تسببت أزمة الأسمدة الشتوية في أزمة جديدة لدى قطاع كبير من الفلاحين بمحافظة الغربية. وانتشرت الأسمدة في السوق السوداء بأسعار مرتفعة في ظل غياب تام للرقابة الحكومية عليها وهو ما دفع المزارعون للمطالبة بسرعة توفير احتياجات الموسم الشتوي بشكل كامل ودفعة واحدة، وتوفير مخزون إستراتيجي منها في الجمعيات الزراعية لكي لا تذبل زراعاتهم. وقال خليل محمد مزارع بقرية ميت هاشم بسمنود: "أسعار الأسمدة بالسوق السوداء في ارتفاع، خاصة اليوريا والنترات، مما يهدد محاصيل الموسم الشتوي، ووصل سعر شيكارة الأسمدة إلى 150 جنيهًا لليوريا بدلا من 75 جنيهًا، و160 جنيهًا للنترات بدلا من 70 جنيهًا، لعدم توافر المعروض داخل الجمعيات الزراعية". وطالب عدد من المزارعين، بإعادة توزيع الأسمدة عن طريق بنك التنمية الزراعي بدلا من الجمعيات، مشيرين إلى أن توزيع الأسمدة عن طريق الجمعيات خلق سوقا سوداء. وقال أهالي قرية بلتاج التابعة لقطور أنهم تقدموا بشكاوى كثيرة إلى المسئولين ولكنهم لم يحصلوا إلا على وعود كاذبة، في الوقت الذي أرجع المسئولون عن الزراعة أسباب الأزمة إلى توقف بعض الشركات التي تورد الأسمدة عن العمل، وتحاول البحث عن شركات جديدة للتوريد. وقال محيي النادي "يعاني الفلاح من نقص شديد في كميات الأسمدة التي يحصل عليها من الجمعيات الزراعية والتي تقوم بصرف شيكارتين فقط للفدان الواحد وهذا لا يكفي في الوقت الذي يحتاج فيه فدان محصول الأرز إلى 4 و 5 شكائر مما يضطر المزارع من شراء باقي احتياجاته من السوق السوداء بسعر 150و170 جنيها للشيكارة الواحدة في حين أن سعرها الرسمي 70 جنيها. وأضاف عبد الرحمن عبده "فلاح"، "أصبحت الأسمدة مشكلة كبيرة الآن بعد أن حددت وزارة الزراعة شيكارتين للفدان الواحد من الجمعيات الزراعية وهذا لا يكفى حيث أن الفدان يحتاج على الأقل ل4 و5 شكائر وهذا يضطرنا إلى شرائها من السوق السوداء في حين أن ثمن الشيكارة في الجمعيات 75 جنيها مقابل 175 جنيها في السوق السوداء أي بأزيد 100 جنيه للشيكارة الواحدة وهذا يكون عبئا علينا خاصة في ظروف أزمة مياه الري . وتجمهر المزارعون بسبب الأزمة أمام الجمعيات الزراعية اعتراضا على سياسة وزير الزراعة وزيادة الأعباء عليهم وتهديد زراعة المحاصيل وقلة إنتاجية الفدان الذي يأتي عليهم بالخسارة الكبيرة.