طوابير طويلة تجمع السيدات والرجال والأطفال يحلمون بالحصول السريع على الخبز المدعم ..أشخاص يتركون مصالحهم الشخصية، هدفهم واحد وطريقهم واحد وهو الحصول على خبز اليوم.. وفي جولة لبوابة أخبار اليوم في شوارع بعض المدن الشعبية، وجدنا طوابير منتظرة ساعات طويلة تكثر بها المشاجرات يعلو بها صوت النداء المطالب بالحصول على الخبز.. بل وكثرة الرشاوى.. و أكدت إحدى السيدات أن بعض العاملين بمخابز الخبز المدعم يطلبون من الأشخاص بعض "الرشاوى" لكي يحصلون على الخبز المدعم بطريقة أسرع.. مضيفة أن تلك الرشاوي ربما تكون "زجاجة مياه باردة، أو مياه غازية، أو وجبة فطار لهم متمثلة في ساندوتش فول أو غيره"!!!.. وذلك هو ما أكده الحاج محمد البالغ من العمر 51 عاماَ، مضيفاً أنه لكي يحصل على الخبز الكافي له ولأفراد عائلته المكونة من 6 أفراد لابد من أن يأتي صباح كل يوم وينتظر أكثر من 60 دقيقة، في طوابير طويلة ولذلك لعدم استطاعته شراء الخبز الغير المدعم.. وعبر الحاج محمد عن شدة حزنه بسبب سرقة أصحاب الأفران للدقيق المدعم الذي توفره لهم وزارة التموين، مؤكداً ان تلك السرقة تسببت في قلة تواجد الخبز بمنافذ البيع، مضيفاً أنه كل 30 دقيقة تأتي عربة توزيع الخبز لمنفذ البيع وعليها 40 رغيفاً تكفي لحاجة أربعة مواطنين فقط، وذلك عكس القانون فمن المفترض أن تأتي في كل مرة وعليها أكثر من 100 رغيف. وأكد مصطفى البالغ من العمر 23 عاماً، أن منافذ البيع تبدأ عملها متأخرة جدا مخالفة لمواعيد عملها الرسمية المفترضة من الساعة السادسة ونصف صباحاً، مضيفاً أن ذلك التأخير يكاد يصل إلى 4 ساعات، بالرغم من ان منافذ بيع الخبز المدعم تعمل في اليوم 9 ساعات، من الساعة السادسة ونصف صباحاً إلى الساعة الثالثة مساءاً. وبسؤال المتواجدين بمنفذ بيع الخبز المدعم عن مدى جودته، أكدوا أنه في بعض الأحيان لا يصلح لتناوله وذلك بسبب تواجد أخشاب صغيرة بداخله، أو ورق، أو زلط صغير، ولكنهم مجبرين على شرائه بسبب عجزهم عن شراء الخبز السياحي.. مطالبين في نداء استغاثة مباحث التموين بإجراء حملات تفيشية على منافذ بيع الخبز بصفة مستمرة حتى لا يتيح ذلك الفرصة لأصحاب المخابز للسرقة..