النفس خاصة أثناء ممارسته للأنشطة اليومية.